المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعريف المعاينة
2024-11-07
تربية الماشية في سويسرا
2024-11-07
تربية الماشية في النمسا
2024-11-07
المفعول معه
2024-11-07
المفعول به
2024-11-07
تربية الماشية في بلغاريا
2024-11-07



الحجاب والزواج  
  
2108   12:44 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص138-140
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

هل يمنع الحجاب من الزواج؟

شاءت حكمة الله تعالى أن يكون للذكر أنثى مرغوبة لديه ولديها كل وسائل الاغراء له، من جمال ورقة ولطافة، كما للرجل شخصيته الراغبة والمرغبة والمتكاملة من انثاه في بيته الزوجي الذي يؤمن الاستقرار والتوالد والتناسل لحفظ النوع البشري.

وقد حكى القرآن واقع المرأة في قوله تعالى :{أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}[الزخرف: 18]. 

وجاء في تفسيرها :

(المرأة بالطبع اقوى عاطفة وشفقة، واضعف تعقّلا بالقياس إلى الرجل وهو بالعكس، ومن أوضح مظاهر قوة عواطفها تعلقها الشديد بالحلية والزينة، وضعفها في تقرير الحجة المبنية على قوة التعقّل)(1).

ولأجل ضبط العلاقات بين الرجل والمرأة داخل التجربة الاجتماعية أتى الإسلام بأحكام منها وجوب الحجاب على المرأة منذ السنة التاسعة الهلالية من عمرها كخطوة وقائية لتلافي الاخطار الممكنة نتيجة الخلاعة والاختلاط غير المحتشم.

إن الحجاب كما هو خطوة وقائية من جهة، وهو صورة كمال للمرأة لأنه يغلب عليها الطابع الإنساني من عقل وادب وحياء وعفة وغيرة وتواضع وقناعة.. بدل أن يكون النظر الأولي اليها من زاوية الشهوة والجمال والاغراء كما عليه الحضارة الغربية اليوم، ومن هنا قال الإمام علي (عليه السلام):(زينة البواطن أجمل من زينة الظواهر)(2).

إن اعطاء حرية ابداء الانوثة للمرأة في الشارع أوصل الحال إلى اباحة العلاقات الجنسية في الحدائق العامة في أوروبا بل اصبحت انوثة المرأة وسيلة دعاية على الجرائد وفي شاشات التلفزة في حركة البيع والشراء.

إن المغالطة كبيرة بين دعوى التبرج ودعوى حرية المرأة لأن الحرية ترفض القيود المضرة والاذلال، وما دامت الخلاعة والميوعة تشكل ضررا على السلامة العامة في حركة المجتمع الهادف واذلالا للمرأة على أعتاب الدعاية والاغراءات، فهي لا تمس الحرية ولا تقترب منها، ومن المعلوم ان الحرية الشخصية تنتهي حيث حرية الآخرين.

ويدل على ما قلناه من مخاطر الخلاعة ان الحركات الاجتماعية التي لديها (الغاية تبرر الوسيلة) تعتمد كثيرا على التهتك والخلاعة والفساد الجنسي من أجل السيطرة على المجتمعات كما عليه الحركة الصهيونية العالمية والتي هي من وراء كل فساد اجتماعي. واما ما يقال : ان الحجاب يحد من تأمين فرص الزواج للفتاة المحجبة، بادعاء ان الشباب يركضون وراء المظاهر والعروض للجمال في الشارع.

والجواب :

إن هذا مجرد ادعاء، لأنه توجد العنوسة عند المتبرجات كما عند المحجبات، وكما ان اهازيج الافراح تقرع في بيوت المتبرجات كذلك هي في بيوت المحجبات، هذا ان لم نقل انها أكثر.

في حين ان حجاب المرأة امام الاجنبي لا يعطلها من جهة التزين لبعلها وشريك حياتها، بل المرأة الصالحة هي التي تسرف في زينتها وتجملها لزوجها وحلالها.

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (ان خير نسائكم الولود الودود العفيفة العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله، وتطيع أمره، واذا خلا بها بذلت له ما يريد منها...)(3).

وقال الصادق (عليه السلام) :(لا ينبغي للمرأة ان تعطّل نفسها ولو ان تعلّق في عنقها قلادة، ولا ينبغي لها ان تدع يدها من الخضاب، ولو ان تمسحها بالحناء مسحا وان كانت مسنّة)(4).

_________________

1ـ الميزان في تفسير القرآن، ج18 ص90.

2- ميزان الحكمة، ج4 ص319.

3- وسائل الشيعة، ج14 ص14.

4- المصدر السابق، ج3 ص335.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.