
أمر الإسلام بإعطاء المحبة والمودة والرحمة للطفل الذي هو بأمس الحاجة إلى ذلك، لما لهذا من تأثير كبير في نمو الطفل نموا سليما، وتكامل شخصيته.
واعتبر ذلك من العبادات التي يثاب عليها الوالدان.
فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
(نظر الوالد إلى ولده حبا له عبادة).
ولأهمية هذه العلاقة في بناء العائلة الواحدة فقد أولى الإمام علي (عليه السلام) هذه العلاقة أهمية كبيرة. ونذكر فيما يلي نماذج من توجيهات الإمام (عليه السلام) لبناء علاقة سليمة بينهما في جو واحد تسوده المحبة منها:
أولا: أن يحسن اسمه، ويحسن أدبه، وأن يعلمه القرآن.
يقول (عليه السلام):
(حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن).
ثانيا: التربية والتأديب في الصغر:
أجمع الباحثون والمحققون على أن للتربية في سن الطفولة دورا كبيرا في بناء شخصية الإنسان وتكوين صفاته؛ لأنها كالأرض الخالية بالنسبة إلى الفلاح، فعلى طبق ما يزرع تكون نتيجة الحصاد.
ففي وصيته (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام) يشير الإمام إلى مضمون هذا الكلام حيث يقول:
(إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك).
ثالثا: تعليمه ثقافة أهل البيت (عليه السلام):
قال (عليه السلام):
(علموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به، لا تغلب عليهم المرجئة برأيها).
فبعض الفرق المنحرفة كانت تعمل على صرف أفكار المسلمين. وهذا الحديث يوجه الآباء والأمهات إلى تثقيف أبنائهم بالأحاديث والروايات المأثورة عن النبي وأهل بيته (عليهم السلام) لئلا تستغل هذه الفرق الفراغ الفكري والتربوي لدى الأولاد.