المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أضرار الغيبة الاجتماعية والفردية  
  
2471   11:34 صباحاً   التاريخ: 1-5-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص70ــ74
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2023 1066
التاريخ: 2023-02-20 862
التاريخ: 2024-07-26 389
التاريخ: 18-9-2019 1899

وللغيبة أضرار اجتماعية جسيمة .

1- لو اتسعت رقعة الغيبة في المجتمع لخسرنا أعظم القيم الاجتماعية المتمثلة بروح الأخوة والوحدة والإخلاص، ولتزعزعت قواعد حسن الظن والثقة العامة التي تعتبر أول شرط لإيجاد روح التعاون الاجتماعي.

فانتشار الغيبة يتسبب في اطلاع الناس على عيوب بعضهم؛ إذ لا يخلو أغلب الأفراد من العيوب، ويؤذي الإطلاع عليها إلى إيجاد سوء الظن في المجتمع، مما يزيل روح التعاون، ويسلب جميع البركات التي تعم المجتمع عن هذا الطريق، ويؤدي إلى عزل الأفراد اجتماعياً في دوائر مغلقة.

ولعل رواية « لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تغتابوا وكونوا عباد الله إخواناً»، التي ذكرناها سابقاً تشير إلى هذا الموضوع .

2- غالباً ما تتسبب الغيبة في إشعال نار الفتنة وتوسيع العداوة والبغضاء بين الأفراد؛ لأن عيوب البعض قد يكون لها علاقة بحقوق الآخرين أو تصير حربة بيد الأشرار للانتقام وهدم مروءة البعض مما يؤدي إلى خلق الخصومات أو تشديدها.

3- الغيبة تسحق شخصية الفرد وتصغره في أعين الناس : وبانكسار شخصية مثل هؤلاء الأفراد وهتك حرمتهم يقل احترازهم من الذنوب؛ لأن الكثير من الناس يجتنبون قبائح الأعمال حفظا لماء وجوههم ومكانتهم الاجتماعية، وإن ارتكبوها فبصورة سرية، فلو افتضحت عيوبهم بالغيبة لما وجدوا داعياً للتستُر عليها، وعليه ستصير الغيبة عاملا مؤثراً في إضعاف الالتزامات الاجتماعية ونشر الفساد.

4- وللغيبة أضرار اقتصادية واجتماعية غير قابلة للتعويض؛ إذ تؤدي إلى تقليل نسبة الثقة المتبادلة بين الناس، التي لها تأثير اقتصادي، أكبر من تأثير الثروات الاجتماعية المادية، في ازدهار المجتمع، وبدونها ستضعف فعالية الثروات المادية وتميل إلى الركود أو الكساد. هذا من الناحية الاجتماعية.

أما أضرار الغيبة من الناحية الفردية فهي :

الغيبة نوع من الظلم والتعدي الواضح على حقوق الآخرين، وبها ستظهر جميع الرذائل الأخلاقية المترتبة على ظلم إنسان لآخر، وعلاوة على هذا فلكون الغيبة تنشأ من سلسلة من الدوافع الأخلاقية السيئة، فإن تكرارها سيؤدي إلى تقوية وترسيخ جذور تلك الرذائل في الإنسان.

لذا فالغيبة تحط من مستوى الفرد من ناحية القيم الانسانية وتضعف مقومات المجتمع، وإن الروايات الشريفة والآيات القرآنية الكريمة، التي ذكرناها سابقاً، مثل حي لهذه الحقائق.

* حدود الغيبة وكيفيتها :

1- أنواع الغيبة :

مع أن المتبادر إلى الأذهان من معنى الغيبة هو ذكر عيوب الآخرين الخفية باللسان فقط، لكنه وبالرجوع إلى ملاكها الصحيح يتضح أن معناها الأخلاقي عام وشامل لإظهار النقص سواء أكان بالقول أم الفعل أم التصريح أم التعريف أم بالإشارة والإيماء أم بالغمز والرمز أم بالكتابة والحركة. فقد روي أنه دخلت امرأة على عائشة فلما ولت أومأت بيدها أنها قصيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «قد اغتبتها»(1) وفى رواية أخرى أن عائشة عابت امرأة فنهاها صلى الله عليه وآله عن ذلك(2).

ومن هنا يتضح وجوب التقيد بأسلوب سليم في انتقاد أفكار الآخرين في المقالات وأن يكون بشكل لا يصير مصداقاً للغيبة، فكثيراً ما يكون النقد أو الإشكال على كلام الآخرين بتعبيرات هي مصاديق واضحة للغيبة أو الذم أو الاستهزاء أو الإهانة والاستخفاف، كأن يقول: إن الرأي الفلاني باطل لا محالة، أو مضحك أو طفولي أو غير معقول، إلا في حالة عدم تسمية صاحبه أو كون غيبته مباحة لسبب ما.

وكذلك لو كنى الإنسان في كلامه، ولكن توجد أدلة وعلائم تفهم السامع المقصود فيكون غيبة أيضاً، كأن يقول حضرت اليوم درس من قال كذا حال كون السامع يعرف ذلك المدرس.

2- الغيبة المطعمة بذنوب أخرى:

قد تختلط هذه الرذيلة برذيلة أخرى فيتبدل شكلها بصورة تامة أو تظهر بشكل عمل مستحب! كأن يقول البعض بعنوان الاحتراز من الغيبة: «أخشى أن أوضح المسألة فتصير غيبة» والأدهى من هذا قولهم «مع الأسف فإن الإسلام قيّد ألسنتنا»! أو «لولا الشرع لقلنا ما ينبغي قوله».

ففي الوقت الذي يرتكب هؤلاء الأفراد فيه الغيبة بهذه الرموز، فإنهم يثيرون ظن المخاطب حول الشبهات بخصوص من يقصدونه بكلامهم، وذلك عن طريق الإبهام في الموضوع، ويكبرون الموضوع أكثر مما هو عليه. وعلاوة على جميع ذلك فإنهم يرتكبون الرياء أيضاً، ويجمعون - في آن واحد - رذيلتين بكيفية خطيرة.

أو يظهرون في حالة الغم والحزن ويقولون : «قد ابتلي ذلك المسكين بآفة عظيمة تاب الله علينا وعليه»!

فقد اختلطت الغيبة هنا بالرياء أيضاً.

أو أن يظهر في مقام المراءاة ويقول: «الحمد لله الذي لم ينتلنا بالمسكرات والمواد المخدرة... الخ، معرضا بمن ارتكب ذلك ثم يقول: «الحق لو لم يعصمنا الله لزللنا!»، فهنا تجتمع الغيبة والرياء ومدح النفس معا.

أو أن يقول: «إنني أخبرته حضورياً بجميع ذلك أو سأخبره»!

بهذا سيبطل جميع المحامل الحسنة وسيثبت غيبته بهذا الدليل الواهي الذي لا تأثير له في ماهية الغيبة.

3- حق الناس في الغيبة:

لو عرفت حقيقة الغيبة كما ذكرنا في بداية البحث لاتضحت أهمية حق الناس فيها بصورة كاملة، لأنه :

أولاً: سيصغُر المشار إليه بالغيبة في أعين الآخرين، ومن المسلم به أن هذا ليس أقل قيمة من فقد الأموال في العقل والشرع.

ثانياً: يتضح من تشبيه الغيبة في سورة الحجرات بأكل لحم الأخر الميت، أن الغيبة مصداق من مصاديق الظلم.

ثالثاً: هناك روايات عديدة تشير إلى المسألة التي ذكرناها سابقاً، محو الحسنات وانتقال السيئات عن طريق الغيبة فقد روي: «إن الغيبة لا تغفر حتى يغفر صاحبها» وقال صلى الله عليه وآله: «كفارة من اغتبته أن تستغفر له» وقد عدت بعض الروايات ترك الغيبة من حقوق المؤمن.

وعلى أية حال فالغيبة مصداق واضح للظلم ولا تغفر، إلا أن يغفر صاحبها. ومن هنا نستنتج أن كفارة الغيبة لا تنحصر بالتوبة والاستغفار فقط.

أجل لو لم يكن هناك أي طريق للتحلل من صاحب الغيبة أو لم تتسبب في هتك عرضه أو هدم مروءته، لأمكن الاكتفاء بالاستغفار.

_______________________________________________

(1) و(2) إحياء العلوم ج٣،ص١٤٥.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.