المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6294 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
النُصح وحبّ الخير للآخرين
2024-12-10
علاج الحسد
2024-12-10
مراتب الحسد
2024-12-10
النتائج السلبية للحسد
2024-12-10
علامات الحسد
2024-12-10
دوافع الحسد
2024-12-10



علاقة التّغذية بالأخلاق في الرّوايات الإسلاميّة.  
  
282   03:49 مساءً   التاريخ: 2024-11-14
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج1 / ص 181 ـ 186
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أخلاقيات عامة /

هذه العلاقة لم ترد في الآيات القرآنية بصورةٍ واضحة، ولا يوجد لها سوى إشاراتٌ خفيفةٌ، ولكن هذا الأمر: «علاقة التّغذية بالأخلاق»، له صدى واسع في الرّوايات، ونورد منها:

1ـ نقرأ في الرّوايات الواردة، أنّ من شروط استجابة الدّعاء هو الامتناع عن أكل الحرام، حيث جاء شخص إلى رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله) وقال له: أُحِبُّ أنْ يُستَجاب دُعائِي، فقال له رسول اللَّه (صلى الله عليه وآله): ((طَهِّرْ مَأَكَلَكَ وَلا تُدْخِلْ بَطْنَكَ الحَرامَ)) (1).

وجاء في حديثٍ آخر عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: ((مَنْ أَحَبَّ أنْ يُستَجابَ دُعاؤهُ فَليُطَيِّبْ مَطْعَمَهُ وَمَكْسَبَهُ)) (2).

ونقرأ في حديثٍ آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: ((إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعاءً بِظَهْرِ قَلبٍ قاسٍ)) (3).

ويستنتج من ذلك، أنّ الأكل الحرام يُقسّي القلب، ولأجله لا يستجاب دعاء آكلي الحرام، وتتوضّح العلاقة الوثيقة بين خبث الباطن و أكل الحرام، في ما ورد عن الإمام الحسين (عليه السلام) في حديثه المعروف في يوم عاشوراء، ذلك الحديث المليء بالمعاني البليغة، أمام اولئك القوم‌ المعاندين للحقّ من أهل الكوفة، فعندما آيس من تحوّلهم إلى دائرة الحقّ والإيمان، واستيقن أنّهم لن يستجيبوا له في خط الرسالة قال لهم: إنّكم لا تسمعون إلى الحق لأنّه ((قد مُلِئَتْ بُطُونُكُم مِنَ الحَرامِ فَطبَعَ اللَّهُ عَلَى‌ قُلُوبِكُم)) (4).

2 ـ ويبيّن حديث آخر، علاقة الأكل الحرام بعدم قبول الصّلاة والصّيام والعبادة، ومنها ما ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: ((مَنْ أَكَلَ لُقْمَةَ حَرامٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صلاةُ أَربَعِينَ لَيلَةً، وَلَمْ تُسْتَجَبْ لَهُ دَعوَةُ أَربَعِينَ صَباحاً، وَكُلُّ لَحْمٍ يُنٌبِتُهُ الحَرامُ فَالنَّارُ أَولَى‌ بِهِ، وَإنَّ اللُّقْمَةَ الواحِدَةَ تُنْبِتُ اللَّحْمَ)) (5).

ومن الطبيعي فإنّ قبول الصّلاة له شروطٌ عديدةٌ، ومنها: حضور القلب وطهارته من الدّرن والغفلة، والحرام يسلب منه تلك الطّهارة والصّفاء، ويخرجه من أجواء النّور والإيمان.

3 ـ نقل عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) أنّ: ((مَنْ تَرَكَ اللَّحْمَ أَربَعِينَ صَباحاً ساءَ خُلُقُهُ)) (6).

وهذا الحديث يبيّن نصيحة طِبيّةً مهمّةً، وهي أنّ الإنسان إذا ترك أكل اللّحم، لمدّة طويلة، فسيورثه سوء الخلق والانقباض في النّفس، في دائرة التّفاعل مع الآخرين، وورد في مقابله العكس أيضاً، وهو ذمّ الإفراط في تناول اللّحم والإكثار منه، فإنّ من شأنه أن يورثه نفس الأعراض والأمراض الخُلقية.

4 ـ وقد ورد في كتاب: «الأطعمة والأشربة»، روايات ذكرت العلاقة بين الأطعمة والأخلاق الحسنة والسيئة ومنها:

ما ورد عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: ((عَلَيكُم بِالزَّيتِ فإنّهُ يَكْشِفُ المُرَّةَ ... وَيُحْسِّنُ الخُلُقَ)) (7).

5- في حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((مَنْ سَرَّهُ أنْ يَقِلَّ غَيْظَهُ فَلْيَأكُلْ لَحمَ الدُّراجِ)) (8).

وهذا الحديث يبيّن بصورة جيدة علاقة الغذاء بالغضب والصّبر.

6 ـ في روايةٍ مفصّلة وردت في تفسير العياشي، نقلها عن الإمام الصّادق (عليه السلام)، حيث سئل عن علّة تحريم الدم، فقال (عليه السلام): ((وَأَمَّا الدَّمُ فَإَنَّهُ يُورِثُ الكَلَبَ وَقَسْوَةَ القَلبِ وَقِلَّةَ الرَّأفَةِ وَالرَّحمَةِ لا يُؤمِنُ أَنْ يَقْتُلَ وَلَدَهُ وَوالِدَهُ...)).

وفي القسم الآخر من نفس الرواية، قال (عليه السلام): ((وَأَمَّا الخَمْرُ فإنَّه حَرَّمَها لِفِعْلِها وَفَسادِها وَقَالَ: إِنَّ مُدْمِنَ الخَمْرِ كَعابِدِ الوَثَنِ، وَيُورِثُ ارتعاشًا وَيذهب بِنُورِهِ وَيَهْدِمَ مُرُوَّتَهُ)) (9).

7 ـ ونقل في الكافي روايات متعدّدة، عن العنب وعلاقته بإزالة الغم، ومنها ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام، أنّه قال: ((شَكى‌ نَبِيٌّ مِنَ الأنبِياءِ إِلى اللَّهِ (عَزَّ وَجَلَّ) الغَمَّ فَأَمَرَهُ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ) بِأَكْلِ العِنَبِ)) (10).

فنلاحظ تأكيدًا أشدّ على علاقة التغذية بالمسائل الأخلاقيّة، التي تعكس الحالة النفسيّة للفرد.

8 ـ الأحاديث التي وردت في أكل الرمان كثيرة، وأنّها تنوّر القلب وتدفع وساوس الشيطان، فجاء عن الإمام الصّادق (عليه السلام): ((مَنْ أَكَلَ رُمّانَةً عَلَى الرِّيقِ أَنارَتْ قَلْبَهُ أَربَعِينَ يَوماً)) (11).

9 ـ وَردت روايات متعددة في باب «الأكل»، نرى فيها العلاقة المطّردة بين التغذية والمسائل الأخلاقيّة، في دائرة الصّفات والحالات النفسية، ومنها الحديث الوارد عن الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، في وصيّته لجعفر بن أبي طالب (عليهما السلام) فقال له: ((يا جَعْفِرُ كُلِ السَّفَرجَلَ فَإِنّهُ يُقَوي القَلْبَ وَيُشْجِعُ الجَبَانَ)) (12).

10- ونقل عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، حديث يروي علاقة فضول الطعام بقساوة القلب، فنقل عنه (صلى الله عليه وآله) في كتاب (أعلام الدين): ((إِيَّاكُم وَفُضُولَ المَطْعَمِ فَإِنّهُ يَسِمُ القَلْبَ بِالقَسوَةِ وَيُبْطِئ بِالجَوارحِ عَنِ الطّاعَةِ وَيَصُمُّ الهِمَمَ عَنْ سِماعِ المَوعِظَةِ)).

(فضول الطعام) يمكن أن تكون إشارةً لإدخال الطعام على الطعام، والأكل الزّائد عن الحاجة، أو أنّها تدل على تناول الطّعام المتبقي من الوجبات السّابقة، أي بقايا الطعام الفاسد، وعلى أيّة حال، فإنّ الحديث يدل على علاقة التّغذية بالمسائل الأخلاقيّة، التي تُؤطّر سلوك الإنسان في حركة الحياة.

وورد هذا المعنى أيضاً في بحار الأنوار الذي نقل الحديث عن رواة أهل السنة، ونقلوه أيضاً عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله‌) (13).

ويستفاد من هذا الحديث ثلاثة أمور:

1 ـ إنّ الأكل الزائد يُقسّي القلب.

2 ـ يقعد الإنسان عن العبادة في دائرة الكسل والاسترخاء.

3 ـ يُصِمُّ آذانه في مقابل الوعظ فلا تؤثّر فيه النّصيحة والموعظة في خطّ التربية، وهذا الأمر ملموس فعلًا، فإنّ الإنسان يثقل عند الأكل الكثير، ولا يكاد أن يؤدّي عبادته من موقع الشّوق والرّغبة، ولا يبقى لديه نشاط في خطّ العِبادة، وبالعكس في حالة ما إذا تناول طَعاماً خفيفاً، فسيكون دائماً على نشاطٍ في حركة الإيمان، ويؤدّي عباداته ووظائفه في وقتها المعين لها.

وكذلك بالنّسبة للصّيام، فهو يرقّق القلب ويهيّىء الإنسان لقبول المواعظ، وبالعكس عندما يكون الإنسان مليء البطن، فإنّه لا يكاد يفكر في شي‌ءٍ من عوالم الغيب، ولا يعيش في أجواء المَلكوت.

11- وقد بيّنت الأحاديث الشريفة أيضاً، علاقة العسل بصفاء القلب، فنقل عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنّه قال: ((العَسَلُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ داءٍ وَلا داءَ فِيهِ يُقِلُّ البَلْغِمَ وَيُجَلِّي القَلْبَ)) (14).

 

النّتيجة:

تبيّن ممّا ذكر آنفاً، العلاقة الوثيقة بين الغذاء والروحيّات والأخلاق، ونحن لا ندّعي أبداً أنّ الأكل والغذاء هو العلّة التّامة لبلورة الأخلاق، ولكنّه يمثل عاملًا مُساعداً في ذلك، بحلاله وحَرامه، وأنواعه.

ويقول علماء العصر الحاضر، أنّ السّلوكيات الأخلاقية عند الإنسان، تنطلق من خلال ترشّح بعض الهرمونات من الغدد الموجودة في جسم الإنسان، والغُدد بدورها، تتأثّر مباشرةً بما يأكله الإنسان، وعلى هذا الأساس، فإنّ لحومَ الحيوانات تحمل نفس الصّفات النفسيّة الموجودة في الحيوان، فالضّواري تفعّل فِعْلَ عناصر التّوحّش في الإنسان، والخنزير يذهب بالغيرة عند الإنسان، وهكذا فإنّ لحم أيّ حيوان، يخلف بصماته على روح آكله مباشرةً، وينقل إليه صفاته.

هذا من الناحية الماديّة الطبيعيّة، وأمّا من الناحيّة المعنويّة، فإنّ أكل الحرام يُظلم الروح والقلب، ويُضعف الفضائل الأخلاقيّة كما تقدّم.

وأخيراً نختم هذا البحث، بنقل قصّةٍ تاريخيةٍ نقلها المسعودي في مروجه، فقال: نقل عن الفضل بن الرّبيع أنّ «شريك بن عبد اللَّه»، دخل يوماً على «المهدي»، الخليفة العبّاسيّ في وقتها فقال له المهديّ العباسي: «أي شريك»، أعرض عليك ثلاثة أمور، عليك أن تختار إحداها، فقال ما هي؟، فقال له: إمّا أن تقبل منصب القضاء، أو أن تعلّم ابني، أو تأكل معنا على مائدتنا، ففكّر شريك قليلًا، وقال إنّ الأخيرة أسهلها، فحجزه المهديّ، وقال لطبّاخه، حضّر له أنواعاً من أطباق أمخاخ الحيوانات، المخلوطة بالسّكر والعسل.

فعندما أكلَ شريك من ذلك الطعام اللّذيذ، «وطبعاً الحرام»، قال الطبّاخ للمهديّ، إنّ هذا الشّيخ لن يُفلح أبداً بعد هذا الطّعام، فقال الرّبيع: وفعلًا قد صدقت نبوءة الطبّاخ، فإنّ شريك بعدها قبل منصب القضاء، وعلّم أبناء المهدي أيضاً (15).

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار، ج 90، ص 373.

(2) المصدر السابق، ص 372.

(3) المصدر السابق، ص 305.

(4) نقلًا عن كتاب «سخنان علي (عليه السلام) از مدينة تا كربلا»، ص 232.

(5) سفينة البحار، ج 1، مادة الأكل.

(6) وسائل الشيعة، ج 17، ص 25، الباب 12.

(7) المصدر السابق، ص 12.

(8) فروع الكافي، ج 6، ص 312.

(9) تفسير البرهان، ج 1، ذيل الآية 3، سورة المائدة؛ ومستدرك الوسائل، ج 16، ص 163.

(10) الكافي، ج 6، ص 351، ح 4.

(11) المصدر السابق، ص 354، ح 11.

(12) المصدر السابق، ص 357، ص 4.

(13) بحار الأنوار، ج 74، ص 182.

(14) بحار الأنوار، ج 63، ص 394.

(15) سفينة البحار، مادة «شريك»؛ ومروج الذهب، ج 3، ص 310.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.