تتوقف الدورة العامة للتيارات السطحية بالمحيط الأطلسي على أساس تكوين التيارت الاستوائية التي تنشأ تبعاً لتعرض المسطحات المائية لأشعة الشمس القوية وبالتالي ترتفع درجة حرارة المياه السطحية صوب المياه الأقل حرارة.

من أهم تيارات المحيط الأطلسي الشمالي التيار الاستوائي المعروف (Antilles Current) الذي يتحرك بفعل الرياح الشمالية الشرقية فيما بين دائرتي عرض (10) و (20) درجة شمالاً. ويمتاز هذا التيار بالاتساع الكبير والضحالة حيث لا يتعدى عمقه مائتي متر ولا تتعدى سرعته أكثر من (17) ميلاً بحرياً، وعندما يدخل التيار إلى خليج المكسيك عبر مضيق يوكاتان (Yucatan) يدور مع عقارب الساعة ليعبر مضيق فلوريدا ويعرف باسم تيار الخليج الدافئ ((Gull Stream ويلاحظ أن قوة التيار تزداد عندما يخرج من خليج المكسيك، نظراً للارتفاع النسبي للمياه الذي يصل إلى (19) سنتمتراً عن سطح المياه المجاورة، وبعد أن يترك تيار الخليج مضيق فلوريدا يتبع خطوط الكنتور حتى يصل إلى رأس هاتراس عند دائرة عرض (35) درجة شمالاً ثم ينحرف إلى عرض المحيط باتجاه شمالي شرقي بسرعة تصل إلى (120) سم/ ثانية. وعندما يصل التيار إلى شبه جزيرة نوفا كوتشيا تضعف سرعته وتتوزع مياهه إلى أفرع واتجاهات مختلفة، ويلتقي تيار الخليج إلى الجنوب من جزيرة نيوفاوندلاند بتيار لبرادور البارد حيث ينحرفان نحو الشرق مكونين تيار المحيط الأطلسي الشمالي. وعندما يقترب تيار الخليج من الساحل الأوروبي، يتفرع إلى عدة شعب تدخل بعضها إلى بحر الشمال وبحر البلطيق على هيئة تيارات دافئة، بينما تتجه التيارات الباردة جنوباً على طول السواحل الغربية لفرنسا وشبه جزيرة أيبيريا ويعرف فيما بعد بتيار كناري البارد (Canary Current حيث تصل مياهه الباردة إلى العروض المدارية، أما تيارات المحيط الأطلسي الجنوبية فهي تشبه تلك التي توجد شمال خط الاستواء من هذا المحيط غير أن اتجاهاتها تصبح ضد عقارب الساعة . فالتيار الاستوائي الجنوبي الذي يبلغ متوسط سرعته (20) ميلاً بحرياً في اليوم يتجه نحو الجنوب بمحاذاة الساحل الشرقي للبرازيل، ويعرف بتيار البرازيل (Brazil Current) الدافئ ويستمر حتى يصل إلى جنوب القارة حيث يتجه شرقاً مع اتجاه الرياح الغربية العكسية، ويطلق عليه تيار انتاركتيكا أما الفرع الذي يتجه إلى الطرف الجنوبي الغربي للساحل الأفريقي فيعرف بتيار بنجويلا البارد (Benguela Current) الذ بمحاذاة يسير الساحل حتى يصل إلى العروض الاستوائية مما يساعد على الانخفاض النسبي للمياه القريبة من خط الاستواء .