سابعاً: عوامل نجاح التخطيط السياحي

هناك بعض العوامل التي تسهم في نجاح التخطيط السياحي ككل أهمها:

1- أن الخطة السياحية يجب أن تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الخطة القومية الشاملة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مجتمع معين. وهنا تثار نقطتان:

النقطة الأولى: تتعلق بتكامل الخطة السياحية مع الخطة القومية الشاملة، فالتنمية تتطلب تنمية القطاع السياحي جنباً إلى جنب مع مشروعات رأس المــال الاجتماعي والإنتاجي.

النقطة الثانية: تتعلق بوجوب مراعاة الاعتبارات الاجتماعية عند التركيز على السياحة الدولية. وهي تتمثل أساساً في أهمية وتجنب الاختلال بين اتجاه الرغبة في زيادة التدفق السياحي والقبول الاجتماعي لهذا الاتجاه. ومن الاعتبارات الهامة:

1ــ تجنب قدوم السائحين إلى المنطقة ومعهم عادات لا يتطلبها المجتمع المحلي بحيث يشكل هذا الأمر عدم رضا اجتماعي من جانب السكان المحليين. فيجب أن يكون في ذهن المخططين أن التنمية السياحية تنمية ذات مضمون اقتصادي و اجتماعي وثقافي في نفس الوقت.

2- اعتبار السياحة جزء لا يتجزأ من النظام الشامل للتوقعات والاختيارات في خطة التنمية، أن السياحة مثل أي قطاع آخر، يدخل في المنافسة مع القطاعات الإنتاجية الأخرى، من حيث حساب العائد من الاستثمار وتوزيع الاستثمارات وغيرها، بمعنى أن السياحة في هذه الحالة تعتبر " صناعة خدمات " تدخل في الخطة ضمن القطاعات السلعية.

3- أن أجهزة الدولة وحدها هي التي تتوفر على تحديد مستوى حركة التدفق السياحي التي يمكن للمناطق السياحية أن تستوعبها والنمط السياحي المستهدف (سياحة محدودة، سياحة مجموعات أو ثقافية علاجية، ترفيهية... الخ).

4- أن التنمية السياحية يجب أن تتم من خلال القطاعين العام والخاص معاً. أي أن التنمية السياحية يجب أن تتم في إطار من التوجه الحكومي وبخاصة إذا كانت السياحة يمثل قطاعاً هاماً من قطاعات النمو الاقتصادي.

5- إن القطاع السياحي إذا كانت له أهمية كبيرة في الهيكل الاقتصادي، يجب أن يكون مرفقاً قومياً. وعلى سبيل المثال ^(1):

1- ففي القطاع الزراعي:

إن القطاع الزراعي يزود البلد بالمواد الغذائية وهي المحاصيل النباتية والحيوانية وبالمواد اللازمة للصناعة القطن والصوف والأخشاب... كما ينشر بالبلد الغابات والمساحات الخضراء والحدائق والزهور والحيوانات... وبشكل عام يرسم اللوحات الجميلة في تضاريس البلد ومواقع النزهة.. ويؤثر بشكل عام على البيئة وعلى المظهر الطبيعي للبلد، لذلك فإن قدوم السياح إلى منطقة أو بلد مــا سيزيد الحاجة أو الطلب على تلك المنتجات ويدفع المخطط السياحي إلى وضع البرامج لتحسين وتطوير المواقع السياحية والعناية بالغابات والحدائق وترويج المواقع الخضراء وتزيين البلد من خلال الزراعة... فإذا لم يستطع تأمين الطلب الجديد من احتياجات السياحة الزراعية فإنه سيضطر للاستيراد (طعام - شراب – زهـور – حيوانات.. الخ).

2 ـ ففي القطاع الصناعي: يجب على القطاع الصناعي أن يأخذ في حساب، احتياجات القطاع السياحي من السلع والآليات والمعدات والأثاث ومستلزمات التشغيل) وذلك لإنجاز المنشآت السياحية بالإضافة إلى ما يخص السائح من سلع شخصية والسياحة من الصناعات التقليدية ومهن يدوية، ولذلك يجب أن يعمل التخطيط السياحي دعم ونشر تلك الصناعات... وإلا اضطر البلد لأن يستوردها من الخارج (أثاث، كهربائيات -وسائل نقل... الخ).

3 ـ وفي قطاع البناء والتشييد:

يقدم هذا القطاع للسياحة مواد البناء والخبرات ومعدات البناء لإنجاز المنشآت السياحية وكذلك ترميم المواقع والمراكز الأثرية وإعدادها للاستثمار السياحي كما يشمل ذلك إعداد مراكز ومحطات المعالجة بالمياه المعدنية - وبناء الاستراحات الطريقية والمحافظة علة المنشآت الأثرية والسياحية مثل المقامات والأضرحة والمتاحف والساحات.

4- وفي قطاع النقل والمواصلات

يجب على قطاع النقل والمواصلات أن تأخذ في اعتبارها خطة القطاع السياحي وذلك من حيث شبكة الطرق والجسور والمعابر كما يشمل أوضاع النقــل الداخلي بين المدن وإلى المراكز السياحية والأثرية وضمن ذلك يبرز نظم المرور وتنظيم الشوارع والساحات والشارات الطريقية ومؤشرات المسافات والخدمات الطرقية للسائح (إسعاف - وقود - استراحة – اتصالات..).

5- وفي قطاع الخدمات:

يشمل قطاع الخدمات أربع مجالات يطل منها على السياحة وهي:

أ- التعليم:

بكافة مستوياته وأشكاله يعطينا مواطناً مثقفاً واعياً مؤهلاً للقاء السائح كما يشمل تأهيل وتدريب القوى العاملة في السياحة (مهن - علوم سياحية).

ب- الصحة:

يمتد هذا النشاط إلى التأثير على السياحة من حيث نقاء البيئة ومستوى النظافة إلى مظهر المواطن وثيابه وطريقة أكله - مدى توفر الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية وخدمات الإسعاف ونظام الخدمات الصحية... وبشكل عام يؤثر مدى خلو البلد من الأمراض السارية والأوبئة وانعدام الحشرات والقوارض وكافة الظواهر المسيئة للصحة العامة على الصورة العامة للبلد. لذلك يجب على المخطط أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الأمور عندما يقوم بتنمية وتخطيط إقليم أو موقع سياحي ما.

ج ـ الرعاية والشؤون الاجتماعية

ويشمل المظهر العام للمعيشة ومدى عناية الدولة للمعاقين وأصحاب العاهات وحجب الظواهر السلبية في المجتمع كالمتسولين والأطفال المتشردين والعجائز والفقراء والدجالين ولصوص السياحة وخاصة في المواقع السياحية.

د ـ الأنشطة الاجتماعية: 

ويشمل مدى انتشار مراكز الموسيقى والفنون والعروض الفلكلورية والأنشطة الثقافية كالمعارض والمكتبات والمراكز الثقافية والسينما والمسرح والمتحف وعروض الجمال والأزياء ونشر التماثيل والرسوم إضافة إلى تنظيم الملاهي والكازينوهات وصالات الاستراحة العامة ومقاهي الرصيف... الخ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) خربوطلي، صلاح الدين - مرجع سبق ذكره. ص (80 - 83).

مواضيع ذات صلة

عـوامـل نـجاح التـخطيـط السيـاحـي 2

أهـداف التـخطيـط السـيـاحـي

عمليـة التـخطيـط السيـاحـي وأبـرز عنـاصرهـأ

الأسبـاب التـي تـوجـب التـخطيـط فـي القـطاع السيـاحـي

جـوانـب التـخطيـط السيـاحـي

أهميـة التـخطيـط السـيـاحـي

تعريـف ومـفهـوم التـخطيـط السيـاحـي

السياحـة والاسـتـقرار الاجـتـماعـي

السياحـة والاسـتـقرار الاقتــصـادي

السياحـة والاستـقرار السيـاسـي

الأثر الاقتصادي للأمـن السياحـي ووسائل الأمـن السياحـي

العلاقة بين السياحة والأمن والعوائق التي تواجه الأمن السياحي