1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التنمية البشرية :

الشخصية المبدعة

المؤلف:  إيهاب كمال

المصدر:  شفرة النجاح

الجزء والصفحة:  ص 168 ــ 171

2024-09-09

138

هل هناك مواصفات خاصة بالشخصية المبدعة؟

أن الذكاء مرتبط بالإبداع. إذن فالمبدع شخص ذكي.

أن الإبداع مرتبط بالقيم والأخلاق. إذن فالمبدع شخص يتحلى بالأخلاق الحميدة والقيم الإنسانية.

أن الإبداع يحتاج إلى العمل الدؤوب والمتواصل. إذن، فالمبدع شخص نشيط ومثابر، وهو كذلك ذو ثقة عالية بنفسه، يتحمل المسؤولية، ويبحث دائماً عما هو جديد. كما أنه يبتعد عن التقليد والمحاكاة، ويبتكر ما هو أصيل.

والمبدع شخص خلاق بالمعنى الدقيق للكلمة. قد يستفيد من تجارب الآخرين، إلا أنه يضيف إليها من ابتكاراته الخاصة. وهو عنيد ومغامر. يحلم، ويعمل جهده على تحقيق أحلامه. وهو دائم التفكير ودائم العمل، ولا يثنيه عن الوصول إلى أهدافه أي عائق مهما كان.

وفي دراسة حول مشاهير المبدعين، تبين أن 90 % منهم تميز بدرجة عالية من الذكاء وحب الاستطلاع، الذي لا يكف عن طرح التساؤلات.

ثم إن هناك الدافعية والرغبة في التفوق والشهرة والتوق للإنجاز والنجاح والفوز.

أما جيلفورد، فهو يربط بين الشخصية المبدعة وبعض الخصائص، كالمرونة والطلاقة والأصالة والتفكير التباعدي، أي المنطلق.

بينما يرى غيره أهمية الدافعية والمزاج واستقلالية التفكير.

كما يرى آخرون أن هناك علاقة كبيرة بين الإبداع والصحة النفسية للشخص المبدع.

وإذا تتبعنا بعض خصائص المبدعين، فإنهم يقضون ساعات وربما أياماً متواصلة في العمل. وبأنهم قارئون من الدرجة الأولى.

أياً كان الأمر، فلا شك أن المبدع يحتاج إلى بيئة تحفزه على الإبداع، وأشخاص يشجعونه ويقدرون أعماله، ويساعدونه على المضي في أبحاثه وإنجازاته، وعلى نشرها وتعميمها والاستفادة منها.

وهناك مؤشرات تساعد أي شخص على الإبداع في مجال من مجالات الحياة المختلفة. منها، الذكاء والثقافة والرغبة في العمل والنشاط المتواصل. وكذلك، الدافعية الداخلية والخارجية. كما تساعد البيئة في تكوين وترسيخ الإبداع، خاصة في البيت والمدرسة. وذلك بإتاحة الفرصة للأطفال للبحث والتجريب والدراسة بشكل مستقل أو بشكل جماعي.

ومن الجدير ذكره أن هناك الشخصية متعددة الإبداعات. وهي الشخصية التي لا تبدع في مجال واحد فحسب، وإنما في عدة مجالات في آن واحد. ونحن نطلق عليها الشخصية العبقرية.

مثال ذلك، ليوناردو دافنشي، الذي كان رساماً ورياضياً وميكانيكياً ومهندساً ومكتشفاً في الفيزياء.

كما أن هناك كثيرا من العباقرة العرب والمسلمين الذين نبغوا في الطب والفلك والموسيقى والشعر وغيرها من الفنون، مثل: الرازي وابن سينا وابن جني وعمر الخيام وغيرهم.

ويمكن أن نستنتج بأن العبقري النوعي هو ذلك الذي يملك طاقة عالية، وقدرة مركبة وغنية في سرعة الانتقال من مجال إلى آخر. ومثل هذا المركب هو الذي يقود إلى الإنجاز الإبداعي في أكثر من مجال، دون الإقلال من قيمة وثراء المجال الأساسي للمبدع.

وبشكل عام، فإن الشخصية المبدعة أو العبقرية تتسم بالجرأة في قول الحقيقة، والشجاعة، والثقة بالنفس. ولا يهمها أن تجد معارضة لما تقدمه من إنجاز أياً كان نوعه. فهي تدرك جيداً أن ما تقدمه هو جديد، ويحتاج إلى وقت حتى يدرك الآخرون قيمته وأهميته.

كما أن الشخصية المبدعة تتسم بالشعور بالسعادة لما تقوم به من أعمال أياً كانت صعوبتها. وهي مهذبة في التعامل مع الآخرين، وتتصف بالصدق والعدالة ومراعاة القيم الإنسانية، وتتمتع بالروح المرحة، والتفاؤل، وبقدر كبير من الحضور الشخصي.

خلاصة

كل فرد منا يولد مزوداً بدماغ إلكتروني حي، ذي إمكانات لا حدود لها. وكل اختراع أو اكتشاف، ما هو إلا نتيجة لدراسة تأملية من أحد الأفراد أو مجموعة من الأفراد الذين لهم القدرة على الإبداع. أما السر الحقيقي، فإنه يكمن في التربية. فالذين أبدعوا، تعلموا مسبقاً كيف يفكرون. وهذا مكمن الإبداع.

وإذا اجتمع الذكاء مع القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، فعندئذ فقط، تتحقق العدالة والحرية والسلام والسعادة لجميع البشر.

ولأهمية الأخلاق في حياتنا جميعا، خاطب الخالق سبحانه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) قائلاً {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]. صدق الله العظيم.

وهذا ما يجدر بنا جميعاً أن نتصف به.

والإنسان المبدع، هو الإنسان الذي يجد سعادة كبيرة في تقديم إنجازاته للآخرين. كهدف نبيل يخدمهم به أو يمتعهم ويبعث السعادة إلى قلوبهم.

والإبداع لا يقتصر على مجال محدد، وإنما يشمل جميع مجالات الحياة. وهذه المجالات كثيرة ومتعددة، منها الإبداع العلمي والتقني والفني والأدبي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي إلى غير ذلك.

وإن أي حل جديد لمشكلة مستعصية، يكمن خلفها إبداع ومثابرة وصبر وعمل شاق ومتواصل، من أجل الوصول إليه وتحقيقه.

وما أحوجنا في هذا العصر، إلى أشخاص مبدعين، لحل الصراعات الدامية التي تسود الكرة الأرضية، من أقصاها إلى أقصاها. وما أحوجنا إلى عقول مبدعة، لتوقف هذا النزيف المتواصل منذ عشرات السنين على هذه الأرض المقدسة. وما أحوج شعبنا الفلسطيني إلى مبدعين ذوي أخلاق وقيم إنسانية، ليطبقوا العدالة، وليساعدوه في الحصول على حقوقه الإنسانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. ليمارس حياته بسعادة، وليساهم بإبداعاته الخلاقة واللامحدودة، في دفع مركبة التقدم والازدهار الإنساني إلى الأمام.