المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تعليم الأدب وتربية الأولاد / تعليم الفنون العسكرية  
  
154   01:28 صباحاً   التاريخ: 2024-09-09
المؤلف : محمد جواد المروجي الطبسي
الكتاب أو المصدر : حقوق الأولاد في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص89ــ90
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

إن أطفال اليوم هم رجال الغد في المستقبل، وأنه لابدّ لهم من التربية والاستعداد لينال المجتمع أهدافه الإسلامية، ومن أحد أهداف المجتمع المسلم هو المحافظة على القدرة والاستعداد العسكري والدفاعي في مقابل تحرّكات الأعداء، فإنّ الكفّار وعلى

حد تعبير القرآن الكريم: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ} [البقرة: 217].

ومن هنا فإنّ من وظائف الآباء تدريب أبنائهم على الفنون العسكرية والدفاعية، كالرمي، والسباحة، وتعليمهم على أسلحة العصر وكيفية استعمالها، وما إلى ذلك مـن أساليب وفنون في الحرب.

ومن الحري بالجيش المسلم العظيم الدفاع عن حريم الإسلام وثغوره، حتى إنه ورد في الروايات الحثّ على تعليم المسلمين للسلاح ليرعبوا عدو الله وعدوهم لئلا تتعرض ثغور البلاد الإسلامية إلى هجوم الأعداء والحق أن الأمر كذلك، فإنّ شباب البلاد لو هبوا للدفاع وتعلّم فنون القتال وأخذوا حذرهم، فأي عدو يجرأ على تهديدهم والتدخل في شؤون بلادهم؟!

إن السباحة والرمي من الفنون الدفاعيّة المهمّة التي ورد التأكيد عليهما، فالسباحة مضافاً إلى كونها نوعاً من أنواع الرياضة تلعب دوراً فعالاً في العمليات البرمائية في القتال، وأما الرمي، فهو من أهم الفنون العسكرية؛ ذلك لأن من الواضح أن الحرب أو القتال ليست شيئاً سوى استعمال السلاح بوجه الأعداء.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبي رافع: ((كيف بك يا أبا رافع إذا افتقرت))؟ قال: أفــلا أتقدم في ذلك (أي أنفق)؟ قال: (بلى) قال: (ما مالك)؟ قال أربعون ألفاً وهي لله. قال: ((لا، أعـط بعضاً وأمسك بعضاً وأصلح إلى ولدك))؟ قال: أوَلَهم علينا حق كما لنا عليهم؟ قال: ((نعم، حق الولد على الوالد أن يعلمه كتاب الله والرمـي والسباحة))(1).

وعن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ((علموا أولادكم السباحة والرماية))(2).

وروى جابر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً أنه قال: ((عَلّموا بنيكم الرمي، فإنه نكاية العدو))(3).

والذي يمكن استخلاصه من الروايات المتقدّمة أمور:

أ. أن تعلم السباحة والرمي من حقوق الولد على أبيه وإن كان ذلك من الأمور المنسية تقريباً التي لا يعطيها الآباء الأهمية اللازمة.

ب. أن السباحة والرمي نموذجان من نماذج الفنون المهمة في الدفاع، وهناك أُمور أُخر غيرها مطلوبة أيضاً.

ج. يستفاد من حوار النبي (صلى الله عليه وآله) مع أبي رافع أنّ من اللازم على الأب تخصيص مؤونة مالية معينة لغرض تعلم الفنون العسكرية مثل: السباحة والرمي، ليتكامل الطفل من هذه الجهة، ويكون مدافعاً جيّداً عن الإسلام والبلاد الإسلامية.

د. أن من البديهي أن المجتمع الذي يكون لشبابه معرفة بالأمور العسكرية سوف يلقي في قلوب الأعداء الرعب والخوف، ويُفشل خُطَطَه، ويُدخل اليأس، عليه، وحينئذ يكون لقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ} [الأنفال: 60]، مصداقاً عمليّاً.

_________________________________

(1) كنز العمال، ج 16، ص 444.

(2) وسائل الشيعة، ج 15، ص 194.

(3) كنز العمال، ج 16، ص 443. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.