المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9080 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


صفات الإمام المهدي (عليه السّلام)  
  
3561   06:14 مساءً   التاريخ: 2023-07-11
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الإمام المهدي ( ع ) واليوم الموعود
الجزء والصفحة : ص 147-153
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن الحسن المهدي / خصائصه ومناقبه /

الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف في المنظور الإلهي هو الولي والخليفة والقائد الذي أعده اللّه سبحانه وتعالى وادخره لذلك اليوم الموعود حيث تنتظر البشرية رؤية سيادة الحكومة الإلهية العادلة والشاملة لأرجاء الكون . فهو كما ورد في دعاء العهد المروي عن الإمام الصادق عليه السّلام :

« معمّر البلاد ومحيي العباد الذي لا يظفر بشيء من الباطل إلا مزّقه ويحق الحق ويحققه ، وهو الناصر لمن لا ناصر له ، والمجدّد لما عطّل من أحكام كتاب اللّه ، والمشيد لما ورد من أعلام الدين وسنن النبيّ الأعظم محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم » .

فبعدما أرسل اللّه أنبياءه ورسله مبشرين ومنذرين وكان خاتمهم وأعظمهم النبيّ محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الذي جاء للناس بهذا الدين لينقذهم من الشرك والضلال ويرفعهم فوق سائر الأمم ، رأينا كيف حارب أهل الشرك والنفاق هذا النبيّ ورسالته ، وكيف امتدّت يد الإثم والبغي لتمنع وصول بركات هذا الدين إلى البشرية جمعاء . فخسر الناس وخصوصا من لم يقف مدافعا عن هذا الدين ولم يحاول حمايته وصيانته . فكانت النتيجة أن حرم الناس من تطبيق حكم اللّه على الأرض وسيادة دولة العدل والمساواة بين الناس .

لهذا كان الوعد الإلهي الحتمي والقطعي الذي لا تشوبه أيّة شائبة ولا يدخل إليه الشك والريب بأن يحقق اللّه سبحانه وتعالى حلم الأنبياء ويريهم آثار جهادهم وعذاباتهم وتضحياتهم التي قاموا بها من اجل سعادة البشرية وذلك من خلال آخر أوصياء النبيّ الخاتم محمد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فشاءت العناية الإلهية بأن يبقى الإمام الثاني عشر وصيّ الإمام الحسن العسكري الخليفة والقائد الذي يدير شؤون الأمة ويرعى مصالحها ويحفظ لها دينها من خلف الستار فيرى الناس ولا يرونه ، ويعمل من دون أن يشعر الناس بوجوده .

ولأن طبيعة قيادته للأمة تختلف عن قيادة الأئمة السابقين وحتى لا يدخل الشك والريب إلى قلوب البعض ، ولكي يستطيع الموالي له معرفته حق المعرفة ، ولأن الكثيرين حاولوا الادعاء بأنهم هم أصحاب هذا الشرف كان لا بدّ من أن يتعرّض النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والأئمة عليهم السّلام من بعده إلى ذكر بعض الخصائص والمميّزات والمواصفات التي تكون حدّا فاصلا لتمييز الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف عن غيره ولو على مستوى الشكل والجسم ليكون ذلك حاجزا قويا أمام من سوّلت له نفسه أن يدّعي ما ليس له .

والعلامات الواردة في الأحاديث الشريفة للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف تعتبر من العلائم التي لا تجتمع في غيره .

فصفاته في خلقه ( بالفتح ) وجسمه تكاد تميّزه عن غيره بشكل قطعي ويقيني .

والعلائم التي تحدث قبل الظهور وبعد الظهور وحين قيامه بالحكم ، وأيام حكومته ، وفتوحاته ، وامتلاء الأرض قسطا وعدلا بعد أن تملأ ظلما وجورا ، وغيرها . . . كل هذه الأمور تعتبر شواهد صدق على حقيقة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف وتعيين شخصه .

وقد عقدنا هذا البحث من أجل بيان المواصفات الجسدية والخلقية ، وكذلك التي تعرّضت إلى نسبه الشريف والتي فيها نوع من الإشارة إلى كونها علامات فارقة .

والشيء المؤكد الذي نطقت به الأخبار التي أثرت عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعن أئمة الهدى عليهم السّلام أن الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف من أجمل الناس وجها وأحسنهم سمتا ، قد أشرق وجهه بنور الإمامة ، التي تحنو لها الجباه والوجوه ، ووصفه الشاعر الملهم ، السيد حسن بقوله :

طلع الجمال بوجهه الوضاح * وسرى النسيم بوجهه الفيّاح

رشأ كأن جبينه صبح بدا * أو أنه نور لكل صباح

ناشدته أنت الهلال أجابني * طوق الهلال يكون نقش وشاحي

لم أدر من لطف تكوّن جسمه * أو أنه من عالم الأرواح

كتب الجمال على صحيفة خدّه * طوفوا فهذي كعبة المرتاح

ماء الشباب بخدّه مترقرق * كزجاجة ضمت على مصباح

قد قلت : لما أن تجلى وجهه * سبحان ربي فالق الإصباح[1]

ويمكن من خلال تقصّي بعض الروايات استخراج المواصفات التالية للإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف منها :

1 - أنه أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

فالإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أشبه الناس بجدّه النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في سيرته وجهاده ، وثورته على الظلم ، والطغيان ويقوم بالدور الذي قام به النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حيث يحطّم عروش الطغاة والجبابرة ويغيّر معالم السياسة المنحرفة القائمة على الكذب والدجل ويقيم دولة العدل الإلهي هذا فضلا عن شبهه به خلقا وخلقا .

« ألا أنه أشبه الناس خلقا وخلقا وحسنا برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم »[2].

وعن النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وشمائله شمائلي وسمته سمتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل . . . »[3] .

وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا »[4].

ومن الأحاديث التي تبين شبه الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف بجده رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بشكل أوضح وأشمل ما رواه الإمام الصادق عليه السّلام بسنده عن جده رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال :

« القائم من ولدي اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، وشمائله شمائلي ، وسمته سمتي ، يقيم الناس على ملتي وشريعتي ، ويدعوهم إلى كتاب ربي عز وجل ، من أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني ، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ، ومن كذبه فقد كذبني ، ومن صدقه فقد صدقني ، إلى اللّه أشكو المكذبين لي في أمره ، الجاحدين بقولي في شأنه ، والمضلين لأمتي عن طريقته ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون »[5].

أخرج الإمام أبو عمرو المقري في سننه عن عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال :

« لا تذهب الدنيا حتى يملك الدنيا رجل من أهل بيتي يواطى اسمه اسمي ، قلت : يا أبا عبد الرحمن ما ( يواطئ ) ؟ قال : يشبه »[6].

وقد علّق المرحوم العلامة السيد الصدر على أحاديث المشابهة فقال : « أقول المماثلة من كل جهة ممتنعة بحسب العادة بين اثنين من حيث الخلق والخلق وإنما يراد من هذه الإطلاقات قرب أحدهما من الآخر كما يفيده ( مضمون الروايات ) بأنه أشبه الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يعني إذا قيس خلق الناس وخلقهم بخلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وخلقه كان الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف أشبههم وأقربهم به صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فلا ينافي كونه على خلق عظيم وليس مثل خلقه خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم »[7].

2 - فيه شبه من الأنبياء عليهم السّلام :

عن الإمام محمد الباقر عليه السّلام قال :

« إن في القائم من أهل بيت محمد شبها من خمسة من الرسل :

يونس بن متى ، ويوسف بن يعقوب ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأما شبهه من يونس بن متى فرجوعه من غيبته ، وهو شاب بعد كبر السن ، وأما شبهه من يوسف بن يعقوب عليهم السّلام فالغيبة من خاصته وعامته واختفائه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي عليه السّلام مع قرب المسافة بينه وبين أبيه ، وأهله وشيعته ، وأما شبهه من موسى عليه السّلام فدوام خوفه ، وطول غيبته ، وخفاء ولادته ، وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى والهوان إلى أن أذن اللّه عز وجل في ظهوره ونصره ، وأيده على عدوه ، وأما شبهه من عيسى فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة ما ولد ، وطائفة منهم قالت مات ، وطائفة قالت قتل وصلب ، وأما شبهه من جدّه المصطفى محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فتجريده السيف ( فخروجه بالسيف ) وقتله أعداء اللّه وأعداء رسوله ، والجبارين ، والطواغيت ، وأنه ينصر بالسيف والرعب ، وأنه لا تردّ له راية . . . »[8].

3 - اسمه اسم نبيّ واسم أبيه اسم وصي :

عن الإمام الصادق عليه السّلام قال في حديث له :

« ينادي مناد من السماء باسم القائم واسم أبيه فقيل له : جعلت فداك ما اسمه ؟ فقال : اسمه اسم نبي واسم أبيه اسم وصي »[9].

4 - توالي ثلاثة أسماء فيه :

عن الصادق عليه السّلام قال :

« إذ توالت ثلاثة أسماء : محمد وعلي والحسن كان رابعهم القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف »[10].

5 - إمام ابن إمام :

« لا يكون القائم إلا أمام ابن إمام ووصي ابن وصي »[11].

6 - من أهل البيت عليهم السّلام

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

« المهدي منا أهل البيت »[12].

وعن الإمام علي عليه السّلام أنه قال للنبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

« أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول اللّه ، قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : بل منا يختم اللّه به كما فتح بنا وبنا يستنقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف بين قلوبهم بعد عداوة بينهم كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك »[13].

7 - من ولد الحسين عليه السّلام :

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لفاطمة عليها السّلام :

« يا بنية ! إنا أعطينا أهل البيت سبعا لم يعطها أحد قبلنا ، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهم عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة وهو ابن عمك جعفر ، ومنا سبطا هذه الأمة ، وهما ابناك الحسن والحسين ومنا واللّه الذي لا إله إلا هو مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم . ثم ضرب بيده على منكب الحسين عليه السّلام فقال : من هذا ثلاثا »[14].

وفي رواية أن الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام نظر إلى ابنه الحسين عليه السّلام فقال :

« إن ابني هذا سيد كما سماه رسول اللّه سيدا ، وسيخرج اللّه تعالى من صلبه رجلا باسم نبيكم ، فيشبهه في الخلق والخلق . . . »[15].

8 - شاب المنظر لا يهرم :

عن أبي الصلت الهروي قال : قلت للرضا عليه السّلام ما علامات القائم عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف منكم إذا خرج ؟

قال عليه السّلام :

« علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتى أن الناظر ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها ، وأن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله »[16].

وعن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام قال :

« لو قام المهدي لأنكره الناس لأنه يرجع إليهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا »[17].

9 - مواصفاته الجسدية وشكله وعلاماته :

نشير فيما يلي إلى بعض الأحاديث الشريفة الواردة في أوصاف الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف الجسدية ، والتي تحدثت عن شكله وحليته ولون بشرته وجسده ولحيته وغيرها من الصفات .

أوصافه في أقوال النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم :

 


[1] منن الرحمن ، ج 2 ، ص 237 نقلا عن حياة الإمام المهدي عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف ، باقر القرشي ، ص 33 .

[2] منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السّلام ، الكلپايكاني ، ص 188 ، ح 3 و 4 و 5 .

[3] المصدر نفسه .

[4] منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر عليه السّلام ، الكلپايكاني ، ص 188 ، ح 3 و 4 و 5 .

[5] كمال الدين ، الصدوق ، الباب 39 ، ح 6 .

[6] عقد الدرر في أخبار المنتظر ، الشافعي السلمي ، ص 30 .

[7] المهدي ، السيد صدر الدين الصدر ، ص 82 .

[8] منتخب الأثر ، الكلپايكاني ، ص 289 ، ح 1 .

[9] البحار ، ج 51 ، ص 38 ، ح 14 .

[10] المصدر نفسه ، ص 38 ، ح 13 .

[11] المصدر نفسه ، ص 34 ، ح 1 .

[12] منتخب الأثر ، ص 185 ، ح 6 .

[13] المصدر نفسه ، ص 185 ، ح 8 .

[14] الغيبة ، الطوسي ، ص 191 ، ح 154 - والبحار ، ج 51 ، ص 76 ، ح 32 .

[15] الغيبة ، الطوسي ، ص 189 ، ح 152 .

[16] منتخب الأثر ، ص 289 ، ح 2 ، نقلا عن كمال الدين .

[17] المصدر نفسه ، ص 290 ، ح 3 ، نقلا عن ينابيع المودة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.