النظام الاجتماعي / الثورة على الظلم
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الطبري الآملي
المصدر:
مفاتيح الحياة
الجزء والصفحة:
ص406ــ408
2025-11-27
97
من أهم التعاليم الدينية أن يثور المسلم على الظلم والاضطهاد، وما ثورة سيد شهداء تاريخ الإنسانية الإمام الحسين (سلام الله عليه) على ظلم الأمويين الأرجاس إلا نموذج بارز على هذه المقولة. فالإمام (سلام الله عليه) خاطب الأمة الإسلامية قائلاً: ألا تَرَوْنَ أَن الحَقِّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَأَن الْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ لِيَرْغَبِ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللَّهِ
محقاً...(1).
وقال (سلام الله عليه) أيضاً: أَلا وَإِنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِي قَدْ رَكَزَ بَينِ اثْنَتَينِ بَيْنَ السَّلَّةِ
وَالذَّلَّةِ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذُّلَّة(2).
البراءة من الظالمين والطاغوتيين
على المسلم أن يتبرأ من الطاغوت، حيث قال الإمام محمد الباقر (سلام الله عليه) لأحد أصحابه: يَا أَبَا الصَّباح إيَّاكُمْ وَالْوَلَائِج، فَإِنَّ كُلَّ وَلِيجَةٍ دُونَنَا فَهِيَ طَاغُوتٌ(3).
وعن أبان بن تغلب قال سمعت من الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: يَا مَعْشَرَ الأَحْدَاثِ اتَّقُوا اللهَ وَلَا تَأْتُوا الرُّؤَسَاءَ، دَعُوهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا أَذْنَابِاً لا تَتَّخِذُوا الرِّجَالَ وَلَائِجَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنَا وَاللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْهُمْ(4).
عدم تولّي الظالمين
لا يجوز للمسلم أن يتولّى الظالمين، حتى وإن أقدم الظالم على أعمال عبادية في ظاهرها كبناء المساجد، فينبغي للمسلم أن يمتنع عن مد يد العون للظالم حتى في هذه الأعمال. قال الإمام جعفر الصادق (سلام الله عليه): لا تُعِنْهُمْ عَلَى بِنَاءِ مَسْجِدٍ(5).
عن زياد بن أبي سلمه أحد أصحاب الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه) قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (سلام الله عليه) فَقَالَ لِي يَا زِيَادُ إِنَّكَ لَتَعْمَلُ عَمَلَ السُّلْطَانِ قَالَ قُلْتُ: أَجَلْ قَالَ لِي وَلِمَ قُلْتُ أَنَا رَجُلٌ لِي مُرُوءَةٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ظَهْرِي شَيْءٌ فَقَالَ لِي يَا زِيَادُ لَأَنْ أَسْقُطَ مِنْ حَالِقٍ فَأَتَقَطَّعَ قِطْعَةٌ قِطْعَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَوَلَّى لِأَحَدٍ مِنْهُمْ عَمَلاً أَوْ أَطَأَ بِسَاطَ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَّا لمَا ذَا قُلْتُ لَا أَدْرِي جُعِلْتُ - فِدَاكَ قَالَ إِلَّا لِتَفْرِيجِ كُرْبَةٍ عَنْ مُؤْمِنٍ أَوْ فَكَ أَسْرِهِ أَوْ قَضَاءِ دَيْنِهِ(6).
وعن صفوان بن مهران الجمال، أيضاً أحد أصحاب الإمام موسى الكاظم (سلام الله عليه)، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الأَوَّلِ (سلام الله عليه) انتِ فَقَالَ لِي: يَا صَفْوَانُ كُلُّ شَيْءٍ مِنْكَ حَسَنٌ جَمِيلٌ مَا خَلَا شَيْئاً وَاحِداً، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَيُّ شَيْءٍ؟ قَالَ إِكْرَاؤُكَ جَمَالَكَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ - يَعْنِي هَارُونَ - قُلْتُ: وَاللَّهُ مَا أَكْرَيْتُهُ أَشَراً وَلَا بَطَراً وَلَا لِلصَّيْدِ وَلَا لِلَّهْوِ وَلَكِنِّي أَكْرَيْتُهُ هَذَا الطَّرِيقِ - يَعْنِي طَرِيقَ مَكَةَ - وَلَا أَتَوَلَّاهُ بِنَفْسِي وَلَكِنِّي أَبْعَثُ مَعَهُ غِلْمَانِي، فَقَالَ لِي: يَا صَفْوَانُ أَيَقَعُ كِرَاؤُكَ عَلَيْهِمْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاكَ. قَالَ: فَقَالَ لِي: أَتُحِبُّ بَقَاءَهُمْ حَتَّى يَخْرُجَ كِرَاؤُكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَنْ أَحَبَّ بَقَاءَهُمْ فَهُوَ مِنْهُمْ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَانَ وَرَدَ النَّار(7).
___________________________
(1) تحف العقول، ص 245.
(2) الملهوف، ص 97.
(3 و 4) تفسير العياشي، ج 2، ص 83.
(5) تهذيب الأحكام، ج6، ص 338.
(6) الكافي، ج 5، ص 109 - 110.
(7) وسائل الشيعة، ج 17، ص 182.
الاكثر قراءة في الوطن والسياسة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة