x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

عمّار (رض) يحرّض على الجهاد في صفّين.

المؤلف:  الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.

المصدر:  عمّار بن ياسر.

الجزء والصفحة:  ص 213 ـ 216.

2023-11-04

650

قام عمّار (رض) يوم صفّين فقال: انهضوا معي عباد الله إلى قوم يزعمون أنّهم يطلبون بدم ظالم إنّما قتله الصالحون المنكرون للعدوان، الآمرون بالإحسان، فقال هؤلاء الذين لا يبالون إذا سلمت دنياهم ولو درس هذا الدين لم قتلتموه؟ فقلنا: لإحداثه. فقالوا: انّه لم يحدث شيئاً! وذلك لأنّه مكّنهم من الدنيا، فهم يأكلونها ويرعونها، ولا يبالون لو انهدمت الجبال. والله ما أظنّهم يطلبون بدم، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحلوها واستمرؤها، وعلموا أنّ صاحب الحق لو وليهم لحال بينهم وبين ما يأكلون ويرعون منها. إنّ القوم لم يكن لهم سابقة في الإسلام يستحقون بها الطاعة والولاية، فخدعوا أتباعهم بأن قالوا: قتل إمامنا مظلوماً، ليكونوا بذلك جبابرة وملوكاً، تلك مكيدة قد بلغوا بها ما ترون. ولولاها ما بايعهم من الناس رجل. اللهمّ إن تنصرنا فطالما نصرت، وإن تجعل لهم الأمر، فادّخر لهم بما أحدثوا لعبادك العذاب الأليم.

ثم مضى، ومضى معه أصحابه، فدنا من عمرو بن العاص فقال: يا عمرو، بعت دينك بمصر، فتبّاً لك وطالما بغيت للإسلام عوجاً.

ثم حمل عمّار وهو يقول:

صدق الله وهو للصدق أهلٌ *** وتعالى ربي وكان جليلاً

ربّ عجل شهادةً لي بقتل *** في الذي قد أحب قتلاً جميلاً

مقبلاً غير مدبرٍ إنّ للقتل *** على كلّ ميتةٍ تفضيلاً

انّهم عند ربهم في جنانٍ  *** يشربون الرحيق والسلسبيلا

من شراب الأبرار خالطه المســك  *** وكأساً مزاجها زنجبيلاً (1)

ثم قال: اللهم أنت تعلم أنّي لو أعلم أنّ رضاك في أن أقذف بنفسي في هذا البحر، لفعلت! اللهم إنّك تعلم أنّي لو أعلم أنّ رضاك أن أضع ضبّة سيفي في بطني ثم أنحني عليه حتى يخرج من ظهري، لفعلت، اللهم إنّي أعلم ممّا علمتني إنّي لا أعمل عملاً صالحاً هذا اليوم هو أرضى من جهاد الفاسقين، ولو أعلم عملاً هو أرضى لك منه لفعلته. ونادى عمّار بن ياسر عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له: بعت دينك بالدنيا من عدو الله وعدو الإِسلام معاوية؟ وطلبت هوى أبيك الفاسق!؟ فقال: لا، ولكن أطلب بدم عثمان الشهيد المظلوم. قال: كلا، أشهد على علمي فيك أنّك أصبحت لا تطلب بشيء من فعلك وجه الله وأنّك إن لم تقتل اليوم فستموت غداً، فانظر إذا أعطى الله العباد على نيّاتهم ما نيّتك؟

قال أسماء بن حكيم الغزاوي: كنّا بصفّين مع علي تحت راية عمّار بن ياسر ارتفاع الضحى، وقد استظللنا برداءٍ أحمر. إذ أقبل رجل يستقري الصف حتى انتهى إلينا فقال: أيّكم عمار بن ياسر؟ فقال عمار: أنا عمّار. قال: أبو اليقظان؟ قال: نعم قال: إنّ لي إليك حاجة، أفأنطق بها سرّاً أو علانيةً؟ قال: اختر لنفسك أيّهما شئت، قال لا، بل علانيةً، قال: فانطق. قال: إنّي خرجت من أهلي مستبصراً في الحق الذي نحن فيه لا أشك في ضلالة هؤلاء القوم وأنّهم على الباطل، فلم أزل على ذلك مستبصراً حتى ليلتي هذه، فإنّي رأيت في منامي منادياً تقدّم فأذّن وشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، ونادى بالصلاة، ونادى مناديهم مثل ذلك، ثم أقيمت الصلاة فصلّينا صلاةً واحدة، وتلونا كتاباً واحداً، ودعونا دعوةً واحدة، فأدركني الشك في ليلتي هذه فبت بليلةٍ لا يعلمها إلا الله تعالى، حتى أصبحت فأتيت أمير المؤمنين فذكرت ذلك له، فقال هل لقيت عمار بن ياسر؟ قلت: لا. قال: فالقه فانظر ماذا يقول لك عمّار فاتبعه، فجئتك لذلك، فقال عمار: تعرف صاحب الراية السوداء المقابلة لي؟ فإنّها راية عمرو بن العاص. قاتلتها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرات وهذه الرابعة، فما هي بخيرهنّ ولا أبرّهن، بل هي شرّهن وأفجرهنّ! ثم قال له عمّار: أشهدت بدراً وأحداً ويوم حنين، أو شهدها أبٌ لك فيخبرك عنها؟ قال: لا، قال: فإنّ مراكزنا اليوم على مراكز رايات رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدرٍ ويوم أحد ويوم حنين، وإنّ مراكز رايات هؤلاء على مراكز رايات المشركين من الأحزاب، فهل ترى هذا العسكر ومن فيه؟ والله لوددت أنّ جميع من فيه ممّن أقبل مع معاوية يريد قتالنا ـ مفارقاً للذي نحن عليه كانوا خلقاً واحداً فقطعته وذبحته! والله لدماؤهم جميعاً أحلُّ من دم عصفور؛ أفترى دم عصفور حراماً؟ قال: لا، بل حلالٌ. قال: فإنّهم حلال كذلك، أتراني بيّنت لك؟ قال: قد بيّنت لي، قال: فاختر أيّ ذلك أحببت!؟ فانصرف الرجل، فدعاه عمار ثم قال: أما إنّهم سيضربونكم بأسيافهم حتى يرتاب المبطلون منكم فيقولوا: لو لم يكونوا على حق ما أظهروا علينا، والله ما هم من الحق على ما يقذي عين ذباب والله لو ضربونا بأسيافهم حتى يبلغونا سعفات هجر(2)، لعرفتُ أنّا على حق وهم على باطل، وأيم الله لا يكون سلماً سالماً أبداً حتى يبوء أحد الفريقين على أنفسهم بأنّهم كانوا كافرين، وحتى يشهدوا على الفريق الآخر بأنّه على الحق وأنّ قتلاهم في الجنّة وموتاهم، ولا تنصرم أيام الدنيا حتى يشهدوا بأنّ موتاهم وقتلاهم في الجنّة، وأنّ موتى أعدائهم وقتلاهم في النار، وكان أحياؤهم على الباطل .

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صفّين: 320.

(2) هجر: نواحي البحرين.