من شعر أبي جعفر رفيق ابن جابر
المؤلف:
أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر:
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة:
ص: 348
2025-12-11
47
من شعر أبي جعفر رفيق ابن جابر
وقريب منه لرفيق المذكور قوله:
يفتر عن برد يثير ببرده ... حر الغرام ولا سبيل لرشفه
أخذ الرشا من حسنه طرفا لذا ... نسب الورى ملح الجمال لطرفه
وله:
تجر فرعيها على إثرها ... رافلة في حلل الحسن
فتطلع البدر لنا في الدجى ... وترسل البدر على الغصن وله:
قد نعمنا بجزع نعمان لكن ... عقنا البعد، والعقوق قبيح
قل لأهل الخيام أما فؤادي ... فجريح لكن ودي صحيح وقوله:
مقدمات الرقيب كيف غدت ... عند لقاء الحبيب متصلة
تمنعنا الجمع والخلو معا ... وإنما ذاك حكم منفصله
وله يمدح سيد الخلق وخاتم المرسلين، صلى الله عليه وعليهم أجمعين:
رحمة أرسله الله لنا ... وشفيعا قد غدا فينا غدا
وهب المال لمن مال له ... وفدى من ذنبه من وفدا
ليس يحصي فضله إلا الذي ... هو أحصى كل شيء عددا وله:
حسن النية ما اسطعت ولا ... تتبع في الناس أسباب الهوى
إنما الأعمال بالنيات، من ... ينو شيئا فله ما قد نوى وله:
قالت وقد حاولت نيل وصالها ... من غير شيء لا تجوز المسأله
بالله قل لي أين نحوك يا فتى ... أرأيت موصولا يجيء بلا صله
وهذا معنى قد تلاعب الشعراء بكرته، وقضية ابن عنين في ذلك مع المعظم دالة على توقد فكرته، وما ذاك إلا أنه مرض فكتب إلى الملك المعظم:
انظر إلي بعين مولى لم يزل ... يولي الندى وتلاف قبل تلافي
أنا كالذي، أحتاج ما يحتاجه ... فاغنم دعائي والثناء الوافي
فعادة المعظم وأعطاه ألفا، وقيل: ثلاثمائة، وقال له: هذه الصلة، وأنا العائد.
قال بعض المغاربة في هذا: قد تلطف ابن عنين في الصلة والعائد، وأجاد وسبق المعظم إلى فهم مقصوده مطابقة الجوار فأتى بما يستغرب عن سيبويه ونظرائه، فلذلك جعل الشرف ابن عنين ديوانه مملوءا بمدحه وأطرابه، ونقلته من حفظي وفيه بعض تغيير بيتين.
الاكثر قراءة في العصر الاندلسي
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة