بدأ التفكير في حفر قناة لربط المحيطين الأطلسي والهادي عن طريق برزخ أمريكا الوسطى منذ بداية القرن السادس عشر من قبل الحكومة الإسبانية ولكن المحاولة الجدية لم تبدأ إلا سنة 1880 إفرنجي عندما حاولت الحكومة الفرنسية حفر القناة وذلك عن طريق تتبع مناطق الغابات الاستوائية والمناطق الشديدة الانحدار دون اتخاذ مسار ثابت إلا أن المحاولة أوقفت بعد عدة سنوات نتيجة للتكاليف الباهظة وفي سنة 1904 إفرنجي أحيت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فكرة إنشاء القناة ولكن بتصميم مختلف يعتمد على النظام التحكمي حيث افتتحت القناة في (15) أغسطس عام 1914 إفرنجي وقد حفرت القناة بطول قدره (5 ، 43) ميلاً بحرياً حوالي (51 ، 80) كم من خليج ليمون على المحيط الأطلسي حتى خليج بنما على المحيط الهادي وأقصى عمق لها يصل إلى 41 قدماً، ويكون قاع القناة مرتفعاً على مستوى سطح البحر بحوالي 85 قدماً، وتتخللها أهوسة عديدة تقدر بـ 6 أهوسة وتحتوي على مجموعة من مراكز التحكم التي تساعد على ارتفاع أو انخفاض منسوب المياه في المجرى الرئيسي للقناة، حيث يصل ارتفاع منسوب المياه إلى (259) متراً وتستغرق فترة عبور القناة ما بين (8) و(10) ساعات وفقاً للحركة الملاحية، وظروف المناخ أما الغاطس المسموح به فيتراوح ما بين (114) و (2 ، 2 ) متراً وفقاً لمنسوب البحيرات أثناء فترة التحكم وقد صممت مجموعة من السفن التجارية وفقاً للمواصفات الفنية للقناة التي أصبحت تعرف بسفن القناة البنمية (Panimax) بحيث لا يتعدى طول السفينة (3، 274) متراً وأقصى اتساع لها لا يزيد على (323) متراً وتعتبر قناة بنما ذات أهمية تجارية واستراتيجية خاصة في ربط غرب الولايات المتحدة بدول غرب أوروبا ودول البحر الكاريبي) وأمريكا الجنوبية وبالذات في نقل المواد ذات الحجم الكبير، خاصة وأن القناة تختصر المسافة بين تلك الدول حيث نجد أن المسافة بين لندن وأوكلاند تصبح (11380) ميلاً بحرياً، مقارنة قناة السويس وتصل إلى (480، 12 ميلاً بحرياً، عن طريق (12،670) عبر رأس الرجاء الصالح .تختلف حركة المد والجزر في القناة ففي حين لا نجدها تتعدى 2 قدم في النهاية الشرقية على المحيط الأطلسي يرتفع ذلك المد فيصل إلى 16 قدم على النهاية الغربية للقناة على ساحل المحيط الهادي .هذا وبالرغم من استخدام القناة وبانتظام فيما يتعلق بالتجارة بين شرق الولايات المتحدة وجنوب شرق آسيا ونيوزيلاندا وقارة أستراليا، إلا أن القناة مهددة بالهجران نتيجة لقلة استخدامها من قبل خطوط الملاحة المنتظمة ولكن من المحتمل تجديد حيويتها خاصة إذا ما حفرت القناة الجديدة المزمع إنشاؤها بحيث يصل عمق المجرى الرئيسي إلى (32) متراً، إذ بدئ بالفعل في توسيع مجرى القناة سنة 1975 إفرنجي . إضافة إلى أصلاح المنعطفات التي تعرض الملاحة الدولية للخطر ونتيجة للحجم المتزايد في حركة النقل وحجم السفن فإنه من المحتمل أن تكون القناة الحالية غير ملائمة في المستقبل، ولهذا فقد اقترح في مناسبات عدة أن تحفر قناة أخرى لمستوى المحيطين. وهناك أربعة مواقع مناسبة لحفر القناة يقع أولهما إلى الشرق من القناة الحالية قرب سان بلاس (San Blass) ويعتبر أقصر الطرق المقترحة، حيث يصل إلى (40) ميلاً. ويقع الثاني إلى الشرق منه ويربط مجموعة من الأنهار ويمتد لمسافة (60) ميلاً. كما يقع المقترح الثالث عبر كولومبيا ويمتد لمسافة (100) ميل بين خليج يوربا (Urapa) ونهر تروندو وأخيراً هناك مقترح رابع يمتد على طول الحدود بين نيكاراجوا وكوستاريكا ويبلغ طوله (140) ميلاً بحرياً.

مواضيع ذات صلة

الموارد الاقتصادية للبحار والمحيطات

المضائق وقنوات الملاحة الرئيسية

قناة السويس (Suez Canal)

مضيق جبل طارق Strait of Gibraltar

مضيق ما لاكا (Malaca Strait)

مضيق هرمز (Hormuz Strait)

مضيق مسينا (Messina Strait)

تيارات البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean Currents)

تيارات المحيط الهادي (Pacific Currents)

تيارات المحيط الأطلسي (Atlantic Ocean Currents)

تيارات المحيط الهندي (Indian Ocean Currents)

البحيرات والمستنقعات الإفريقية