فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

مِنْ نِعَمِ اللهِ العظيمةِ عَلينا هُوَ ما وَرَدنا مِنْ كلماتِ النَّبيِّ الأكرمِ وأهلِ بيتِهِ الأطهارِ في بناءِ النَّفسِ وتهذيبِها، وكذلكَ فِيما يتعلَّقُ بتوطيدِ العَلاقاتِ الاجتماعيّةِ وتعميقِها وتجذيرِها.

ومِنْ أهَمِّ سُبُلِ ديمومَةِ العَلاقاتِ الاجتماعيّةِ هُوَ (كَفُّ الأذى عَنِ النّاسِ) عموماً والمؤمِنُ بنحوٍ خَاصٍّ..

سَبعُ نصائحَ اخترناها لَكُم مِنَ المُمكِنِ اختزالُها بعبارةِ (لا تَتَسَبَّبْ بأذيّةِ أَحَدٍ)؛ ومِنها: -

أولاً: يتَّصِفُ قَلبُ المؤمِنِ بالرأفَةِ والرحمةِ فَلا يَقدِمُ على أذيّةِ أيِّ مخلوقٍ؛ فكيفَ لَو كانَ إنساناً مثلَهُ، ولهذا وردَ عَنِ الإمامِ الصّادِقِ - عليهِ السَّلامُ-: (فازُوا واللهِ الأبرارُ، أتدري مَن هُم؟ هُمُ الذينَ لا يؤذونَ الذَّرَّ)، والذَّرُّ: هِيَ صِغارُ النَّمْلِ.

ثانياً: إنَّ للمؤمِنِ حَقٌّ عظيمٌ، فيجِبُ تَجَنُّبُ إيذائِهِ والابتعادُ عَن كُلِّ ما يَهتِكِ حُرمَتَهُ وتعريضِ مَقامِهِ للهَوانِ... فيَحرُمُ سَبُّهُ، والوِشايَةُ بهِ، وإذاعَةُ سِرِّهِ، والتَّسَبُّبُ بشعورِهِ بالذُّلِ؛ وردَ عَنِ النبيِّ الأكرَمِ وأهلِ بيتِهِ-صلواتُ اللهِ عليهِم أجمعين-:

  • «مَنْ نظرَ إلى مؤمنٍ نظرةً يُخيفُهُ بِها أخافَهُ اللهُ تعالى يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه».
  • قالَ اللهُ عزَّ وَجَلَّ: «ليأذَنَ بحربٍ مِنّي مَن آذى عَبدي المؤمِنَ».
  • قالَ اللُه تباركَ وتعالى: «مَن أهانَ لي وَليّاً فَقَد أَرصَدَ لمُحارَبَتي».

ثالثاً: إنَّ الذي يتعمَّدُ إهانةَ النّاسِ وإذلالَهُم لديهِ شعورٌ بالنَّقصِ (مرضُ الشُّعورِ بالحَقارَةِ) فَهُوَ بحاجةٍ لتقويمِ ذاتِهِ وإصلاحِها؛ رُوِيَ عَنِ النبيِّ الأكرَمِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: «أذَلُّ النّاسِ مَنْ أهانَ النَّاسَ».

رابعاً: إنَّ تعرّضَ المؤمِنِ للإهانَةِ يُسبِّبُ لَهُ شعوراً مؤلماً؛ لما يمتلِكُهُ مِنْ صَفاءٍ ونَقاءٍ في باطِنِهِ، ممّا يصعُبُ تكفيرُهُ لهذا، وردَ عَنِ النَّبيِّ الأكرمِ -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: «مَنْ أحزَنَ مؤمناً ثُمَّ أعطاهُ الدُّنيا لَم يَكُنْ ذلكَ كفّارَتَهُ ولَمْ يُؤجَرْ عليهِ».

خامساً: إنَّ عدمَ إزعاجِ النّاسِ مراعاةً لمشاعرِهِم، ولَجمَ النَّفسِ عَنِ التسبُّبِ بأذيَّتِهِم، والمُبادَرَةَ إلى إعطائهِم حقوقَهُم يُعَدُّ أرفعَ مقاماتِ السُّمُوِّ الروحيِّ بَلْ هُوَ صَدَقَةً مِنْ وُجهَةِ نَظَرِ الشَّارِعِ؛ قالَ رسولُ اللِه -صَلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: «كُفَّ أذاكَ عَنِ النّاسِ؛ فإنَّهُ صَدَقَةٌ تَصَدَّقْ بِها على نَفسِكْ».

سادساً: مِنْ كمالِ العَقلِ هُوَ الاشتغالُ بالنّافِعِ المفيدِ الباقيِ وهذا يُجَنِّبُ الإنسانَ مِن ضياعِ وقتِهِ في الأُمورِ ويَكُفُّ أذاهُ عَنِ الآخرينَ، لهذا وردَ عَنِ الإمامِ زينِ العابدينَ -عليهِ السَّلامُ-: «كَفُّ الأذى مِنْ كمالِ العَقلِ، وفيهِ راحةٌ للبَدَنِ عاجِلًا وآجلًا».

سابعاً: مِنْ صُوَرِ جِهادِ النَّفسِ الأكبرِ هُوَ ترويضُ النّفسِ في الغَضَبِ والانفعالِ معَ الآخرينَ فكُلّما كانَ المؤمِنُ صَبوراً ويَكُفُّ شَرَّهُ كانَ عظيمَ الحِلْمِ رفيعَ المنزلَةِ، وردَ عَنِ الإمامِ عَليٍّ -عليهِ السَّلامُ-: «المؤمِنُ نفسُهُ منهُ في تَعَبٍ والنَّاسُ منهُ في رَاحَةٍ».