المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9080 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الاخبار الواردة عن ابائه (عليه وعليهم السلام)  
  
3383   03:21 مساءً   التاريخ: 2-08-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 , ص226-247
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

روي عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المهديّ من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الاًمم ثمّ يقبل كالشهاب الثاقب يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً .

وروى أبو بصير عن أبي عبدالله عن أبيه عن ابائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المهديّ من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خَلقاً وخُلقاً تكون له غيبة وحيرة حتَى يضل الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً .

وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن أبيه ،عن أبي جعفر الباقر عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : المهديّ من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضلّ فيها الاًمم يأتي بذخيرة الأنبياء فيملأها عدلاً وقسطا كما ملئت ظلماً وجوراً.

وروى ثابت بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) امام أُمتي وخليفتي عليها بعدي ومن ولده القائم المنتظر الذي يملأ الله به الأرض عدلأ وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً والذي بعثني بالحق بشيراً ؛ إِنّ الثابتين على القول في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر ؛ فقام إليه جابر بن عبدالله الأنصاري فقال : يا رسول اللهّ وللقائم من ولدك غيبة ؟ قال : إي وربّي {لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 141] يا جابر إن هذا الأمر من أمر الله عز وجل وسر من سرّ الله علّته مطويّة عن عباد الله فإياك والشك فان الشك في أمر الله عزّ وجل كفر .

وروى هشام بن سالم عن الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال : قال رسول اللهّ (صلى الله عليه وآله) : القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب ربّي من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ومن أنكر غيبته فقد أنكرني ومن كذبه فقد كذبني ومن صدّقه فقد صدّقني إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره والجاحدين لقولي في شأنه والمضلّين لامتي عن طريقته {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227] .

ومما جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذلك : ما رواه الحارث بن المغيرة النصري عن الأصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فوجدته متفكّراً ينكت في الأرض فقلت : يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكّراً تنكت في الأرض أرغبةً فيها ؟فقال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوماً قطّ ولكني فكّرت في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهديَ يملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون .

فقلت : يا أمير المؤمنين وإن هذا لكائن ؟ قال : نعم كما أنّه مخلوق وأنى لك العلم بهذا الأمر يا أصبغ ؟ أُولئك خيار هذه الاًمة مع أبرار هذه العترة .

قلت : وما يكون بعد ذلك ؟ قال : ثمّ يفعل الله ما يشاء وإن إرادات وغايات ونهايات .

ومن كلامه المشهور لكميل بن زياد : اللهمّ إنك لا تخلي الأرض من قائم بحجّة إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور لئلا تبطل حججك وبيّناتك ؛ وروى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : أنّه ذكر القائم فقال : أما ليغيبنّ حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمد حاجة .

وروى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيّ عن أبي جعفر الثاني عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال : للقائم منّا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه ألا فمن ثبت منهم على دينه ولم يَقسُ قلبه لطول مدّة غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة .

وقال (عليه السلام) : إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه .

وروى علي بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن الحسين ابن خالد عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن آمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحقّ والمظهِر للدين والباسط للعدل .

قال الحسين (عليه السلام) : فقلت له : وإنّ ذلك لكائن ؟ فقال : إي والذي بعث محمداً بالنبوّة واصطفاه على جميع البريّة ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيهما على دينه إلاّ المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه . وممّا جاء فيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام ) : ما رواه حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفيّ ،عن أبيه عن أبي سعيد عقيصاً قال : لما صالح الحسن بن عليّ (عليهما السلام ) معاوية دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال (عليه السلام) : ويحكم ما تدرون ما عَمِلْت والله للّذي عملت خيرٌ لشيعتي ممّا طلعت عليه الشمس أو غربت ألا تعلمون أنّي إمامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنّة بنصّ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّ ؟ ؛ قالوا : بلى ؛ قال : أما علمتم أنّ الخضر لمّا خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطاً لموسى (عليه السلام) إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً ؟ أما علمتم أنه ما منّا أحد إلآ وتقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلاّ القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه فإنّ الله عزّ وجل يخفي ولادته ويغيّب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيّدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ذلك ليعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير , وممّا جاء عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام ) : ما رواه محمد بن أبي عمير عن عبدالرحمن بن الحجّاج عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال : قال الصادق (عليه السلام) : في التاسع من ولدي سُنّة من يوسف وسُنّة من موسى ابن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة .

وروى جعيد الهمداني عنه (عليه السلام) قال : قائم هذه الاًمّة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسّم ميراثه وهو حيّ .

وروى يحيى بن وثاب عن عبدالله بن عمر قال : سمعت الحسين ابن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام ) يقول : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً كذلك سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول .

وممّا جاء فيه عن عليّ بن الحسين (عليهما السلام ) : ما رواه حمزة بن حمران عن أبيه حمران بن أعين عن سعيد بن جبير قال : سمعته يقول : في القائم منّا سنن من ستّة من الأنبياء (عليهم السلام) : سُنة من نوح وسنّة من إبراهيم وسنة من موسى وسنّة من عيسى وسنة من أيّوب وسنة من محمد فأما من نوح (عليه السلام) فطول العمر وأمّا من إبراهيم (عليه السلام) فخفاء الولادة واعتزال الناس وأمّا من موسى (عليه السلام) فالخوف والغيبة وأما من عيسى (عليه السلام) فاختلاف الناس فيه وأمّا من أيّوب (عليه السلام) فالفرج بعد البلوى وأمّا من محمد (صلى الله عليه وآله) فالخروج بالسيف .

قال : وسمعته (عليه السلام) يقول : القائم منا تخفى على الناس ولادته حتّى يقولوا : لم يولد بعد ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة .

وروى علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن بسطام بن مرّة عن عمرو بن ثابت قال : قال عليّ بن الحسين سيّد العابدين (عليه السلام) : من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر .

ومما جاء عن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ما رواه عبدالله بن عطاء قال : قلت لأبي جعفر (عليه السلام) : إنّ شيعتك بالعراق كثيرون ووالله ما في أهل بيتك مثلك .

فقال : يا عبدالله قد أمكنت الحشو من أذنيك والله ما أنا بصاحبكم .

قلت : فمن صاحبنا ؟ قال : أنظر من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم .

وروى أبو الجارود زياد بن المنر عنه قال : قال لي : يا أبا الجارود إذا دار الفلك وقال الناس : مات القائم أو هلك بأي واد سلك وقال الطالب : أنّى يكون ذلك وقد بليت عظامه عند ذلك فارجوه فاذا سمعتم به فأتوه ولو حبواً على الثلج .

وعن أبو بصير عنه قال : في صاحب هذا الأمر أربع سُنن من أربعة أنبياء : سنة من موسى وسنة من عيسى وسنة من يوسف وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله) ؛ فأما من موسى فخائف يترقْب وأما من يوسف فالسجن وأمّا من عيسى فيقال : إنّه مات ولم يمت وأمّا من محمد (صلى الله عليه وآله) فالسيف .

عن محمد بن مسلم الثقفيّ قال : دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله) فقال لي مبتدئاً : يا محمد بن مسلم انّ في القائم من آل محمد شبهاً بخمسة من الرسل : يونس بن متى ويوسف بن يعقوب وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليه واله) .

فأمّا شبهه الذي من يونس (عليه السلام) فرجوعه من غيبته وهو شاب معكبر السنّ.

وأمّا شبهه من يوسف (عليه السلام) فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي مع قرب من المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته .

وأمّا شبهه من موسى (عليه السلام) فدوام خوفه وطول غيبته وخفاء ولادته وتعب شيعته من بعده ممّا لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن الله في ظهوره وأيّده على عدوه .

وأمّا شبهه من عيسى (عليه السلام) فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة : ما ولد وطائفة قالت : مات ؛ وطائفة قالت : قُتل وصلب .

وأمّا شبهه من جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله) فتجريده السيف وقتله أعداء الله وأعداء رسوله والجبّارين والطواغيت وأنّه يُنصر بالسيف وبالرّعب وأنّه لا تردّ له راية وإنّ من علامات خروجه : خروج السفياني من الشام وخروج اليماني وصيحة من السماء في شهر رمضان ومناد ينادي باسمه واسم أبيه .

وممَا جاء عن الصادق (عليه السلام) في ذلك : ما رواه محمد بن سنان عن صفوان بن مهران عنه (عليه السلام) قال : من أقرّ بجميع الأئمّة وجحد المهديّ كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء وجحد محمّداً (صلى الله عليه وآله)نبوّته .

فقيل له : يا ابن رسول الله فمن المهديّ من ولدك ؟ قال : الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحلّ لكم تسميته  .

وروى الحسن بن محبوب عن عبدالعزيز العبديّ عن عبد الله بن أبي يعفور عنه (عليه السلام) مثل ذلك .

روى أحمد بن هلال عن أُميّة بن عليّ عن أبي الهيثم بن أبي حيّة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : إذا اجتمعت ثلاثة أسامي متوالية : محمّد وعليّ والحسن فالرابع القائم .

وروى المفضّل بن عمر قال : دخلت على سيدي جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام ) فقلت : يا سيدي لو عهدت إلينا من الخلف من بعدك ؟ فقال : يا مفضّل الإمام من بعدي موسى؟ والخلف المنتظر محمد بن الحسن بن عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى (عليهم السلام) .
وروى محمد بن خالد البرقيّ عن محمد بن سنان ؟ وأبي عليّ الزراد جميعاً عن إبراهيم الكرخي قال : دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فانّي لجالسٌ عنده إذ دخل أبو الحسن موسى وهو غلام فقمت إليه فقبلته وجلست فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : أيا إبراهيم أما إنّه صاحبك من بعدي أما لتهلكن فيه أقوامٌ ويسعد آخرون فلعن الله قائله وضاعف على روحه العذاب أما ليخرجن الله من صببه خير أهل الأرض في زمانه سمي جده ووارث علمه وأحكامه وقضاياه معدن الإمامة وأحكامها ورأس الحكمة يقتله جبّار بني فلان بعد عجائب طريفة حسداً له ولكنّ الله تعالى بالغ أمره ولو كره المشركون ويخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماماً مهديّا اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذب عنه .

قال : فدخل رجل من موالي بني أمية فانقطع الكلام فعدت إلى أبي عبدالله (عليه السلام) احدى عشرة مرة أريد منه أن يتم الكلام فما قدرت على ذلك فلمّا كان من قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس فقال : يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجزع وخوف فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان حسبك يا إبراهيم ؛قال إبراهيم : فما رجعت بشيء هو أسرّ من هذا لقلبي ولا أقر لعيني .

وروى محمّد بن خالد البرقيّ عن محمد بن سنان عن المفضّل ابن عمر عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال : أقرب ما يكون العباد من الله عزّ وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجّة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنّه لن تبطل حجّة الله ولا ميثاقه فعندها فتوقّعوا الفرج صباحاً ومساءً وإنّ أشدّ ما يكون غضب الله على أعداء الله تعالى إذا افتقدوا حجّته فلم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنّهم يرتابون ما غيّب عنهم حجّته طرفة عين ولا يكون ذلك إلاّ على رأس شرار الناس .

وروى الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله .

وروى عبد الرحمن بن أبي نجران عن فضالة بن أيّوب عن سدير الصيرفيّ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : إنّ في القائم سُنّة من يوسف ؛ قلت : كأنك تذكر خبره أو غيبته ؟فقال لي : وما تنكر من ذلك هذه الاُمّة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف كانوا أسباطاً أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتّى قال لهم : أنا يوسف .

فما تنكر هذه الاُمّة أن يكون الله تعالى في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجّته ! لقد كان يوسف إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً فلو أراد الله عزَ وجل أن يعرّفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بلدهم إلى مصر فما تنكر هذه الاُمة أن يكون الله تعالى يفعل بحجته ما فعل بيوسف أنْ يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حقّ يأذن الله تبارك وتعالى له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم {قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ * قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } [يوسف: 89-90] .

وروىَ أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى الكلابي ،عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول : إن للقائم غيبة قبل أن يقوم ؛قلت :ولم ؟قال : يخاف وأومأ بيده إلى بطنه ثم قال : يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يشك الناس في ولادته منهم من يقول : هو حمل ومنهم من يقول : هو غائبٌ ومنهم من يقول : ما ولد ومنهم من يقول : قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين وهو المنتظر غير أن الله تعالى يحبّ أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون .

قال زرارة : فقلت : جعلت فداك فإن أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل ؟قال : يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فادم هذا الدعاء : اللهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف نبيك اللهمّ عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك اللهمّ عرّفني حجتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني ثم قال ؟ يا زرارة لا بد من قتل غلام با لمدينة ؛ قلت : جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني ؟ قال : لا ولكن يقتله جيش بني فلان يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شيء دخل فيأخذ الغلام فيقتله فاذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله عزّ وجل فعند ذلك فتوقعوا الفرج .

وروى هذا الحديث من طرق عن زرارة وروى يونس بن عبدالرحمن عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبدالله (عليه السلام) : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلآ من دعا بدعاء الغريق ؛ قلت : كيف دعاء الغريق ؟ قال : يقول : يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .

فقلت : يا مقلّب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك ؛ فقال : إن الله عز وجل مقلّب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .

 وروى سدير الصيرفي عن أبي عبدالله في حديث طويل قال : قال : أما العبد الصالح أعني الخضر فان الله عز وجلَ ما طوَل عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له بل ان الله تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم (عليه السلام) في أيام غيبته ما يقدر وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم وليقطع بذلك حجّة المعاندين لئلآ يكون للناس على الله حجة , فهذا طريق ممّا روي عن الصادق (عليه السلام) في هذا المعنى .

وممّا جاء عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام ) في مثله :ما رواه سعد بن عبدالله عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال : إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللهّ الله في أديانكم لا يزيلكم أحدٌ عنها ؛ يا أخي إنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنّما هي محنة من الله عزّ وجل امتحن بها خلقه ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصحّ من هذا لاتبعوه .

فقلت : يا سيديَ مَن الخامس من ولد السابع ؟

فقال : يا أخي عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن ذلك ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه .

وروي عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن صالح بن السندي عن يونس بن عبد الرحمن قال : دخلت على موسى بن جعفر (عليهما السلام ) فقلت له : يا ابن رسول اللهّ أنت القائم بالحقّ ؟ قال : أنا القائم بالحق ولكنّ القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلاً وتسطاً كما ملئت جوراً وظلماً هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه يرتدّ فيها قوم ويثبت فيها آخرون .

وقال (عليه السلام) : طوبى لشيعتنا المتمسّكين بحبلنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منّا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمّة ورضينا بهم شيعة فطوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة .

وممّا روي عن الرضا (عليه السلام) في ذلك : ما رواه محمد بن الحسن الصفّار عن يعقوب بن يزيد عن أيّوب بن نوح قال : قلت للرضا (عليه السلام) : إنّا نرجو أن تكون صاحب هذا الأمر وأن يسديه الله إِليك من غير سيف فقد بويع لك وضربت الدراهم باسمك .

فقال : ما منا أحد اختلفت إليه الكتب وسئل عن المسائل وأشارت إِليه الأصابع وحُملت إليه الأموال إلاّ اغتيل أو مات على فراشه حتّى يبعث الله عزّوجل بهذا الأمر رجلاً خفيّ المولد والمنشأ غير خفيّ في نسبه .

وروى علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريان بن الصلت قال : قلت للرضا (عليه السلام) : أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال : أنا صاحب هذا الأمر ولكنّي لست بالذي أملأها عدلاً كما ملئت جوراً وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني ! وأنّ القائم هو الذي إذا خرج كان في سنّ الشيوخ ومنظر الشبان قوياً في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان ذلك الرابع من ولدي يغيْبه الله في ستر ما شاء ثمّ يظهره فيملأ به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً كأني بهم أين ما كانوا قد نودوا نداء يسمع من بُعد كما يسمع من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين .

وعن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد : قال : قال الرضا (عليه السلام) : لا دين لمن لا ورع له ولا إيمان لمن لا تقيّة له وإنّ أكرمكم عند الله أعملكم بالتقيّة . فقيل له : يا ابن رسول الله إلى متى؟ قال : إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا ؛ فقيل له : يا ابن رسول اللّه ومن القائم منكم أهل البيت ؟ قال : الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء يطهر الله به الأرض من كلّ جور ويقدسها من كل ظلم وهو الذي يشكّ الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه فاذا خرج أشرقت الأرض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا وهو الذي تطوى له الأرض ولا يكون له ظل وهو الذى ينادي مناد من السماء يسمعه جميع اهل الأرض بالدعاء اليه يقول : ألا إن حجْة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه فان الحق معه وفيه وهو قول الله عز وجل : {إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } [الشعراء: 4] .

وممّا روي عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) في مثله : ما رواه عبدالعظيم بن عبدالله الحسني رحمه الله قال : دخلت على سيدي محمد بن علي وأنا أُريد أن أساله عن القائم (عليه السلام) أهو المهديّ أو غيره فابتدأني فقال : يا أبا القاسم إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن يُنتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي ؛ والذي بعث محمداً بالنبوة وخصّنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً وان الله تعالى ليصلح له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى (عليه السلام) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي ؛ ثم قال (عليه السلام) : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج .

وعنه أيضاً قال : قلت لمحمد بن عليّ (عليهما السلام) : إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ؛ فقال : يا أبا القاسم ما منّا إلاّ قائم بأمر الله وهاد إلى دين الله ولكنّ القائم منّا هو الذي يطهر الله عز وجل الأرض به من أهل الكفر والجحود ويملأها عدلاً وقسطاً هو الذي تخفى على الناس ولادته ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته وهو سميّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكنيه وهو الذي تُطوى له الأرض ويذلّ له كل صب يجتمع إليه من أصحابه عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض وهو قول الله عز وجل { أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 148] فإذا اجتمعت له هذه العدّة مَن أهل الإخلاص أظهر أمره وإذا كمل له العقد وهو عشرة الاف رجل خرج بإذن الله عز وجل فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى .

قال عبدالعظيم فقلت له : يا سيّدي وكيف يعلم أن الله قد رضي ؟ قال : تلقي في قلبه الرحمة فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فاحرقهما .

وروى حمدان بن سليمان قال : حدّثنا الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليهما السلام) يقول : إنّ الإمام بعدي عليّ أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي والإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه ( وقوله قول أبيه) وطاعته طاعة أبيه ؛ ثم سكت فقلت له : يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن ؟ فبكى بكاءً شديداً ثمّ قال : إنّ الإمام من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر ؛ فقلت له : يا ابن رسول الله ولم سمي القائم ؟ قال : لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته ؛ فقلت له : ولم سمّي المنتظر؟ قال : لأن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقّاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه المسلّمون .

وممّا روي عن أبي الحسن علي بن محمد العسكريّ (عليهما السلام) في ذلك : ما رواه عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيّ قال : دخلت على سيّدي علي ابن محمد (عليهما السلام) فلمّا أبصرني قال لي : مرحباً بك يا أبا القاسم أنت وليّنا حقّاً ؛ فقلت له : يا ابن رسول الله إني أُريد أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيّاً ثبتّ عليه حتّى ألقى الله عزّ وجل ؛ فقال : هات يا أبا القاسم ؛ فقلت : إنّي أقول : إنّ الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء خارج من الحدّين حدّ الإبطال وحدّ التشبيه وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل هو مجسّم الأجسام ومصوّر الصور وخالق الأعراض والجواهر وربّ كلّ شيء ومالكه وجاعله ومحدثه ؛ وإن محمداً عبده ورسوله وخاتم النبيّين فلا نبيّ بعده إلى يوم القيامة وإن شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة ؛ وأقول : إنّ الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين عليّ بن ابي طالب ثمّ الحسن ثمّ الحسين ثم عليّ بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثمّ موسى بن جعفر ثمّ عليّ بن موسى ثم محمد ابن علي (عليهم السلام) ثم أنت يا مولاي ؛ فقال (عليه السلام) : ومن بعدي الحسن فكيف للناس بالخلف من بعده ؛ قال : فقلت : وكيف ذاك يا مولاي ؟ قال : لأنه لا يُرى شخصه ولا يحلّ ذكره باسمه حتّى يخرج فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ؛ قال : فقلت : أقررتُ وأقول : إنّ وليّهم وليّ الله وعدوّهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله ؛ وأقول : إنّ المعراج حقّ والمسالة في القبر حقّ وأنّ الجنّة حقّ والنّار حقّ والصراط حقّ والميزان حقّ وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من في القبور . وأقول : إنَ الفرائض الواجبة بعد الولاية : الصلاة والزكاة والصوم والحجّ والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ فقال : عليّ بن محمد (عليهما السلام) : يا أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة .

وروىَ علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد الموصليّ عن الصقر ابن أبي دلف قال : لمّا حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن (عليه السلام) جئت أسال عن خبره قال : فنظر إليّ حاجب المتوكّل فامر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال : يا صقر ما شأنك ؟ فقلت : خيراً أيها الاستاذ . قال : أقعد ؛ قال الصقر : وأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت : أخطات في المجيء ؛ قال : فوحى الناس عنه ثمّ قال : ما شانك وفيم جئت ؟ لعلّك جئت تسال عن خبر مولاك ؟ فقلت له : ومن مولاي ؟ ! مولاي أمير المؤمنين ؛ فقال : اسكت مولاك هو الحق لا تحتشمني فانّي على مذهبك ؛ فقلت : الحمد لله ؛ فقال : تحب أن تراه ؟ فقلت : نعم ؛ فقال : اجلس حتّى يخرج صاحب البريد ؛ قال : فلمّا خرج قال لغلام له : خذ بيد الصقر فادخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخذ بينه وبينه ؛ قال : فادخلني الحجرة وأومأ إلى بيت فدخلت فاذا هو (عليه السلام) جالسٌ على صدر حصير وبحذاه قبر محفور ؛ قال : فسلمت فردّ ثمّ أمر في بالجلوس فجلست ثمّ قال لي : يا صقر ما أتى بك ؟ ؛ قلت : يا سيّدي جئت أتعرّف خبرك ؟ قال : ثمّ نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي ثمّ قال : يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء .

فقلت : الحمد لله ثم قلت : يا سيدي حديث يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) لا أعرف معناه ؛ فقال : وما هو؟ ؛ قلت : قوله : لا تعادوا الأيّام فتعاديكم ما معناه؟ فقال : نعم الأيّام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسبت اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) والأحد أمير المؤمنين والاثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد والأربعاء موسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليٍ وأنا والخميس ابني الحسن والجمعة ابن ابني إليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فهذا معنى الأيّام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الأخرة ثم قال : ودع واخرج فلا آمن عليك .

وبهذا الإسناد : عن الصقر بن أبي دلف قال : سمعت عليّ بن محمد ابن علي الرضا (عليهم السلام) يقول : الإمام بعدي الحسن ابني وبعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً .

وروى علي بن إِبراهيم عن أبيه عن عليّ بن صدقة عن عليّ بن عبدالغفار قال : لما مات أبو جعفر الثاني (عليه السلام) كتبت الشيعة إلى أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) يسألونه عن الأمر فكتب (عليه السلام) : الأمر لي ما دمت حياً فإذا نزلت بي مقادير الله تبارك وتعالى أتاكم الخلف مني فأنى لكم بالخلف من بعد الخلف .

وروى اسحاق بن محمد بن أيوب قال : سمعت أبا الحسن عليّ بن محمد (عليهما السلام) يقول : صاحب هذا الأمر من يقول الناس : لم يولد بعد .

والأخبار في هذا الباب كثيرة ظاهرة في الشيعة متواترة ثابتة في أُصولها المتقدمة لزمان الحسن العسكري (عليه السلام) وفي ذلك أصح دليل وبرهان على إمامة القائم ابن الحسن (عليهما السلام ) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.