نزل القرآن بلسان قوم العرب
المؤلف:
الشيخ علي أكبر السيفي المازندراني
المصدر:
دروس تمهيدية في القواعد التفسيرية
الجزء والصفحة:
ج2 ، ص 76-77
14-06-2015
5466
لسان القرآن لا يغاير
لسان قوم العرب - الذين اُنزل إليهم الكتاب وأُرسل إليهم النبي (صلى الله عليه
وآله وسلم) - كما قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ
لَهُمْ} [إبراهيم : 4] بل
يُفهم من قوله : {
لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } أن
تبيين أحكام الشريعة وتفهيم المعارف الدينية . وتبليغ الرسالة الالهية من جانب
الأنبياء (عليهم السلام) لا يتحقق إلا بلسان قومهم . وهذا أمر وجداني لا ريب فيه ،
فإنّ كان قوم لا يفهمون إلاّ ما كان من الكلام والبيان بلسانهم .
فإنّ العربي ، كما لا
يفهم لسان الفارسي ولا التركي ولا الرومي ولا بالعكس ، كذلك لا يفهم الناس ما كان
من الكلام بغير لسان البشر مما لا يتداول التكلّم به بين الناس .
نعم قد يتّفق في
شريعة استعمال بعض الألفاظ في معاني مخترعة في تلك الشريعة مناسبة لمعانيها
اللغوية ، كالصلاة والصوم والحج في شرعنا . وأما ما لا يناسب أيّة لغة بوجهٍ ، لم
يعهد استعماله في القرآن المجيد ، بل ولا في ساير الكتب السماوية ، كما دلّ عليه
الآية المزبورة . وأما رموز القرآن ، فلم تستعمل لبيان المعارف والأحكام . بل هي
رموز واشارة لأهلها الذين هم الراسخون في العلم .
وعليه فاللسان الذي
أنزل عليه القرآن ليس إلا لسان قوم - العرب المبتني على اللغات والقواعد العربية -
كما دلّ عليه بالصراحة قوله تعالى : {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل
: 103] وقوله : {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ
(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ
مُبِينٍ} [الشعراء : 193 - 195] وقوله : {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا ...} [الأحقاف
: 12] .
الاكثر قراءة في نزول القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة