النظام الاجتماعي / الأمن العام وتجنّب الفوضى
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص402ــ404
2025-11-12
169
إن حفظ الأمن العام للناس والتصدّي للفوضى من بين المسؤوليات المهمة التي تقع على عاتق الحكومة الإسلامية لئلا يحدث أي خلل في النظام العام - الذي يعدّ أحد المفاسد الكبرى -. وقد قال الإمام الرضا (سلام الله عليه): إِنَّ الإِمَامَةَ زِمَامُ الدِّينِ وَنِظَامُ الْمُسْلِمِينَ وَصَلاحُ الدُّنْيَا وَعِزُ المُؤْمِنِينَ(1). لذا فحصول هذه الأمور رهن بتحقيق الأمن العام والشامل للناس.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ نَظَرَ إِلَى مُؤْمِنٍ نَظْرَةٌ لِيُخِيفَهُ بِهَا أَخَافَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ(2)، وجاء في حديث قدسي: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيَا فَقَدْ أَرْصَدَ لمِحَارَبَتِي(3).
وفي حديث نبوي شريف آخر: لَا تُرَوِّعُوا الْمُسْلِمَ، فَإِنَّ رَوْعَةَ الْمُسْلِمِ ظُلْمٌ عظيم(4).
أمن الأنفس والأموال: وفي وصية للإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه) كان يكتبها لمن يستعمله في الصدقات: انْطَلِقُ عَلَى تَقْوَى الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا تُرَوِّعَنَّ مُسْلِماً وَلا تَجْتَازَنَّ عَلَيْهِ كَارِها وَلا تَأْخُذَنَّ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ حَقٌّ اللَّهِ فِي مَالِهِ، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى الحَيِّ فَانْزِلْ بِمَائِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخَالِطَ أَبْيَاتَهُمْ، ثُمَّ امْضِ إِلَيْهِمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ حَتَّى تَقُومَ بَيْنَهُمْ فَتُسَلَّمَ عَلَيْهِمْ وَلا تُخْدِج بِالتَّحِيَّةِ لهُمْ، ثُمَّ تَقُولَ: عِبَادَ اللهِ! أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ وَليُّ اللهِ وَخَلِيفَتُهُ لآخُذَ مِنْكُمْ حَقَّ اللَّهِ فِي أَمْوَالِكُمْ، فَهَلْ للَّهِ فِي أَمْوَالِكُمْ مِنْ حَقٌّ فَتُؤَدُّوهُ إِلَى وَلِيْهِ؟ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: لا، فَلَا تُرَاجِعُهُ وَإِنْ أَنْعَمَ لَكَ مُنْعِم فَانْطَلِقُ مَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخِيفَهُ أَوْ تُوعِدَه(5).
أمن الكرامة والاعتبار: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً فَقَدْ بَارَزَنِي بالمحاربة(6)؛ وقال (صلى الله عليه وآله) كذلك: مَنْ أَذَلَّ مُؤْمِناً أَذَلَّهُ اللَّهُ(7).
أمن الحياة الخاصة للأفراد: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَوْ عَثَرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ(8).
وعن ابن عباس عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنه قال: مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ! وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ يُصَبُّ فِي أُذُنَيْهِ الآنْكُ يَوْمَ الْقِيَامَة(9).
وعن الإمام أمير المؤمنين (سلام الله عليه): شَرُّ النَّاسِ مَنْ لَا يَعْفُو عَنِ الزَّلَّةِ وَلَا يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ(10)؛ وكذلك عنه (سلام الله عليه): مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ النَّاسِ كَشَفَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ(11).
جزاء العبث بالأمن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سِبَابُ المُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ وَأَكْلُ لَحَمِهِ مِنْ مَعْصِيَةِ الله تعالى وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ(12).
وعن الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): مَنْ أَعَانَ عَلَى مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ ـ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ ((آيسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّه))(13).
وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: مَنْ رَوَّعَ مُؤْمِناً بِسُلْطَانٍ لِيُصِيبَهُ مِنْهُ مَكْرُوهُ فَلَمْ يُصِبْهُ فَهُوَ فِي النَّارِ وَمَنْ رَوَّعَ مُؤْمِنَا بِسُلْطَانٍ لِيُصِيبَهُ مِنْهُ مَكْرُوهُ فَأَصَابَهُ فَهُوَ مَعَ فِرْعَوْنَ وَآلِ فِرْعَوْنَ فِي النَّارِ(14)؛ وعنه (سلام الله عليه) أيضاً: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ «أُفٌ» خَرَجَ مِنْ وَلَايَتِهِ(15).
__________________________
(1) الكافي، ج 1، ص 200.
(2) الكافي، ج 2، ص 368.
(3) الكافي، ج 2، ص 351.
(4) كنز العمال، ج 16، ص 11.
(5) نهج البلاغة، الكتاب 25.
(6) الكافي، ج 1، ص 144.
(7) الأمالي، الطوسي، ص 182.
(8) السنن الكبرى، ج 8، ص333.
(9) وسائل الشيعة، ج 17، ص 298.
(10) غرر الحكم، ص 245.
(11) غرر الحكم، ص 421.
(12) الفقيه، ج 4، ص 418.
(13) الأمالي الطوسي، ص198.
(14) الكافي، ج 2، ص 368.
(15) الكافي، ج 2، ص 361.
الاكثر قراءة في الوطن والسياسة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة