قوله - تعالى - : { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47].

ثم قال : { يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ } [السجدة: 5].

 ثم قال : { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [المعارج: 4].

لا تناقض في ذلك ، لأنه أخبر أن يوماً ـ عنده ـ كـألـف سـنة ، ولم يرد : أن يوماً ـ عنده ـ خمسون(1) ألف سنة.

إنما أخبر عن يوم القيامة : أنه خمسون(2) ألف سنة ، لقوله : { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا } [المعارج: 6، 7]

 ثم وصفه بقوله : { ذَلِكَ الْيَوْمُ } [المعارج: 44]، فقال : { يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ } [المعارج: 8].

وقد قيل : يعني [أن] (3) جبرئيل ، والملائكة ، يعرجون في يوم واحـد مـا يكون مقدار عروجهم خمسين ألف سنة.

وقال ابن عباس(4) ، والضحاك(5) : معناه : يوم(6) كان مقداره ـ لو سار غير الملك ـ الف سنة(7) بما يعده البشر.

وقيل : يجوز أن يكون يوم القيامة ، يوماً ، لـه أول ، وليس له آخر ، وفيه أوقات ، يسمّى(8) ، بعضها الف سنة ، وبعضها ، خمسون(9) الف سنة.

_______

 1- في النسخ جميعها خمسين بالياء ، والوجه ما أثبتناه.

2- في (ش) : خمسين ، بالياء. والوجه ما أثبتناه.

3- ما بين المعقوفتين ساقط من (ش).

4- مجمع البيان : ٤ : ٣٢٦.

5- مجمع البيان : ٤ : ٣٢٦.

6- (يوم) ساقطة من (هـ).

7- العبارة : (ابن عباس... الف سنة ساقطة من (ك).

8- في (ش) و(أ) : تسمى ، بتاء المضارعة المثناة من فوق.

9- في النسخ جميعها : خمسون ، بالرفع ، والوجه الأقرب  : خمسين ، بالنصب.