كرّمت العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة واحتفتْ بـ(150) يتيماً من المكفولين في عددٍ من المؤسّسات التي تحتضنُهُم في محافظة كربلاء، وذلك تيمّناً بذكرى ولادة أبي الأيتام أمير المؤمنين علي(عليه السلام) وتزامناً معها.

وأُجري احتفالُ التكريم في صحن مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) -سرداب الإمام الكاظم عليه السلام-، صباح هذا اليوم الثلاثاء (13 رجب 1443هـ) الموافق لـ(15 شباط 2022م)، من خلال قسم العلاقات العامّة وقسم الشؤون الخدميّة بالتعاون مع قسم الإعلام في العتبة العبّاسية المقدّسة، وبحضور عددٍ من أعضاء مجلس إدارتها ومدير مكتب متولّيها الشرعيّ الدكتور أفضل الشامي ورؤساء أقسامها، فضلاً عن ذوي الأيتام المكرَّمين.

استُهِلَّ الحفلُ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم من ثمّ كلمةٍ للعتبة العبّاسية المقدّسة، ألقاها بالنيابة الشيخ محمد الكريطيّ من قسم الشؤون الدينيّة، وافتَتَحها بتقديم التهاني والتبريكات للحضور بذكرى ولادة أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، متطرّقاً إلى كرامة مولدِهِ في جوف الكعبة المكرّمة التي تُعدّ من المعجزات والكرامات التي ‏صنعتها المشيئةُ والقدرةُ الإلهيّة‌.

وعرّج على منزلة كافل اليتيم وما لَهُ من الأجر والثواب عند الله تعالى، سواءً كان من قِبل ذويه أو المؤسّسات التي تقوم بكفالته ورعايته، مستشهداً بحديث الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): أنا وكافلُ اليتيم في الجنّة هكذا...

وأوضح الكريطي أنّ "هذا التكريم قد جاء بالتزامن مع ولادة أبي الأيتام أمير المؤمنين علي(عليه السلام) الذي كان يرعاهم ويحثّ على هذا الأمر، فجاء هذا الاحتفال بناءً على توجيهٍ من قِبل المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة، لإشعار هذه الفئة بالاهتمام والإسهام في تقديم المساعدة لهم، مع التأكيد على أنّ اليتيم ينبغي أن يكون فرداً فاعلاً في المجتمع، وأن لا تكون حالة اليُتْم نقطةَ تأثيرٍ سلبيّة على بناء شخصيّته وسلوكه، بل يجب أن تكون على العكس من ذلك".

أعقبتْ ذلك كلمةٌ للمُحتفى بهم ألقاها مديرُ مؤسّسة الإمام السجّاد(عليه السلام) الخيريّة لتزويج الشباب ورعاية الأيتام السيّد فاضل رضا عبد الله الحسينيّ، قدّمَ من خلالها شكره وامتنانه للعتبة العبّاسية المقدّسة على ما تُبديه من اهتمامٍ وعنايةٍ كبيرَيْن، في دعم مؤسّسات الأيتام ‏ونشاطاتها المختلفة لتحقيق أهدافها.‏

ليتمّ بعد ذلك توزيعُ الهدايا التكريميّة للأيتام وذويهم، وسط عبارات الدعاء لهم بالتوفيق في حياتهم العامّة، وقد كان لقسم الإعلام في العتبة العبّاسية المقدّسة دورٌ في تقديم عددٍ من هذه الهدايا، كالإصدارات الثقافيّة التي تخصّ الطفولة، فضلاً عن التكريم المادّي.

يُذكر أنّ هذه الاحتفاليّة تهدف إلى إسعاد الأطفال وإدخال الفرحة والسرور إلى نفوسهم، والتأكيد على دور العتبة المقدّسة الفاعل في المشاركة المجتمعيّة مع مؤسّسات المجتمع المدنيّ والاهتمام بكافّة عناصره وفئاته، ومنها فئة الأيتام التي أفردت لها مساحة من خلال عدّة أنشطةٍ وفعّالياتٍ ومنها هذه الفعّالية التي تندرج ضمن منهاج العتبة العبّاسية المقدّسة، لإحياء واستذكار ولادة أمير المؤمنين علي(عليه السلام) الذي كان يرعى الأيتام ويسهر على راحتهم وأباً حنوناً لهم.