قوّة الإرادة عند سيّد الشهداء (عليه السلام)

إنَّ قوّةَ الإرادةِ وصلابةَ العَزْمِ والتصميمِ مِنَ الصفاتِ الذاتيّةِ لسيّدِ الشهداءِ (عليه السلام)، وقد ورثَ ذلك مِن جَدِّهِ المصطفى (صلى الله عليه وآله)، الذي وقفَ صامدًا وحدَهُ أمامَ قوى الشرِّ التي هبَّتْ لتمنعَهُ مِن تبليغِ رسالةِ السماءِ، وكذلكَ كانَ حالُ سِبْطِهِ الشهيدِ (سلام الله عليه) الذي جابَهَ الحُكْمَ الأُمَويَّ الفاسدَ، فأعلنَ بلا تردّدٍ رَفْضَهُ لبيعةِ يزيدَ الفاجرِ، وانطلقَ معَ قلّةِ النَّاصرِ إلى ساحاتِ الجهادِ؛ ليرفعَ كلمةَ الحَقِّ، ويدحضَ كلمةَ الباطلِ، ولم يحفلْ بذلكَ الجيشِ المارِقِ، وأعلنَ عن عزمِهِ وتصميمِهِ بكلمتِهِ الخالدةِ قائلاً: "إِنِّي لاَ أَرَى اَلْمَوْتَ إِلاَّ سَعَادَةً، وَ اَلْحَيَاةَ مَعَ اَلظَّالِمِينَ إِلَّا بَرَماً" وانطلقَ معَ الأسرةِ الكريمةِ مِن أهلِ بيتِهِ ومعَ أصحابِهِ إلى ميدانِ الشرفِ والمَجْدِ؛ لِيَرْفَعَ رايةَ الإسلامِ الحقيقيِّ، ويُحَقِّقَ للأُمَّةِ أعظمَ انتصارٍ وفَتْحٍ.
لقد نالَ الإمامُ الحسينُ (عليه السلام) الشهادةَ، وهو مِن أقوى النَّاسِ إرادةً، وأمضاهُم
عزيمةً وتصميمًا، غيرَ حافلٍ بما عاناهُ مِنَ الكوارثِ، التي تُذْهِلُ العقولَ وتُحَيِّرُ الألبابَ.
(منقول بتصرّف).
1