الرياح:

تعد الرياح عامـل وعنصر مناخي في آن واحد، فالرياح تؤثر على الحرارة والرطوبة والهطول المطري والتبخر، إن الرياح ذات السرعة العالية إما أن تتسبب في الحد من الامتدادات الرملية أو في العمل على تكوينها في حالة جرف كميات ضخمة مـن الرمال، وفي أحيان أخـرى تتسلح الريـاح بـذرات الرمال وفتـات الـصخور لاستخدامها في عمليات التعرية الصحراوية.

تهب على شمال حوض البحر الأحمر في الشتاء رياح شمالية شرقية تدعى باسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية، وفي جنوبه تهب عليه رياح موسمية جنوبية غربية خلال أشهر الصيف، وتهب خلال شهر حزيران وبداية شهر تموز على الطرف الآخر من شبه جزيرة العرب وحوض الخليج العربي وحوض الرافدين رياح شماليـة جافة ذات سرعة تتراوح ما بين 40 – 50 كم / الساعة، وغالباً ما تحمـل تـلـك الـريـاح معها الرمال من حوض الرافدين قبل أن تنخفض سرعتها لتتراوح ما بين 25 و32 كم في الساعة في نهاية فصل الصيف.

وتهب في مقدمة المنخفضات الجوية المارة في حوض البحر المتوسط رياح دافئـة أو جافة بحيث تختلف في اتجاهاتها وأوقات هبوبها، فمنها يبدأ هبوبه في أواخر الشتاء، وبعضها الآخر يظهر في الربيع وأوائل الصيف، وتسمى هذه الرياح المحلية الجافة والحارة بمسميات مختلفة في أقطار الوطن العربي المختلفة، ففي مصر تعرف باسم رياح الخماسين، وفي ليبيـا تعـرف باسـم ريـاح القبلي، وفي المملكة المغربيـة تـدعى باسـم السولانو أو السيركو، وفي السودان تعرف باسم رياح الهبوب، وتعرف باسم الشرقية في العراق وفي لبنان وسوريا والأردن وفلسطين، ورياح القوس في الخليج العربي، والسموم في شبه الجزيرة العربية، وباسم الطوز في الكويت.

 ويصاحب تلك الرياح المحلية في الوطن العربي تغيرات سريعة في درجة الحرارة بمعدل يتراوح ما بين 10 إلى 15 مئوية، وخفض الرطوبة النسبية، فتعمل على جفاف أوراق النبات وثماره (تعمل على هلاك المحاصيل الزراعية)، وقد تجعل بعض النباتات أكثر عرضة للحرائق. كما تسبب صعوبة التنفس للإنسان والحيوان، وتثير الغبار في الجو.