الفاكهة والاشجار المثمرة
نخيل التمر
النخيل والتمور
آفات وامراض النخيل وطرق مكافحتها
التفاح
الرمان
التين
اشجار القشطة
الافو كادو او الزبدية
البشمله او الاكي دنيا
التوت
التين الشوكي
الجوز
الزيتون
السفرجل
العنب او الكرمة
الفستق
الكاكي او الخرما او الخرمالو
الكمثري(الاجاص)
المانجو
الموز
النبق او السدر
فاكة البابايا او الباباظ
الكيوي
الحمضيات
آفات وامراض الحمضيات
مقالات منوعة عن الحمضيات
الاشجار ذات النواة الحجرية
الاجاص او البرقوق
الخوخ
الكرز
المشمش
الدراق
مواضيع عامة
اللوز
الفراولة او الشليك
الجوافة
الخروب(الخرنوب)
الاناناس
مواضيع متنوعة عن اشجار الفاكهة
التمر هندي
الكستناء
شجرة البيكان ( البيقان )
البندق
المحاصيل
المحاصيل البقولية
الباقلاء (الفول)
الحمص
الترمس
العدس
الماش
اللوبياء
الفاصولياء
مواضيع متنوعة عن البقوليات
فاصوليا الليما والسيفا
محاصيل الاعلاف و المراعي
محاصيل الالياف
القطن
الكتان
القنب
الجوت و الجلجل
محصول الرامي
محصول السيسال
مواضيع متنوعة عن محاصيل الألياف
محاصيل زيتية
السمسم
فستق الحقل
فول الصويا
عباد الشمس (دوار الشمس)
العصفر (القرطم)
السلجم ( اللفت الزيتي )
مواضيع متنوعة عن المحاصيل الزيتية
الخروع
محاصيل الحبوب
الذرة
محصول الرز
محصول القمح
محصول الشعير
الشيلم
الشوفان (الهرطمان)
الدخن
محاصيل الخضر
الباذنجان
الطماطم
البطاطس(البطاطا)
محصول الفلفل
محصول الخس
البصل
الثوم
القرعيات
الخيار
الرقي (البطيخ الاحمر)
البطيخ
آفات وامراض القرعيات
مواضيع متنوعة عن القرعيات
البازلاء اوالبسلة
مواضيع متنوعة عن الخضر
الملفوف ( اللهانة او الكرنب )
القرنبيط او القرنابيط
اللفت ( الشلغم )
الفجل
السبانخ
الخرشوف ( الارضي شوكي )
الكرفس
القلقاس
الجزر
البطاطا الحلوه
القرع
الباميه
البروكلي او القرنابيط الأخضر
البنجر او الشمندر او الشوندر
عيش الغراب او المشروم او الأفطر
المحاصيل المنبهة و المحاصيل المخدرة
مواضيع متنوعة عن المحاصيل المنبهة
التبغ
التنباك
الشاي
البن ( القهوة )
المحاصيل السكرية
قصب السكر
بنجر السكر
مواضيع متنوعة عن المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
نباتات الزينة
النباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
النحل
نحل العسل
عسل النحل ومنتجات النحل الاخرى
آفات وامراض النحل
دودة القز(الحرير)
آفات وامراض دودة الحرير
تربية ديدان الحرير وانتاج الحرير الطبيعي
تقنيات زراعية
الاسمدة
الزراعة العضوية
الزراعة النسيجية
الزراعة بدون تربة
الزراعة المحمية
المبيدات الزراعية
انظمة الري الحديثة
التصنيع الزراعي
تصنيع الاعلاف
صناعات غذائية
حفظ الاغذية
الانتاج الحيواني
الطيور الداجنة
الدواجن
دجاج البيض
دجاج اللحم
امراض الدواجن
الاسماك
الاسماك
الامراض التي تصيب الاسماك
الابقار والجاموس
الابقار
الجاموس
امراض الابقار والجاموس
الاغنام
الاغنام والماعز
الامراض التي تصيب الاغنام والماعز
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها
الحشرات
الحشرات الطبية و البيطرية
طرق ووسائل مكافحة الحشرات
الصفات الخارجية والتركيب التشريحي للحشرات
مواضيع متنوعة عن الحشرات
انواع واجناس الحشرات الضارة بالنبات
المراتب التصنيفية للحشرات
امراض النبات ومسبباتها
الفطريات والامراض التي تسببها للنبات
البكتريا والامراض التي تسببها للنبات
الفايروسات والامراض التي تسببها للنبات
الاكاروسات (الحلم)
الديدان الثعبانية (النيماتودا)
امراض النبات غير الطفيلية (الفسيولوجية) وامراض النبات الناتجة عن بعض العناصر
مواضيع متنوعة عن امراض النبات ومسبباتها
الحشائش والنباتات الضارة
الحشائش والنباتات المتطفلة
طرق ووسائل مكافحة الحشائش والنباتات المتطفلة
آفات المواد المخزونة
مواضيع متنوعة عن آفات النبات
مواضيع متنوعة عن الزراعة
المكائن والالات الزراعية
مانعات التغذية (المواد التي تمنع تغذية الآفات على النبات) Antifeedants
المؤلف:
د. زيدان هندى عبد الحميد ود. محمد ابراهيم عبد المجيد
المصدر:
الاتجاهات الحديثة في المبيدات ومكافحة الحشرات (الجزء الثاني)
الجزء والصفحة:
الجزء الثاني ص 331-348
2025-07-25
31
مانعات التغذية (المواد التي تمنع تغذية الآفات على النبات) Antifeedants
أولاً : مقدمة
تعتبر مانعات التغذية أحد الاتجاهات الحديثة في المكافحة ، والتي ظهرت في أوائل الستينيات بغرض حماية المحصول من مهاجمة الآفة . وهي تختلف في ذلك عن المبيدات الحشرية في كونها لا تؤدى إلى القتل المباشر للآفة ، أو طردها ، بينما يرجع تأثيرها إلى قدرتها على منع تغذية الآفة ، وبالتالي تموت الحشرة نتيجة الجوع إذا لم تجد عائلاً آخر ؛ وبذا يمكن حماية المحصول أو منتجاته . ويتمتع استخدام مانعات التغذية ، في برامج التحكم المتكامل للآفات ، بسمات معينة تضاعفت من ضرورة الاهتمام به ؛ حيث إنه يقدم الحماية للمحاصيل المتخصصة ، ويجنب كذلك الضرر للكائنات غير المستهدفة ، وهذه ميزات هامة لا يمكن تجاهلها . ومع ذلك فقد تكون هذه الوسيلة شركا أو خداعًا لا يمكن إدراكه . ولا تعطى التجارب المعملية عادة الصورة الحقيقية بالمقارنة بتجارب الحقل ؛ حيث إن التوصل إلى نتائج طيبة داخل ظروف المعمل يحكمه غياب العائل الآخر ، بينما في الحقل تكون الحشرة حرة الحركة والتجول من مكان لآخر ، وبالتالي قد تتمكن من العثور على بعض العوائل الأخرى كالحشائش مثلاً فتتمكن من تفادى أثر المانع . وقد تموت الآفة نتيجة فشلها في العثور على عائل آخر تتغذى عليه .
تعريف مانعات التغذية Definition of antifeedants
تشير الدراسات القديمة لهذه المركبات على أنها مواد طاردة Repellents . ولكن اصطلاح Antifeedant لا يعنى الطرد بدليل أن الحشرة لا تبتعد عن السطح المعامل . ويلي ذلك استخدام اصطلاح آخر هو فاقد للشهية Appetite anorexient ، وهو اصطلاح غير دقيق حيث إن شهية الحشرة لا تتأثر في وجود الغذاء الملائم. كما أطلق أيضا اصطلاح طارد للتذوق Gustatory repellent ، وهذا الاصطلاح لا يدل على طريقة تأثير هذه المركبات ؛ حيث إن الطرد هنا يعني اتجاه الحشرة بعيداً عن المصدر الغذائي المعامل . وقد اقترح العالم Dethier وآخرون عام 1960 استخدام اصطلاح مانع ، أو عائق التغذية Feeding deterrent ، وهو أكثر المصطلحات قبولا . وفي عام 1965 ذكر Frazer تعبير Rejectant ، وهو يعنى الرفض أو النبذ . وتعتبر اصطلاحات Antifeedant, Rejectant ، من أكثر المصطلحات المستخدمة قبولاً في الوقت الحاضر . وعموما .. يمكن تعريف مانعات التغذية بأنها عبارة عن المواد الكيميائية التي تمنع بدء ، أو استمرار تغذية الحشرة على العائل المناسب ، ولا يهم أن تكون هذه المواد ذات تأثير طارد أو سام .
نبذة تاريخية عن مانعات التغذية
يعتبر مركب .Z.I.P ( ملح خارصيني مشتق من حمض Dimethyl dithio carbamic acid ) من أول المركبات التي استعملت كمانعات للتغذية ، حيث استخدم لمنع الفئران والغزلان من التغذية على قلف وبراعم الأشجار في فصل الشتاء . وهذه المادة سامة جدا للنبات ، خاصة عند استعمالها على المجموع الخضري ، وهي لا تؤثر على الحشرات . وفى عام 1928 ( قبل استخدام Z.I.P ) ، ظهر مركب Mitin FF كمانع لتغذية يرقات فراشة الملابس . وفى عام 1932 اختبر Metzger & Grant حوالي 500 مادة كيميائية ضد حشرة الخنفساء اليابانية Popillia japonica ، ولم تكن النتائج مشجعة . كما كان ظهور مركب 24055 عام 1959 بداية لانطلاق استخدام مانعات التغذية في مجال مكافحة الآفات الزراعية . وفي عام 1962 لفت Pradhan وآخرون الأنظار إلى قيمة مستخلصات شجرة الزنزلخت (Amadirachta indica (Neem في منع تغذية الجراد الصحراوي ، ويعتبر هذا الاكتشاف أفضل ما تم تحقيقه في مجال مانعات التغذية ذات الأصول الطبيعية . وقد لاحظ Chapman عام 1974 أن اختبار كفاية المادة المانعة للتغذية ضد عدد كبير من الآفات يعتبر عملية غير مجدية ، وذلك بسبب الاختلافات في درجة استجابة الأنواع للمواد النباتية الثانوية ؛ مما يدعو إلى البحث عن مانعات تغذية متخصصة ضد آفات معينة .
ويمكن القول من خلال الدراسات المتاحة إن للآفة المتخصصة ( ذات التغذية الخاصة ) عدداً محدودا من العوائل . وقد يكون السير في هذا الاتجاه أكثر تحقيقا للهدف المنشود من استخدام مانعات التغذية لمكافحة الآفة . وأظهرت الدراسات أن عدد مركبات مانعات التغذية الفعالة للجراد قليل العوائل ، ( الجراد الأفريقي ) L. migratoria ، يبلغ أربعة أضعاف الجراد عديد العوائل ( الجراد الصحراوي ) .S. gregaris وعموما .. تكون هذه الكيميائيات المانعة للتغذية فعالة عند حدود التركيزات المنخفضة . ومن الجدير بالذكر أن المركبات المانعة للتغذية للجراد الأفريقي ، تكون في نفس الوقت منبهة للتغذية Phagostimulant الجراد الصحراوي ، وذلك حتى إذا أظهر مركب Azadirachtin فعلاً استثنائيا كمانع للتغذية ضد حشرة الجراد الصحراوي . ولعل ذلك يوضح ضرورة عدم إهمال الأنواع عديدة العوائل الغذائية في اختبارات مانعات التغذية .
يجب أن يتم التركيز في البحث عن المركبات الفعالة ذات المجاميع الكيميائية الخاصة ، مثل : مجاميع Terpenoid ومن أمثلتها مركب Azadirachtin وهو مركب ثلاثي التربينويد Triterpenoid ، وقد وجد حديثا أن أشجار الزنزلخت تحتوي على أكثر من 12 مركبا مشابها له ، منها مركبان ذوا تأثير مانع للتغذية . وقد أظهرت الدراسات أن بعض مانعات التغذية ثنائية التربينويد لها تأثير فعال ضد حشرة دودة ورق القطن . ولعل وجود اللاكتونات في العائلة المركبة Compositae يدعو إلى التركيز على هذه المجموعة من الكيميائيات في الدراسة . ومن الضروري الاهتمام بمجموعة البيرثرويدات المخلقة من حيث أثرها المانع لتغذية الحشرات .
ثانيًا : تقسيم مانعات التغذية وفقا للتركيب الكيميائي
تتميز مانعات التغذية عن غيرها من الاتجاهات الحديثة بتاريخها التطبيقي ، وذلك منذ استخدامها لحماية الملابس من الآفات ( Wright عام 1963 ) . ومن الواضح أن هذه المجموعة من المركبات ، التي تتميز بالقدرة على منع تغذية الآفات ، ذات مدى واسع جدا من حيث تركيبها الكيميائي . ومن أهم المجموعات التي تندرج تحتها هذه المركبات ما يلى :
1 - مجموعة مركبات ثلاثية الآزين Triazenes
يندرج مركب 4-(3,3-dimethyl-1-triazeno) Acetanilide - (Ac-24055) تحت هذه المجموعة . وقد خرج هذا المركب من النطاق التجريبي إلى التطبيق الحقلي . وهو مركب صلب عديم الطعم والرائحة ، يتحلل بسرعة في الوسط الحامضي ، ويتحول لونه إلى اللون الداكن ، تعتبر سميته للثدييات متوسطة حيث إن 50 LD الفئران عن طريق الفم = 510 مجم / كجم ، بينما تصل في الأرانب إلى 1400 مجم/ كجم . وليس له تأثير مهيج للجلد أو العين ، أو تأثير ضار على النبات في حدود الجرعات المستخدمة ، ويمكن إنتاجه بسهولة وبتكاليف اقتصادية بسيطة . وهي مادة غير متخصصة ؛ حيث تؤثر كمانع للتغذية على الخنافس ، والسوس ، والصراصير ، ويرقات حرشفية الأجنحة . وليس لهذه المادة تأثير ضار على الأعداء الحيوية ، أو النحل . ومخلفاتها غير سامة . وقد أظهرت تجارب المعمل أن هذا المركب فعال جدا كمانع التغذية ضد العديد من الحشرات التي تتغذى على الأسطح ، ولكنه أقل فاعلية ضد الحشرات التي تتغذى على الأنسجة العميقة . ولم يدخل هذا المركب مجال التطبيق الواسع لضعف قدرته على حماية النموات الجديدة ، وعدم قدرته على تخلل السطح المعامل .
2 - مجموعات مركبات القصدير العضوية Organotins
استخدمت هذه المجموعة من المركبات كمبيدات فطرية في البداية . وقد أشار Ascher إلى أنه لمركب البرستان Brestan ( أحد أعضاء هذه المجموعة ) القدرة على منع تغذية الحشرات على النباتات المعاملة وذلك عند استخدامه كمبيد فطري . وقد أظهرت الدراسات تفاعل هالوجينات مركبات القصدير العضوية ببطء مع الماء على النحو التالي :
R3 Sn OH + HCL → R3 Sn CL + HOH
وترجع خاصية منع التغذية إلى الكاتيون +Sn 3C6H5)) ، أما تأثير الأنيون فهو ضعيف . وقد أعطت هذه المجموعة من المركبات نتائج طيبة في المعمل والحقل ضد خنفساء الكلورادو ، ويرقات درنات البطاطس ، دودة ورق القطن ، الدودة القارضة . ومن أهم مركبات هذه المجموعة : الديوتير Du-Ter البرستان Brestan ، البرستانول ، الديوتيرتيترا ، والبلكتران. وتتميز هذه المجموعة عموما بقدرتها الإبادية للفطر ، والنيماتودا ، والقواقع ، والحشرات ذات الفم القارض بجانب أثرها التعقيمي ضد بعض الحشرات .
3 - مجموعة الكاربامات Carbamates
استخدمت مجموعة الكاربامات أساسًا كمبيدات حشرية . وقد أجريت العديد من التجارب التي أظهرت قدرة مركبات الشيوكاربامات على منع تغذية خنفساء البقول المكسيكية ، وخنفساء الكلورادو ، والخنفساء اليابانية . كما أظهرت مجموعة من مركبات الفنيل كاربامات كفاءة واضحة في منع تغذية يرقات السبخة المالحة Salt marsh ، وذلك بعد المعاملة ب 1 / 10 الجرعة المميتة . ومن
أبرز مركبات هذه المجموعة مركب البيجون (Propoxur) ، الذي أظهر قدرات عالية كمانع للتغذية ضد العديد من الحشرات ذات الفم القارض . ومركب البايجون ، رمزه C11H15NO3 ، الاسم الكيميائي O-isopropxy phenyl) - N - methyl carbamate)، وزنه الجزيئي 209,2 ، مسحوق بلوري عديم اللون ، يذوب في الماء بنسبة قليلة جدا ، ويذوب في معظم المذيبات العضوية . يتحلل في الوسط العالي القلوية - وتوجد المادة التجارية في صورة مسحوق قابل للبلل بتركيز 50٪ ، أو في صورة مركزات قابلة للاستحلاب ( 20٪ ) أو محببات (6,5٪ ) . الجرعة الفمية للفئران LD50= 90 -128 ملليجرام/ كجم .
وقد أظهر مركب البايجون صفات جهازية كمانع للتغذية ضد سوس اللوز عند معاملتها بجرعة من 40 - 100 جزء في المليون . أما عند خفض الجرعة إلى 5 – 20 جزء في المليون ، أعطى المركب حماية جزئية فقط . ويعتبر هذا المركب من المركبات النادرة التي لها صفات جهازية كمانعات تغذية .
4 - المستخلصات النباتية Botanical extracts
من المعروف ان اختيار الحشرة عديدة العوائل لعائلها النباتي يعتمد إلى حد كبير على توزيع الكيميائيات الطاردة والمانعة للتغذية في المملكة النباتية . وعلى سبيل المثال .. فقد وجد Jermy عام ( 1966 ) عند اختبار أنواع مختلفة من الحشرات على 100 نوع نباتي إن النباتات التي لم تتغذ عليها الحشرة أو تغذت عليها بكميات قليلة ، تحتوى على مركبات مانعة للتغذية . كما اختبر ما يقرب من 200 مادة كيميائية نباتية ثانوية من حيث تأثيرها المانع للتغذية على النطاطات والجراد ، وقد أحدثت غالبية هذه المركبات نقصا في القدرة الغذائية للأنواع التي تتغذى على النجيليات ، مثل الجراد الأفريقي ، بينما أثر عدد قليل منها على الجراد الصحراوي ( عديد العوائل ) النباتية .
وكحقيقة عامة .. فإن الحشرات العديدة العوائل النباتية تعتبر أقل حساسية تجاه مانعات التغذية عند مقارنتها بالحشرات القليلة العوائل النباتية .
لكثير من المستخلصات النباتية تأثير طارد للحشرات ، ولبعضها قدرة على منع تغذيتها ، وقد أظهر مركب البيرثرم صفاته الجيدة كطارد للتذوق ضد حشرة الجلوسينا . كما أمكن عزل وتعريف مركب (6-methoxy benzoxazolinone (MBOA ، وهو مستخلص من نباتات الذرة المقاومة لدودة الذرة الأوروبية . ويوجد هذا المركب على حالة جلوكوسيد يطلق عليه (DIMBOA) . وينطلق هذا المركب بالفعل الإنزيمي إلى مكان الضرر الناشئ من التغذية ، ثم يتحول ببطء إلى مركب (MBOA) . وقد أشار Klum وآخرون عام 1967 إلى أن معظم التأثير المانع للتغذية في النبات إنما يرجع إلى مركب (DIMBOA) بدرجة أكبر من مركب (MBOA) .
وقد لوحظ حديثاً أن لمركب (Juglone) تأثيراً مانعاً للتغذية ضد خنافس اللحاء والصرصور الأمريكي . وتحتوي بعض النباتات على مركبات غير سامة تتميز بأثرها المانع لتغذية الحشرات ، وبعض الحيوانات وذلك لطعمها غير المرغوب . وقد أمكن تعريف مركبين ذوي تأثير مانع للتغذية ، هما (Plumbagin) وتم عزله من جذور النبات الطبي Plumbago capensis ، والثاني (Polygodial) وتم عزله من براعم نبات Polygonum hydropiper .
5 - المركبات المتنوعة Miscellaneous
وهي مجموعة من المركبات غير متشابهة ، ولا تنتمي إلى أي من المجموعات السابقة ، كما تتميز بقدرتها على منع تغذية بعض الحشرات . وقد وجد Dethier عام 1947 أن مركب ستيارات النحاس ، وكلوريد الزئبقيك يعتبران مركبين طاردين للتذوق ضد يرقات Tent caterpillar . كما أشار Tahori وآخرون عام 1965 إلى وجود كثير من المواد المنظمة لنمو النبات ، والتي تمنع تغذية يرقات دودة ورق القطن عند استخدامها بمعدلات عالية نسبيا على المجموع الخضري للقطن ، أو عند غمس أوراق القطن في محلول المركب . ومن أهم هذه المركبات : الكارفدان Carvadan ، الفوسفون - Phosfon ، السيكوسيل Cycocel ، البي نين B-nine . ولقد أظهرت الدراسات أن مركب الفوسفون هو أكثرها فاعلية حيث أعطى تأثيراً مانعاً لتغذية يرقات دودة ورق القطن بلغ 89 ٪ عند غمر أوراق القطن في محلول تركيزه 4000 جزء في المليون ، بينما أعطى تركيز 400 جزء في المليون نسبة منع للتغذية بلغت حوالى 35 %. وعند المعاملة الحقلية لأوراق نبات الفلفل والفول السوداني بمحاليل من الفوسفون تركيزها 1200 ، 400 جزء في المليون على الترتيب ، أمكن منع تغذية يرقات دودة ورق القطن على هذه النباتات .
وهناك مركب يخضع لهذه المجموعة من المركبات المتنوعة ، وهو ينتمي أصلاً إلى المبيدات الحشرية والأكاروسية وهو مركب Chlordimeform Galectron ) أو Fundal ) وقد أظهر قدرات عالية كمانع لتغذية يرقات دودة ورق القطن .
ثالثاً : طريقة فعل مانعات التغذية Mode of action of antifeedants
تشرع الحشرات ذات الفم القارض في التغذية بالقرض على السطح ، فإذا كانت منطقة القرض مقبولة لديها ، كررت العملية . أما إذا كانت المنطقة غير مستساغة لدى الحشرة ، حاولت القرض في مناطق أخرى ، أو توقفت عن التغذية ، وقد تترك النبات لتحاول مرة ثانية على نبات آخر . وقد تؤدى هذه الاستجابة للتغذية في النهاية إلى موت الحشرة نتيجة الجوع . وعموما .. تتم تغذية الحشرة طبيعيا على ثلاث مراحل متتابعة .
1 - المرحلة الأولى : الاتجاه والانجذاب نحو الغذاء Orientation or attraction
عندما تتاح للحشرات فرصة المفاضلة والاختيار بين نوعين من الغذاء ؛ أحدهما معامل بمانع التغذية ، والآخر غير معامل ، يلاحظ عدم وجود أية اختلافات في الاتجاه والانجذاب نحو كل من الغذائين ، أي أن فرصة اتجاه الحشرات نحو أحدهما تكون متساوية ( افتراض نظري ) ، حيث تتوزع الحشرات المختبرة نظريا بالتساوي على كل من الغذاء المعامل وغير المعامل .
2 - المرحلة الثانية : الشروع في القرض Biting
وفيها تشرع الحشرات التي اتجهت إلى كل من الغذاء المعامل وغير المعامل في القرض . ويظهر الاختلاف بينهما في مدى استمرار عملية القرض ؛ حيث تتوقف الحشرات التي اتجهت نحو الغذاء المعامل عن القرض ، بينما تستمر الحشرات التي اتجهت نحو الغذاء غير المعامل في القرض بشكل طبيعي .
3 - المرحلة الثالثة : الابتلاع أو الاستمرار في التغذية
Swallowing or sustained feeding
يكمن الفرق بين الحشرات التي تعرضت لغذاء معامل ، أو غير معامل أساسا في هذه المرحلة حيث تتوقف الحشرات التي شرعت في القرض عن التغذية تماما على غذاء معامل ، بينما تستمر الحشرات الأخرى في التغذية على الأسطح غير المعاملة . ويلاحظ وجود قضمات صغيرة جدا على أسطح الأغذية المعاملة ، وذلك لتجول الحشرة ومحاولاتها العديدة في القرض من مناطق مختلفة .
عموما .. تحتاج الحشرة إلى ثلاثة عناصر رئيسية حتى تتم عملية التغذية بشكل طبيعي ، وهي :
( أ ) وجود أعضاء الحس ، أو منبهات التذوق .
( ب ) غياب مثبط التنبيه ، أو المؤثر المانع للتغذية .
( ج ) يلزم أن تكون الحشرة في حالة الجوع .
وتشير الدلائل إلى أن مانعات التغذية تعمل على تثبيط فعل المستقبلات الحسية الكيميائية الخاصة بالتذوق (Gustatory sense organs (Chemoreceptors ، والموجودة في منطقة الفم ، فتفقد الحشرة تنبيه التذوق ، ويؤدى ذلك إلى فشلها في التعرف على السطح المعامل أو غير المعامل ؛ مما يؤدى إلى توقفها عن التغذية ، ثم تستمر في التجول بحثًا عن مصدر غذائي آخر . وقد أظهرت بعض الدراسات صدق هذه النظرية ، لأنه إذا لم يلامس مانع التغذية هذه المستقبلات الحسية ، فسوف تستمر الحشرة في التغذية بشكل طبيعي . وقد أجريت بعض التجارب المعملية على مركب (24055) بوضعه في تجويف الفم مع تجنب ملامسته لأعضاء الحس الخاصة بالتذوق ، ولم يظهر أي فعل مانع للتغذية ، كما أن حقن هذا المركب في فراغ جسم الحشرة ، أو غمر الحشرة في محلول المركب باستثناء منطقة الرأس لم يعط أي تأثير مانع للتغذية .
كما وجد Frankel & Waldbaur عام 1961 في دراستهما على يرقات حشرة الدخان أن المستقبلات الحسية الموجودة في الفك السفلى هي التي تنظم عملية التغذية ، وذلك بالإدراك الحسي للمواد المانعة للتغذية ، أو بواسطة التنبيه التلقائي للجهاز العصبي حتى يثبط ، أو يمنع التغذية إلى أن يتم حدوث تنبيه كامل ببداية التغذية عند توفر الظروف المناسبة .
وقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن مركب البرستان لا يعمل مباشرة على المستقبلات الحسية الخاصة بالتذوق ، والموجودة في منطقة الفم ليرقات دودة ورق القطن ، ولكنه يصبح فعالاً كمانع. للتغذية عند حقنه مباشرة في الدم . وقد لوحظ انخفاض نشاط إنزيمات الأميليز والبروتيز في القناة الهضمية ، في دراسات أخرى ، كنتيجة لمعاملة السطح الغذائي بمركبات القصدير العضوية رغم أن هذه المركبات لا تعتبر مثبطات ذات فعل مباشر على هذه الإنزيمات . وعلى العكس من ذلك.. فقد وجد أن مركب (24055) يحدث تأثيره المباشر على الحشرة عند ملامسته لأجزاء الفم ، ولا يحدث أي فعل مانع للتغذية بعد حقنه في دم الحشرة ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك . وقد أظهرت الأبحاث أيضاً أن المركبات Azadirachtin تأثيراً مباشراً على مستقبلات الحس الخاصة بالتذوق في الجراد الصحراوي ، وتوجد هذه المجاميع الحسية التي تتأثر بهذا المركب على السطح الداخلي للملمس الشفوي .
وفي دراسة لنشاط مانعات التغذية Chlordimeform ، Clerodin لوحظ عند معاملتها قميا ضد يرقات الدخان ( تمت المعاملة للشعيرات الحسية الكيميائية الخاصة بالتذوق والرائحة ) أن مكان التأثير يختلف باختلاف المركب ، فبينما كان تأثير مركب Clerodin على الملامس الفكية ، كان تأثير Chlordimeform في منطقة اللسان ؛ أي أن أعضاء الحس الكيميائية توجد في هذه المناطق بدرجات مختلفة من الحساسية للمواد الكيميائية المستخدمة . ويُترجم ذلك في صورة حركات متباينة لأجزاء الفم ، وقرون الاستشعار المتأثرة بمانعات التغذية . وتصدر هذه الحركات عن أعضاء الحس الكيميائية المتأثرة بمانع التغذية ، وتقوم بنقلها إلى الجهاز العصبي المركزي الذي ينقلها بدوره إلى الأعصاب الطرفية ، ثم إلى مناطق الحركة . ومن الجدير بالذكر أن هذه المركبات عديمة التأثير على معدل نشاط إنزيم الكولين إستريز ، وذلك عند استخلاصه من رؤوس يرقات العمر الخامس لحشرة الدخان .
رابعا : مراحل تقييم مانعات التغذية
1 - التقييم الحيوي الأولى The initial bioassay
رغم إمكانية التحكم في التقييم الحيوي المعملي ، إلا أنه من المفضل اختبار المادة الكيميائية على العائل النباتي ، وذلك للتعرف على أهمية المواد المنبهة للتغذية على العائل النباتي ، وغيره من العوائل المتداخلة التي قد تؤدى إلى إظهار الفعل التنشيطي للتغذية ، وذلك مقارنة باستخدام الغذاء الصناعي تحت الظروف المعملية . وعلى سبيل المثال .. تم اختبار ثلاثة مركبات ضد الجراد الرحال الأفريقي وأظهرت تأثيرا ضعيفا على العائل النباتي مقارنة برقائق دقيق القمح الذي يتميز بقيمته الغذائية العالية .
جدول يبين التأثير التنشيطي للتغذية (%) للجراد الرحال لثلاثة مركبات نباتية اختبرت على رقائق دقيق القمح، واوراق القمح.
ولا تصلح اختبارات Choice tests إلا للحشرات المتحركة ، رغم اعتبار ذلك طريقة عامة في التقييم الحيوي . وحينما تستطيع حشرة ما التفضيل بين الأوراق المعاملة وغير المعاملة ، فلن تدخل في مرحلة الجوع ، أو الصيام ؛ حيث إن المركبات الكيميائية تحت الاختبار تعطى تأثيرًا أقوى مما لو كانت هناك حالة المفاضلة . وقد ظهرت نفس المشكلة في التجارب الحقلية الصغيرة ؛ حيث أدى عدم وجود الأفضلية إلى تحرك الحشرة وحرية تجوالها . ويجب أن يؤخذ في الاعتبار عند إجراء اختبارات التقييم الحيوي على مانعات التغذية ، أن تتم المعاملة على نباتات حية نامية ؛ حيث إن قطع أوراق النبات قد يغير من قدرة الحشرة على الاستساغة Palatability ، وقد يؤدى ذلك إلى ظهور حالات الحرمان الغذائي Food deprivation ، والنقص الغذائي ، خاصة الماء فتبطل التأثيرات المانعة للتغذية في بعض الحالات.
وتؤدى ظاهرة التعود Habituation على المركب الكيميائي المانع للتغذية إلى تخفيف حدة تأثيره التثبيطي . فقد أظهرت الدراسات التي قام بها Gill عام ( 1972 ) أن تعريض الجراء الصحراوي لمادة Azadirachtin ، لمدة تسعة أيام على غذاء صناعي ، أظهر تأثيرًا أقل كمانع للتغذية ، مقارنا بالتغذية على نفس المادة يوميا لمدة أربعة ساعات .
2 - العوامل النباتية Plant factors
يعتبر تأثير مانعات التغذية الضار على النبات من أهم المشاكل الحيوية . وتوفر الاختبارات الأولية كثيرا من الجهد إذا كان لمانع التغذية أثر ضار ، وسام على النبات المعامل . وهناك بعض النباتات الحساسة جدا لمركبات القصدير العضوية ، بينما لم يعرف على وجه التحديد تأثير المستخلصات الطبيعية الضار للنبات . ومن الصعب التغلب على هذه المشكلة أو تجنبها ؛ حيث إن المركبات الثانوية المستخلصة من نبات ما قد تؤثر عكسياً على نمو نوع آخر من النبات ومن هذه المواد Phenotics ، من Momoterpenoids ، وهناك مواد ضارة أخرى . لذا .. يقوم منتجو النبات بالتخلص منها . وقد توجد هذه المواد في الحويصلات ، والعصارة اللبنية ، والشعيرات ، وغيرها من الغدد الخاصة ، أو على الأسطح الشمعية . وإذا لم يتم التخلص من هذه المواد احتاج النبات إلى طرق ميكانيكية خاصة للتحمل .
ويرتبط مدى الحاجة لرش مانعات التغذية القادرة على النفاذ داخل أنسجة النبات بما سبق ، حيث تتيح الصفة الجهازية الحماية للنموات الجديدة ، وإذا لم تكن لها هذه الصفة الجهازية ، فإن النموات الجديدة تصبح أكثر عرضة للإصابة حيث تمد الحشرة بغذاء مستساغ . لذا .. فإن استخدام مانعات التغذية غير الجهازية يكون محدودًا بالفترات التي ينخفض فيها معدلات النمو النباتي . وعلى الجانب الآخر ، نجد أنه إذا كانت المادة المانعة للتغذية ، ذات الأصل الطبيعي ، والتي تتميز بالنشاط البيولوجي تتمتع بصفة الجهازية ، فإن هناك فرصة كبيرة لإحداث آثار جانبية ضارة للنبات ، أو قد تتعرض لأي تغير كيميائي من قبل النبات . ومن الجدير بالذكر أن المركبات المستخلصة من أشجار النيم ، والتي تتميز بالانتقال الجهازي لم تحدث أية أضرار على النباتات المعاملة . وهذه نقطة تحتاج لجهد علماء الكيمياء الحيوية لمعرفة أنواع المركبات التي تتمكن من النفاذ ، والسريان داخل النبات دون إحداث أية تغيرات كيميائية .
3- التقييم الحقلي الواقعي Realistic field trials
بينما يهتم معظم علماء الكيمياء بفصل وتعريف ودراسة المركبات ذات الأصل الطبيعي ، يعمل علماء الحشرات على إجراء اختبارات التقييم ضد كثير من أنواع الحشرات ، على الرغم من أن هذه الدراسات تحتاج إلى الرؤية الصائبة ، ومعرفة الأسس العلمية التي تتعلق بالنبات تحقيقا لنتائج طيبة في الاختبارات الحقلية . وحتى تكتمل عناصر التقييم الحيوي لابد من إجراء الاختبارات الحقلية وهي صعبة التنفيذ ، وذات تكاليف عالية وتحتاج إلى تخطيط بحثي على درجة عالية من الدقة . وقد أظهرت مستخلصات أشجار النيم ، في التجارب المعملية قدرة على منع تغذية حوالي 50 نوعًا من الحشرات عديدة العوائل النباتية ، بينما كانت التجارب الحقلية غير مقنعة . وقد ذكر Ketkar عام ( 1976 ) أن هناك حالات سبع لم تظهر تأثيرًا إيجابيا تحت الظروف الحقلية ، بينما أظهرت بعض الحالات تأثيرًا إيجابيا محدودًا وذلك تحت ظروف نصف حقلية ( نباتات فردية في أصص مغطاة تحت ظروف الحقل ) .
أجرىJacobson & Buvill, Ladd عام ( 1978 ) بعض الاختبارات على مستخلصات بذور النيم ضد الخنفساء اليابانية ، وذلك باستخدام بلوطات تتكون من 4 – 5 نباتات . وكانت النتائج جيدة ، مع حدوث ضرر محدود للنباتات المعاملة ( الضرر ميعاد للإصابة الحشرية ) ، بينما كان مستوى الضرر عالي جدا في النباتات المقارنة . وتتمتع الخنافس اليابانية بالحركة النشيطة ، والقدرة على الانتقال من النباتات المعاملة إلى النباتات المقارنة . ولكن ما هي النتيجة المتوقعة إذا عوملت مساحات كبيرة من النباتات المزروعة ؟ من المتوقع أن يحدث بعض التغذية على النباتات المعاملة ومن البديهي أن يقل معدل منع التغذية إلى حد ما نتيجة التجويع ، وتلك نقطة في غاية الأهمية ، ويجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تصميم التجربة . ومن الضروري كذلك اختيار مساحات واسعة حتى نحصل على نتائج واقعية . وبالرغم من التكلفة العالية إلا أن تأثيرها على المدى الطويل سيحقق ميزات أفضل . وكلما كانت الحشرة أكثر حركة ، تطلب الأمر زيادة مساحة القطعة المختبرة .
ويعتبر توافر تعداد كاف من الآفة وقت إجراء التجربة من أهم العناصر المطلوبة في التجارب الحقلية ، حيث إن انخفاض تعداد الحشرة وقت التجربة قد يعزى لأسباب كثيرة ، وقد يعطى نتائج . ومن بين المحاولات الحقلية الناجحة ، والتي تمت على مساحة واسعة ، هي اختبار تأثير مركبات القصدير العضوية ضد خنفساء الكلوراد وفى أوربا ، وضد دودة ورق القطن في مصر . ولسوء الحظ .. فإن لهذه المركبات عيوباً كثيرة رغم أنها أدت إلى حماية المحصول .
4- الثبات الحقلي لمانعات التغذية
Field persistence of sprayed antifeedants
أشار Pradhan وآخرون عام ( 1962 ) إلى حماية المحاصيل من هجوم الجراد الصحراوي برش مستخلص النيم ، والذى استمر اسبوعين في حالة غياب المطر . ولا يعزى فشل النتائج الحقلية إلى غسل المركب ، ولكن هناك كثيراً من الأسباب التي تؤدى إلى ذلك ، حتى مع وجود الظروف المناخية الملائمة . وقد حققت تجارب التغذية المعملية نجاحًا هائلا ضد الخنافس اليابانية وذلك على مدى أسبوع من الرش ، بالمقارنة بالتجارب المعملية الحقلية التي يلزم فيها رش النبات كل ثلاثة أيام . وفي التجارب التي أجريت بنيجيريا على حشرة Zoneceres variegates ، كان الرش الحقلي فعالاً حتى 12 يوما من المعاملة ، وذلك عند نقل الأوراق للاختبار المعملي شكل (1) ، بينما أعطى التقييم الحقلي حماية ضعيفة ، بالمقارنة بالتقييم المعملي . وقد كان الاختلاف واضحًا بين المعاملات المرشوشة والمقارنة في بداية الغزو ، بينما عانت المعاملات المرشوشة من الأضرار بعد أسبوعين من الرش شكل (2).
مما سبق .. يتضح أن المشكلة لا تنحصر في عدم الثبات الكيميائي ؛ حيث إن الأوراق المرشوشة والمعرضة في الحقل تعطى حماية كافية عند نقلها إلى المعمل . ولكن يبدو أن هناك بعض السمات التي تتمتع بها الحشرة في البيئة الحقلية ، والتي تجعلها أكثر تحملا لعدم الاستساغة Unpalatable ، وربما تكون الاحتياجات المائية للحشرة عالية تحت الظروف الحقلية . وقد يوجد مكون سلوكي هام تحت الظروف الحقلية ، مثل التسهيل الاجتماعي للتغذية Social facilitation of feeding ، أو قدرة الحشرة على التعود Habituation على مانع التغذية الكيميائي . ولا يعرف حتى الآن هذا التناقض ، كما تحتاج هذه النقطة إلى مزيد من الدراسة والتركيز .
شكل (1) : مقارنة بين تغذية أوراق Cassava بفعل حشرة Zonocereus varietatus في المعمل بعد المعاملة بكميات مختلفة من مستخلص النيم . أ = 2٪ مادة نباتية جافة في المادة ( غمر الأوراق واختبارها على حشرات جائعة ) ، ب - مثل أ ولكن باستخدام 2 ٪ مادة جافة ، ج= 2% وفي حقل قبل 6 أيام من الاختبار ، د 2٪ حقل ، والرش قبل 12 يوما من الاختبار.
شكل (2) : تساقط أوراق نبات Cassava بفعل حشرةZ.variegates ، في بلوطات غير معاملة أو مرشوشة بواسطة 2٪ مستخلص النيم بنيجيريا . تمثل الأسهم تاريخ الرش . يتم هجوم الحشرات في أواخر يناير .
5- ترجمة التجارب إلى التطبيق Logistics
إذا أظهر منتج طبيعي تأثيرا وفعالية في التجارب الحقلية الواسعة فهل يمكن القول بأن لهذا المركب إمكانية النجاح في التطبيق والاستخدام ؟ وهل يحتاج الإنسان إلى مساحات واسعة من النباتات المنتجة لهذا المركب ؟ وما هي إمكانية تخليق هذه المادة بسهولة ؟ . ترتبط معظم المشاكل بالتكلفة الاقتصادية التي تحكمنا في الوقت الحالي ، والتي قد تكون غير مكلفة في المستقبل عند إضافة عامل الأمان لها وذلك عند مقارنتها بالبدائل الأخرى لحماية النبات . وعموما .. فإن التكلفة تدخل مجال الدراسة في حالة نجاح التجارب الحقلية المقنعة . وتبرز الآن على السطح ضرورة إيجاد الطرق العملية لوضع استراتيجيات المكافحة في هذا الاتجاه ، وحل جميع المشاكل المحتمل ظهورها . ومن الصعب الإشارة إلى أن مستقبل هذه الوسيلة من المكافحة غير مشجع ، فالأمر يتطلب مزيدا من الوقت ، والجهد ، والدراسة المتأنية في مجال تربية النباتات المقاومة للآفات ، وزيادة مستوى مانعات التغذية الموجودة داخل النبات فعلاً ، والتي تتميز بالجهازية مما يحمى النبات نفسه ذاتيا .
خامسا : التأثيرات المختلفة لمانعات التغذية
أظهرت مانعات التغذية تأثيرات مختلفة بجانب قدرتها على منع الحشرة من التغذية . ومن أهم هذه التأثيرات التي تم دراستها ما يلى :
1 - التأثير التعقيمي Sterilization effect
تركزت معظم الدراسات الحديثة على الأثر التعقيمي لمركبات القصدير العضوية على كثير من الحشرات ، ومن أهم هذه الدراسات ما يلى :
( أ ) وجد Fye وآخرون عام 1966 ، وكذا Sidney عام 1968 ، أن لبعض مركبات القصدير العضوية القدرة على إحداث الأثر التعقيمي عند إضافتها بتركيزات منخفضة مع الذباب .
( ب ) أشار أبو الغار وآخرون عام ( 1971 ) إلى أن لمركب الديوتير أثراً تعقيمياً لدودة ورق القطن عند معاملة المركب على الأوراق بجرعات تحت مميتة . كما انخفضت الكفاية التناسلية ، وحيوية البيض بشكل ملحوظ عند معاملة الديوتير قميا وفميا للحشرات الكاملة لدودة ورق القطن ، وكان التأثير على الذكور أكبر من الإناث .
( ج ) أظهرت التجارب التي قام بها سالم وآخرون عام 1976 ، أن معاملة الحشرة الكاملة لدودة اللوز الشوكية بمركب الديوتير عن طريق الفم أدت إلى انخفاض كفاءة وحيوية البيض ، كما لوحظ أن الفعل التعقيمي لم يستمر خلال فترة حياة الأنثى ( مؤقتا ) ، بدليل انخفاض مستوى التأثير على حيوية البيض بمرور الوقت بعد المعاملة . لذا .. يلزم تكرار مرات المعاملة للحصول على عقم دائم . كما أظهرت الدراسة نقص طول الأنابيب المبيضية في الإناث نتيجة المعاملة ، بينما لم يتأثر حجم الخصيات في الذكور . كما أدت المعاملة بمركب الديوتير إلى انخفاض معدل نضج البيض ، وارتفاع مستوى تحلل البويضات في الأنابيب المبيضية ، كما أظهرت نتائج التجارب التي أجراها عبد المجيد وآخرون عام ( 1980 ) كفاءة مركب الديوتير في خفض الكفاءة التناسلية ، وخصوبة بيض ذبابة الفاكهة عند معاملة المركب مع غذاء اليرقة الصناعي .
2 - التأثير على معدل استهلاك الأكسجين Effect on oxygen consumption
من المعروف أن معدل استهلاك الأكسجين في الحشرات يأخذ شكل الدورات ، حيث يرتبط بمعدل نموها . ففي معظم الحشرات .. يزداد معدل استهلاك الأكسجين في بداية العمر ، ثم يأخذ في الانخفاض كلما اتجهت اليرقة إلى نهاية العمر . وفي نهاية الطور اليرقي عندما تبدأ عملية التحول ، ينخفض معدل استهلاك الأكسجين بوضوح ، ويتبع في ذلك شكل حرف (u) . وهناك العديد من العوامل التي تحكم هذا المعدل ، منها : الحرارة ، حجم الجسم ، الطور الجنسي . ولاشك أن الأكسجين ضروري وحيوي لعمليات التمثيل الطبيعية ، إلا أن زيادته عن الحد اللازم قد تكون لها آثارا جانبية سيئة تؤدى إلى الموت في النهاية . وقد أظهرت التجارب التي أجريت باستخدام الديوتير ضد العمر الرابع ، والخامس ، والسادس ، وطور ما قبل العذراء لدودة ورق القطن انخفاض معدل التنفس بالنسبة إلى اليرقات المغذاة طبيعيا .
3 - التأثير على المحتوى البروتيني Effect on protein contents
أظهرت التجارب التي أجريت على الحشرات الكاملة ، لدودة ورق القطن باستخدام مركب الديوتير ، انخفاضا واضحا في المحتوى البروتينى لكل من الإناث والذكور بلغ حوالي 67% في الإناث ، 55% في الذكور ؛ أي أن التأثير على الإناث كان أكثر وضوحًا من الذكور ، وقد ينعكس ذلك على الأثر التعقيمي لهذه المركبات لكلا الجنسين. كما أظهرت الدراسات التي أجراها عبد المجيد وآخرون عام ( 1980 ) ، قدرة الديوتير على خفض محتوى يرقات وعذارى ذبابة الفاكهة من الأحماض الأمينية الحرة والمرتبطة .
4 - التأثير على تمثيل الكربوهيدرات Effect on carbohydrate metabolism
لاحظ بعض الباحثين أن معاملة القواقع المائية بمركب الديوتير ينبه عمليات تحلل الجلوكوز Glycolysis إلى حمض اللكتيك ، كما يقلل من محتوى الجليكوجين. بالإضافة إلى ذلك .. فإن مركب الديوتير يثبط عمليات الأكسدة الهوائية في دورة كريس . وقد وجد أن هناك ارتباطا إيجابيا بين درجة إنتاج حمض اللكتيك من الجلوكوز ، وسمية الديوتير على القواقع . كما أظهرت الدراسات التي أجراها عبد المجيد وآخرون عام ( 1980 ) ، أن مانع التغذية ديوتير يعمل على خفض كمية السكريات المختزلة في يرقات وعذارى ذبابة الفاكهة .
5 - التأثير على مصادر إنتاج الطاقة Effect on energy production
أثبتت التجارب أن الفعل البيوكيميائي لمانعات التغذية راجع إلى قدرة هذه المواد على وقف فسفرة ADP ، أو ما يطلق عليه اسم الفسفرة التأكسدية Oxidative phosphorylation ، حيث توقف تدخل الفوسفور غير العضوي في تكوين ATP .
خلائط المبيدات الحشرية ومانعات التغذية Insecticide - antifeedant Combinations
قد يكون من المفيد خلط مانعات التغذية مع المبيدات الحشرية أحيانًا ، وذلك لتخفيف مستوى مقاومة الحشرة لفعل هذه المبيدات . وقد أظهرت الدراسات أن خلط الديوتير مع النوفاكرون ، والسيولين ، واللانيت ، والجاردونا ، والتمارون ، والفوسفيل . والسترولين ، والدورسبان ، والاندرين ، والـ د. د. ت يزيد من سمية هذه المبيدات بمعدل 1,5 - 4. أضعاف قوة المبيد ضد يرقات العمر الرابع لدودة ورق القطن ( مصطفى - 1974 ) . وقد يعزى ذلك إلى أن مانع التغذية ، الديوتير ، يعمل على منع الحشرة من التغذية ، أوجوعها فتكون أكثر حساسية لأي تأثير سمى ؛ أي أنه يمكن القول بأن للديوتير تأثيرا مقويا للمبيدات المختبرة ، وقد ظهر هذا الفعل المقوى بشكل أكبر في السلالات المقاومة ، بالمقارنة بالسلالة الحساسة ؛ مما يعطى إمكانية كسر مقاومة الحشرات لفعل بعض المبيدات الكيميائية بالخلط مع مانعات التغذية . كما أظهرت الدراسات التي أجراها عبد المجيد وآخرون عام ( 1985 ) ، أن إضافة الديوتير ، أو البرستان إلى مبيد الدورسبان تزيد من إبادته الفورية ، كما تطيل من أثره الباقي ضد دودة ورق القطن .
عناصر نجاح مانعات التغذية في برامج المكافحة المتكاملة
1 - ليس لها تأثير ضار على الأعداء الحيوية ، أو النحل ، وذلك لأن تأثيرها اختياري مما يرجح استخدامها في إطار برامج التحكم المتكامل للآفات .
2- انخفاض مستوى سميتها على الإنسان وحيوانات المزرعة ، بالمقارنة بالمبيدات الحشرية ؛ مما يزيد من إمكانية تطبيقها على نطاق واسع .
3- تتميز عن المبيدات الحشرية بأنها تمنع تغذية الآفة على السطح المعامل فوراً ؛ وبالتالي تقلل من مستوى الضرر الذي يلحق بالنبات المعامل ، بالمقارنة بالسموم الكيميائية .
4- إمكانية خلطها مع بعض المبيدات الحشرية ؛ حيث تزيد من الفعل السام للمبيد الكيميائي بالإضافة إلى فعلها التعقيمي على المدى الطويل .
5- أظهرت تجارب قياس مستوى مقاومة الحشرات لفعل هذه المركبات أن الحشرات تبدى مقاومة لفعلها على فترات أطول بالمقارنة بالمبيدات .
الصعوبات التي تواجه استخدامها في برامج المكافحة المتكاملة
1- تصلح فقط ضد الحشرات التي تتغذى بالقرض على السطح المعامل ( الحشرات ذات الفم القارض ) ، ونظرًا لعدم قدرتها على النفاذ والسريان في العصارة النباتية ، فهي لا تؤثر على الحشرات ذات الفم الثاقب الماص. ولعل التوصل إلى مانعات المتغذية ، لها صفات جهازية ، يعطى هذه المركبات إمكانية أكبر في التطبيق .
2 - لابد من توزيع هذه المواد توزيعا متماثلا ، وجيدًا على السطح المعامل ، بحيث تكون التغطية كاملة تماماً حتى يمكن الحصول على مكافحة مجدية وفعالة ، وذلك لأن عدم التغطية الكاملة يتيح للحشرات فرصة التغذية على الأسطح غير المعاملة ويقلل ذلك من كفاءتها .
3 - ضرورة إزالة الحشائش تماما من الحقل المعامل، فوجودها يتيح فرصة الانتقال إليها ، والتغذية عليها إذا كانت عوائل غذائية مناسبة .
4 - لا تجد النموات الحديثة الحماية الكافية ، وقد تمثل هذه النموات بؤرًا لانتشار الحشرات إلى أماكن أخرى . ولعل التوصل إلى مانعات التغذية الجهازية يساعد كثيراً في حل هذه المشكلة .
ومن الضروري أن تتجه الدراسات في المستقبل القريب لإلقاء الضوء على :
1- العلاقة بين التركيب الكيميائي لمانع التغذية ، ومستوى نشاطه البيولوجي.
2- طريقة فعل هذه المركبات مع إجراء مزيد من الدراسات الفسيولوجية الدقيقة لعمليات ، ومراكز الحسن المتحكمة في التغذية .
3- عزل وتعريف واختبار بعض مانعات التغذية المشتقة من أصل نباتي .
4- محاولة التوصل إلى مركبات مانعة للتغذية لها صفات جهازية .
5- دراسة الأثر الجانبي لمانعات التغذية على نمو النبات والمحصول .
6- دراسة مستوى مقاومة الحشرات لفعل هذه المركبات .
7- أثر هذه المركبات على النشاط الإنزيمي ، والعمليات الحيوية داخل جسم الحشرة ، بالإضافة إلى تأثير مانعات التغذية على المحتوى البيوكيميائي للحشرة .
من العرض السابق .. يمكن القول بأن مانعات التغذية تعتبر مركبات كيميائية تتميز بالتخصص على أنواع معينة من الحشرات ، وتصلح بشكل محدد لحماية الملابس من الآفات ، والحماية ضد النمل ، وحماية منتجات الحبوب المخزونة ، وتحتاج إلى مزيد من الجهد والدراسة حتى يتسع مجال تطبيقها ضمن عناصر برامج التحكم المتكامل للآفات . وللأسف الشديد أوقف استخدام هذه المركبات في برامج مكافحة الآفات في مصر للعيوب التي سبقت الإشارة إليها .
الاكثر قراءة في المبيدات الزراعية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
