الفاكهة والاشجار المثمرة
نخيل التمر
النخيل والتمور
آفات وامراض النخيل وطرق مكافحتها
التفاح
الرمان
التين
اشجار القشطة
الافو كادو او الزبدية
البشمله او الاكي دنيا
التوت
التين الشوكي
الجوز
الزيتون
السفرجل
العنب او الكرمة
الفستق
الكاكي او الخرما او الخرمالو
الكمثري(الاجاص)
المانجو
الموز
النبق او السدر
فاكة البابايا او الباباظ
الكيوي
الحمضيات
آفات وامراض الحمضيات
مقالات منوعة عن الحمضيات
الاشجار ذات النواة الحجرية
الاجاص او البرقوق
الخوخ
الكرز
المشمش
الدراق
مواضيع عامة
اللوز
الفراولة او الشليك
الجوافة
الخروب(الخرنوب)
الاناناس
مواضيع متنوعة عن اشجار الفاكهة
التمر هندي
الكستناء
شجرة البيكان ( البيقان )
البندق
المحاصيل
المحاصيل البقولية
الباقلاء (الفول)
الحمص
الترمس
العدس
الماش
اللوبياء
الفاصولياء
مواضيع متنوعة عن البقوليات
فاصوليا الليما والسيفا
محاصيل الاعلاف و المراعي
محاصيل الالياف
القطن
الكتان
القنب
الجوت و الجلجل
محصول الرامي
محصول السيسال
مواضيع متنوعة عن محاصيل الألياف
محاصيل زيتية
السمسم
فستق الحقل
فول الصويا
عباد الشمس (دوار الشمس)
العصفر (القرطم)
السلجم ( اللفت الزيتي )
مواضيع متنوعة عن المحاصيل الزيتية
الخروع
محاصيل الحبوب
الذرة
محصول الرز
محصول القمح
محصول الشعير
الشيلم
الشوفان (الهرطمان)
الدخن
محاصيل الخضر
الباذنجان
الطماطم
البطاطس(البطاطا)
محصول الفلفل
محصول الخس
البصل
الثوم
القرعيات
الخيار
الرقي (البطيخ الاحمر)
البطيخ
آفات وامراض القرعيات
مواضيع متنوعة عن القرعيات
البازلاء اوالبسلة
مواضيع متنوعة عن الخضر
الملفوف ( اللهانة او الكرنب )
القرنبيط او القرنابيط
اللفت ( الشلغم )
الفجل
السبانخ
الخرشوف ( الارضي شوكي )
الكرفس
القلقاس
الجزر
البطاطا الحلوه
القرع
الباميه
البروكلي او القرنابيط الأخضر
البنجر او الشمندر او الشوندر
عيش الغراب او المشروم او الأفطر
المحاصيل المنبهة و المحاصيل المخدرة
مواضيع متنوعة عن المحاصيل المنبهة
التبغ
التنباك
الشاي
البن ( القهوة )
المحاصيل السكرية
قصب السكر
بنجر السكر
مواضيع متنوعة عن المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
نباتات الزينة
النباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
النحل
نحل العسل
عسل النحل ومنتجات النحل الاخرى
آفات وامراض النحل
دودة القز(الحرير)
آفات وامراض دودة الحرير
تربية ديدان الحرير وانتاج الحرير الطبيعي
تقنيات زراعية
الاسمدة
الزراعة العضوية
الزراعة النسيجية
الزراعة بدون تربة
الزراعة المحمية
المبيدات الزراعية
انظمة الري الحديثة
التصنيع الزراعي
تصنيع الاعلاف
صناعات غذائية
حفظ الاغذية
الانتاج الحيواني
الطيور الداجنة
الدواجن
دجاج البيض
دجاج اللحم
امراض الدواجن
الاسماك
الاسماك
الامراض التي تصيب الاسماك
الابقار والجاموس
الابقار
الجاموس
امراض الابقار والجاموس
الاغنام
الاغنام والماعز
الامراض التي تصيب الاغنام والماعز
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها
الحشرات
الحشرات الطبية و البيطرية
طرق ووسائل مكافحة الحشرات
الصفات الخارجية والتركيب التشريحي للحشرات
مواضيع متنوعة عن الحشرات
انواع واجناس الحشرات الضارة بالنبات
المراتب التصنيفية للحشرات
امراض النبات ومسبباتها
الفطريات والامراض التي تسببها للنبات
البكتريا والامراض التي تسببها للنبات
الفايروسات والامراض التي تسببها للنبات
الاكاروسات (الحلم)
الديدان الثعبانية (النيماتودا)
امراض النبات غير الطفيلية (الفسيولوجية) وامراض النبات الناتجة عن بعض العناصر
مواضيع متنوعة عن امراض النبات ومسبباتها
الحشائش والنباتات الضارة
الحشائش والنباتات المتطفلة
طرق ووسائل مكافحة الحشائش والنباتات المتطفلة
آفات المواد المخزونة
مواضيع متنوعة عن آفات النبات
مواضيع متنوعة عن الزراعة
المكائن والالات الزراعية
تواجد وثبات وأخطار مبيدات الآفات الكلورينية في البيئة
المؤلف:
د. زيدان هندى عبد الحميد ود. محمد ابراهيم عبد المجيد
المصدر:
الاتجاهات الحديثة في المبيدات ومكافحة الحشرات (الجزء الثاني)
الجزء والصفحة:
الجزء الثاني ص 25-42
2025-07-24
54
تواجد وثبات وأخطار مبيدات الآفات الكلورينية في البيئة
1 - مبيدات الآفات في التربة
Pesticides in soils
سواء استخدمت المبيدات بطريقة الرش الأرضي أم الجوي أم مساحيق تعفير على المجموع الخضري ، أم مباشرة للتربة ، فإن كميات كبيرة منها تصل للتربة وتعتبر كمخزن للمبيدات الثابتة . ومنه يتحرك ويصل إلى أجسام اللافقاريات ، ثم ينتقل إلى الهواء والماء ، أو يتكسر ويتلاشى في التربة . ولقد سجل وجود مخلفات عالية من ال د. د.ت في الأرض غير المزروعة القريبة من الأرض التي تعامل بانتظام بالمبيدات ، وحدث نفس الشيء مع سادس كلورور البنزين . ولقد وجد بعض الباحثين الد. د.ت بمتوسط 1,6 جزء في المليون . وأوضحت دراسات حصر المخلفات زيادة كميات المبيدات الكلورينية بتوالي السنين في أرض الغابات الكثيفة . وجدول ( 1 ) يوضح نماذج من تواجد المبيدات الكلورينية في التربة .
جدول (1) : تواجد المبيدات الكلورينية في التربة .
ولقد أشار Edwards & Thompson عام 1973 إلى حدوث تراكم لمبيدات الآفات في الأراضي المعاملة نتيجة لتكرار الاستخدام عاما بعد آخر . وهذا التراكم يرجع إلى المعاملة المباشرة للتربة ، بصرف النظر عن وجود الآفات من عدمه ، كما كان يحدث من إضافة المبيدات الأسمدة ، حتى ولو لم تكون هناك حاجة للمبيدات نفسها . ومن الثابت أن جزءًا كبيرًا من محلول الرش الجوي لا يصل للهدف حتى مع النباتات الكثيفة المجموع الخضري كالبرسيم ، حيث وصل 43٪ فقط من كمية الميثوكسي كلور . وعندما رشت الأشجار بمبيد الد. د.ت بمعدل 5, 0 رطل للفدان تم الكشف عن سقوط 01. 0 - 0,24 رطل للفدان على التربة تحت الأشجار . ولا يجب إغفال مخلفات الكيميائيات في الغلاف الجوي كمصدر لتلوث التربة بالمبيدات عن طريق تساقط الأتربة أو الأمطار المحملة بها ولقد قدرت كميات الـ د. د.ت الموجودة في ماء المطر في إنجلترا بحوالي 210 × 10 6 جزء في المليون ، وتطابق ذلك مع ما وجد في الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذه كمية ضئيلة جدا بالنسبة لما أسفرت عنه تقديرات الحصر. وهناك مصدر آخر لتلوث التربة بالمبيدات يتمثل في تساقط الأوراق النباتية المرشوشة ، أو عندما تقلب النباتات أو تدفن الكائنات الحية المحتوية على نسبة بسيطة من المخلفات داخل أجسامها . وبحساب النسبة التي تصل للتربة عن هذا الطريق اتضح أنها غير ذات قيمة (0,0006 رطل للفدان ) . والميكروبات واللافقاريات والفقاريات التي تسكن التربة تعتبر أنظمة لتواجد المخلفات ، ولكن بكميات متفاوتة بدرجة كبيرة ، فلو أخذ 1. 0 جزء في المليون كمتوسط للكائن ، وكان هناك 25 طنا من الكائنات الحية/ هكتار لكانت الكمية الموجود في هذا النظام حوالى 0,025 كجم مبيد لكل هكتار تربة .
ومبيدات الآفات الثابتة ، خاصة الكلورينية العضوية ، تختلف في درجة ثباتها تبعا لتأثير العديد من العوامل ، مثل : نوع ومواصفات التربة التي يوجد فيها المبيد . ويزداد الانهيار بمرور الوقت بعد المعاملة ، ولكن العلاقة ليست خطية . وهناك العديد من المعادلات الرياضية التي تمكن الباحثين من التنبؤ بمستوى تواجد مخلفات المبيدات وسلوكها في التربة . وتتراوح نصف فترة الحياة Half life للمبيدات الكلورينية بين 0,3 - 2,8 سنة ، أما الوقت اللازم لانهيار واختفاء 95% من كمية المبيدات المضافة للتربة من هذه المجموعة ، فتراوحت من 3 - 10 سنوات تبعا لنوع المبيد وظروف التربة والعوامل البيئية الأخرى . وثبات المبيدات في التربة يتوقف كذلك على صفات المبيد ، خاصة درجة التطاير ، والذوبان ، والتركيز والصورة المستخدمتين . وهناك احتمال كبير لفقد المبيدات الثابتة من التربة عن طريق التطاير المشترك مع بخار الماء ( قد تصل نسبة الفقد إلى 50٪ د.د. ت خلال 24 ساعة ) . والذوبانية في المبيدات تلعب دورًا كبيرًا في تحديد درجة الثبات في التربة ، وليس من الضرورة أن تتوافق درجة الذوبان مع التسرب للأعماق المختلفة في التربة ، وكلما زاد تركيز المبيد ، زادت درجة ثباته في التربة . والمستحضرات القابلة للذوبان في الماء تتسرب في الأراضي بدرجة أسرع من غيرها . ولا يجب أن نغفل دور حجم الجسيمات في هذا الخصوص ( علاقة عكسية بين حجم الجسيمات والادمصاص بعد المعاملة مباشرة ) ، لذلك .. فإن التجهيزات المحتوية على حبيبات أصغر تزداد كفايتها الإبادية في حالة المبيدات ذات الفعل البخاري ( ادمصاص عال ) .
ولقد تأكد من الدراسات المعملية والحقلية شدة ادمصاص المبيدات في الأراضي الثقيلة والمحتوية على نسبة عالية من المواد العضوية ، وهذا يرتبط بقلة تأثيرها على الآفات المستهدفة تحت هذه الظروف . ونوع التربة يلعب دورًا كبيرًا في تحويل المبيدات لنواتج أخرى خاصة بفعل المواد العضوية التي تتراوح نسبتها من 1 - 50٪ . وكلما زادت كميتها ، زاد ثبات المركب في التربة ، ولكن كفاءة المركبات الإبادية تقل كلما زادت المحتويات العضوية في الأرض. وتركيز أيون الأيدروجين أحد العوامل التي تؤثر على ثبات المبيدات لارتباطها بالعديد من العمليات الحيوية والطبيعية ، فهو يؤثر على ثبات معادن الطين ، والمقدرة على تبادل الكاتيونات ، ومعدلات الانهيار الكيميائي والميكروبى . وليس هناك أدلة على الدور الذي تلعبه درجة الحموضة على ثبات المبيدات في التربة . وحرارة التربة ذات أهمية خاصة في تحديد ثبات المبيدات والانهيار الكيميائي والتحلل الميكروبي والتطاير ، حيث تقل معدلات الفقد في الحرارة المنخفضة ، ويقل الادمصاص بارتفاع الحرارة ، وعلى العكس .. يزداد ذوبان المبيدات ، ومن ثم يزداد معدل تسربها للمصارف والأعماق . ولا يجب إغفال تأثير رطوبة التربة على الثبات في الأراضي الجافة ، ولكنها تصبح حرة في الأراضي المبتلة ، ومن ثم تكون أكثر فعالية ضد الآفات المستهدفة ، وفي المقابل تزداد فرصة تكسيرها وتحويلها لنواتج أخرى ، وقد تزال تماما من التربة . ويمكن القول إن الحرارة والرطوبة تلعبان دورًا متعارضًا على المبيدات . ويزداد فقد المبيدات في الأرض البور غير المزروعة نتيجة لتعرضها للرياح والشمس والمطر . وتلعب الكائنات الحية الدقيقة دورًا كبيرًا على ثبات المبيدات في التربة ، كما في السلالات الخاصة من الأسبرجلس والبنيسيليوم والأيروباكتر وغيرها .
ولقد أثبتت الدراسات أن المبيدات الكلورينية وغيرها ذات الثبات العالي في التربة تحدث تأثيرات ضارة غير مرغوبة ، وعلى سبيل المثال .. خطورة امتصاص المخلفات من الأرض الملوثة وانتقالها للنباتات المزروعة . ولحسن الحظ أن الكمية التي تسلك هذا الطريق ضئيلة جدا ، كما أن هذه الظاهرة لا تحدث مع جميع المبيدات . وبالرغم من ضآلة المخلفات ، والتي غالبا ما تكون تحت المستوى المسموح بتواجده ، إلا أنه من غير المرغوب تواجدها ، لأنها تتراكم داخل أجسام الحيوانات التي تأكل هذه النباتات . والمبيدات الموجودة في التربة قد تؤثر على نمو وإنتاجية النباتات المزورعة ( قلة الإنبات - ضعف النمو - الذبول - فقد المادة الخضراء - التقزم - تغيير الطعم .. وغيرها ) . ومن أخطر التأثيرات الضارة لمخلفات المبيدات في التربة ما يحدث على الكائنات الدنيئة الحية التي لها علاقة مباشرة بالخصوبة . ومن حسن الحظ أن التربة لا تلبث ، وفي خلال مدة قصيرة ، أن تتزن ويعود النشاط الحيوي لطبيعته الأولى مرة أخرى. وقد يزداد النشاط الميكروبى نتيجة لاستخدام الميكروبات لمخلفات المبيدات كمصدر للكربون . وهناك اختلاف في حساسية الميكروبات المختلفة للمبيدات ، فالفطريات أكثر حساسية من البكتيريا . وتشير الدراسات إلى قلة الضرر على عمليات النترتة Nitrification وإنتاج النوشادر Ammonification ، وتؤثر مخلفات المبيدات كذلك على لافقاريات التربة التي تسكن التربة . وهذه التأثيرات مطلوبة لو كانت اللافقاريات آفات ، وغير مرغوبة في حالة المفترسات اللافقارية ، مثل : الأكاروسات ، والخنافس المفترسة ، لأنها – وبسبب نشاطها الزائد - تجمع كميات كبيرة من مخلفات المبيدات . وهناك أدلة بسيطة عن خطورة تأثر هذه الكائنات بالسموم . وليس من المستحب اعتبار تأثير المبيدات على كل نوع من الكائنات بمفرده ، ولكن يفضل أن تؤخذ مجتمعة ، لأنها نادرًا ما يقل تعدادها في الأرض الملوثة عن 50 % من التعداد العادي . وتتفاقم مشكلة المخلفات في الأرض المزروعة بالأشجار ( الغابات ) ، حيث تتأثر دورة المواد العضوية نتيجة للتأثير على الكائنات الحية ، وبالتالي خصوبة التربة . ومن أخطر الأمور تكوين سلالات مقاومة من الآفات الضارة في التربة لفعل المبيدات ، مما يحتم ضرورة زيادة تركيز أو إحلال المركب بمبيد جديد .
2 - مبيدات الآفات في الهواء ومياه الأمطار
Pesticides in air and rain water
تصل المبيدات للغلاف الجوي بالعديد من الطرق ، خاصة من انتشار محاليل الرش أو مساحيق التعفير ، وكذا التطاير من التربة والماء . والانتثار من أهم السبل في هذا الخصوص ، حيث تنتقل جسيمات الرش لعدة أميال بعيدا عن مكان المعاملة ( أقل من 5 ميكروميتر في الحجم ، أما تلك التي تتراوح حجوم قطراتها ميكروميتر ، فتسقط على الأرض ) . ولا يجب أن يغفل التطاير أثناء إجراء عمليات المكافحة ، مما يترتب عليه فقد في كميات المبيد ، ونقص الفعالية ، مما يحتم على المشتغلين في هذا المجال تصحيح هذا الوضع في سبيل تحقيق مكافحة فعالة ضد الآفات المستهدفة . ونوع المستحضرات ذو أهمية كبيرة في حدوث الانتشار ووصول المبيدات إلى الغلاف الجوي ، خاصة مساحيق التعفير ، ومستحضرات التضبيب ، ومولدات الأدخنة ، والأيروسولات . وكان يعتقد أن المركبات ذات الضغط البخاري المنخفض لا تتطاير إلى الغلاف الجوي ، ولكن ثبت بعد ذلك خطأ هذا الاعتقاد ، حيث إنه في المساحات الواسعة المعاملة يحدث تلوث كبير للهواء ، بالرغم من التطاير البسيط ، علاوة على أن الضغط البخاري يختلف بدرجة كبيرة تبعا للظروف السائدة ، مثل : الحرارة ، وتركيز المبيد ، والرطوبة النسبية السائدة . ويميل بعض الباحثين إلى القول بأن التطاير يحدث بعد استقرار المبيد على السطح المعامل مباشرة ، وبعد فقد الماء ، ويصبح من الصعوبة بمكان حدوث تطاير بعد ذلك لارتباط المركب وادمصاصه على السطوح المرشوشة . ويحدث تطاير لجزيئات المبيد من على سطح التربة الملوثة على صورة أبخرة ، وبدرجة أكبر في الأراضي الثقيلة عن الجافة ، حيث يحدث إحلال الجزيئات الماء على أماكن ادمصاص المبيدات . وأكدت الدراسات أن الأرض المحتوية على طبقة واحدة من الماء لا تفقد منها المبيدات بالتطاير . وتختلف مشابهات المبيد الواحد في درجة تطايرها من التربة ، مما دعا إلى الاعتقاد أن التطاير يعتبر وسيلة هامة في سبيل اختفاء نواتج تكسير وتمثيل المبيدات من التربة . ووجود المزروعات في الأرض يقلل من درجة تطاير المبيدات . وعند هبوب الرياح يحدث انتشار لحبيبات التربة الملوثة بالمبيدات ، مما يؤدى إلى وصولها للغلاف الجوي . ويوضح الجدول ( 2 ) تواجد المبيدات في الهواء ( مأخوذ عن James N, Seiber بقسم التوكسيكولوجى البيئية بجامعة كاليفورنيا ديفيز بالولايات المتحدة الأمريكية - نشر عام 1982 في المؤتمر الدولي IUPAC باليابان ) .
ولقد اتضح من دراسات تلوث الهواء بالمبيدات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن كمية الكيميائيات العضوية تختلف تبعا لنوع المادة الكيميائية ، ومكان العينة ، والموسم ، وطريقة أخذ العينة ، ودقة ونوعية الباحث . ومن النتائج أمكن التعميم أن المبيدات ذات الثبات النسبي العالي والضغط البخاري المعقول ( أكثر من 10 - 7 ملليمتر زئبق ) وسهلة الكشف عنها ، والتي تستخدم بكثرة في برامج المكافحة توجد بكميات لا يستهان بها في الهواء .
جدول ( 2 ) : تواجد المبيدات في الهواء .
وهذه الظروف تتمشى مع المبيدات الكلورينية العضوية ، ولو أن الجدول السابق يشير إلى وجود الكميات القصوى في حالة المبيدات الشائعة الاستخدام في مجال الزراعة مثلا الملاثيون والميثايل باراتيون والتوكسافين ، ولكن احتمالات ومرات وجود مخلفاتها أقل مما هو حادث في حالة المركبات الكلورينية ، كالـ د.د.ت ، والديلدرين ، وسادس كلورور البنزين . وهناك من ينادى بأن المركبات ذات الثبات العالي وذات الضغط البخاري المتوسط إلى العالي ، وشائعة الاستخدام في البيئة تكون أكثر ثباتا ، ومن ثم أمامها فرصة أكبر للانتقال بين المكونات البيئية المختلفة ومنها الهواء .
شكل (1) .
شكل (1) : مصادر مبيدات الآفات في الهواء .
والفقد بالتطاير يضيف مشكلة أخرى في سبيل تحقيق فعالية أكيدة عند استخدام المبيدات ضد الآفات المستهدفة . ولقد وجد Willis وزملاءه عام 1980 وجود 9% فقط من مبيد التوكسافين المرشوش بالطائرات في حقول القطن على النباتات غير المستهدفة بعد ساعة واحدة من المعاملة. وأشار إلى أن الانتشار هو السبب الرئيسي لهذا الفقد الكبير ، وأشار نفس الباحثين إلى أنه بالرش الأرضي تم فقد 17 - 54٪ من التوكسافين خلال 3 ساعات بعد المعاملة على القطن ، ثم حدث فقد إضافي بعد المعاملة وصل إلى 26٪ خلال خمسة أيام ، و 53% خلال 32 يوما . وهذا يدل على أن معظم المبيد المستخدم يجد طريقه إلى الهواء خلال فترة وجيزة . وضآلة تواجد المبيدات الفوسفورية والكاربامات والنيتروأنيلينات والبيرثرينات المصنعة في الهواء ترجع إلى سرعة انهيارها في البيئة .
وعندما يصل المبيد أو أية مادة كيميائية إلى الهواء ، فإنه يتعرض إلى عمليات طبيعية وكيميائية تؤدى إلى فقد مخلفاته وتخليص البيئة من ضررها . والتفاعلات الكيميائية تتركز أساسا في الأكسدة العادية والضوئية . والعمليات الطبيعية التي تزيل الجزيئات العضوية الكبيرة تشمل الغسيل بماء المطر ، والتساقط مع ذرات التراب الجافة وغيرها ، والتي يمكن توضيحها في شكل ( 2 ) .
شكل (2) : العمليات الطبيعية التي تزيل الجزئيات العضوية الكبيرة من الهواء
ويمثل الماء الوسط الكبير الذي يشكل تلوثه بالمبيدات مشكلة خطيرة ، حيث ثبت وجود المخلفات في العديد من الأنهار والبحيرات ، وحتى المحيطات وُجد أنها تحتوي على كميات صغيرة . الثابت وجود توازن بين كمية المخلفات في الماء والهواء السائد فوقها . والانتقال بين هذين الوسطين يتوقف على التركيزات النسبية بينهما ، ففي حالة الحجم الهائل لمياه المحيطات وحدوث معدلات ترسيب عالية ، فإنه من المتوقع حدوث تحرك للمبيدات من الهواء إلى الماء وليس العكس وتشجع الرياح والدوامات القريبة من السطح حركة المبيدات في الغلاف الجوي .
وهناك طريق مؤكد لوصول مخلفات المبيدات إلى الهواء يتمثل في حرق المواد العضوية الملوثة بالمبيدات ، وكذلك حرق المخلفات الزراعية ، خاصة القش .
وكميات المبيدات في الهواء لا تسبب أضرارًا خطيرة للإنسان عند استنشاقها ، نظرا لضالتها ، ولقد ثبت من الدراسات أن الكمية التي تدخل الجسم عن هذا الطريق يوميا تتراوح من 2 - 32 ميكروجرام / شخص .. وهي تمثل من 2 - 5٪ من تلك الكمية التي تؤخذ مع الطعام . والجدول ( 3 ) يؤكد هذه الاستنتاجات .
جدول ( 3 ) : كمة المبيدات التي تؤخذ مع الهواء في أمريكا *
3 - مبيدات الآفات في المياه Pesticides in waeter
ماذا يحدث عند وصول المبيد للماء ؟ سؤال تسهل الإجابة عليه لغير المختصين . أما بالنسبة للعاملين في مجال السمية البيئية ، فإنه يبدو في منتهى التعقيد والصعوبة ، فعندما يصل المبيد للماء يصبح قابلا للتوزيع خلال مكونات النظام الموجود فيه ، حيث يتأثر بالعمليات التي تؤدى لانتقاله وانهياره وتوزيعه . وبداية القول إن كمية المبيد المرشوش التي تصل لقمة النبات المستهدف لا تتعدى الـ 60٪ من الكمية المستخدمة بالرش الجوي ، وهي نسبة لابأس بها ، ومن ثم يحدث تساقط بالرياح ، حيث وجدت نسبة 1 ٪ على بعد 50 مترا ، و 0٫1 ٪ على بعد 175 مترا من مكان الرش كما يتضح من الجدول ( 4 ) .
جدول ( 4 ) : استقرار المبيدات المرشوشة جويا على النباتات*
وعند الكلام عن توزيع المبيدات في الماء لابد أن تؤخذ في الاعتبار معدلات ذوبانها في الماء ، والتي تختلف من مركب لآخر . وبعض المبيدات ، مثل : النوفاكرون ، يمتزج تماما مع الماء ، ولكن وبدون استثناء - يجب أن تتحقق لها كفاية ودرجة معينة من الذوبان في الليبيدات ، حتى يمكنها النفاذ داخل أجسام الحيوانات والنباتات. ويتخذ معيار التوزيع بين الأوكتانول والماء كمعيار لتحديد مدى سلوك المبيد الكيميائي في الوسط المائي . وهذا العامل في غاية الأهمية، خاصة مع المبيدات المجهزة على صورة محببات ( حشرية - نيماتودية – فطرية .. إلخ ) ، حيث يتحدد على أساسها معدل الانفراد في الماء ، وبذلك تتحدد الكميات الحرة التي تؤثر على الآفات المستهدفة بعد فترة تلامس معينة في الماء.
ومن التجارب الرائدة تلك التي أجراها Elgar ونشرت عام 1984 ، حيث تم رش مبيد السيبرمثرين بتركيز عال على السطح المكشوف لإحدى البرك . ولقد اتضح توزيع المبيد خلال 1 - 24 ساعة بعد المعاملة في هذا النظام. ولقد وجدت أكبر كمية على سطح الماء ( 24000 ميكروجرام ) ، وعلى سطح النباتات المائية (6000 - 13000 ميكروجرام ) ، بينما وجد في مياه الأعماق 1,4 ميكروجرام فقط بعد 24 ساعة ، ولم تصل المبيدات لطين القاع والأسماك إلا بعد 24 ساعة من المعاملة ، حيث وصلت إلى 5,2 ، 50 ميكروجرام على التوالي .
ولدراسة أثر تلوث الماء على الأحياء التي تعيش فيها عوملت المياه العادية ومياه البرك بمبيد السيبرمثرين بمعدل 5 ميكروجرام ، ثم وضعت فيها الأسماك وتركت لمدة 7 أيام . ولقد أظهرت النتائج موت جميع الأسماك في المياه العادية ، بينما لم تحدث وفيات في حالة مياه البرك . وهذا الاختلاف يرجع للاختلاف في معدل الذوبان في هذين الوسطين ، لأن وجود المواد المعلقة في الماء يقلل من الذوبان . والشكل ( 3 ) يوضح مستوى انهيار السيبرمثرين في الماء والكائنات الحية ( الأسماك والنباتات ) التي توجد فيها .
شكل (3) : معدلات انهيار السيبرمثرين وعلاقه بالوقت في مياه ومكونات البرك .
ولتأكيد خطورة تلوث المياه بالمبيدات في حوض وادى النيل وانعكاسه على تسمم الأسماك نكتفي بتناول الوضع الحالي في بحيرة البرلس بمصر ، وكذلك في قنوات الري بمشروع الجزيرة وبحيرة النوبة في السودان ، بالإضافة إلى بعض الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية.
(أ) في بحيرة البرلس بمصر
يرجع الفضل في هذا الموضوع إلى الدراسة التي أجريت بكلية الزراعة – جامعة الإسكندرية - عام 1980 . ولقد سبق التأكيد على وجود خطر دائم من جراء استخدام الكيميائيات ذات النشاط البيولوجي ، خاصة على الكائنات الحية غير المستهدفة وعلى المدى الطويل . وهناك تأثيرات ترجع أساسًا لمخلفات المبيدات والمراحل التي تمر بها من وقت وصولها للبيئة . ومن هنا تضاربت الآراء حول مفهوم الأمان في المبيدات وتجنب المشاكل الناجمة عنها . وهذا دعا الباحثون محاولة معرفة مدى تواجدها وتوزيعها وتأثيراتها البيئية الضارة ، حيث إنها ترتبط مباشرة بصحة الإنسان ، مما حتم ضرورة إيجاد الطرق والوسائل المتقدمة لقياس معامل الأمان الخاص بالسموم بوجه عام ، والمبيدات على وجه الخصوص . ومازالت المعلومات شديدة القصور فيما يتعلق بتأثيرات هذه المركبات على الإنسان والحيوان والنباتات .... إلخ . والسمية الحادة ترجع في المقام الأول إلى الاستهتار ، أو عدم الفهم ، أو سوء التقدير ، أو سوء استخدام المبيدات . ولقد حدثت كوارث كبيرة من السموم العالية السمية ، مثل : الأندرين ، والديلدرين ، بينما تحدث السمية المزمنة من جراء التعرض لتركيزات بسيطة من المبيدات ، وهي غالبا غير متخصصة التأثير ، ومن الصعب التنبؤ بحدوثها أو تقديرها ، وتحدث في حالة المبيدات ذات الثبات العالي في البيئة ، مثل المركبات الكلورينية . وبالرغم من صغر التركيزات ( في حدود جزء في المليون ) ، إلا أن معظمها يحدث تأثيرات سامة على الإنسان وحيواناته المستأنسة ، وبعضها يحدث تأثيرات طفريه سرطانية ، ومن ثم يجب تقدير ضررها في البيئة .
وعند مناقشة تأثير الملوثات المائية على صحة الإنسان ، هناك ثلاثة طرق للتعرض تجب الإشارة إليها : الأول يتمثل في ملامسة الملوثات للجلد عند التطبيق والتداول . والثاني عن طريق الفم عند شرب المياه الملوثة . والثالث عن طريق أكل الأسماك وغيرها من الأحياء المائية الملوثة . فعند الاستحمام في البحار والأنهار ، أو في المنازل وغيرها يكون اللمس هو وسيلة التلوث ، ولو أنها لم تأخذ حظها من الدراسة ، فالبيرثرينات المصنعة تؤثر على الجلد ، وبتركيزات غاية في الصغر ، علاوة على أنها تقاوم التحلل المائي . ومن حسن الطالع أنها بالتركيزات الموجودة لا تحدث هياجا في الجلد ، أو تسبب أضرارا على الأغشية المخاطية .
ومن ناحية أخرى .. يوجد العديد من المبيدات المستخدمة في البيئة ذات السمية العالية على الأسماك وغيرها من الأحياء البحرية ، مما يقلل من قيمة الاعتماد على هذه الكائنات كمصدر لغذاء الإنسان . وهناك ظاهرة تصاعد مستوى المادة السامة من كائن لآخر داخل السلسلة الغذائية الواحدة ، مما يشكل خطرًا على بعض الصناعات الهامة ، مثل : تعليب وتجهيز الأسماك ، ومزارع الدواجن ، وإنتاج الغذاء والصناعات الغذائية . وتوجد بعض البيانات عن الملوثات على المستوى الدولي ، ولكنها تفتقر إلى طبيعة ملوثات المياه السطحية ، ومياه الشرب ، والغذاء . وعلى المستوى المحلى يوجد القليل من الدراسات ، خاصة عن المبيدات الكلورينية . ومن المؤسف عدم وجود بيانات عن المبيدات التي تستخدم في المجاري المائية لقتل الحشائش في مصر .
ووجود الملوثات في البيئة يثير العديد من التساؤلات ، منها :
1 - كيفية وصول الملوثات للبيئة .
2 - كيفية تخليص البيئة منها ، ووسائل التأكد من ذلك .
3 - كيفية وطريقة توزيع الملوثات في البيئة ، ووسائل الانتقال من وسط لآخر .
4 - مدى ثبات الملوثات ضد عوامل التحلل والانهيار .
5 - ما هو سلوك الملوثات في البيئة المائية ، خاصة في حالات المبيدات العضوية ونواتج تمثيلها.
ولا يجب إغفال المشاكل الناجمة عن التخلص من بقايا المبيدات في الأنهار وغيرها من مصادر المياه . ويضاف إلى ذلك الصرف المستمر للمياه الملوثة بالمبيدات ، واستخدام المياه في تخفيف المبيدات ، وكذلك انتقال المبيدات من الهواء ( الانتشار عند التطبيق ) ، ووصولها إلى مصادر المياه ، وكذلك الناجمة عن تطاير المبيدات من على سطح التربة . وهناك العديد من البيانات التي تؤكد وجود تركيزات بسيطة من المبيدات الكلورينية في الهواء والمطر والأتربة والضباب .
وتمثل بحيرة البرلس أكبر ثاني بحيرة في وادى النيل ، حيث تقع في شمال الوادي بين فرعي رشيد ودمياط بامتداد 60 كيلو مترًا . وتغطى مساحة 546 كم2 ، وتستقبل البحيرة مياهها من البحر عن طريق البوغاز ومياه نقية تصل من خلال ستة مصارف وقناة واحدة ، كلها تصب في الشاطئ الجنوبي من البحيرة . وتجدر الإشارة إلى أن قاع البحيرة في منطقة البوغاز رملي مع مواد سلتية ، بينما الجزء الجنوبي يسود فيه الطين . والبحيرة ضحلة ، ويختلف العمق سنويا من 420 - 207 سم ، ووسط البحيرة أكثر الأماكن عمقًا ، ويقل العمق كلما اتجهنا على حواف البحيرة . وتأتى الأسماك للبحيرة من البحر والمياه العذبة . ويسود البلطي والبوري وغيرها .
ولقد تم تقييم مستوى التلوث في بحيرة البرلس نتيجة لتراكم متبقيات 15 مبيدًا كلورينيا حشريا معمرًا من بينها خمسة نظائر لسادس كلورور البنزين ، وستة نظائر للـ د.د.ت وهبتاكلور والدرين وديلدرين والأروكلور . ولقد ثبت وجود مخلفات من معظم هذه المبيدات في الماء والقاع والسمك ، وتم تقدير معامل التركيز بين السمك : الماء والرواسب : الماء بقرابة 3000 ضعف . وثبت تفوق مستوى سادس كلورور البنزين على الـ د. د.ت في الماء بخمسة أضعاف ، بينما سادت متبقيات د.د.ت على سادس كلورور البنزين بضعفين في الرواسب . ولقد تأكد عدم وجود مخلفات الباراكلوروبنزين بأي قدر محسوس . وكان تركيز المتبقيات التي تم تقديرها في السمك جزءًا من القدر المسموح به (50000 ميكروجرام / كجم / وزن / وزن ) حسب مواصفات وكالة الأغذية والعقاقير الأمريكية.
وعليه .. لا يمكن القول بتضاؤل خطورتها حاليًا بالنسبة للمستهلك ، أو أن يؤخذ ذلك كمؤشر على أمان تركيزها الحالي في بحيرة البرلس ، لذلك يجب تجنب استخدام تلك المركبات كلما أمكن ذلك . ومن هنا تتضح ضرورة اللجوء لاستخدام أساليب المكافحة المتكاملة مع تشجيع وتطوير الأبحاث المهتمة باستخدام مبيدات أشد فعالية ، وأدق تخصصاً ، وأضعف تأثيرا ، وأكثر أمانا للكائنات غير المستهدفة. كما يوصى بالاهتمام بطرق إزالة الملوثات وإعادة استخدام المياه المستعملة كلما أمكن ذلك . وفي دراسة لاحقة اتضح عدم وجود خلافات واضحة أو جوهرية بين معدل تلوث المياه والقاع والسمك في الأماكن المختلفة من البحيرة . ولقد اختلفت حساسية الأسماك التابعة للأنواع المختلفة للمبيدات المختبرة ، خاصة التي تستخدم لمكافحة الحشائش ، مثل : الأمترين ، ومكافحة الطحالب ، مثل : الكوينواميد ، والمبيدات الحشرية ، خاصة البيرثرينات المصنعة .
ومن حسن الطالع أن الدراسات أوضحت أن معظم المبيدات تتركز في أحشاء السمك الذي لا يؤكل في مصر . وتصبح مشكلة أكل السمك الملوث بالمبيدات أكثر حدة في البلاد التي تأكل الأسماك بما فيها الأحشاء . وخطورة تسمم السمك تثير الاهتمام في مصر بعد التوسع في إنشاء المزارع السمكية ، مما يستدعى وجود جهاز متخصص في تقدير مدى تلوث المجاري المائية والترع والقنوات والمصارف في مصر ، وكذلك ضرورة وضع وسَنّ القوانين التي تحرم صيد الأسماك بالمبيدات السامة .
( ب ) في جمهورية السودان
هذه الدراسة أعدتها محطة ( بحوث الجزيرة - بواد مدنى ) ، والتي أشارت إلى أن المساحات التي تزرع بالقطن في وسط السودان تعتبر المصدر الرئيسي للزيادة في استخدام مبيدات الآفات . ولقد وصل استهلاك المبيدات في مشروع الجزيرة فقط 2500 طن من المواد الفعالة ، ومعظمها مبيدات حشرية ، مثل : الـ د.د.ت ، والأندوسلفان ، والتوكسافين ، والدايمثويت ، والنوفاكرون . ومن ضمن التأثيرات المختلفة على مكونات البيئة تأتى التأثيرات غير المرغوبة على الأحياء المائية التي تعيش في المياه العذبة . ومن الثابت شدة حساسية الأسماك للمبيدات ، وتتميز بحدوث تجمع عال للكيميائيات ، بالمقارنة بالتركيزات الموجودة في الماء . ولقد وصل معامل التجمع لمركب الـ د.د.ت إلى حوالي 2500 - 3000 مرة . ومن الثابت كذلك شدة الضرر التي تحدث للسمك من جراء التعرض للكيميائيات الغربية ، مما يؤثر على إنتاجية الأسماك .
وتقع قنوات الري الأساسية في مشروع الجزيرة ، والتي تمتد بطول 6000 كيلو متر تحت نطاق التلوث بالمبيدات من خلال الرش الجوي لمكافحة آفات القطن ، كما أن فروع نهر النيل تجرى بمحاذاة الأرض الزراعية من الشرق إلى الغرب ، حتى الخرطوم ، حيث يلتقى النيلان الأبيض والأزرق ، وبعد ذلك تمتد بحيرة النوبة أو بحيرة ناصر . ولقد تكونت هذه البحيرة بعد إنشاء السد العالي في أسوان وتمتد لمسافة 4160 كيلو متر في جنوب أسوان من بينها 180 كيلومتر داخل حدود السودان . ولقد طورت هذه البحيرة كمزرعة سمكية هائلة تنتج سنويا حوالي 20,000 طن، وهناك مصادر أخرى لتلوث هذه البحيرة بالمبيدات ، حيث تلقى فيها مخلفات المبيدات من الوادي وعلى ضفاف النيل نتيجة لترسيب الطمي والمواد المعلقة الأخرى والمحملة بالمبيدات كذلك . ومن هذا يتضح أن القنوات في الجزيرة ، وكذلك بحيرة ناصر ، من أكثر مناطق التلوث بالمبيدات في السودان .
وفيما يلي عرض سريع لمظاهر تلوث المياه بالمبيدات ، وانعكاس ذلك على الأسماك :
1 - قنوات الري في مشروع الجزيرة
من المشاهد المألوفة أثناء رش القطن أن نرى الأسماك الميتة طافية على سطح الماء . وتزداد نسبة الموت في فترات استخدام الأندرين ، والأندوسلفان ، والتوكسافين . وحالات التسمم الحاد للأسماك تحدث عند الرش العرضي فوق القنوات ، أو عند غسيل عبوات المبيدات الفارغة في القنوات ، ولتقدير مستوى التلوث في غير أوقات الرش كانت تؤخذ عينات من الاسماك وتحلل كيميائيا للكشف عن مخلفات المبيدات الكلورينية باستخدام أجهزة الكروماتوجرافي الغازي . ولقد ثبت من التحليل وجود مخلفات عالية من الـ د. د.ت ومشتقاته بدرجات متفاوتة في الانواع المختلفة من السمك . ولقد تراوحت المخلفات الكلية من 0,27 إلى 16 ملليجرام/كجم سمك .
2 - بحيرة النوبة
تم أخذ 29 عينة سمك تتبع سبعة أنواع ذات أهمية اقتصادية من وادي حلفا على بحيرة ناصر ، وأخذت من كل عينة عضلات وكبد السمك للتحليل بالكروماتوجرافى الغازي في المعمل . ولقد أوضحت النتائج أنه بين 58 عينة وجدت عشر عينات فقط تحتوي على كميات كبيرة من مخلفات المبيدات . وتفاوت وجود المخلفات في العضلات والكبد على حسب نوع السمك ، ولكن التركيز كان قليلا جدا ، حيث تراوح من 2 إلى 184 ميكروجرام / كجم . ونتيجة للتوسع المذهل في استخدام المبيدات ذات الثبات العالي في وسط السودان ، فإن احتمالات تزايد درجة التلوث في الأسماك كبيرة للغاية ، مما يشكل خطورة على صحة إنسان وأدى النيل ، وكذلك على خطط تصنيع الأسماك في المنطقة .
(جـ) الولايات المتحدة الأمريكية
ومن أحدث الدراسات عن سمية البيرثرينات المصنعة على الأسماك واللافقاريات المائية تلك الدراسة التي أجراها "المركز الطبي بجامعة ( كانساس ) – بالولايات المتحدة الأمريكية " . ولقد تأكد أن المخلفات في الأسماك تتراوح بين أجزاء في المليون ( ميكروجرام/ لتر ) إلى أجزاء في البليون نانوجرام / لتر ) ، لذلك يبدو من الضروري تطوير طرق تقدير المخلفات بما يحقق الكشف عن هذه الآثار البسيطة في الكائنات المائية . وتتفاوت السمية الحادة تبعا لنوع المبيد ونوع الأحياء المائية ، حيث ثبت أن مبيدي السيبرمثرين والفينفاليرات أكثر سمية على الأسماك والقشريات من مركب البيرثرين . ولقد استنتج أن مركبات البيرثرويدز المحتوية على مجموعة سيانو أكثر سمية من تلك التي لا تحتوى عليها . ولقد فسر ذلك على أساس أن هذه المجموعة تقلل من معدل انهيار المركب نتيجة لتفاعلات التحلل المائي بالإنزيمات ، وكذلك الأكسدة . ومن أخطر ما أسفرت عنه الدراسة أن مستحضرات البيرثرينات المصنعة أكثر خطورة من المركبات النقية ، وقد تصل الزيادة في السمية بينهما إلى عشرة أمثال ، كما يتضح من جدول ( 5 ) .
ومن المؤسف أن الدراسة لم تتوصل لمعرفة مكونات المستحضرات ، حتى يمكن الربط بين إحداها وبين زيادة السمية على الأسماك .
ومن المعروف أن العوامل البيئية ، خاصة الحرارة ، تؤثر تأثيرًا كبيرًا على سمية البيرثرينات المصنعة على الأسماك . ولقد وجدت علاقة عكسية بين درجة الحرارة والسمية على الأسماك ، وكذلك على الحشرات ، ومن ثم يجب أخذ عامل الحرارة في الاعتبار عند دراسة سمية البيرثرينات على الأحياء المائية ، خاصة في المناطق الباردة . وكمثال .. كانت سمية أحد البيرثرينات على السمك 0,62 ميكروجرام / لتر على درجة 5 م ، ووصلت إلى 6,43 ميكروجرام / لتر على درجة 25 م . ولقد وجد أن التركيزات غير القاتلة من المبيدات تؤثر على نشاط السمك من حيث القدرة على العوم والتنفس ، والأسباب غير مفهومة حتى الآن ، وإن كان يجب عدم تجاهلها . ولقد ثبت حدوث ادمصاص للبيرثرينات على سطوح الدافنيا مما يسبب موت هذه الكائنات الدقيقة . ولقد ثبت من الدراسات الميدانية وجود البيرثرينات وتأثيرها على اللافقاريات التي تعيش في المياه . ولقد ثبتت شدة الضرر التي تحدث لها من جراء التعرض للبيرثرينات ، كما في يرقات الحشرات والقشريات . وفى بعض الحالات حدث توازن للتعداد بعد أسابيع قليلة أو شهور قليلة من التعرض للسموم . وفى بعض الحالات الأخرى لم يحدث هذا التوازن في التعداد خلال الموسم الذي تعرضت فيه خاصة إذا تكررت مرات التعريض . وقتل أو تقليل يرقات الحشرات والقشريات لابد أن يؤثر على تعداد الأسماك التي تتغذى عليها نتيجة للتأثير الضار على معدل التكاثر في الأسماك ، ولو بصفة مؤقتة . وبالرغم من أن البيرثرينات المصنعة تدخل في أجسام الأسماك وغيرها من الكائنات المائية ، إلا أنها تمثل وتخرج خارج الجسم في فترة وجيزة ، حيث وجد أن نصف فترة الحياة لمبيد الفينفاليرات حوالى 5 أيام في بعض الأسماك .
ومن أخطر الدراسات التي أجريت في كندا ما ثبت أن البيرثرينات المدمصة على الرواسب العالقة في الماء وفى قاع البحار يحدث لها انفراد ، ومن ثم تجد طريقها إلى السمك والأحياء المائية الأخرى .
(د) مخلفات المبيدات في الأسماك ، وظاهرة المقاومة
وهناك العديد من الدراسات عن مخلفات المبيدات الحشرية الكلورينية في الأسماك ، كما هو مبين في الجداول التالية . ومن النادر أن تزيد كميات المخلفات عن أجزاء قليلة في المليون ، وإذا زادت عن ذلك يكون السبب هو صيد السمك بعد فترة قصيرة من وصول تركيزات عالية من المبيدات الحشرية إلى الماء من الرش الجوي ، أو من الأرض المحيطة . ومن أكثر المبيدات شيوعًا في السمك : مركب الـ د.د.ت ، والديلدرين ، وسادس كلورور البنزين ، والكلوردين ، والهبتاكلور ، والأندرين ، والكامفيكلور في المياه بالولايات المتحدة الأمريكية . ولقد اختلف الوضع في بريطانيا والدول الأخرى .. ويحتوي الجدول (7) على مخلفات المبيدات الكلورينية في الأسماك التي تعيش في المياه العذبة . وتختلف كميات المبيدات في السمك باختلاف المواسم ، حيث تزيد الكميات في الربيع وأوائل الصيف عندما يكون الرش الزراعي في الذروة . وهناك بعض الأدلة على أن مخلفات المبيدات الكلورينية التي تتجمع في السمك تتأثر بمحتوى الليبيدات في السمك . وكلما زاد هذا المحتوى ، قلت حساسية الأسماك للمبيدات ، وكذلك كلما زاد حجم السمك ، زادت كمية مخلفات المبيدات . ولقد اتضح وجود المركبات على صورتها الأصلية بدرجة أكبر من الممثلات المناظرة لها .
ولقد أثبتت الدراسات في هذا المجال أن خياشيم الأسماك تعتبر الطريق الرئيسي لدخول المبيدات الكلورينية إلى الأنسجة . ولو كان انتقال هذه المبيدات من الماء إلى الجسم يتم عن طريق الانتشار السلبي ، لانتفت علاقة التركيز داخل الجسم بالسمك . ولو كانت المبيدات تدخل الغذاء لاحتوى السمك الكبير على مخلفات عالية . ولقد وصلت كميات الـ د.د.ت المأخوذة مع الغذاء عشرة أمثال المأخوذة من الماء . ولقد تضاربت الأقوال في هذا الخصوص من حيث أيهما أكثر أهمية الدخول المباشر من الماء أو مع الغذاء . ولقد اتفق على أنه في حالة وجود المبيدات لمدة قصيرة في الماء ، فإن الكميات التي تدمص على سطح الطحالب أو الكائنات الأخرى التي يتغذى عليها السمك أكثر أهمية كمصدر للمخلفات في السمك . ولقد وجدت مخلفات بكميات بسيطة في أنسجة سمك البحار ، بالمقارنة مع سمك المياه العذبة ، لذلك فإن السمك الذي يهاجر من المياه العذبة للبحار يحتوي على مخلفات بدرجة أكبر مما هو موجود في أسماك البحار .
ولقد تحصل الباحثان كادويك وبروكسين عام ( 1969 ) على نتائج تبين تركيزات مبيد الديلدرين التي انتقلت من الماء إلى السمك كما هو موضح في شكل ( 4 ) .
شكل ( 4 ) : العلاقة بين كمية الديليدرين في الماء والسمك الذي يعيش فيها
وتشترك المبيدات في سميتها على الأسماك تبعا لنوع المبيد ، وكذا نوع السمك ، والماء ، وطول فترة التعريض . وقد يكون الضرر مباشراً على الأسماك أو غير مباشر ، ونفس الحال بالنسبة للكائنات الأخرى التي تعيش في الماء ، وتعتبر كمصادر لتغذية الأسماك ، مثل البلانكتون وغيرها التي تمتص كميات كبيرة من المبيدات ، ومن ثم يتسمم السمك الذى يتغذى عليها . ولقد ثبت أن مقاومة السمك للأمراض ، وكذا معدلات التغذية تقل نتيجة لتلوثه بالتركيزات غير السامة من المبيدات ولقد سجل العديد من الحالات التي فشل فيها التكاثر من جراء التعرض للسموم . وبعض المبيدات تحدث زيادة في سمك أغشية الخياشيم ، مما يستتبعه نقص في التنظيم الإسموزي ، وانخفاض في الكرات الدموية ، وتحطيم المخ، ومن ثم ينقص وزن الجسم. وبالإضافة لهذه الأعراض سجلت حالات نقص في الحركة والنمو ، وفقد المقدرة على التأقلم مع الحرارة ، بينما زاد معدل التنفس ، ونقص معدل فقس البيض . ويجب ألا يغفل الضرر الكبير من جراء تغذية الإنسان للأسماك الملوثة بالمبيدات ، فلو أن مخلفات المبيدات في السمك عالية ، فمن المحتمل أن تتجمع في جسم الإنسان وتصل إلى مستويات خطيرة . وفى البلاد التي بها قيود كبيرة وصارمة عن المخلفات والحدود المسموح بتواجدها وتداولها في الأسماك ، فإنه لا يسمح باستعمال الأسماك الملوثة للغذاء الأدمي . وتختلف أنواع الأسماك اختلافا كبيرًا في حساسيتها للمبيدات الحشرية الكلورينية ، وفى مقدرتها على تخزين المخلفات في الأنسجة ومن المؤكد أن معظم الأنواع تقتل بواسطة العديد من الكيميائيات . وفي الولايات المتحدة الأمريكية سجلت حالات قتل بلغت 144 مليون سمكة من جراء حدوث 4200 حادثة تسمم بالمبيدات في المياه الموجودة بها الأسماك.
ومن الأمور الصعبة وضع قوائم عن سمية المبيدات للأسماك ، لأن هناك العديد من الاختلافات في الحساسية تبعا للاختلافات بين الأنواع ، والحجم ، والجنس ، والعمر ، ودرجة الحرارة ، ووقت التعرض ، وغيرها من العوامل الأخرى . وحتى عند توحيد الظروف الخاصة بالاختبارات المعملية ، فإن النتائج المتحصل عليها لا تتفق – في كثير من الأحيان - مع التأثيرات التي تحدث في البيئات الطبيعية .... ويوضح الجدول ( 7 ) الحدود السامة لبعض المبيدات الكلورينية في الأسماك .
جدول ( 7 ) : مخلفات المبيدات الكلورينية في الأسماك *
* جدول مأخوذ عن العالم كول وآخرين عام 1967 .
وفى كندا جمعت أربع عينات من الأسماك من السوق المحلى لإحدى المدن ، وقدرت مخلفات المبيدات الكلورينية .
وقد يكتسب السمك صفة المقاومة لفعل المبيدات الكلورينية الحشرية ، ومن ثم يحتوي على كميات كبيرة من المخلفات في الأنسجة ، دون أن تظهر عليه أية أعراض أو مظاهر مرضية . وعلى سبيل المثال وجدت كميات من الأندرين في سمك الجامبوزيا وصلت حتى 214 جزء في المليون ، وسجلت أفراد من السمك تحتوي على 2500 جزء في المليون د . د. د في إحدى البحيرات الصافية بولاية كاليفورينا . وفي المناطق التي تستخدم فيها المبيدات لمكافحة الآفات الزراعية بكثرة تكونت سلالات مقاومة من الأسماك لفعل حوالي 20 مبيدا ، ووصلت درجات المقاومة إلى أكثر من 2000 ضعف الأسماك الحساسة من نفس النوع . وميكانيكية المقاومة في السمك غير معروفة بالضبط ، ولكنها قد ترجع إلى التغير في النفاذية لمواضع التأثير ، أو على سطوح التنفس ، أو لزيادة محتوى الدهون ، أو تغير في الإخراج ، أو في الإنزيمات الهادمة ، أو في مسارات التمثيل .
وتمثل مخلفات المبيدات في مياه الشرب ، خاصة في الدول الفقيرة ، مشكلة كبيرة ، حيث لا توجد قيود أو حدود للكميات التي يسمح بتواجدها ، لدرجة أنه لا يوجد ضمن اختبارات الجودة الخاصة بالمياه ما يتضمن الكشف عن بقايا المبيدات ( الأصلية أو نواتج تمثيلها وتكسيرها ) . ومن المؤكد أن وجود المبيدات في مياه الشرب له علاقة مباشرة بكثير من الحالات المرضية في الإنسان ، خاصة الأطفال . ويوضح جدول ( 8 ) الحدود المسموح بتواجدها في مياه الشرب في الأنواع المختلفة من المبيدات بالنانوجرام لكل لتر *.
جدول ( 8 ) : الحدود المسموح بتواجدها من مخلفات المبيدات في مياه الشرب.
الاكثر قراءة في المبيدات الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
