x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

استشهاد عمّار (رض).

المؤلف:  الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.

المصدر:  عمّار بن ياسر.

الجزء والصفحة:  ص 225 ـ 228.

2023-11-10

837

صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قال لعمّار (رض): تقتلك الفئة الباغية وآخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن؛ ففي يوم من أيّام صفين استسقى عمّارٌ وقد اشتد به العطش، فأتته امرأة طويلة البدن ومعها إداوة فيها ضياح من لبن، فقال حين شرب: الجنةُ تحتَ الأسِنّة، اليوم ألقى الأحبّة، محمّداً وحزبه، والله لو ضربونا حتى يبلغونا سعفات هجر، لعلمنا أنّا على الحق وأنّهم على الباطل.

ثم حمل، وحمل عليه ابن حوّى السكسكي وأبو العادية، فأمّا أبو العادية فطعنه، وأمّا ابن حوّى فاحتز رأسه.

وكثر المتقرّبون بقتل عمار إلى معاوية وعمرو، فكان لا يزال الرجل يجيء إليهما فيقول: أنا قتلته، فيقول له عمرو: فما سمعتَه يقول؟ وكأنّ هناك كلمة سر ظلت مكتومةً في نفس هذا الشهيد العظيم لتدل على قاتله في آخر لحظات حياته كما تدل في نفس الوقت على عمق الهدف الذي استشهد من أجله، فكان الرجل منهم يخلط، فيعرف عمرو أنّه ليس هو القاتل. حتى أقبل ابن حوّى فقال: أنا قتلته! فقال عمرو: فما كان آخر منطقه ؟! قال: سمعته يقول: اليوم ألقى الأحبّة، محمداً وحزبه.

فقال عمرو: صدقت، أنت صاحبه، أمّا والله ما ظفِرَتْ يداك، ولقد أسْخطْتَ ربّك.

قال السدي: إنّ رجلين بصفّين اختصما في سلب عمّار وفي قتله، فأتيا عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: ويحكما أخرجا عنّي، فإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: "ما لقريشٍ ولعمّار، يدعوهم إلى الجنّة ويدعونه إلى النار، وقاتلهُ وسالبُهُ في النار". فلمّا سمع معاوية ذلك قال: إنّما قتله من أخرجه، يخدعُ بذلك طُغَام أهل الشام.

 

عتاب معاوية لعمرو بن العاص في شأن عمّار:

كان ذو الكلاع الحميري يسمع عمرو بن العاص يقول: إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يقول لعمّار تقتلك الفئة الباغية، وآخر شربك ضياح من لبن. يسمع ذلك من عمرو قبل أن يُصابَ عمّار فقال ذو الكلاع لعمرو: ويحك، ما هذا! قال عمرو: انّه سيرجع إلينا ويفارق أبا تراب. وقد كان عبد الله بن سُويد الحميريّ قال لذي الكلاع: ما حديثٌ سمعتَه من ابن العاص في عمّار؟ فأخبره فلمّا قتل عمار، خرج عبد الله ليلاً يمشي فأصبح في عسكر علي (عليه السلام) وكان عبد الله من عُبّاد أهل زمانه.

وكاد أهل الشام أن يضطربوا حين قُتل عمار، لولا أنّ معاوية قال لهم: إنّ علياً قتل عمّاراً؛ لأنّه أخرجه إلى الفتنة. وأرسل معاوية إلى عمرو، لقد أفسدتَ عليّ أهل الشام، أكلَّ ما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقوله؟! فقال عمرو: قلتُها ولستُ أعلم الغيب ولا أدري أنّ صفّين تكون، قلتُها وعمّار يومئذٍ لك وليٌّ، وقد رويتَ أنت فيه مثل ما رويتُ. فغضب معاوية وتنمّر لعمرو، وعزم على منعه خيرَه. فقال عمرو لابنه وأصحابه: لا خير في جوار معاوية؛ إن تجلّت هذه الحرب عنه لأفارقنّه! وكان عمرو حمي الأنف، قال في ذلك:

تعاتبني أن قلتُ شيئاً سمعتُهُ       

وقد قلتَ لو انصفتني مثله قبلي

أنعلُك فيما قلت نعل ثبيتةٌ 

وتزلق بي في مثل ما قلتُه نعلي

وما كان لي علم بصفّين أنّها     

تكون عمّار يحثّ على قتلي

ولو كان لي بالغيب عم كتمتها   

وكايدت أقواماً مراجلهم تغلي

أبى الله إلا أنّ صدرَك واغرٌ     

عليَّ بلا ذنب جنيت ولا ذحلِ

سوى أنني والراقصات عشية    

بنصرك مدخول الهوى ذاهل العقل

فلا وضعت عني حَصَانٌ قناعها

ولو حملت وجناء ذِعْلبةً رحلي

ولا زلت أدعى في لؤي بن غالبٍ       

قليلاً غَنَائي لا أمرُّ ولا أُحلي

إنّ الله أرخى من خناقك مرةً     

ونلت الذي رجيت ان لم أزر أهلي

واترك لك الشام التي ضاق رحبها      

عليك ولم يهنك بها العيش من أجلي

فأجابه معاوية على شعره:

الآن لما ألقت الحرب بركها      

وقام بنا الأمر الجليل على رجل

غمزتَ قناتي بعد ستين حجةٍ     

تباعاً كأنّي لا أمِرّ ولا أحلي

أتيتَ بأمر فيه للشام فتنةٌ  

وفي دون ما أظهرته زلة النعل

فقلت لك القول الذي ليس ضائراً

ولو ضرّ لم يضررك حملك لي ثقلي

فعاتبتني في كل يوم وليلةٍ

كأنّ الذي ابليك ليس كما ابلي

فيا قبّح الله العتاب وأهله  

ألم ترَ ما أصبحتُ فيه من الشغل

فدع ذا ولكن هل لك اليوم حيلة 

ترد بها قوماً مراجلهم تغلي

دعاهم عليٌّ فاستجابوا لدعوةٍ     

أحب إليهم من ثرى المال والأهل

إذا قلت هابوا حومة الموت أرقلوا       

إلى الموت إرقال الهَلُوكِ إلى الفحل (1)

 

__________________

(1) شرح النهج من صفحة 25 إلى 28.