شعر ابن جابر
وقال ابن جابر المذكور:
يا دار ليلى لا صمتك يد البلى ... وسقاك در الغيث كل سحاب
أصبو إلى تلك الربوع، وكيف لا ... أصبو وهن منازل الأحباب
وقال من قصيدة:
وأطلب تشويق الأنام بحسنه ... فأذكر من أسمائه كل طيب
ومنها:
وإني لم أمدحه إلا تشوقا ... وإن كان مشهورا بشرق ومغرب
وقال:
أمر الشباب [......] ... فهفا فقالت: دمعتي أغلى
أسر الهوى مهج الأنام لها ... إذ سل من أعطافها أسلا
وقال:
] ظعنوا [والقدود منهم رماح ... طعنوا في الحشا بها فأصابوا
جاد دمعي لهم وقد حاد صبري ... حين سارت بالظاعنين الركاب وقال:
شاه وجه الرقيب إذ شاء وصلي ... قمري، والأنام عنا نيام
زارني بالنهار في الليل لكن ... ليل فرع يحار فيه الظلام وقال:
يا أيها الجائر في حكمه ... إني فيما قد جرى حائر
قدك من أعدل شيء يرى ... وأنت في أهل الهوى جائر وقال:
قد زعم العاذل لي أنه ... يهدي لي الرشد بما يصنع
ما هو هاد لي ولكنه ... هاذ فسمعي قال لا تسمعوا وقال:
شفى فؤادي من شقا هجره ... وبت من لقياه في عيد
وزارني يحكي غزال النقا ... في الحسن لولا الحلي في الجيد
وقال:
سلب القلب غزال قده ... قد حكى البان لنا والسلما
ساحر العين إذا أبصره ... كاتب ألقى لديه القلما
وقال:
يكفي الأنام بسيفه وبسيبه ... عقد المكاره والمكارم دائما
وقال:
تجلت بما يحكي محاسن ثغرها ... وحلت عقود الصبر مني عقودها
ثقيلة أرداف فصعب قيامها ... بما حملت منها وسهل قعودها وقال:
أبى حسنها إلا افتنان قلوبنا ... فكم قد أباد الحسن فيها من الناس
وقالت تحمل طول هجري إن ترد ... وصال ذوات الحسن قلت على راسي
وقال:
أرى أناسا، من أراد الرضى ... منهم رجا ما ليس بالممكن
سيان أن يعطوا وأن يمنعوا ... قد ضاع فيهم كرم المحسن وقال:
يا جيرة الحي حيا الله واديكم ... فكم سرور به للقلب قد عرضا
فلن أنسال حياة أستلذ بها ... إذا أنا لم أنل عن وصلكم غرضا وقال:
شب حر الفؤاد ماء رضاب ... منه قد حار فيه ماء الغمام
زان بالحلي جيده قلت: ماذا ... قال: شيء نظمته من كلامي
وقال:
صاد قلبي وصد عني صدودا ... وانثنى يسحب الذوائب سودا
فرأيت الصباح في الليل يبدو ... وشهدت الرشا يصيد الأسودا
وقال:
إني سئمت من الزمان لطول ما ... قد صد عن حسن الوفاء رجاله
ومن النوادر في زمانك أن ترى ... خلا حمدت وداده وخلاله وقال:
إن قابل الغصن بأعطافه ... فقل أن تبصر من فرق
قلت قد استبعد كل الورى ... فقال ذاك البعض من حقي وقال:
صح أن الصباح من وجنتيها ... وغصون الرياض من معطفيها
قاتل الله عاذلي قل يوم ... ليس يسعى بالعذل فيه إليها وقال:
شدوا محاملهم يوم الرحال وقد ... محا رسوم اصطباري فقد من رحلا
هزوا الغصون على الكثبان حين مضوا ... وأسبلوا فوق أقمار الدجى كللا
وقال:
خد ترى الورد بعضا من محاسنه ... تبارك الله ما أبهى شمائله
لصارم اللحظ قد أرخى حمائل من ... عذاره فحمى عنا خمائله وقال:
قام حادي الركاب ليلا فغنى ... فاستقام السرى وثار الغرام
قيل نام الأنام فاهجع قليلا ... قلت دون الحبيب لست أنام وقال:
ترامى بنا في البيد شوق إلى الحمى ... ترى عنده الأجفان منهلة الدمع
فلما رأينا ربع من سكن الحشا ... نزلنا فقبلنا ثرى ذلك الربع
وقال:
يراودني الواشي على حب غيرها ... وإن محالا أن يرى مثل حسنها
موفرة الأرداف، مهضومة الحشا ... يريك التفات الظبي فاتر جفنها وقال:
سلت علينا سيوفا من لواحظها ... ومن لنا من سيوف اللحظ من واقي
أضحت لسفك دم العشاق هادرة ... فما ترى دية في قتل عشاق وقال:
في خدها شبه للخال أو شية ... بما حوى الحسن من ألطاف أسرار
وشي من الحسن لم يحتج لصنع يد ... تبارك الله هذي صنعة الباري وقال:
بين الجوانح لو علمت من الجوى ... نار عليها سكب عيني يهمع
فدع المدامع في مدى جريانها ... فالدمع بعد فراقهم لا يمنع وقال:
قالوا بدارين قد قالوا، وقد وردوا ... ماء العقيق، وبالزوراء قد باتوا
بانوا عن العين لكن بالقلوب ثووا ... وفي البعاد عن الأحباب آفات وقال:
مليحة الخد به شامة ... كالورد قد نقط بالغاليه
قلت لها: ما اسمك قولي لنا ... قالت: فما تعرفني غاليه وقال:
جارية جارية في مدى ... شبابها من أملح الخلق
ما بين فرق الصبح لما بدا ... ووجهها للناس من فرق وقال:
لصبه منه امتداد النوى ... فلا يلام الدمع في صبه
في قده لين فهلا قضى ... بقلبه منه إلى قلبه
يريد بالقلب الأول التحويل والنقل: أي فهلا قضى بنقل اللين الذي في قده إلى قلبه.
وقال:
يا لابس اللام والأسياف عارية ... قد انعطفت على الأعطاف واللام
ويا ضجيع رماح الخط يرسلها ... في كل هام لها بالحظ في الهام الهام الأول: جمع هامة، والثاني اسم فاعل من همى يهمي.
قال رفيقه: لو قال " من الهام " لكان أليق بالمعنى وألطف.
وقال:
من مال يبغي كسب مال له ... من حرمه إن جاء أو حله
فلا تثق يوما به واحترز ... منه فما يبقي على خله وقال يتشوق إلى وطنه
بالمرية:
لله عيش بالمرية قد ذهب ... أخباره بالحسن تكتب بالذهب
وهبت لنا تلك الليالي مدة ... ثم استرد الدهر منا ما وهب وقال:
أن من شوقه فثار الضرام ... ودرى الناس أنه مستهام
لا تسل ما جرى من الدمع لما ... قيل هذي النقا وهذي الخيام وقال:
صلاة إله العالمين على الذي ... أقل العطايا منه واد من النعم
يجود على الراجي وإن كان مذنبا ... وما قوله للسائلين سوى نعم وقال:
قد سبا قلبي غزال فاتن ... سل به كيف اعتدى في سلبه
أنا لا أعتب فيما قد جرى ... صفح الله له عن ذنبه وقال:
صبرت له فتمادى به ... هواه، فكانت هي الفاصله
وأنكر بري ويا طالما ... أتاني يوما فألقى صله وقال:
وليل نظمنا به شملنا ... كما انتظم البيت بالقافيه
وفرقنا الدهر من بعد ذا ... فلست من اليوم ألقى فيه
فئة، ولا يكمل التجنيس فيه إلا بتسهيل الهمزة كما قال رفيقه، ولما أنشده
قال:
ومن هذا النوع قول بعض الأندلسيين:
وقائل قال ألا صف لنا ... بستاننا هذا ونارنجنا
قلت لهم بستانكم جنة ... ومن جنى النارنج نارا جنى
وقال ابن جابر المذكور:
قل بحق الهوى سمحت بوصل ... ربة القلب أم نهاك الرقيب
رمت نيل الوصال منها فقالت ... لك وصل غدا فقلت: قريب وقال:
زين الخد منه صدغ كنون ... قد بدا تحته عذار كلام
قلت هذي محاسن ابن هلال ... فانثنى وهو ضلاحك من كلامي وقال:
لها حسن لها عن كل شيء ... به قلبي، فما أنا أستفيق
على وجناتها نعمان يبدو ... لنا وشفاهها هن العقيق وقال:
تمر في ذكركم، والله، أحياني ... ولو سرى طيفكم ليلا لأحياني
لا يعذب العيش لي بعد العذيب ولا ... نعيم مثل ليالينا بنعمان وقال:
مداراة هذا الخلق أوليك بينهم ... صفات هي الأقمار والنظم دارات
وشارات حمد المرء أن لا ترى له ... على الناس مما لازم الحلم دارات
وقال:
أرى كمدا سعيي إلى خامل، ولو ... أراك مدى في فرقد بلغ السها
وما الخير يوما من لئيم بممكن ... وإن كان منه الخبر يوما فقد سها وقال:
أرى حيدي عن كل طارئ نعمة ... أراح يدي من أن يقيدها الذل
فمن أخذ المعروف من غير أهله ... تروح الليالي وهو في عنقه غل وقال:
شبا لحظها الماضي وحسن شبابها ... هما حملا نفسي من الوجد ما بها
كثيب النقا من ردفها، وقضيبه ... لمعطفها، والبدر تحت نقابها وقال:
حل عقد الصبر مني عقدها ... إذ سبت قلبي بما في قلبها
تحسب الدر على لبتها ... أنجما قد كلل البدر بها وقال:
شعر كالليل يبدو تحته ... قمر قد حار شعري في صفاته
نقل المسواك عن مبسمه ... أن ماء الورد يجري من لثاته وقال:
من سن تلك اللحاظ فاتبعت ... من سنة الحب كل متبع
تقتل عشاقها بلا سبب ... وذاك في الحب غير مبتدع
وقال:
وما شجو صال لوعة الهجر قد قضى ... زمان وصال لم تكدر مشاربه
كشجو محب لم يذق لذة الرضى ... ولا بات والغيد الحسان تلاعبه وقال:
سرت في رحال العيس منه أهلة ... فأيسر حال أن أزودها قلبي
بعيشك قل لي هل دروا كيف علتي ... وفيض دموعي بعد منصرف الركب
وقال:
من جنى باللحاظ زهر المعاني ... من جناب الحمى إذا الناس ناموا
هو قد نال كل ما يتمنى ... وسعت في مراده الأيام
وقال:
لطائف حسنها بربوع قلبي ... لطائف ألجأتني للغرام
تريك تكاسلا في اللحظ منها ... لتحسبه تنبه من منام
وقال:
إذا زرت حيا بالعقيق فحيهم ... وذكرهم عهدي وحق ودادي
حرام فراق العيس حتى تحلني ... بواديه من تلك الوجوه بوادي وقال:
من فرط ما في الطرف من فتنة ... قد غلب الحب على الناس
قالت نسيت العهد قلت اكفي ... عني فما عبدك بالناسي
وقال:
بين نعمان وسلع ملأ ... ليس منهم لمحب ألم
كلفي منهم ببدر حل في ... فلك العياء فاعرف من هم
وقال:
أراقبها وحين أرى سبيلا ... أقاربها فتنفر كالغزال
وقالت أنت مرتقب لماذا ... فقلت لها: ارتقابي للهلال
ومنها في ذكر السبطين:
وبالحسنين السيدين توسلي ... بجدهما في الحشر عند تفردي
هما قرتا عين الرسول وسيدا ... شباب الورى في جنة وتخلد
وقال: هما ريحانتاي، أحب من ... أحبهما، فاصدقهما الحب تسعد
هما اقتسما شبه الرسول تعادلا ... وماذا عسى يحصيه منهم تعددي
فمن صدره شبه الحسين أجله ... وللحسن الأعلى وحسبك فاعدد
وللحسن السامي مزايا كقوله ... هو ابني هذا سيد وابن سيد (1)
سيصلح رب العالمين به الورى ... على فرقة منهم وعظم تبدد
وإن تطلبوا ابنا للنبي فلن تروا ... سواي: مقال منه غير مفند
بدا سيدا ظهر الرسول قد ارتقى ... فقر ولم يعجله وهو بمسجد
فقالوا له طال السجود فقال لا ... ولكنما ابني خفت إن قمت يشرد (2)
وكان الحسين الصارم الحازم الذي ... متى يقصر الأبطال في الحرب يشدد
شبيه رسول الله في البأس والندى ... وخير شهيد ذاق طعم المهند
لمصرعه تبكي العيون وحقها ... فلله من جرم وعظم تمرد
فبعدا وسحقا لليزيد وشمره ... ومن سار مسرى ذلك المقصد الردي ومنها في ذكر حمزة:
ومن مثل ليث الله حمزة ذي الندى ... مبيد العدا مأوى الغريب المطرد
فكم حز أعناق العداة بسيفه ... وذب عن المختار كل مشدد
فقال رسول الله: هذا أمرته ... ولي أسد ضار لدى كل مشهد
وقال أبو جهل: أصبت محمدا ... بما ساءه فاهتز هزة سيد
وأهوى له بالقوس ما بين قومه، ... وقال: وأخرى بالحسام المهند
وقال له: إني على دينه فإن ... أطقت فعرج عن طريقي واردد
فذل أبو جهل وأبدى تلطفا ... ومن ينصر الحق المبين يؤيد (3)
فعاد وقد نال السعادة واهتدى ... وأضحى لدين الله أكرم مسعد
وفي يوم بدر حث عند سؤالهم ... لما شهدوا من بأسه المتوقد
لمن كان إعلام بريش نعامة ... يشردنا مثل النعام المشرد
فذاك الذي والله قد فعلت بنا ... أفاعيله في الحرب ما لم نعود
وفي أحد نال الشهادة بعدما ... أذاق سباعا للردى شر مورد
ففاز وأضحى سيد الشهداء في ... ملائكة الرحمن يسعى ويغتدي
وصلى رسول الله سبعين مرة ... عليه إلى ثنتين عند التعدد
وقال: مصاب لن نصاب بمثله ... وإن كان لي يوم سأجزي بأزيد
وأسمعهم لكن حمزة ما له ... وبشر بالنار النوائح ما عدي
نوائحه.. ... ... ... ... ... ... وقلن يا أعين اسعدي (4)
وزاد إلى فضل العمومة أنه ... أخوه رضاعا هكذا المجد فاشهد
وما زال ذا عرض مصون عن الأذى ... ومال مهان في العطايا مبدد
كريم متى ما أوقد النار للقرى ... " تجد خير نار عندها خير موقد " (5) ومنها في ذكر العباس:
وقد بلغ العباس في المجد رتبة ... تقول لبدر التم: قصرت فابعد
ألا إنه فضل السقاية قد حوى ... فكان لوفد الله أكرم مورد
وكان طويل الباع في الباس والندى ... كريما متى يسترفد القوم يرفد
ويوم حنين ليس ينسى ثباته ... ودعوته مستنجدا كل منجد
وقال رسول الله فيه علي ما ... عليه وأيضا مثله في التزيد
ألا إن عم المرء صنو أبيه كي ... يزيدهم في بره المتأيد
ألا إن عم المرء صنو أبيه كي ... يزيدهم في بره المتأيد
وبشره أن الخلافة في الورى ... لأولاده من سيد ومسود
بشيبته استسقوا إذ المحل شامل ... فجاءهم غيث سقى كل فدفد
ما وقفت عليه من هذه القصيدة الفريدة، وليس بيدي الآن ديوان شعره حتى أكتبها بكمالها فإنها مناسبة لهذا الباب الذي جعلناه ختما للكتاب كما لا يخفى.
ومن مقطعات ابن جابر:
شغفت بها حينا من الدهر لم يكن ... سوى سكب دمعي في محبتها كسبي
وما أصل هذا كله غير نظرة ... إلى مقلة منها أضعت لها قلبي وقال:
قد بان عذري في مليح له ... لحظا رشا بلحظ من ذعر
إني على الهجر مطيع له ... ممتثل في السر والجهر وقال:
هذا الرشا يقنص ليث الشري ... بنظرة منه فلا مخلص
لو عارض العاذل يوما له ... لكان من أول ما يقنص
وقال:
ظبية في ثغرها لعس ... يجتنى من رشفه عسل
سلك التيه بمقلتها ... مسلكا قد زانه كسل وقال:
رقم الخال خدها فرأينا ... قمر الأفق فيه نقطة ليل
قلت: أين الكثيب والغصن قالت: ... كل ما قد ذكرته تحت ذيلي وقال:
إن خفت من فتك المهند والقنا ... فإذا رنت وإذا مشت لا تقرب
في قلب برقعها محاسن أنزلت ... قمر السماء لنا بقلب العقرب وقال:
رأى عذولي حسنها بعدما ... حقق كوني للهوى جانحا
فقال إن كنت محبا لها ... فقد حمدنا رأيك الناجحا وقال:
ذكر الله بالمرية عيشا ... لست عن ذكره الجميل أحول
طال عهدي بها وما دمت حيا ... لا يزيد الرجاء بل قد يطول وقال:
مرت ليال بالمرية طالما ... قضيت من ليل بهن مآربا
لم أسل عن تلك الديار وإنما ... جعل القضاء لكل نفس غالبا
وقال:
لا تعقني عن العقيق فإني ... بين أكنافه تركت فؤادي
وعلى تربه وقفت دموعي ... ولسكانه وهبت ودادي وقال:
عرف المنزل الذي دار فيه ... زمن الأنس والشباب النضير
فشجاه قلب التلاقي فراقا ... وانثنى عنه ذا فؤاد كسير وقال:
جمال هذا الغزال سحر ... يا حبذا ذلك الجمال
هلال خديه لم يغيب ... عني وإن غيب الهلال
غزال أنس يصيد أسدا ... فاعجب لما يصنع الغزال
دلاله دل كل شوق ... علي إذ زانه الدلال
كماله لا يخاف نقصا ... دام له الحسن والكمال
نباله قد رمت فؤادي ... يا حبذا تلكم النبال
حلال وصلي له حرام ... وحكم قتلي له حلال
زلال ذاك الحمى حياتي ... وأين لي ذلك الزلال
قتاله لا يطاق لكن ... يعجبني ذلك القتال وقال:
بين تلك الخيام أكرم حي ... طربت للندى عليهم خيام
قد أقاموا بين العقيق وسلع ... فحياة النفوس حيث أقاموا
وقال:
إذا جئت نجدا كرم الله عهده ... فسلم على أهل المنازل من نجد
لئن حال بعد الدار بيني وبينهم ... فإني لأرعاهم على ذلك البعد
وقال:
خجلت عندما نظرت إليها ... وانثنت وهي بين تيه ومنع
إنما ورد خدها زرع طرفي ... حين مروا فكيف أحرم زرعي
وقال:
لك نفسي إذا بدت لك نجد ... فلقد سرني الزمان بنجد
فلتلك الخيام عندي عهد ... وأبى الله أن أضيع عهدي
وقال:
سل عن القوم إن بدت لك سلع ... ففؤادي عند الذين بسلع
لي على تلكم المعاهد دمع ... كاد يغني بها عن اللث دمعي
وقال:
صفحوا عن محبهم وأقالوا ... من عثار النوى ومنوا بوصل
لست أستوجب الوصال ولكن ... أهل تلك الخيام أكرم أهل
وقال:
مال الزمان بهم عني وقد بعدوا ... لم يلهني عنهم أهل ولا مال
إني لأخشى وما الأيام طوع يدي ... أني أموت ولي في القلب آمال وقال:
بين وادي النقا وبان المصلى ... ملأ ألبسوا الوجود جمالا
إن يكن قد نوى لي الدهر قربا ... منهم فهو قد كفاني نوالا
وقال:
زرت الديار عن الأحبة سائلا ... ورجعت إذلالا بدمع سائل
ونزلت في ظل الأراكة قائلا ... والربع أخرس عن جواب القائل وقال:
لا أوحش الله المنازل منهم ... منهم غدت تلك الديار حسانا
فاشكر لدهرك أن أراك بحاجر ... بان الحمى وأراكه قد بانا
وقال:
لك يا وادي العقيق علينا ... كل ما شئت من ذمام وثيق
فمن البر أنني أتبرى ... من عقوق لمنزل بالعقيق
وقال:
يا أهل ذي سلم بشرى لمستلم ... ذاك الثرى مقدم في السير لم ينم
يؤم دارا بها خير الورى حسبا ... الخاتم الرسل من عرب ومن عجم
ولنقتصر من كلام ابن جابر في هذا الموضع على هذا المقدار، وإنما أطنبت فيه لما تقدم من الاعتراض على لسان الدين في عدم توفيته بحق المذكور وحق رفيقه، مع أنه أطال فيمن دونهما من أهل عصره، وأيضا فإن كليهما غريب عندنا بالمغرب، لكونهما ارتحلا قبل أن يشتهرا كل الاشتهار، وكان خبرهما في الشرق أشهر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إشارة إلى الحديث: إن ابني هذا سيد وليصلحن الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين. (مجمع الزوائد 9: 178) .
(2) انظر الخبر عن الحسن كيف جاء وهو طفل فصعد على ظهر النبي وهو ساجد. (المصدر السابق ص: 175) .
(3) يتحدث عن إسلام حمزة بعد أن سمع أن أبا جهل أساء إلى النبي فجاء إلى أبي جهل بفناء الكعبة، وجمع يديه بالقوس وضربه بها فيقال إن أبا جهل قال له: " ما كنت يا أبا عمارة فاحشا " وعلى أثر هذه الحادثة أعلن إسلامه. (مجمع الزوائد 9: 267) .
(4) تتحدث كتب السيرة بإسهاب عن استشهاد حمزة يوم أحد على يد وحشي، وحزن النبي عليه، وصلاته عليه كلما صلى على شهيد من أمته، وقوله " لكن حمزة لا يواكي له.... " وقوله " لن أصاب بمثلك أبدا ".
(5) شطر بيت للحطيئة (ديوانه: 51) وصدره: متى تأته تعشو إلى ضوء ناره.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة