قدّم الباحث الدكتور حمزة حسن الموسوي من مديرية تربية بابل بحثًا بعنوان "فقه الحوار عند الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)". جاء ذلك عبر مشاركته في فعاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ "الحسن والحسين (عليهما السلام) إمامان قاما أو قعدا"، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جامعة العميد وجمعية العميد العلمية والفكرية، ضمن فعاليات أسبوع الامامة الدولي الأول. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وتناول الباحث في مقدمة بحثه الحديث عن العظماء كمهمة جليلة وخطيرة، فجلالتها تهدف إلى تقديم المثل الأعلى والقدوة الصالحة للإنسان لإنقاذه من متاهات الضياع، ونقله إلى بر الأمان والقـرب من الله تعالى، وأما خطورتها فتكمن فيما قد يكتنف شخصية العظماء مـن غـموض وضبابية تفرضها العوامل التاريخية والظروف السياسية، فبعض المؤرخين يعمدون لتشويه صورة العظماء مما يحجب عن الأجيال التالية وضوح الرؤية. وقُسِّم البحـث إلى تمهيد ومبحثين وخاتمـة، فكان التمهيـد لبيان متطلبـات الحوار الثقافي في القواعـد والـشروط، ثمّ تناول المبحث الأول حول دراسة وتحليل الـقـرآن الكـريـم في خطـب الإمام الحسن (عليه السلام) وحـواراته، وتناول المبحث الثاني احتجاجات الإمام الحسـن (عليه السلام) ومناظراته، والتأثير على الآخريـن بالحوار القرآني والأحكام الشرعية، وشهدت الخاتمة ذكر أهم ما توصل إليه البحـث مـن نتائج وتوصيات. وبيّن البحث أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) يُعـدّ المثـل الأعـلى والقـدوة الصالحة للرجـل، لما يملك من مؤهـلات فهو أعظم شخصية بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) والإمام علي (عليه السلام)، وهو الامتداد الرسالي والنسبي للنبي (صلى الله عليه واله).
وأشار الباحث إلى أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) جـسـد الحوار بأعلى مراتبه اسـتنادًا إلى القرآن والسنة الشريفـة عبر الدور الكبير الذي قام به في بناء المذهب، وثورته العلنيـة للـدفـاع عـن مبـادئ الإسلام والوقوف أمام الهجمة الشرسة التي تعرّض لها، مـن خـلال وقفته الحوارية الثقافية والإعلامية.