في سماء الليل المظلمة، تسطع أحيانا خطوط من الضوء المتألقة تعبر السماء في لحظات قصيرة، مما يثير إعجاب الناظرين. هذه الظاهرة الجميلة تُعرف بالشهب، وهي تقدم لنا لمحة صغيرة عن الكون الكبير والغامض الذي يحيط بنا. في هذه المقالة، سنستكشف ما هي الشهب، وكيف تتكون، وما أهميتها العلمية. الشهب هي عبارة عن جسيمات صغيرة من الحطام الفضائي التي تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعة عالية جدًا، حيث تحتك بجزيئات الهواء وتشتعل، مما يخلق ذلك الوميض الساطع الذي نراه في السماء. تتراوح أحجام هذه الجسيمات من حبيبات الرمل إلى صخور أكبر بقليل، ولكن معظمها تكون صغيرة جدًا بحيث تحترق بالكامل قبل أن تصل إلى سطح الأرض.
تتكون الشهب غالبًا من مواد متبقية من المذنبات أو الكويكبات. عندما يمر مذنب بالقرب من الشمس، فإنه يترك وراءه ذيلاً من الحطام. عند مرور الأرض عبر هذا الذيل، يدخل جزء من هذا الحطام إلى الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى ظهور الشهب. الكويكبات أيضًا تترك حطامًا يمكن أن يؤدي إلى ظهور الشهب، خصوصًا عندما تتفكك أو تصطدم ببعضها البعض. الشهب ليست مجرد ظاهرة جميلة في السماء، بل لها أهمية علمية كبيرة. دراسة الشهب تساعد العلماء على فهم تكوين النظام الشمسي وتاريخه. من خلال تحليل المواد التي تتكون منها الشهب، يمكن للعلماء الحصول على معلومات قيمة حول مكونات الكويكبات والمذنبات، وتطورها عبر الزمن.
توجد العديد من الأمطار الشهابية الشهيرة التي تحدث سنويًا وتثير إعجاب المشاهدين حول العالم. على سبيل المثال، تحدث أمطار البرشاويات في أغسطس من كل عام وتعتبر واحدة من أغزر الأمطار الشهابية. وكذلك، أمطار الجباريات التي تحدث في أكتوبر. هذه الأمطار توفر فرصة رائعة لمشاهدة الشهب بأعداد كبيرة في ليلة واحدة.
وفي الختام الشهب هي رسائل صغيرة من الكون، تقدم لنا لمحة عن العوالم البعيدة والحطام الفضائي الذي يسبح في الفضاء. من خلال مشاهدتها ودراستها، يمكننا تقدير جمال وعظمة الكون الذي نعيش فيه. في المرة القادمة التي ترى فيها شهابًا يعبر السماء، تذكر أنه قطعة صغيرة من الفضاء تأتي لتحيي الأرض بمشهد مدهش.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN