أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-04-06
![]()
التاريخ: 21-5-2022
![]()
التاريخ: 24-4-2022
![]()
التاريخ: 6-5-2022
![]() |
بالإضافة إلى الفوائد التي تقدمها مرحلة دراسة موضوع الحديث الصحفي- أو الإذاعي أو التلفزيوني- السابقة على التنفيذ أو على إجراء المقابلة- فإن تلك الفوائد تمتد إلى المرحلة التالية من مراحل العمل، التي يحصل فيها المحرر أو المندوب على نص مادته وعلى مضمون حديثه وجوهره، ونقصد بها تلك الفوائد العديدة التي يمكن أن يحققها خلال إجرائه للمقابلة نفسها وحصوله على حديثه ذاته.. ومن أبرز تلك الفوائد:
أ) تتيح دراسة موضوع الحديث للمحرر أكبر فرص السيطرة على مجريات المقابلة واتجاهاتها ومسارها ايضاً، فيمكنه الإمساك بحبل المناقشة وتوجيهها التوجيه الأمثل، أو بعبارة أخرى تتيح له فرصة كاملة في قيادة الحديث دون أن يخرج المتحدث عن المسار المحدد له كثيراً او يحاول إغراق المحرر في الأمور أو المتاهات الجانبية، وخصوصاً عندما يعمد بعض المتحدثين إلى التهرب من الإجابات، أو تغيير موضوعها.. ولن يتمكن المتحدث من ذلك إذا كان المحرر على دراية كاملة بموضوع حديثه ويستطيع هو- لا ضيفه- أن يغير مسار الحديث وفقا لحاجات القراء.
ب) تؤدي دراسة موضوع الحديث إلى اكتساب ثقة المصدر واحترامه منذ اللحظة الأولى لإجراء المقابلة، وهناك فرق كبير، بين مصدر يعرف آن المحرر الذي يجلس إليه لديه المعرفة التامة والشاملة لكل ما يمكن أن تتطرق إليه المناقشة، وما تثيره الأسئلة، وما يمتد الى الحوار. وبين مصدر يعرق انه امام محرر لن يفهم ما يقول، وقديماً قالت الحكماء لن تحسن المحادثة إلا بحسن الفهم.
ولن يتوقف اكتساب ثقة المصدر أو الشخص المستجوب عتد حد الاحترام والتقدير أو الإحساس بالمقدرة المهنية آو الفنية، وإنما سيحول المقابلة- ومنذ اللحظة التي يكتشف فيها المصدر أنه أمام محرر مثقف، قارئ -واع- إلى إطار لمناقشة دسمة، تصل بالحديث إلى جوهر الموضوع وتلم بكل ما يتصل به، وتصل إلى أعماقه أيضاً ، وتقدم خلاصة فكر أو علم الشخصية إلى القراء بوساطة ذلك المحرر الذي تسلح بالعلم والمعرفة والثقافة التي تتصل بموضوع المقابلة ذاته، وحيث يكون ذلك في خدمة القراء تماماً ، وربما يكون ذلك ما أشار إليه أستاذ سابق للصحافة والتحرير الصحفي عندما كتب يقول: "... فليس يشجع المتحدث على الحديث إلا إحساسه بأن الذي يخاطبه متحمس لموضوعه عارف بدقائقه وأهدافه ملم بجوانبه وأطرافه. وإذ ذلك ينسجم المتحدث مع مندوب الجريدة وينطلق معه في الحديث انطلاقاً تاما.
وقريب من ذلك قول صحفي؛ يجب على المخبران يتأكد دائماً من أنه سيفهم ما سيتحدث عنه الشخص الذي يقابله- فالمخبر الذي يقابل مثلا قائد الجوقة السيمفونية يجب أن يكون ملماً بشيء من الموسيقى.
كما يؤكد ذلك كله قول القائل: إنك سوف تحظى بثقتهم لكي تقوم بتحرير الأشياء الهامة إذ هم تحققوا أنل على قدد من الفهم لما يتحدثون فيه"
ج) تمكن دراسة موضوع الحديث المحرر من أن يبداً مقابلته بداية موضوعية تتم عن المعرفة والفهم والثقافة، كما تساعده تلك الدراسة على تجاوز حاجز البدايات التقليدية الأخرى كمحتوى الغرفة والهوايات والمعارف وما فوق المكتب، .... الخ ، ولهذه البدايات الموضوعية أثرها الكبير في إقناع الشخصية المتحدثة بأن الحديث سيكون جدياً وموضوعياً وشاملا وليسر مجرد إضاعة للوقت، والبداية الموضوعية- التي تستند إلى دراسة موضوع الحديث تفيد تماماً مع الباحثين والعلماء وبعض الساسة والزعماء.
د) كما تفيد دراسة موضوع الحديث المحرر من زاوية أخرى، وهي الفهم السريع للإجابات التي تقدم اليه، فيمكنه استكشاف أبعادها، والوصول إلى جوهرها وفهم مدلولاتها واتجاهاتها، وحتى تأثيراتها أيضاً، ومثل هذا المحرر الدارس يمكنه أن يستشف من تلك الإجابات- بعد أن تختلط في ذهنه وتحلل-مجموعة من الأسئلة الأخرى قد يكون بعضه اكثر أهمية، وأكثر جدوى بالنسبة لموضوع حديثه، وهكذا يجد المحرر نفسه أمام أسئلة جديدة، تقود لإجابات جديدة اكتشفت أثناء إجراء المقابلة نفسها.
فالمقابلة لن تكون جامدة، ومتوقفة عند حد تلك الأسئلة التي دونها المحرر في أجندته أو احتفظ بها في ذاكرته، وإنما ستكون مقابلة حية، متدفقة مليئة بالحياة والحركة، وعامرة بالأسئلة والإجابات الممتدة داخل إطارها أي أنها ستصون مقابلة من طرفين، وليست من طرف الشخصية التي تولى الإجابات وحدها.
وتكون هذه الحالة بصورة أوضح عند وجود أكثر من متحدث، في المقابلة حيث تصعب السيطرة على مجريات الحديث وقيادته، والتحول من سؤال إلى آخر، واستحداث الأسئلة؛ إلا لمثل هذا المحرر الدارس، كما تتوضح بشكل أكثر تركيزاً في حالة المؤتمر الصحفي، وحيث يسهل على المحرر الدارس لموضوع حديثه، تحويل مسار أسئلة زملائه إلى صالحه واستخدامها- بالإضافة إلى معرفته بموضوعها- في طرح اسئلة جديدة تكون فائدتها محققة،
هـ) تمكن دراسة موضوع الحديث المحرر من الاتجاه بالمناقشة والتساؤلات إلى جوهر العملية الإعلامية نفسها، والى جوهر المادة المطلوبة من هذا الحديث الصحفي، كما تعمل على تقليل اللجاجة غير المفيدة، والجدل الفكري المضيع للوقت، أو ما يطلق عليه تعبير الجدل البيزنطي الذي يضرب به المثل في طول اللجاجة وسوء العاقبة وقلة الجدوى لطلاب الحقيقة والصلاح ، والقراء هم طلاب حقيقة وصلاح، بل أنهم على رأس هؤلاء
و) تضع دراسة موضوع الحديث المحرر قريباً من دائرة معرفة حاجات القراء وما يريدون معرفته من الشخصية المتحدثة، وتحقق هدف النيابة عنهم، التي لابد منها لنجاح الحديث الصحفي، ومن ثم فإن المحرر يعمل على أن يتجه بمسار المقابلة إلى تحقيق تلك الأهداف وإلى تلبية حاجات القراء ، وتغيير مسار الحديث بما يحقق الاقتراب منها، حتى يضمن لحديثه- في النهاية- أن يكون موضع عنايتهم، انطلاقاً من أن مضمونه قد جرى التوصل إليه استناداً إلى هذه المعرفة بموضوعه، ومن ثم فإن الحديث لن يفقد الهدف، وسوف يقوم بأداء وظائفه المختلفة.
ز) كذلك تضع دراسة موضوع الحديث المحرر الذي يقوم بإجراء المقابلة على بعض ما يمكن أن يستشفه من مجريات الحديث نفسه، فقد يكتشف المحرر أن الشخص الذي أمامه يكذب، أو يخادع أو يراوغ المحرر، ومن بعده القراء، وربما المجتمع كله، والمحرر الدارس لموضوع حديثه يستطيع أن يكتشف-بسهولة- هذه الأكاذيب، فلا يقع في الفخ، ولا تنطلي عليه مثلها، بل أنه يسهل عليه في هذه الحالة أن يقوم بتعرية موقف هذا الشخص تماماً ، وفضحه أمام الجماهير في حالة كذبه.
إن دراسة موضوع الحديث تعطي المحرر القدرة على توجيه أسئلته بأكثر من طريقة، وبأكثر من أسلوب- حيث لن تعوزه المادة العلمية- حتى يمكنه أن يكتشف حقيقة الشخصية المتحدثة أمامه، ودرجة إيمانها بما تقول وتأكده من آرائها، وغير ذلك من أمور تصبغ الحديث كله في النهاية بطابع الصدق والدقة وتؤدي به الى تحقيق الأهداف المعقودة عليه كأسلوب نشر وطريقة تحرير.
ح) إن المعلومات والمصطلحات والأرقام التي يحصل عليها المحرر أثناء دراسته لموضوع الحديث يمكنه أن يطالعها أثناء المقابلة، وتوضع تحت عينيه بالوسائل المختلفة، تكون فائدتها محققة في دقة نقله للمعلومات وتسجيله للآراء ، وللمادة كلها، التي يحصل عليها أثناء إجراء المقابلة، فلا يسجل معلومة غير صحيحة، ولا ينقل رأياً على غير حقيقته أو على غير الصورة التي جاء بها على لسان قائله، وغير ذلك مما يجر عليه المشكلات ويتهم بعدم الدقة، وربما الموضوعية أيضاً، ومن الطبيعي أن هذه الحالة لا تظهر عند وجود جهاز التسجيل مع المحرر ولكنه حتى الآن، فإنه توجد الكثرة التي ما تزال تستخدم التسجيل اليدوي، وهذه تكون حاجتها إلى دراسة الموضوع أكثر من حاجة غيرها اليه، من هذه الزاوية نفسها
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقيم ندوة علمية عن روايات كتاب نهج البلاغة
|
|
|