فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

يشترِكُ النّاسُ في كونِهِم يجهلونَ أكثرَ ممّا يعلمونَ، وهذهِ حقيقَةٌ تنسَجِمُ معَ طبيعَتِهِم البشريّةِ؛ فيُولَدونَ لا يعلمونَ شيئاً ثُمَّ يكتسبونَ العِلمَ شيئًا فشيئًا، وعليهِ فليسَ مِنَ الإنصافِ التعامُلُ معَ النّاسِ جميعَهُم على مُستوىً واحِدٍ؛ ووضعُهُم بأجمَعِهِم في ميزانِ مُحاسَبَةٍ ثابِتٍ؛ فلابُدَّ مِنَ النَّظَرِ والتدقيقِ بِما هُم عليهِ مِن ناحيةِ العِلمِ والجَّهلِ؛ لأنَّ العِلمَ هُوَ مِعيارٌ نُميّزُ عِبَرهُ سلامةَ التفكيرِ والسُّلوكِ، بينَما الجَّهلُ هُوَ مِعيارٌ نُميّزُ مِنْ خِلالِهِ ضَحالةَ تفكيرِ أهلِ الجَّهلِ ووُقوعَهُم في مشاكِلَ مُختَلِفَةٍ وكثيرةٍ، وقَد وردَ عَنِ النَّبيِّ الأكرَمِ-صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- والعِترَةِ الطاهِرَةِ-عليهِمُ السَّلامُ- أحاديثَ تُبيِّنُ صِفاتِ الجاهِلِ وعاقبةَ مُصاحَبَتِهِ ونِهايةَ العَلاقَةِ معَهُ:

مِنْ بعضِ الصِّفاتِ البارِزَةِ على أخلاقِ الجاهِلِ هُوَ ادِّعائهُ المعرفةَ والعِلمَ في كُلِّ ما يُسألُ عَنهُ، ويحكُمُ على الأمورِ والأشخاصِ بصورَةٍ ارتجاليّةٍ مِنْ دونِ دراسَةٍ ومَعرِفَةٍ، وتَراهُ يُنكِرُ على الآخرينَ مِن دونِ وَعيٍ لما يَقصُدونَ؛ قالَ الإمامُ الصَّادِقُ -عليهِ السَّلامُ-: (مِنْ أخلاقِ الجاهِلِ الإجابةُ قبلَ أنْ يسمَعَ، والمُعارَضةُ قبلَ أنْ يفهَمَ، والحُكمُ بِما لا يَعلَمُ).

تـُعتـَبر العـَلاقَةُ معَ الجاهِلِ مُتـعِـبةً ومُضـنِيَـةً؛ لِـما يظهَرُ على سُلوكِهِ مِنْ أفـعالٍ مُـتناقِضَةٍ وتصرُّفاتٍ أنانيّـةٍ؛ سُئلَ رسولُ اللِه -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- عَنْ أعلامِ الجاهِلِ –أيْ صِفاتِهِ البارِزَةِ- فقال: (إنْ صَحِبتَهُ عَنَّاكَ، وإنْ اعتزلتَهُ شَتَمَكَ، وإنْ أعطاكَ مَنَّ عليكَ، وإنْ أعطَيتَهُ كَفَرَكَ، وإنْ أَسْرَرْتَ إليهِ خَانَكَ).

يـمـيلُ الجاهِـلُ إلى الظُّلمِ وتَعدّي الحُدودِ وسَلبِ الحُقوقِ فَمِنَ المصائِبِ مُعاشَرَةُ الجاهِلِ، قالَ رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (صِفَةُ الجاهِلِ: أنْ يَظلِمَ مَنْ خالَطَهُ، ويَتَعَدّى على مَنْ هُوَ دُونَهُ، ويتطاوَلَ على مَنْ هُوَ فَوقَهُ، كلامُهُ بِغَيرِ تَدَبُّرٍ...)

كُلُّ مَنْ اتَّخَذَ الجاهِلَ صَديقاً فإنّهُ سيواجِهُ المشاكِلَ والمَتاعِبَ ورُبّما يَقَعُ في الفَجائعَ، قالَ الإمامُ عليٌّ -عليهِ السَّلامُ-: (صَديقُ الجاهِلِ مُعَرَّضٌ للعَطَبِ).

لا يلتَزِمُ الجاهِلُ بمعيارٍ واضِحٍ ومُحَدَّدٍ ومَحمودٍ، وإنّما هُوَ يتقلّبُ بِحَسبِ هواهُ ومِزاجِهِ ما بينَ إفراطٍ وتَفريطٍ، يقولُ الإمامُ عليٌّ -عليهِ السَّلامُ-: (لا تَرى الجاهِلَ إلّا مُفْرِطاً أو مُفَرِّطاً).