الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
قصة العابد برصيصا
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 289 ــ 294
2025-07-19
27
برصيصا عابد من بني اسرائيل عبد الله ستين إلى سبعين عام وكانت له صومعة يعبد بها الله وقيل أنه كان يصوم كثير من أيامه ولا يختلط بالناس وكانت لديه كرامة عالية جداً حتى أنه كان يشفي بعض المرضى والمجانين لأنه مقرب إلى الله تعالى وكان هذا العابد بعيد من الذنوب لا يعصي الله ابداً ولا يعطي للشيطان أي وجه أو ثغرة للسيطرة عليه وفي يوم من الأيام اجتمع الشيطان ببعض الشياطين وطلب منهم أن يتمكنوا من أغواء هذا العابد وأيقاعه بالذنوب ولكن الشياطين فشلوا فعمل الشيطان على أغوائه بنفسه وقام بعمل صومعة قريبة على صومعة هذا العابد وأتخذ شكل عابد وبدا يتعبد بصومعته القريبة من صومعة برصيصا وحاول الفات انتباه برصيصا إلى أن برصيصا لم ينتبه ولا يهتم لأي انسان فهو منشغل بطاعة الله فقط ولكن الشيطان كان لديه هدف آخر وبعدها ذهب الشيطان وترك الصومعة وفي يوم من الأيام وقد تعددت القصص بخصوص برصيصا وسأروي اليك بعضها:
كانت هنالك بنت مع أخوتها الأربعة وهؤلاء الإخوان قيل إنهم كانوا يريدون الذهاب إلى التجارة ولا يمكنهم أن يأخذوا أختهم معهم ويريدون أن يأمنوها عند أنسان أمين ولم يجدوا شخصاً أمينا مؤمنا مثل برصيصا وعرضوا عليه أن يجعلون لأختهم بيت بالقرب من صومعة برصيصا لأختهم وهو بدوره يحميها ويطعمها ولكن برصيصا رفض لأنه يعلم أن النساء أكبر فتنة ولكن الحوا عليه إلى أن وافق.
وقيل بموضوع أخر أن الأخوة كانت لديهم أخت مجنونة وتركوها عند برصيصا ليشفيها وذهبوا.
بقت البنت ببيتها بالقرب من صومعة برصيصا وكان بين فترة وأخرى يضع لها طعام عند الباب وينشغل بعبادته ولكن يوم بعد يوم وسوس له الشيطان وقال له لما لا تذهب لها كل يوم وتسئلها عن حالها من خلف الباب حتى تشعرها بالأمان وحتى لا تستوحش لأنها تبقى وحدها وبعد أيام وسوس الشيطان اليه لما لا تكلمها وتؤنسها لأنها جالسه لوحدها ويوم بعد يوم إلى أن تمكن الشيطان من أقناع برصيصا أن يدخل إلى بيتها بعض الأوقات بحجة جلب لها الطعام أو أن يسألها عن حالها أو أن يكلمها ويؤنسها إلى أن تمكن الشيطان من أقناع برصيصا أن يفعل بالبنت فزنا بها.
وقيل بموضع آخر أن أخوتها تركوا أختهم عند برصيصا ليشفيها من المرض ويعودوا اليه بعد ثلاث أيام فوسوس اليه الشيطان فزنا بها.
نكمل القصة، بعد فترة من الزمن حملت البنت والأخوة لم يأتوا من تجارتهم لان تجارتهم طويلة ولربما تأخذ وقتا أكثر من عام فعندما حملت ووضعت ابنها وأخبرت العابد، حزن حزناً كبيراً وبدا يشعر بالخوف والخجل من الناس فقام بقتل الولد ودفنه وهدد البنت بأن لا تخبر أخوتها ولكن بعد أيام وسوس له الشيطان أن البنت ستخبر أخوتها وتفضحك أمام الناس عليك بقتلها وأخبار أخوتها أنها مرضت وتوفت ودلهم على قبرها.
ففعل العابد وقتلها ودفنها بنفس الموضوع الذي دفن به الولد.
وفي القصة الثانية لم يكن لديها ولد روي أنها مجنونة وزنا بها وبعدها قتلها خوفاً من الفضيحة ولم يكن لديها ولد.
عندما عاد أخوتها أخبرهم أنها مرضت وتوفت ودفنها بهذا الموضوع وحزنوا على وفاتها ولكن عندما عادوا إلى المنزل أستيقظ الأخوة وأحدهم يخبر الآخر أنه رأى منام عجیب فقد رأى الإخوان أن رجل أتاهم بالمنام واخبرهم بما فعل العابد وقال لهم أحفروا القبر وستجدون أن معها طفل لتتأكدوا مما أقول والعجيب أن الأخوة كلهم راوا نفس الرؤيا، وتعجبوا لان العابد معروف أنه بعيد من هذه الأمور ولكن ذهبوا ليتأكدوا وحفروا القبر ووجدوا طفلاً معها وعندما مسكوا العابد وضربوه أعترف لهم بهذه القصة وطلبوا أن يحاكموه أمام الناس بالكامل وحكم علية بالإعدام والصلب أمام الناس.
في ما روي في القصة الأخرى أن العابد أخبرهم أن أختهم مجنونة وهربت ولكنهم رأوا في المنام أن أحد يخبرهم القصة ويقول لهم اذهبوا وأحفروا الموضع الفلاني تجدون أختكم وعندما حفروا هذا الموضع وجدوا أختهم وأخبرهم العابد بالقصة وطلبوا منه القصاص ويجب قتله.
عندما وضعوا العابد ليتحاكم جاء الشيطان بصورة العابد القديم الذي كان يتعبد بالقرب من الصومعة وبدأ يلوم برصيصا كيف تفعل هكذا عمل ألا تخاف الله أنت منافق كيف تزني وهل هكذا تصون الأمانة والكثير من الكلام إلى أن قال للعابد أنا أستطيع أن أخرجك مما أنت فيه
قال برصيصا ولكن كيف تخرجني الآن
قال الشيطان بشرط أن تسجد لي
العابد برصيصا: رفض ذلك وقال أن هذا شرك وسأخلد في النار لكن الشيطان أصر عليه وقال أن لم تسجد لا أخرجك ووعده أنه سيخرجه مما هو فيه وبعدها يتوب!
برصيصا قال: وكيف أسجد لك وأنا معلق ولا يمكنني الحركة وسيتم صلبي الآن؟
الشيطان: قال له لا عليك فقد أسجد برأسك وأمن بقلبك بالسجود ألي ففعل العابد ولكن الشيطان لم يخلصه مما هو فيه وقال له كيف تكفر بالله وتركه وذهب وتم إعدام برصيصا!
حيث أصبح زانياً قاتلاً منافق مشرك بالله!!!
وهذه القصة قيل إنها نزلت آية تتحدث عنها بقولة تعالى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر: 16].
يا للعجب الشيطان قال له أكفر بالله فلما كفر العابد قال له أنا بريء منك ومن أفعالك كيف تكفر بالله والأعجب أن الشيطان يقول للعابد أني أخاف الله، وأنا بريء منك إيها العابد كيف تعصي ربك تزني وتقتل ألا تخاف الله.
هذه القصة تأخذك إلى عالم أخر عليك أن تتأمل مكر الشيطان وخداعه وكيف تمكن من خداع هذا العابد وجعله مشرك كافر منافق زاني وقاتل وجمع له كل هذه الذنوب، بعد أن كان عابداً زاهد يشفي المرضى ويعبد في الليل ويصوم النهار، ومن أهل الجنة ولكنه خسر ذلك كله بسبب أتباعه للشيطان، وحصل هذا مع نبي الله آدم حيث أنه خسر النعيم والجنة التي كان فيها ولكن لولا رحمة الله لبقى آدم في خسران مبين: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [البقرة: 36].
الشيطان أخرج آدم وحواء من النعيم الذي كانا فيه وكذلك أخرج العابد من النعيم الذي كان فيه وتمكن من خداعه وضلاله وجعله مشرك بالله.
أنظر إلى ما فعله الشيطان بهذا العابد فقط لأنه سمع بكلام الشيطان وأنظر إلى خطوات الشيطان كيف تمكن من خداع العابد بالتدريج ولو قال له أزني بها من أول مرة لما فعل العابد ولكن الشيطان أستدرج العابد خطوة بعد خطوة وهذه الخطوات التي حذرنا الله من اتباعها أنك أن وقعت في خطوة من خطوات الشيطان فأن نسبة كبيرة ستقع بالخطوة التي بعدها وبعدها إلى أن تصل إلى مكان لم تكن تتوقع أن تصل اليه من الذنوب والنفاق ومن كان يتوقع أن يصل العابد إلى القتل والزنا والشرك بالله والسجود لغير الله!
كل هذا بسبب أتباع خطوات الشيطان وأن كنت تريد أن تنجوا من مخططات وأهداف الشيطان فعليك أن تحذر من خطوات الشيطان الصغيرة وهي تلك الذنوب التي تعتقد أنها صغيرة وليس الذنوب فقط بل حتى تأخرك عن الصلاة هي خطوة من خطوات الشيطان وبعدها يتمكن من التغلب عليك مرة بعد مرة لذلك عليك أن تكون أذكى بكثير من الشيطان فكلما يأتيك بخطة يجب عليك أن تفشلها وأن وقعت بخطوة واحدة من خطوات الشيطان سارع بالتوبة والاستغفار وأقم الصلاة لتقوي حصنك لمواجهة الشيطان وحتى التفكر بالذنوب هو خطوة من خطوات الشيطان لاستدراجك عليك الحذر من هذا العدو لأنه عدو ذكي ويعلم بنقاط ضعفك عليك الحذر.
كلما خدعك الشيطان وجعلك تقع في فخاخه وخطواته كلما يصعب عليك طريق العودة كما صعب على برصيصا طريق العودة وأجبر على فعل ذنوب أكبر.
الاكثر قراءة في معلومات عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
