مقا- كوب : كلمة واحدة ، وهي الكوب القدح لا عروة له ، والجمع أكواب. ويقولون : الكوبة الطبل للّعب.

التهذيب 10/ 400- قال الفرّاء : الكوب : الكوز المستدير الرأس الّذى لا اذن له. عن ابن الاعرابي : كاب يكوب : إذا شرب بالكوب ، والكوب : دقّة العنق وعظم الرأس.

فرهنگ تطبيقي- كوبآ- آرامى ، سرياني : جام بدون دسته.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في الكلمة : هو إناء فيما بين الكوز والكأس ، أي ليس كالقدح وسيعا أعلاه ، ولا كالكوز مضيقا ، ولا كالإبريق ذا عروة.

والكوب يختصّ بانّه ليس كالقدح حتّى يفيض عنه الماء عند الحركة ، ولا كالكوز حتّى يصعب الشرب والاستفادة منه بضيق فمه.

{يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ} [الزخرف : 71]. {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ} [الواقعة : 17، 18]. {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا } [الإنسان : 15]. {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ} [الغاشية : 13 - 15]. ولا يخفى أنّ الصحاف والأكواب والسرر والولدان والأباريق والكأس وما يتعلّق بها : لا بدّ من كونها متجانسة ومتناسبة بعوالم الآخرة اللطيفة.

ولا يصحّ قياسها بموضوعات عالم المادّة المتكاثف المتزاحم المتضايق.

وكلّما اشتدّ محيط عالم من عوالم الآخرة من جهة اللطف والنور والروحانيّة : تكون قاطبة أموره وموضوعاته متناسبة له.

فانّ للجنّة والنار درجات كثيرة ، ولأهلهما مقامات ومنازل لا تحصى بحسب مراتب معارفهم وصفات ذواتهم وأعمالهم.

والتذاذاتهم وأطعمتهم تختلف بحسب مراتب النفوس ، وبتناسب الأطعمة تختلف الظروف والأواني ، وسبق في الكأس : ما يتعلّق بالمقام فراجعه.

هذه كليّات ما يتعلّق بهذه الأواني في عالم الآخرة ، وأمّا البحث عن خصوصيّاتها : فخارج عن مقام التحقيق ، لأنّه لا سبيل لنا اليه.

_____________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.