اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
نحو مفهوم جديد للرسالة الإعلامية
المؤلف:
جودت هوشيار
المصدر:
السلطة الخامسة
الجزء والصفحة:
ص 87-89
2025-05-19
25
نحو مفهوم جديد للرسالة الإعلامية
يرى بعض المفكرين وفي مقدمتهم رائد التنظير الاعلامي مارشال مكلوهان (1911-1980) م أن تأريخ البشرية هو تأريخ أتصال واعلام بين البشر، وأن التقدم العلمي التكنولوجي هو الذي يسهم في المقام الأول في تشكيل وتطور المجتمعات الانسانية أننا من دون فهم الأساليب التي تعمل وسائل الاتصال بمقتضاها، لن نكون قادرين على أدراك التغيرات الاجتماعية والثقافية التي تطرأ على المجتمعات المعاصرة.
أن الوسائل الجديدة تشكل امتدادا لأعضاء الأنسان. فعلى سبيل المثال يعتبر الهاتف النقال امتدادا لأذاننا والميكروفون امتدادا لألسنتنا التلفزيون امتدادا لعيوننا وأجهزة الكومبيوتر توفر الجهد الذهني وتؤدى الى امتداد الوعي. ويقول مكلوهان في كتابه الشهير "كيف نفهم وسائل الاتصال" الصادر في أواسط الستينات من القرن المنصرم ان "ان أهمية الرسالة في عمليات الاتصال الاعلامية - تكمن في وسيلة نقلها"، بمعنى أن طبيعة كل وسيلة وليس مضمونها الأساس في تشكيل المجتمعات الحديثة.
فالرسالة الأساسية في التلفزيون هي البث التلفزيوني، كما أن الرسالة الأساسية في الكتاب هي المطبوع، لذا فأن المضمون هو الوسيلة حسب رأيه - غير مهم، بل المهم التي تنقل المحتوى، كما أن لكل وسيلة جمهورا من الناس يفوق حبهم للوسيلة اهتمامهم بمضمونها.
والتلفزيون كوسيلة تستقطب اهتمام جمهور عريض من المشاهدين بفضل الشاشة التي تعرض الصورة والصوت والحركة والألوان في آن واحد معا. كما يحب الناس القراءة من اجل الاستمتاع بتجربة المطبوع.
وتؤثر وسيلة الاتصال الاعلامية في المضمون الذي تنقله، وربما تستطيع الوسيلة أن تشوه المضمون، وهذا ما تفعله مثلا الفضائيات الرسمية في دول التخلف، عندما تحول الواقع البائس الى انجازات للقائد الضرورة أو الفضائيات الحزبية، التي تشوه مضمون ما تعرضه وتحرفه على نحو يتطابق مع أيديولوجية الحزب.
لقد تجلت أهمية التلفزيون - عند ظهوره في احتواء الراديو.
أما اليوم فأن الشركات الرائدة في مجال تقنيات الاتصال تسعى الى دمج الخدمات الإعلامية وتعد شبكة الأنترنيت ذروة الانجازات التكنولوجية لعصرنا الراهن في مجال الاتصال والإعلام.
بل ان البعض يعتبرها "وسيلة الوسائل الاتصالية" لأنها تطوي بداخلها الوسائل الأخرى، الى جانب استخداماتها المعروفة في تبادل الملفات و تصفح قواعد البيانات عبر الشبكة و البريد الالكتروني وأفلام الفيديو وفي الترفيه و الدعاية كما تؤمن التفاعل بين المشتركين في ما يسمى بخدمة المؤتمرات وغرف المحادثة أي الحوار بين أتجاهين أو أكثر، أي أن شبكة الأنترنيت حلت محل الاتصال أو الإعلام الأحادي الجانب، ثمة اليوم انجازات تكنولوجية جديدة في طريقها الى الانتشار لدمج الأنترنيت والتلفزيون الرقمي أو الأنترنيت المتلفز لخدمة عدد أكبر من المستخدمين. وكذلك دمج الهاتف والتلفزيون والانترنيت والكومبيوتر الشخصي النقال في جهاز صغير.
اضافة الى ظهور "الكتاب الالكتروني" لا نقصد بذلك تحميل الكتب من الأنترنيت وحفظه في الكومبيوتر، بل الخزن الالكتروني محتويات الكتب الورقية في جهاز الكتروني جديد لا تزيد ابعاده عن أبعاد كتاب ورقى خفيف وصغير ويمكن حمله في الجيب ويتسع لحفظ مئات الكتب ومن ثم قراءتها في أي مكان وزمان خلال السفر او على الشاطئ أو أي مكان آخر. بدلا من حمل الكتب الثقيلة.
والطريف في الأمر أن الانارة في شاشة هذا الجهاز أشبه بمصباح منضدي مخفى، كما يتميز بتقنية الحبر الإلكتروني (بورل) الذي يشبه الورق فيخفف من حدة إجهاد العين ولا يؤثر سلبا على النوم في المساء. ويمكن أيضا استخدامه خارجا في الشمس، وهو أمر مهم بالنسبة إلى القراءات خلال العطل. أي ان القارئ يشعر وكأنه يقرأ كتابا عاديا، لأن القراءة عن طريق هذا الجهاز لا يختلف ظاهريا عن قراءة أي كتاب آخر.
وفي ضوء ما تقدم لم يعد تقسيم وسائل الاتصال الى أتصال أو أعلام مطبوع ومسموع ومرئي مقبولا وهو في طريقه الى الزوال، ولم تعد "صاحبة الجلالة" أو "السلطة الرابعة" تحتل الا جانبا واحدا داخل المنظومة الإعلامية، يختلف حجمها من مجتمع الى آخر.
وأذا كانت الوسائل "القديمة" تسعى الى أضفاء الطابع الشخصي على عملية التلقي وتفرض على المتلقي مضامين من طرف واحد في توقيتات محددة، فأن الوسائل الجديدة تتيح للمتلقي اختيار رسالته الاتصالية الإعلامية من حيث الشكل والمضمون ووقت الاستقبال.
عملية الاندماج المتواصلة بين الوسائل المختلفة ليست مسألة تكنولوجية فحسب، بل لها أيضا فاعليتها المؤثرة في تكوين الأنماط الاجتماعية والثقافية.
المجتمعات المتخلفة التي لا تسهم الا بقدر ضئيل أو لا تسهم على الأطلاق في التقدم العلمي التكنولوجي لعصرنا الراهن، تخضع شاءت أم أبت لما ينجم عن هذا التقدم من تغيير في أنماط الحياة وتأثرها المتسارعة وهي لحسن الحظ تغييرات ايجابية عموما يمكن (لو أحسن استخدامها) أن تسهم في تطوير وتحديث تلك المجتمعات ولن يتم ذلك الا بالأدراك الواعي والفهم العميق لجوهر التقدم العلمي - التكنولوجي المعاصر.