المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



تناول الطعام المفيد  
  
29   10:28 صباحاً   التاريخ: 2025-05-06
المؤلف : السيد حسين نجيب محمد
الكتاب أو المصدر : الشفاء في الغذاء في طب النبي والأئمة (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص319ــ320
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-03-26 219
التاريخ: 2025-04-10 207
التاريخ: 15-4-2016 4217
التاريخ: 20-1-2018 1975

ما زال الإنسان يتساءل ماذا أتناول من طعام حَتَّى أحافظ على صحتي الجسدية؟ ما هو الأفضل لصحتي كثرة الطعام أم الغذاء الكافي؟ ولو ترك الأمر للنَّاس في اختيار نوعية الطعام، لاختاروا الطعام الشهي على الطعام النافع لأنَّ الرغبة الشخصية للفرد هي التي تحدد نوعية الطعام الذي يتناوله، إلا أنَّ الاشتهاء وحده من دون مراعاة للمواد الغذائية الموجودة في الطعام لا يكفي لبناء إنسان قوي البنية.

فإذا لم يخضع الإنسان لنداء الشهوة والشره، ووضع نُصب عينيه الطعام المحتوي على الغذاء الصحي فهو يحتاج إلى كمية كافية من البروتينات لإصلاح أنسجة الجسم، وكمية كافية من المعادن والأملاح لتنمية العظام والأسنان، وكمية كافية من الكاربوهيدرات للطاقة، وكمية كافية من الفيتامينات لإعطاء حيوية للأعصاب والدماغ وحفظ بقية الأنسجة، وكمية قليلة من الدهنيات للحفاظ على ظاهر الجسم والزيادة على هذه الأمور تؤدي إلى ترسب السموم والدهون في الجسم(1).

ولهذا نجد أنَّ النَّبي (صلى الله عليه وآله) والأئِمَّة (عليهم السلام) كانوا يكتفون بالخبز والتمر والحليب أحياناً في وجباتهم الغذائية، لأنَّ الخبز يحتوي على الكاربوهيدرات ويمنح الجسم الطاقة والتمر يحتوي على سكر وأملاح وفيتامينات ويحفظ حيوية الدماغ والأعصاب، والحليب يحتوي على بروتينات وفيتامينات ويصلح الأنسجة ويحافظ على حيويتها.

أما بقية الحبوب والفاكهة والخضار فقد ورد استحباب أكلها لأنها تحوي كل هذه المواد النافعة للجسم، وورد الاعتدال في تناول اللحوم وخصوصاً الحمراء.

وهنا يبرز سؤال وهو: كيف يستطيع الإنسان اختيار طعامه الصحيح وهو جاهل بمحتويات المواد الغذائية التي يتناولها؟

الجواب: للإنسان طريقان.

الأول: ما جاء به الإسلام على لسان النَّبِيِّ والأئمة (عليهم السلام).

الثاني: ما توصل إليه العلم التجريبي.

______________________________________

(1) مجلة الفكر الإسلامي عدد 3، ص 304. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.