تقوم الأنهار والمجاري بتشكيل وإصلاح قنواتها بشكل مستمرمن خلال تآكل حدود القناة (القاع والضفاف) وإعادة توزيع الرواسب وترسبها، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تأكل الضفاف وتقويضها إلى توسيع القناة ويؤدي تنظيف قاع القناة إلى تعميق القناة في حين أن ترسب الرواسب يقلل من العمق ويمكن أن يؤدي إلى تكوين حواجز القناة هذه ليست سوى بعض الطرق التي يتم بها تعديل القناة.

هناك توازن مهم بين قوة التآكل للتدفق وقوة أو مقاومة مادة السرير والضفة للتآكل، وأثناء أحداث الفيضانات الكبرى، عندما تزداد قوة التآكل للتدفق بشكل كبير، يمكن أن تكون هناك تغييرات جذرية في شكل القناة ويعتمد مدى دراماتيكية هذه التغييرات على مقدار المقاومة التي يوفرها السرير والضفاف فان تقدم القنوات المتكونة في الطمي غير الموحد مقاومة أقل بكثير للتآكل من تلك المقطوعة في الصخر ففي الواقع معظم التدفقات قادرة على تشكيل القنوات المتكونة في الطمي الرملي لأن الطاقة المطلوبة قليلة نسبياً لتحريك حبيبات الرمل الفردية. ونظراً لأن الطمي والطين أصغر من حبيبات الرمل، فقد تكون هذه الجزيئات أسهل في التآكل، ومع ذلك، فإنها تميل إلى الالتصاق معاً نتيجة للقوى الكهروكيميائية المتماسكة (الجاذبة attractive) بين الجزيئات، وهذا يعني أن حدود القناة تحتوي على نسبة عالية من الطمي والطين في الواقع أكثر مقاومة للتآكل من تلك التي تتكون في الرمل والحصى الناعم وتعد كمية ونوعية النباتات التي تنمو على طول الضفتين أمراً مهماً أيضاً، حيث يمكن أن يوفر ذلك مقاومة إضافية للتآكل.

وفي كثير من الحالات تكون الفيضانات الشديدة فقط هي القادرة على تعديل القنوات الأساسية بشكل كبير، والندرة النسبية لهذه الفيضانات الكبيرة جداً تعني أن تعديلات القنوات تميل إلى الحدوث بشكل متقطع، تتخللها فترات طويلة من التغيير الطفيف، وقد لا تتأثر أيضاً القنوات الفيضية التي تهيمن عليها الحصى والصخور نسبياً بمعظم التدفقات، والتي ليست قوية بما يكفي لتحريك مثل هذه المواد الخشنة.

يتم توفير الطاقة اللازمة للقيام بالأعمال الجيومورفولوجيــة مـن خــلال تدفق المياه عبرالقناة، ولأي طول للقناة، يعتمد توفرالطاقة على أمرين هما تصريف التدفق وشدة انحدار القناة، حيث ستؤدي الزيادات في أي منهما إلى زيادة قوة التيار وبالتالي القدرة على تنفيذ الأعمال الجيومورفولوجية، ومع ذلك قبل أن يحدث نقل الرواسب والتآكل، يجب استخدام كمية مذهلة من الطاقة ببساطة لتحريك المياه من خلال القناة، ويرجع ذلك إلى أنواع مختلفة من مقاومة التدفق، بما في ذلك الاحتكاك بين المياه المتدفقة وحدود القناة ويمكن أن يكون هذا مرتفعاً بشكل خاص في القنوات الصخرية الخشنة ولكنه أيضاً بالنسبة للقنوات المتكونة في حبيبات دقيقة، ويتم استهلاك الطاقة أيضاً عندما تصطدم القناة بجدران الوادي، وعندما يتحرك التدفق حـول الانحناءات وعندما يتدفق على القيعان السلمية steps والشلالات، بل إن الاحتكاك يتولد داخل التدفق نفسه نتيجة للدوامات والاضطرابات، وتشير التقديرات إلى أن 95 في المائة من طاقة النهر تستخدم في التغلب على مقاومة التدفق، مما يترك خمسة في المائة فقط للقيام بالأعمال الجيومورفولوجية.

مواضيع ذات صلة

التطورات التاريخية في الهيدروليكا النهرية Historical Developments In Fluvial Hydraulics

حوض الصرف Drainage Basin

إمدادات الجريان والرواسب Flow and sediment supply

قناة المجری Stream Channel

وضعية الوادي Valley setting

مورفولوجيا النهر Travernor pronoy

واد المجری Stream Valleys

بعض المشاكل في مورفولوجية النهر Some Problems In River Morphology

أهمية الجيومورفولوجية النهرية The importance of river geomorphology

مراقبة الأنظمة النهرية

مجال الجيومورفولوجيا النهرية Scope of fluvial geomorphology

تعاريف الجيومورفولوجية النهرية Definitions of river geomorphology