أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-6-2022
![]()
التاريخ: 2025-03-20
![]()
التاريخ: 2024-11-05
![]()
التاريخ: 8-11-2014
![]() |
قال تعالى : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: 70] .
قبل أن نجيب عن هذا السؤال نبين معاني ألفاظ الآية :
أ - ( ولَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ ) . ان اللَّه سبحانه كرّم ابن آدم بما زوده به من مؤهلات تجعله محترما مكرما . وسنذكر طرفا من هذه المؤهلات بعد تفسير ألفاظ الآية .
ب - ( وحَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ ) . هذا الحمل بعض ما كرم اللَّه به بني آدم ، ومن الواضح أن تيسير المواصلات من دعائم الحياة الانسانية .
ج - ( ورَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ) . وكل ما يجلب للإنسان نفعا بجهة من الجهات ، أو يدفع عنه ضرا كذلك فهو طيب وخير وحسن ، ماديا كان أو معنويا .
د - ( وفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً ) . قال كثير من المفسرين :
ان المراد بكثير في الآية الجميع ، ورتبوا على ذلك تفضيل الإنسان على الملائكة ، واستغرقت هذه المسألة الصفحات الطوال من التفاسير ، مع العلم بأنه لا أثر عملي من إثارتها وتحقيقها إلا تكثير الكلام .
والصحيح أن الآية بعيدة كل البعد عن التفضيل بين الملائكة والإنسان ، وان المراد بكلمة ( كثير ) المعنى الظاهر منها ، إذ لا موجب لتأويلها والتصرف بدلالتها . بل العلم يحتم بقاءها على ظاهرها لأن الكشوف العلمية قد أبطلت النظرية القائلة : ان الأرض هي مركز الكون ، والإنسان هو سيد الكون بكامله ، وأكدت هذه الكشوف ضآلة الإنسان بالنسبة إلى الكون من حيث الضخامة وكثير غيرها من الصفات ، وهذه الكشوف يقرها ويعترف بها القرآن ، فلقد جاء في الآية 57 من غافر قوله تعالى : { لَخَلْقُ السَّماواتِ والأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } بأن هذا الكوكب الأرضي الذي يعيشون عليه إن هو إلا واحد من ملايين ملايين الكواكب التي لا يعرف العلم الحديث عددها على الرغم من انه اكتشف ابعادا لا نهاية لها . . هذا ، إلى أن كثيرا من العلماء يقولون : ان هناك كواكب تسكنها كائنات عاقلة ربما أعقل وأرقى من الإنسان . .
وبالتالي فان الإنسان سيد كريم ، ما في ذلك ريب ، ولكنه ليس سيد المخلوقات كلها ، بل واحدا من السادات . . ولا شيء أدل على ذلك من جهل الإنسان بأكثر الكائنات علاوة عن ضعفه وعجزه عن التصرف فيها ، بل هو جاهل بأكثر الكائنات الأرضية زيادة على جهله بالكائنات العلوية التي تتكون من ملايين المجرات . . وبديهة أن أول شرط للسيد قدرته على التصرف في المسود . .
وبعد أن شرحنا ألفاظ الآية الكريمة نشير فيما يلي إلى طرف من الخصائص التي كرّم اللَّه بها بني آدم :
1 - خلق اللَّه سبحانه الإنسان ، فأحسن خلقه وصورته ، قال تعالى :
{ وصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } - 64 غافر . وقال : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } - 4 التين .
2 - العقل ، ولولاه لم يكن الإنسان شيئا مذكورا ، بل لو لا العقل ما عرف الخالق . . فبه نعرف عظمة اللَّه ، وعظمة الكون ، وعظمة العقل أيضا . .
قال أحد العقلاء : « إذا كان في الكون نجوم تلمع فان في العقل نجوما تلمع وتبهر ، وإذا كانت الأكوان المحيطة بنا أجساما مشتعلة مترابطة بقوانين دقيقة فان العقل أعظم وأروع ، وإذا كان علماء الفلك يرون في دقة الكون وعظمته دليلا على عظمة الخالق فان تكوين الإنسان أكبر دليل على عظمة اللَّه ، وإذا كان النظر إلى السماء يجعل الإنسان يشعر بضالته فان تأمل الإنسان في نفسه يجعله يشعر بعبقريته ، وبعظمة الذي خلقه ، وخلق الأكوان كلها » .
فالكون عظيم ، والعقل عظيم . . والكل لا شيء أمام عظمة الحقيقة الكبرى . .
والطريق الوحيد لمعرفة هذه العظمة ، عظمة اللَّه والكون والإنسان هو العقل . .
( ولا تنس أن العقل ليس وقفا على الإنسان وحده ) .
3 - الإنسان مستودع حافل بالغرائز والاسرار : علم وجهل . دين وكفر .
حب وبغض . حلم وغضب . خوف وجرأة . بخل وكرم . تواضع وعظمة .
أمانة وخيانة . ثبات وتقلب . . إلى ما لا نهاية . . ولست أدري هل بالغ من قال : « ليس الإنسان كائنا واحدا ، وانما هو ملايين الكائنات العاقلة والمجنونة ، والمتحضرة والمتوحشة » .
4 - يتطلع الإنسان باستمرار إلى حياة أفضل ، حتى ولو كان في حياة فاضلة ، وفي الحديث : « لو كان للإنسان جبل من ذهب وجبل من فضة لتمنى لهما ثالثا » . وإذا كان هذا مثلا لطمع الإنسان فإنه يصلح أيضا مثلا لطموحه إلى أعلى .
5 - للإنسان شريعة وقيم ، عليه أن يخضع لها ، ويعمل بها ، وعلى أساسها يسأل ويحاسب ، ويكون شريفا أو وضيعا .
6 - يتأثر الإنسان بمن مضى ، ويؤثر فيمن يأتي ، ويتفاعل مع أهل عصره ، يؤثر بهم ، ويتأثرون به . . ومن هنا كان له تاريخ وتراث وآثار ، دون كثير من الكائنات .
7 - للإنسان حياة أخرى هي ساحة الحكم والجزاء على ما قدمه في حياته الأولى . . إلى غير ذلك من النعم التي أشار إليها سبحانه بقوله : { وإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها } - 34 إبراهيم .
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
علي بابا تطلق نماذج "Qwen" الجديدة في أحدث اختراق صيني لمجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر
|
|
|
|
|
ضمن برنامج تأهيل المنتسبين الجدد قسم الشؤون الدينية يقدم محاضرات فقهية وعقائدية لنحو 130 منتسبًا
|
|
|