اعلم انّ معاشرة العباد في الجملة من ضروريّات العيش ، ويجب بعض لوازم المعاشرة كإقامة الشهادة ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث .
ويستحب البعض الآخر كعيادة المريض ، وحضور الجنازة ، وحسن الجوار ، والصلاة في المساجد .
إن الأوصاف الحميدة المندوب إليها كثيرة ، ولا بأس بذكر جملة منها كثير تعلق لها بالعشرة هنا :
فمنها : لين الكلام وحسن السيرة : فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس ، والاستغناء عنهم ، يكون افتقارك إليهم في لين كلامك ، وحسن سيرتك ، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك ، وبقاء عزك[1].
ومنها : حسن المعاشرة والصحبة والمجالسة والمجاورة : لما ورد من قول مولانا أبي جعفر الباقر عليه السّلام : من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا عليهم فافعل[2]، وقول الصادق عليه السّلام : وطّن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت ، وحسّن خلقك ، وكفّ لسانك ، واكظم غيظك ، واقلّ لغوك ، وتغرّس عفوك ، وتسخو نفسك[3]. وعنه عليه السّلام : إنّ من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله اللّه عنه يوم القيامة[4]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : خالطوا الناس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم ، وإن غبتم حنّوا إليكم[5].
ويكره الانقباض من الناس ، لما ورد من انّ الانقباض مكسب للعداوة[6]، وعن مولانا الصادق أنه قال : يا شيعة آل محمد ( ص ) ! اعلموا انه ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ، ومخالفة من خالفه ، ومرافقة من رافقة ، ومجاورة من جاوره ، وممالحة من مالحه[7]، وقد مرّ رجحان حسن الجوار وما يتعلق به في ذيل الفصل الثالث في آداب المسكن .
ومنها : حسن الخلق : فقد ورد ان أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا[8]، وان صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم[9]. وانّ البرّ وحسن الخلق يعمّران الديار ويزيدان في الاعمار .[10]، وانّ الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد[11]، وانّ أكثر ما تلج به أمة نبينا صلّى اللّه عليه وآله تقوى اللّه وحسن الخلق[12]، وانّ حسن الخلق يسر[13]، وانّه ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق[14]، وانّ اللّه تبارك وتعالى ليعطي العبد [ الجنة ] من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل اللّه يغدوا عليه ويروح[15]، وانّ حسن الخلق في الجنّة لا محالة ، وسوء الخلق في النّار لا محالة[16]، وان الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل[17]، وانّه ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق[18]، وانّ أقرب المؤمنين من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مجلسا يوم القيامة أحسنهم خلقا ، وخيرهم لأهله[19]، وانّ حسن الخلق نصف الدين[20]، وانّه ما أحسّن اللّه خلق عبد ولا خلقه الا استحيى ان يطعم لحمه يوم القيامة النار[21] .
ومنها : الألفة بالناس : لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من أن : أفضلكم أحسنكم أخلاقا ، الموطؤون اكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم[22]، وعن مولانا الصادق عليه السّلام : إنّ المؤمن مألوف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف[23]، وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : قلوب الرجال وحشيّة فمن تألفها أقبلت عليه[24]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : تحبّب إلى الناس يحبّوك[25]، وعن أبي الحسن عليه السّلام : إنّ التودّد إلى الناس نصف العقل[26]، وعن الإمام المجتبى عليه السّلام : إنّ القريب من قرّبته المودّة وإن بعد نسبه ، والبعيد من بعدتّه المودّة وإن قرب نسبه[27].
ومنها : أن يكون الانسان هيّنا ليّنا : فقد ورد انّ المؤمن هيّن ليّن سمح ، له خلق حسن ، والكافر فظّ غليظ له خلق سئ ، وفيه جبرية[28]، وانّ من تحرم عليه النّار غدا هو الهيّن القريب ، اللّين السهل[29]، وانّ المؤمنين هيّنون ليّنون كالجمل الألف إن قيد انقاد ، وإن أنيخ على صخرة استناخ[30].
ومنها : صدق الحديث : فقد ورد ان من صدق لسانه زكا عمله[31]، وانّ العبد ليصدق حتّى يكتب عند اللّه من الصادقين ، ويكذب حتى يكتب عند اللّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال اللّه عزّ وجل : صدق وبرّ ، وإذا كذب قال اللّه عزّ وجل : كذب وفجر[32].
وإنّ من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيّته زيد في رزقه ، ومن حسن برّه بأهل بيته مدّ اللّه له في عمره[33].
ومنها : صدق الوعد : فقد ورد انّ من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليف إذا وعد[34]، وانّ عدّة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له ، فمن أخلف فبخلف اللّه بدأ ، ولمقته تعرّض ، وذلك قوله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ[35]، وانّه إنّما سمّى اللّه إسماعيل صادق الوعد لأنّه وعد رجلا في مكان فانتظره سنة[36]. وانّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعد رجلا إلى جنب صخرة فاشتدت الشمس عليه ولم يتحول إلى الظل وفاء بالوعد[37].
ومنها : الحياء : فانّه خير كلّه[38]، وانّه من الإيمان ، والإيمان في الجنة[39]، وانّ من كساه الحياء ثوبه اختفى عن العيون عيوبه[40]، وانّه ما كان الفخر في شيء الّا شأنه ، ولا كان الحياء في شيء قطّ الّا زانه[41]، نعم لا حياء في السؤال عن الأحكام الشرعية الدينيّة ، لان من رقّ وجهه رقّ علمه[42]، والحياء حياءان : حياء عقل وحياء حمق ، فحياء العقل : العلم ، وحياء الحمق : الجهل[43].
ومنها : العفو : فقد ورد انه لا يزيد العبد الّا عزّا[44]، وانّه ما التقت فئتان الّا نصر أعظمها عفوا[45]، وان أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة[46]، وانّ الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة[47]، وان شكر القدرة على العدوّ العفو عنه[48]، وأنّه إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الاوّلين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد : أين أهل الفضل ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فتتلّقاهم الملائكة فيقولون : وما [ كان ] فضلكم ؟ فيقولون : كنّا نصل من قطعنا ، ونعطي من حرمنا ، ونعفوا عمّن ظلمنا ، فيقال لهم : صدقتم ، ادخلوا الجنة[49]. وان خير خلائق الدنيا والآخرة من وصل من قطعه ، وأعطى من حرمه ، وعفا عمّن ظلمه ، وأحسن إلى من أساء إليه[50].
ومنها : كظم الغيظ : فقد ورد انّه ما من عبد كظم غيظه الّا زاده اللّه عزّ وجلّ عزّا في الدّنيا والآخرة[51] وانّ أحبّ السبيل إلى اللّه عزّ وجلّ جرعتان : جرعة غيظ تردّها بحلم ، وجرعة مصيبة تردّها بصبر[52] وانّ من كظم غيظا - وهو يقدر على إمضائه - حشا اللّه قلبه أمنا وإيمانا ، وأرضاه يوم القيامة ، وأعطاه أجر شهيد[53].
ويستحب كظم الغيظ عن أعداء الدّين أيضا في دولتهم ، لما ورد من انّ كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقيّة حزم لمن اخذ[54] [ به ] مضافا إلى التأسّي بالأئمة عليهم السّلام .
ومنها : الصبر على الحسّاد ونحوهم من أعداء النعم : فقد ورد الأمر بالصبر على أعداء النعم ، لأنّك لن تكافئ من عصى اللّه فيك بأفضل من أن تطيع اللّه فيه[55]، وانّ أربعا لا يخلو منهنّ المؤمن أو واحدة منهن : مؤمن يحسده وهو أشدهّن عليه ، ومنافق يقفو أثره ، وعدو يجاهده ، وشيطان يغويه[56].
ومنها : الصمت والسكوت الّا عن الخير[57]: فقد ورد انّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، وانّه يكسب المحبة ، وانّه دليل على كلّ خير[58] وانما شيعتنا الخرس[59] ، وانّ صمت اللّسان الّا عن خير ممّا يجرّ العبد إلى الجنّة[60] ، وانّه لا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه[61]، وانّه لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا ، فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا[62]، وانّ الصمت كنز وافر ، زين الحليم وستر الجاهل[63] وانه راحة العقل كما انّ النطق راحة للروح ، والنوم راحة للجسد[64] ، وانّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم به ، فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك[65]، وانّ اللسان كلب عقور فإن أنت خلّيته عقر[66]، وانّه ان كان في شيء شؤم ففي اللسان[67] ، وربّ كلمة سلبت نعمة[68]، وانّه ما من شيء احقّ بطول السجن من اللسان[69]، وانّ لسان ابن آدم يشرف في كل يوم على جوارحه كل صباح فيقول : كيف أصبحتم ؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : اللّه اللّه فينا ، ويناشدونه ويقولون : إنّما نثاب ونعاقب بك[70].
وقد وردت أوامر أكيدة في حفظ اللسان إلّا من خير ، وانّه لا يكبّ الناس على مناخرهم في النّار إلا حصائد ألسنتهم[71] ، وانّ نجاة المؤمن في حفظ لسانه[72]، وانّ من حفظ اللّه لسانه ستر اللّه عورته[73]، وانّ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه[74]. وقال مولانا الصادق عليه السّلام : معاشر الشيعة ! كونوا لنا زينا ولا تكونوا عليا شينا ، وقولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم ، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول[75].
ويتأكّد حسن الصمت في مثل هذه الأزمنة ، لما ورد من انّه يأتي على النّاس زمان تكون العافية عشرة اجزاء ، تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحدة في الصمت[76]، نعم النطق بالخير خير من الصّمت ، وقد ورد عن علي بن الحسين عليهما السّلام ان : القول الحسن يثري المال ، وينمي الرزق ، وينسي الأجل ، ويحبّب إلى الأهل ، ويدخل الجنة[77]، وعن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ إملاء الخير خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشر[78]، وسئل سيد الساجدين عليه السّلام عن الكلام والسكوت أيّها أفضل ؟ فقال عليه السّلام : لكل واحد منهما آفات ، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت . قيل : وكيف ذلك يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقال : لأنّ اللّه عزّ وجلّ ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ، إنّما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنّة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية اللّه بالسكوت ، ولا وقيت النار بالسكوت ، ولا تجنب سخط اللّه بالسكوت ، انّما ذلك كلّه بالكلام ، ما كنت لا عدل القمر بالشمس ، انّك لتصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت[79].
لكن لا يخفى عليك انّ النطق بالخير أيضا ينبغي الاقتصاد فيه ، وعدم الاكثار منه ، وملاحظة محلّه ومورده ، ولذا ترى تقيّد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باحتمال التأثير ، وإلى هذا المعنى أشار مولانا الصادق عليه السّلام بقوله :
لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه ، وليدع كثيرا من الكلام في ما يعنيه ، حتى يجد له موضعا ، فربّ متكلّم في غير موضعه جنى[80] على نفسه بكلامه ، ولا يماريّن أحدكم حليما ولا سفيها ، فإنّه من ماري حليما أقصاه[81]، ومن ماري سفيها أرداه[82].
وورد النهى عن إكثار الكلام في غير ذكر اللّه . لأنّه يقسي القلب[83] وعن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال : من كثر كلامه قلّ عقله .
ومنها : مداراة الناس والأعداء : فقد ورد انها نصف الإيمان[84] ، وانّها رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ وجلّ[85] ، وانّ اللّه تعالى أمر رسوله بها كما أمره بأداء الفرائض[86] ، وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّه قال : خالطوا الأبرار سرّا وخالطوا الفجّار جهرا ، ولا تميلوا عليهم فيظلموكم ، فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجوا فيه من ذوي الدين إلا من ظنّوا انّه أبله ، وصبّر نفسه على أن يقال انّه أبله لا عقل له[87]، وقال عليه السّلام أيضا : صانع المنافق بلسانك ، واخلص ودك للمؤمن ، فإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته[88]، وقال عليه السّلام أيضا : رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ وجلّ مداراة الناس ، ولا خير في من لا يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته ، حتى يجعل اللّه من الخلاص منه سبيلا[89]، وعن الزهري انّه قال : لقيت علي بن الحسين عليهما السّلام - وما لقيت أحدا أفضل منه ، وما علمت له صديقا في السّر ولا عدوا في العلانية - ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : لأني لم أجد أحدا - وإن كان يحبه - الا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده ، ولا رأيت أحدا - وإن كان يبغضه - وهو لشدّة مداراته له يداريه[90]، وعن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال : مكتوب في التوراة في ما ناجى اللّه به موسى بن عمران عليه السّلام يا موسى أكتم مكتوم سرّي في سريرتك ، واظهر في علانيتك المداراة لعدوي وعدوك من خلقي ، ولا تستسب لي عندهم باظهار مكتوم سرّي فتشرك عدوك وعدوي في سبّي[91].
ومنها : قبول العذر لمن اعتذر : فقد ورد في وصيّة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السّلام : يا عليّ ! من لم يقبل من متنصّل عذرا - صادقا أو كاذبا - لم ينل شفاعتي[92]. وقال مولانا زين العابدين عليه السّلام لولده : ان شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إليك عن يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره[93].
ومنها : أداء حقّ المؤمن : فإنّه من الصفات الحميدة ، بل هو في الجملة من الواجبات ، وقد ورد انه ما عبد اللّه بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن[94]، وان حقوق المؤمن على المؤمن سبعون حقا[95]. وفي آخر : ثلاثون حقا[96]، لا براءة له منها الّا بالأداء أو العفو ، والمؤكّد منها سبع ، ما منهن حقّ إلّا وهو عليه واجب ، ان ضيّع منها شيئا خرج من ولاية اللّه وطاعته ، ولم يكن للّه فيه نصيب :
فأولها - وهو أيسر حقّ منها - : أن يحبّ للمؤمن ما يحبّ لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه .
الثاني : أن يجتنب من سخطه ، ويتّبع مرضاته ، ويطيع أمره .
والثالث : أن يعينه بنفسه وماله ولسانه ويده ورجله .
والرابع : أن يكون عينه ودليله ومرآته .
والخامس : ان لا يشبع ويجوع ، ولا يروي ويظمأ ، ولا يلبس ويعري هو .
والسادس : انّه إن كان له خادم ولا خادم لأخيه المؤمن فواجب أن يبعث خادمه فيغسل ثيابه ، ويصنع[97] طعامه ، ويمهّد فراشه .
والسابع : أن يبرّ قسمه ، ويجيب دعوته ، ويعود مريضه ، ويشهد جنازته ، وإذا علم انّ له حاجة يبادر إلى قضاءها ولا يلجئه إلى أن يسأله إيّاها ، بل يبادر هو مبادرة ، فإذا فعل ذلك كله وصل ولايته بولاية أخيه المؤمن ، وولاية أخيه بولاية نفسه[98].
وورد في أخبار أخر حقوق أخر مثل : ان لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يخونه ، ولا يخدعه ، ولا يكذبه ، ولا يغتابه ، ولا يغشّه ، ولا يعده عدة فيخلفه ، ولا يملّه خيرا ، ولا يقول له أف ، فإنه إذا قال له أف انقطع ما بينهما من الولاية ، ولا يقول له : أنت عدوّي ، والّا كفر أحدهما ، ولا يتهّمه وإلّا انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء ، ولا يدّخر عنه خيرا ، ولا يقول فيه بعد موته الّا خيرا ، وان يكون له ظهرا ، ويقضي دينه ، ويزوره ، ويجلّه ، ويكرمه ، ويعاضده ، ويلاطفه ، ويحفظه ، وينصح له إذا غاب ، ويعوده إذا مرض ، ويسلّم عليه إذا لقيه ، ويسمته إذا عطس ، ويجيبه إذا دعاه ، وان عاتبه فلا يفارقه حتى يأخذ سخيمته ، وإن أصابه خير حمد اللّه ، وان ابتلى عضده ، وان تمحّل أعانه ، ويسعى في حوائجه بالليل والنهار ، وإذا كان في المسلمين نافلة وكان غايبا أخذ له بنصيبه ، ويسأله إذا احتاج ، ويعطيه إذا سأل ، ويغفر زلّته ، ويرحم عبرته ، ويستر عورته ، ويقيل عثرته ، ويقبل معذرته ، ويردّ غيبته ، ويديم نصيحته ، ويحفظ خلّته ، ويرعى ذمّته ، ويقبل هديّته ، ويكافي صلته ، ويشكر نعمته ، ويحسن نصرته ، ويحفظ حليلته ، ويشفع مسألته ، ويرشد ضالّته ، ويردّ سلامه ، ويطيب كلامه ، ويبرّ انعامه ، ويصدق اقسامه ، ويوالي وليّه ، ويعادي عدوّه ، وينصره ظالما ومظلوما ، فأمّا نصرته ظالما فيردّه عن ظلمه ، وامّا نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقّه ، ولا يسلمه ، وإذا مات يخلفه في أهله وعياله ، ويزور قبره ، ويجتهد في حياته في التواصل والتعاطف والمواساة في المال ، ويناصحه الولاية . . . إلى أن قال في خبر : فإذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ، ففرح لفرحه ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرّج عنه فرج والّا دعا له[99].
وورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : إن للّه خلقا عن يمين العرش بين يدي اللّه وجوههم أبيض من الثلج ، وأضوء من الشمس الضاحية ، يسأل السائل ما هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابّوا في جلال اللّه[100].
وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له وعليه[101]. وقال الصّادق عليه السّلام : من حبس حقّ أخيه المؤمن أقامه اللّه مائة عام على رجليه حتّى يسيل من عرقه أودية ، ثم ينادي مناد من عند اللّه جلّ جلاله : هذا الظالم الذي حبس عن اللّه حقه ، قال : فيوبّخ أربعين عاما ثم يؤمر به إلى نار جهنم[102] .
ثم انّ أخبار حقوق المؤمن وإن كانت مطلقة إلّا انّه يمكن تقييدها بالأخ العارف بهذه الحقوق ، المؤدّي لها بحسب اليسر ، وأما المؤمن المضيّع لها فالظاهر - كما أفاده بعض الأساطين - عدم تأكّد مراعاة هذه الحقوق بالنسبة إليه ، وعدم إيجاب مطالبته بها يوم القيامة ، لتحقق المقاصّة ، فإن التهاتر يقع في الحقوق كما يقع في الأموال .
وقد ورد في غير واحد من الأخبار ما يظهر منه الرخصة في ترك هذه الحقوق لبعض الإخوان ، بل لجميعهم الّا لقليل ، مثل ما يأتي إن شاء اللّه تعالى في أوّل الجهة الثانية من المقام الخامس من الخبرين في بيان حدود الأخوّة والصداقة وغيرهما من الأخبار الآتية هناك إن شاء اللّه تعالى .
تذييل :
للعالم حقوق خاصّة مضافة إلى حقوق الأخوّة وهي : إنّك إذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعا ، وخصّه بالتحيّة ، واجلس بين يديه ، ولا تجلس خلفه ، ولا تكثر عليه السؤال ، ولا تسبقه في الجواب ، ولا تلح إذا أعرض ، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل ، ولا تشر إليه بيدك ، ولا تغمز عينيك ، ولا تسارّه في مجلسه ، ولا تطلب عوراته ، ولا تقل قال فلان خلاف قولك ، ولا تفشي له سرّا ، ولا تغتب عنده أحدا ، ولا تملّ بطول صحبته ، فإنّما هو مثل النخلة فانتظر متى تسقط عليك منه منفعته ، والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل اللّه ، وإذا مات العالم انثلم في الاسلام ثلمة لا تسدّ إلى يوم القيامة ، وإن طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك من مقرّبي السماء[103].
[1] الكافي : 2 / 149 باب الاستغناء عن الناس حديث 7 .
[2] المحاسن : 358 باب 16 حديث 69 .
[3] وسائل الشيعة : 8 / 402 باب 2 حديث 2 .
[4] وسائل الشيعة : 8 / 403 باب 2 حديث 8 .
[5] نهج البلاغة القسم الثاني .
[6] أصول الكافي : 2 / 237 باب حسن المعاشرة حديث 5 .
[7] وسائل الشيعة : 8 / 402 باب 2 حديث 3 .
[8] أصول الكافي : 2 / 99 باب حسن الخلق حديث 1 .
[9] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . إلى آخره .
[10] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 8 .
[11] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 7 .
[12] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 6 .
[13] أصول الكافي : 2 / 102 باب حسن الخلق حديث 15 باختلاف يسير .
[14] أصول الكافي : 2 / 99 باب حسن الخلق حديث 2 ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . إلى آخره .
[15] أصول الكافي : 2 / 101 باب حسن الخلق حديث 12 .
[16] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 199 .
[17] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 103 .
[18] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 103 .
[19] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 104 .
[20] الخصال : 1 / 30 خصلة هي نصف الدين .
[21] ثواب الأعمال : 115 ثواب حسن الخلق حديث 2 .
[22] أصول الكافي : 2 / 102 باب حسن الخلق حديث 16 . وفي المتن : اكتافا .
[23] أصول الكافي : 2 / 102 باب حسن الخلق حديث 17 .
[24] نهج البلاغة القسم الثاني .
[25] أصول الكافي : 2 / 642 باب التحبّب إلى الناس والتودد إليهم حديث 1 .
[26] أصول الكافي : 2 / 643 باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم حديث 3 و 4 .
[27] أصول الكافي : 2 / 643 باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم حديث 7 وتتمةّ الحديث : لا شيء أقرب إلى شئ من يد إلى جسد ، وانّ اليد تغل فتقطع ، وتقطع فتحسم .
[28] وسائل الشيعة : 8 / 511 باب 6 حديث 4 .
[29] ثواب الأعمال : 205 ثواب الهين القريب اللّين السهل حديث 1 .
[30] أصول الكافي: 2 / 234 باب المؤمن وعلاماته وصفاته حديث 14 .
[31] أصول الكافي : 2 / 104 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 3 .
[32] أصول الكافي : 2 / 105 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 9 .
[33] أصول الكافي : 2 / 105 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 11 .
[34] أصول الكافي : 2 / 364 باب خلف الوعد حديث 2 .
[35] أصول الكافي : 2 / 363 باب خلف الوعد حديث 1 ، سوره الصف : 2 و 3 .
[36] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 233 .
[37] علل الشرائع : 1 / 78 باب 67 حديث 4 ، بسنده عن عبد اللّه بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعد رجلا إلى صخرة ، فقال : إنّي لك ههنا حتى تأتى ، قال : فاشتدّت الشمس عليه ، فقال أصحابه : يا رسول اللّه ! لو انّك تحولت إلى الظلّ ، قال : قد وعدته إلى ههنا وان لم يجئ كان منه المحشر .
[38] الفقيه : 4 / 272 باب 176 النوادر حديث 8 .
[39] أصول الكافي : 2 / 106 باب الحياء حديث 1 .
[40] الفقيه : 4 / 279 باب النوادر 10 ، في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لابنه ابن الحنفيّة .
[41] وسائل الشيعة : 8 / 517 باب 110 حديث 7 .
[42] أصول الكافي : 2 / 106 باب الحياء حديث 3 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : من رقّ وجهه رقّ علمه . أقول : المراد برقّة الوجه الاستحياء من السؤال وطلب العلم وهو مذموم ، لأنه لا حياء في طلب العلم ، وقد قال أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسّلام : ولا يستحين أحدكم إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه . والرقّة هنا كناية عن قلة العلم .
[43] أصول الكافي : 2 / 106 باب الحياء حديث 6 .
[44] أصول الكافي : 2 / 108 باب العفو حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : عليكم بالعفو ، فإن العفو لا يزيد العبد الا عزّا ، فتعافوا يعزّكم اللّه .
[45] أصول الكافي : 2 / 108 باب العفو حديث 8 .
[46] نهج البلاغة القسم الثاني .
[47] أصول الكافي : 2 / 108 باب العفو حديث 6 .
[48] نهج البلاغة القسم الثاني .
[49] أصول الكافي : 2 / 107 باب العفو حديث 4 .
[50] أصول الكافي : 2 / 107 باب العفو حديث 1 .
[51] أصول الكافي : 2 / 110 باب كظم الغيظ حديث 5 ، بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ما من عبد كظم غيظا الّا زاده اللّه عزّ وجلّ عزا في الدنيا والآخرة ، وقد قال اللّه عزّ وجلّ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ واثابه اللّه مكان غيظه ذلك .
[52] أصول الكافي : 2 / 110 باب كظم الغيظ حديث 9 .
[53] أصول الكافي : 2 / 110 باب كظم الغيظ حديث 6 و 7 ، ووسائل الشيعة : 8 / 525 باب 14 حديث 12 .
[54] أصول الكافي : 2 / 109 باب كظم الغيظ حديث 4 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم تقيّة حزم لمن أخذ به وتحرّز من التعرض للبلاء ، ومعاندة الأعداء في دولاتهم ومماظتهم [ مخاصمة الخصم ومنازعته ] في غير تقيه ترك أمر اللّه ، فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم ، ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلوا .
[55] الخصال : 1 / 20 الصبر على أعداء النعم حديث 71 .
[56] وسائل الشيعة : 8 / 526 باب 16 حديث 3 .
[57] لا بأس بمراجعة مرآة الرشاد في المقام . [ منه ( قدس سره ) ] .
[58] أصول الكافي : 2 / 113 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 1 .
[59] أصول الكافي : 2 / 113 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 2 .
[60] أصول الكافي : 2 / 113 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لرجل أتاه : ألا أدلّك على أمر يدخلك به الجنة ؟ قال : بلى يا رسول اللّه ، قال : أنل ممّا أنالك اللّه ، قال : فان كنت أحوج ممّن أنيله ؟ قال : فانصر المظلوم ، قال : وإن كنت أضعف ممّن أنصره ؟ قال : فاصنع الخرق ، يعني أشر عليه [ يعني أشر على الجاهل ] قال : فإن كنت أخرق ممّن أصنع له ؟ قال : فاصمت لسانك إلّا من خير ، أما يسرّك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرّك إلى الجنّة .
[61] أصول الكافي : 2 / 114 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 7 ، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم امسك لسانك فإنّها صدقة تصدق بها على نفسك ، ثم قال : ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه .
[62] أصول الكافي : 2 / 116 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 21 .
[63] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 88 باب 100 حديث 4 .
[64] الفقيه : 4 / 287 باب 176 النوادر حديث 861 .
[65] نهج البلاغة - القسم الثاني ، والفقيه : 4 / 277 باب 176 حديث 830 في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية.
[66] الفقيه : 4 / 277 باب 176 حديث 10 .
[67] أصول الكافي : 2 / 116 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 17 .
[68] الفقيه : 4 / 277 باب 176 حديث 10 في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية ، ومن جملة تلك الوصية قوله عليه السّلام : وما خلق اللّه شيئا أحسن من الكلام ولا أقبح منه ، بالكلام ابيضّت وجوه وبالكلام اسودّت وجوه ، واعلم انّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فإن اللسان كلب عقور فإن أنت خلّيته عقر ، وربّ كلمة سلبت نعمة ، من سيّب عذاره قاده إلى كريهة وفضيحة من دهره الّا على مقت من اللّه عزّ وجلّ ، وذمّ من الناس .
[69] الخصال : 1 / 14 ما شئ أحق بطول السجن من اللسان حديث 51 .
[70] أصول الكافي : 2 / 115 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 13 .
[71] أصول الكافي : 2 / 115 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 14 .
[72] أصول الكافي : 2 / 114 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 9 .
[73] ثواب الأعمال : 217 ثواب حفظ اللسان حديث 1 .
[75] وسائل الشيعة : 8 / 535 باب 119 حديث 18 .
[76] الخصال : 2 / 437 العافية عشرة أجزاء حديث 24 ، وفي الحاشية نسخة بدل : السكوت بدلا من الصمت .
[77] أمال الشيخ الصدوق : المجلس الأول حديث 1 .
[78] وسائل الشيعة : 8 / 531 باب 118 حديث 1 ، بسنده عن أبي ذر ، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وصيّة له ، قال : يا أبا ذر ! الذاكرين في الغافلين كالمقاتل في الفّارين في سبيل اللّه ، يا أبا ذر ! الجليس الصالح خير من الوحدة ، والوحدة خير من جليس السوء ، وإملاء الخير خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشرّ ، يا أبا ذر ! اترك فضول الكلام ، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك ، يا أبا ذر ! كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ، يا أبا ذر ! ما شيء احقّ بطول السجن من اللسان ، يا أبا ذر ! انّ اللّه عند لسان كلّ قائل فليتق اللّه امرؤ وليعلم ما يقول .
[79] وسائل الشيعة : 8 / 532 باب 18 عن الاحتجاج للطبرسي حديث 2 . وجاء في حاشية الكتاب بيت شعر فارسي غير معلّم منه قدس سره وهو : تا مرد سخن نگفته باشد * عيب وهنرش نهفته باشد
[80] في المتن خسر ، بدلا من : جنى .
[82] أمالي الشيخ الطوسي : 228 ، بسنده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام أنه قال لأصحابه : اسمعوا منّي كلاما هو خير لكم من الدرهم الموقفة ، لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه ، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعينه حتى يجد له موضعا ، فربّ متكلم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه . . . .
[83] أصول الكافي : 2 / 114 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 11 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان المسيح عليه السّلام يقول : لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللّه ، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر اللّه قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون .
[84] أصول الكافي : 2 / 117 المداراة حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : مداراة الناس نصف الإيمان ، والرفق بهم نصف العيش ، ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : خالطوا الأبرار سرّا ، وخالطوا الفجّار جهارا ، ولا تميلوا عليهم فيظلموكم ، فإنّه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدّين الّا من ظنّوا أبله ، وصبّر نفسه على أن يقال له : إنّه أبله لا عقل له .
[85] الفقيه : 4 / 277 باب 176 النوادر حديث 830 ، في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية ، ومنها : واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ وجلّ مداراة الناس ، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتى يجعل اللّه إلى الخلاص منه سبيلا ، فإني وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعايشون ملء مكيال ثلثاه استحسان ، وثلثه تغافل .
[86] أصول الكافي : 2 / 117 باب المداراة حديث 4 ، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم : أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض .
[87] أصول الكافي : 2 / 117 باب المداراة حديث 5 .
[88] الفقيه : 4 / 289 باب 176 النوادر حديث 868 .
[89] الفقيه : 4 / 277 باب 176 النوادر حديث 830 ، في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية .
[90] علل الشرائع : 1 / 230 باب 165 حديث 4 ، بسنده عن سفيان بن عيينة قال : قلت للزهري : لقيت علي بن الحسين عليه السّلام ؟ قال : نعم ، لقيته وما لقيت أحدا أفضل منه ، واللّه ما علمت له صديقا في السر ولا عدوا في العلانية .
[91] أصول الكافي : 2 / 117 باب المداراة حديث 3 .
[92] الفقيه : 4 / 255 باب 176 النوادر ، في جملة وصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السّلام .
[93] روضة الكافي : 8 / 152 حديث من ولد في الاسلام 141 ، بسنده عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السّلام قال : أخذ أبي بيدي ثم قال : يا بنيّ ! إن أبي محمد بن علي عليه السّلام أخذ بيدي كما أخذت بيدك ، وقال : إنّ أبي علي بن الحسين عليهما السّلام أخذ بيدي وقال : يا بنيّ ! افعل الخير إلى كلّ من طلبه منك ، فإن كان أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن من أهله كنت أنت أهله ، وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك فاعتذر إليك فأقبل عذره .
[94] أصول الكافي : 2 / 170 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقّه حديث 4 .
[95] أصول الكافي : 2 / 169 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقّه حديث 2 .
[96] عن كنز الفوائد للكراجكي في وسائل الشيعة : 8 / 550 باب 122 حديث 24 .
[97] قد تقرأ في المتن : يضع طعامه .
[98] وسائل الشيعة : 8 / 546 باب 122 حديث 11 .
[99] وسائل الشيعة : 8 / 542 باب 122 أحاديث الباب فراجعها تجد كل ما ذكره المؤلف قدس سره .
[100] أصول الكافي : 2 / 172 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه حديث 9 ، بسنده عن عيسى بن أبي منصور ، قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام أنا وابن أبي يعفور ، وعبد اللّه بن طلحة ، فقال ابتداء منه : يا ابن أبي يعفور ! قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي اللّه عزّ وجلّ وعن يمين اللّه ، فقال ابن أبي يعفور : وما هنّ جعلت فداك ؟ قال : يحب المرء المسلم لأخيه ما يحبّ لأعزّ أهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله ، ويناصحه الولاية ، فبكى ابن أبي يعفور وقال : كيف يناصحه الولاية ؟ قال : يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ، ففرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرّج عنه فرّج عنه وإلّا دعى له ، قال : ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ثلاث لكم ، وثلاث لنا ؛ ان تعرفوا فضلنا ، وان تطأوا عقبنا ، وتنتظروا عاقبتنا ، فمن كان هكذا كان بين يدي اللّه عزّ وجلّ فيستضيء بنورهم من هو أسفل منهم ، وأمّا الّذين عن يمين اللّه فلو انّهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش ممّا يرون من فضلهم ، قال ابن أبي يعفور : وما لهم لا يرون وهم عن يمين اللّه ؟ فقال : يا ابن أبي يعفور ! انّهم محجوبون بنور اللّه ، أما بلغك الحديث انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يقول : إنّ للّه خلقا عن يمين العرش . . إلى آخر ما جاء في المتن .
[101] كنز الفوائد للكراجكي ، ووسائل الشيعة : 8 / 550 حديث 24 آخر الحديث .
[102] الخصال : 1 / 328 المحمّدية السمحة حديث 20 ، بسنده عن يونس بن ظبيان قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام : يا يونس ! اتّقوا اللّه وآمنوا برسوله ، قال : قلت : آمنّا باللّه وبرسوله ، فقال : المحمّدية السمحاء إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت الحرام ، والطاعة للإمام ، وأداء حقوق المؤمن ، فإن من حبس حقّ المؤمن أقامه اللّه يوم القيامة خمسمائة عام على رجيله حتى يسيل من عرقه أودية ، ثم ينادي مناد من عند اللّه جلّ جلاله : هذا الظالم الذي حبس عن اللّه حقّه ، قال : فيوبخ أربعين عاما ، ثم يؤمر به إلى نار جهنّم .
[103] الخصال : 2 / 504 أبواب الست عشرة خصلة حديث 1 .
الاكثر قراءة في اداب عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة