أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2021
1889
التاريخ: 17-5-2021
2593
التاريخ: 19/11/2022
1573
التاريخ: 24-10-2019
2486
|
اهتمّ الإسلام بالتقوى ... فهي الطريق العملي لاكتساب الفضائل وإزالة الرذائل کما أنّ التعلم لأمهّات الأخلاق الفاضلة والاطّلاع على الأخلاق الذميمة ينفع الإنسان في التحلّي بالفضائل والتخلّي عن الرذائل فالأساس في عمليتي اكتساب الفضائل واجتناب الرذائل هو العلم والعمل وهذا ما تتّضح معالمه ضمن ركيزتين:
الركيزة الأولى: العلم.
الركيزة الثانية: العمل.
الركيزة الأولى: العلم.
لابد في عمليتي التحلّي بالفضائل والتخلّي عن الرذائل من الاطلاع على حقيقة الفضيلة وأنواع الفضائل وكذا الاطلاع على حقيقة الرذيلة وأنواع الرذائل، فإنّه قد تنقلب الموازين وتضيع المقاييس نتيجة الجهل ... وينبغي على العاقل أن يطالع كتب علم الأخلاق ويقرأ كتب التفاسير والأخبار ليطّلع على الفضائل فيمارسها ويطلع على الرذائل فيجتنبها ويعرف الفرق بينها. ويرى الآثار المترتبة على كل من الفضيلة والرذيلة فتكون حافزاً لممارسة الفضيلة ردعاً عن ممارسة الرذيلة ومن خلال المطالعة والتعلم يطّلع على سيرة الأنبياء والمعصومين والعلماء والأولياء فيقتدي بهم وكذا يطّلع على حياة العصاة والجبّارين فيأخذ العبرة ويرتدع عن المعصية ويتخلّى عن الرذائل التي كان أولئك العصاة يمارسونها فإنّ القدوة الحسنة تؤثّر في الإنسان العاقل وتحفّزه إلى الفضيلة وأخذ العبرة من حياة الماضين تمنع الإنسان من السقوط نحو الرذيلة مهما كانت تلك الفضيلة وتلك الرذيلة.
ولذا نجد القرآن الكريم يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
فالاقتداء برسول الله (صلى الله عليه وآله) نافع لمن كان يريد الجنة يوم الآخرة وكان يذكر الله تعالى بقلبه وبلسانه وفي كل أحواله.
فإنّ ذكر الله تعالى يمنع الإنسان من المعصية ويحفّزه على الطاعة. ويقول تبارك وتعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111] فمن يفكر في مصير الفراعنة العصاة يرتدع عن ممارسة المعصية.
وأمّا الركيزة الثانية: العمل.
وهو الممارسة للفضيلة مرة بعد أخرى لتتركّز في النفس فتصبح خلقا مستقرا في نفس الإنسان وكذا الترك للرذيلة مرة بعد أخرى يصبح أمرا ثابتا في نفس الإنسان فلا تقبل بعد ذلك على المعصية من الأعمال ولا على الرذيلة من الأخلاق.
فمن كان لديه خصلة مذمومة يحاول في الممارسات اليومية أن يفعل خلافها فالبخيل يعوّد نفسه على الكرم والمتكبّر يتعود على التواضع حتى تصبح لديه خصلة الكرم والتواضع، وكلّما كثرت الممارسات للفضائل وكثر الامتناع عن فعل الرذائل حصلت له العدالة وبدوره يتكامل الإنسان يوما بعد يوم حتى يصبح من المخلصين في طاعة ربّه تعالى ومن المقرّبين إلى رحمة الله تعالى ويكون مشمولا برعاية الله تعالى له في الدار الدنيا وبرضوان الله تعالى في الدار الآخرة.
وهذا ما أكدت عليه الآية الشريفة: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97] فالحياة الطيّبة التي يحياها المؤمن تكون في الحياة الدنيا من خلال المعيشة بالمستوى الذي يحفظ بها الإنسان نفسه وماء وجهه وتكون في الحياة الأخرى من خلال الفوز بالجنة.
والحياة الطيبة في الدارين هي ما يأمله كل إنسان عاقل مؤمن بربه تعالى وبالعقائد الحقّة ويعمل العمل الصالح ويجتنب العمل السيّئ...
|
|
هذا ما يفعله فيروس كورونا بجذع الدماغ الذي "يتحكم في الحياة"
|
|
|
|
|
تسارع نمو قدرة طاقة الرياح في العالم.. وهذه أكبر 6 دول
|
|
|
|
|
من فلسطين إلى لبنان.. دعم المرجعية العُليا وتضامنها حاضر مع القضايا العادلة
|
|
|