الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
نشأة الثقافة وتطورها
المؤلف:
د. عبد الله الرشدان
المصدر:
المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص194-196
26-7-2016
34395
إن تأريخ الإنسان الثقافي مثل تأريخه البيولوجي عبارة عن قصة تلاق وتواصل وتجمع . و إذا كان من المحال تصور تكاثر الجنس البشري وتجديد نوعه واستمراره عضوياً من دون هذا التواصل والتجمع , فإنه أيضاً من المستحيل أن نتصور تفتح قدراته الإنسانية , ونمو خبراته اجتماعياً بغير هذه الطريقة , فعن طريق اجتماع الانسان بأخيه الانسان ظهرت الاشكال المختلفة للتنظيمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , كما ظهرت اللغات والديانات والمخترعات التقنية , فاجتماع الناس وتفاعلهم وتواصلهم اجتماعياً هو الأساس في نشأة الثقافة وفي نموها وتطورها وضرورتها , وهي ميزة الجنس البشري . ولقد لجأ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا إلى تفسير الثقافة وتطورها بعامل واحد من هذه العوامل الآتية مع أن هذا التفسير يتعارض ووجهة النظر الاجتماعية , وهذه العوامل هي (1) : ـ
أولاً : الجبريون الطبيعيون : وهم يقسمون إلى " الجبرية المكانية " وهي التي تصور نشوء حياة الإنسان وتشكلها على أنها نتيجة حتمية للأرض والبيئة وضبط الشروط الطبيعية الجغرافية . ولكن الإنسان تمرّد على البيئة وتغلب عليها , فمهد الأرض واستنبت الزرع وهزم الأبعاد المكانية والزمانية, واجتث الغابات , وأنار الظلمات واستأنس الحيوان واخترع وابتكر الشيء الكثير . كل ذلك وغيره هي من مظاهر سيطرة الإنسان على البيئة الطبيعية .
أما " الجبرية الزمانية " التي بشر بها التطوريون المحدثون والقدامى , فقد تأثروا باكتشافات دارون الحيوية وطبقوها على دراساتهم الاجتماعية , فلم يفلحوا في اتجاههم هذا , حيث يحصل الكثير من التطورات الثقافية في المجتمعات البشرية في كثير من جوانب الثقافة كالطقوس الدينية , واللغات البعيدة الانتشار , والنظام العائلي , والتي لا يمكن أن تحدث في عالم الحيوان.
ثانياً : التفوق العنصري : يرى أتباع هذا الرأي أن الثقافات الكبرى العظيمة قام بصنعها واختص بها الجنس الآري , وان الجنس الأبيض انتفع بها وحافظ عليها , وان الملونين والسود والجنس الأصفر شأنهم في هذه الحياة القضاء على الثقافة العظيمة . وانطلاقاً من أن صيانة الثقافة واجب مقدس , فإن ذلك يفرض سيدة العنصر الذي يصنع الحضارة , واخضاع العنصر الذي يفهمها ويصونها , والقضاء على العنصر الذي يفنيها ويهدمها , وهذا هو منطق النظريات العنصرية .
ثالثا : العامل الاقتصادي : يرى أصحاب هذا الرأي أن الاقتصاد وعلاقاته وما يهدف إليه من نشاطات مختلفة , هو وحده سبب نشأة الثقافة وتطورها , وأن كل ما كان ويكون هو مسخر في خدمة هذه النشاطات , وصورة من صورها.
رابعاً : عوامل ميتافيزيقية أو فلسفية أو نفسية : حيث يرى اتباع هذا الرأي أن الثقافة نشأت نتيجة لعوامل ميتافيزيقية أو فلسفية أو نفسية . وهذا الرأي تنقصه الدقة العلمية , حيث إن هذه العوامل جميعها هي من اختراع الإنسان وتصوراته واكتشافاته .
خامساً : العوامل التاريخية : يفسر التاريخيون الثقافة بأنها " راسب التاريخ " إذ ينظرون لها على أنها مجموعة عمليات تاريخية الأصل تتراكم خلال السياق الحضاري أو تترسب في الزمان التاريخي , فتنمو وتنتعش وتترقى وتهاجر من منطقة إلى أخرى (2) . وخلاصة القول إن من العسير الركون إلى تفسير مقنع بإسناد الثقافة ونشأتها إلى عامل واحد , مهماً كان هذا العامل أساسياً وجوهرياً , بل تنشأ نتيجة مجموعة من العوامل المتكاملة , فالثقافة هي الإنسان والطبيعة وما ينتج عنهما .
________________
1ـ محي الدين صابر و التغير الحضاري وتنمية المجتمع , طبعة أولى , القاهرة : سرس الليان, 1962 , ص18 – 21 .
2ـ د. محمد قباري اسماعيل , علم الاجتماع الثقافي, مرجع سابق , ص17 .
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
