x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

وصف جامع قرطبة لابن صاحب الصلاة

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:552-554

31-8-2022

1293

وصف جامع قرطبة لابن صاحب الصلاة

وكتب الفقيه الكاتب أبو محمد إبراهيم ابن صاحب الصلاة الولبني يصف جامع قرطبة بما نصه (1) : عمر الله سبحانه بشمول السعادة رسمك، ووفر من جزيل الكرامة قسمك، ولا برحت سحائب الإنعام تهمي عليك ثرة، وأنامل الأيام تهدي إليك كل مسرة، لئن كان أعزك الله طريق الوداد بيننا عامرا، وسبيل الاتحاد (2) غامرا، لوجب أن نفض ختمه، ونرفض كتمه، لا سيما فيما يدر أخلاف الفضائل، ويهز أعطاف الشمائل، وإني شخصت إلى حضرة قرطبة - حرسها الله تعالى - منشرح الصدر، لحضور ليلة القدر، والجامع - قدس الله تعالى بقعته ومكانه، وثبت أساسه وأركانه - قد كسي ببردة الازدهاء، وجلي في معرض البهاء، كأن شرفاته فلول في سنان، أو أشر في أسنان، وكأنما ضربت على سمائه كلل، أو خلعت على أرجائه حلل، وكأن الشمس قد خلفت فيه ضياءها، ونسجت على أقطاره أفياءها، فترى نهارا

(552)

قد أحدق به ليل، كما أحدق بربوة سيل، ليل دامس، ونهار شامس، وللذبال تألق كنضنضة الحيات، أو إشارة السبابات في التحيات، قد أترعت من السليط كؤوسها، ووصلت بمحاجن الحديد رؤوسها، ونيطت بسلاسل كالجذوع القائمة، أو كالثعابين العائمة، عصبت بها تفاح من الصفر، كاللفاح الصفر: بولغ في صقلها وجلائها، حتى بهرت بحسنها ولألائها، كأنها جليت باللهب، وأشربت ماء الذهب، إن سامتها طولا رأيت منها سبائك عسجد، أو قلائد زبرجد، وإن جئتها (3) عرضا رأيت منها أفلاكا ولكنها غير دائرة، ونجوما ولكنها ليست بسائرة، تتعلق تعلق القرط من الذفرى، وتبسط شعاعها بسط الأديم حين يفرى، والشمع قد رفعت على المنار رفع البنود، وعرضت عليها عرض الجنود، ليجتلي طلاقة روائها القريب والبعيد، ويستوي في هداية ضيائها الشقي والسعيد، وقد قوبل منها مبيض بمحمر، وعروض مخضر بمصفر، تضحك ببكائها وتبكي بضحكها، وتهلك بحياتها وتحيي بهلكها، والطيب تفغم أفواحه، وتتنسم أرواحه، وقتار الألنجوج والند، يسترجع من روح الحياة ما ند، وكلما تصاعد وهو محاصر، أطال من العمر ما كان تقاصر، في صفوف (4) مجامر، ككعوب مقامر، وظهور القباب مؤللة، وبطونها مهللة، كأنها تيجان، رصع فيها ياقوت ومرجان، قد قوس محرابها أحكم تقويس، ووشم بمثل ريش الطواويس، حتى كأنه بالمجرة مقرطق، وبقوس قزح ممنطق، وكأن اللازورد حول وشومه، وبين رسومه، نتف من قوادم الحمام، أو كسف من ظلل الغمام، والناس أخياف في دواعيهم، وأوزاع في أغراضهم ومراميهم، بين ركع وسجد، وأيقاظ وهجد، ومزدحم على الرقاب يتخطاها، ومقتحم على الظهور يتمطاها،

 (553)

كأنهم رد خلال قطر، أو حروف في عرض (5) سطر، حتى إذا قرعت أسماعهم روعة التسليم، تبادروا بالتكليم، وتجاذبوا بالأثواب، وتساقوا بالأكواب، كأنهم حضور طال عليهم غياب، أو سفر أتيح لهم إياب، وصفيك مع إخوان صدق، تنسكب العلوم بينهم انسكاب الودق، في مكان كوكر العصفور، أستغفر الله أو ككناس اليعفور، كأن إقليدس قد قسم بيننا مساحته بالموازين، وارتبطنا فيه ارتباط البيادق بالفرازين، حتى صار عقدنا لا يحل، وحدنا لا يفل، بحيث نسمع سور التنزيل كيف تتلى، ونتطلع صور التفصيل (6) كيف تجلى، والقومة حوالينا يجهدون في دفع الضرر، ويعمدون إلى قرع العمد بالدرر، فإذا سمع بها الصبيان قد طبقت الخافقين، وسرت نحوهم (7) سرى القين، توهموا أنها إلى أعطافهم واصلة، وفي أقحافهم حاصلة، ففروا بين الأساطين، كما تفر من النجوم الشياطين، كأنما ضربهم أبو جهم (8) بعصاه، أو حصبهم عمير بن ضابئ (9) بحصاه، فأكرم بها مساع تشوق إلى جنة الخلد، ويهون في السعي إليها إنفاق الطوارف والتلد، تعظيما لشعائر الله، وتنبيها لكل ساه ولاه، أدام الله عزك، منظرا منها أبهى، ولا مخبرا أشهى، وإذا لم تتأمله عيانا، فتخيله بيانا، وإن كان حظ منطقي من الكلام، حظ السفيح (10) من الأزلام، لكن ما بيننا من مودة أكدنا وسائلها، وأذمة تقلدنا حمائلها، يوجب قبول إتحافي سمينا وغثا، ولبس إلطافي جديدا

 (554)

ورثا، لا زلت لزناد النبل موريا، وإلى آماد الفضل مجريا، والتحية العبقة الريا، المشرقة المحيا، عليك ما طلع قمر، وأينع ثمر، ورحمة الله تعالى وبركاته، انتهى.

 

__________

(1) وردت هذه الرسالة في المقتطفات (الورقة: 35 - 37).

(2) ك: وسبيل المحبة؛ وفي ط بياض موضع " الاتحاد " .

(3) ك: أتيتها.

(4) ق: الحياة ما هو مزجوج وأقيمت في صفوف (وهو مضطرب ناقص).

(5) ق ودوزي: عروض، وما ثبت هنا في نسخة ك ط ج.

(6) ق ط: التفضيل.

(7) دوزي: بعدهم.

(8) فيه إشارة إلى ما قاله الرسول (ص) في أبي جهم العدوي من أنه لا يرفع عصاه عن أهله.

(9) عمير بن ضابئ البرجمي ممن حصب الحجاج حين جلس على منبر الكوفة.

(10) السفيح: قدح لا نصيب له في الميسر، وكذلك المنيح.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+