الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
في آداب العشرة
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2/ ص151-169
2025-06-11
75
اعلم انّ معاشرة العباد في الجملة من ضروريّات العيش ، ويجب بعض لوازم المعاشرة كإقامة الشهادة ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث .
ويستحب البعض الآخر كعيادة المريض ، وحضور الجنازة ، وحسن الجوار ، والصلاة في المساجد .
إن الأوصاف الحميدة المندوب إليها كثيرة ، ولا بأس بذكر جملة منها كثير تعلق لها بالعشرة هنا :
فمنها : لين الكلام وحسن السيرة : فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس ، والاستغناء عنهم ، يكون افتقارك إليهم في لين كلامك ، وحسن سيرتك ، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك ، وبقاء عزك[1].
ومنها : حسن المعاشرة والصحبة والمجالسة والمجاورة : لما ورد من قول مولانا أبي جعفر الباقر عليه السّلام : من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا عليهم فافعل[2]، وقول الصادق عليه السّلام : وطّن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت ، وحسّن خلقك ، وكفّ لسانك ، واكظم غيظك ، واقلّ لغوك ، وتغرّس عفوك ، وتسخو نفسك[3]. وعنه عليه السّلام : إنّ من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله اللّه عنه يوم القيامة[4]. وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : خالطوا الناس مخالطة إن متّم معها بكوا عليكم ، وإن غبتم حنّوا إليكم[5].
ويكره الانقباض من الناس ، لما ورد من انّ الانقباض مكسب للعداوة[6]، وعن مولانا الصادق أنه قال : يا شيعة آل محمد ( ص ) ! اعلموا انه ليس منّا من لم يملك نفسه عند غضبه ، ومن لم يحسن صحبة من صحبه ، ومخالفة من خالفه ، ومرافقة من رافقة ، ومجاورة من جاوره ، وممالحة من مالحه[7]، وقد مرّ رجحان حسن الجوار وما يتعلق به في ذيل الفصل الثالث في آداب المسكن .
ومنها : حسن الخلق : فقد ورد ان أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا[8]، وان صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم[9]. وانّ البرّ وحسن الخلق يعمّران الديار ويزيدان في الاعمار .[10]، وانّ الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد[11]، وانّ أكثر ما تلج به أمة نبينا صلّى اللّه عليه وآله تقوى اللّه وحسن الخلق[12]، وانّ حسن الخلق يسر[13]، وانّه ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق[14]، وانّ اللّه تبارك وتعالى ليعطي العبد [ الجنة ] من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل اللّه يغدوا عليه ويروح[15]، وانّ حسن الخلق في الجنّة لا محالة ، وسوء الخلق في النّار لا محالة[16]، وان الخلق السيء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل[17]، وانّه ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق[18]، وانّ أقرب المؤمنين من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مجلسا يوم القيامة أحسنهم خلقا ، وخيرهم لأهله[19]، وانّ حسن الخلق نصف الدين[20]، وانّه ما أحسّن اللّه خلق عبد ولا خلقه الا استحيى ان يطعم لحمه يوم القيامة النار[21] .
ومنها : الألفة بالناس : لما ورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من أن : أفضلكم أحسنكم أخلاقا ، الموطؤون اكنافا ، الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم[22]، وعن مولانا الصادق عليه السّلام : إنّ المؤمن مألوف ولا خير في من لا يألف ولا يؤلف[23]، وعن أمير المؤمنين عليه السّلام انّه قال : قلوب الرجال وحشيّة فمن تألفها أقبلت عليه[24]، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : تحبّب إلى الناس يحبّوك[25]، وعن أبي الحسن عليه السّلام : إنّ التودّد إلى الناس نصف العقل[26]، وعن الإمام المجتبى عليه السّلام : إنّ القريب من قرّبته المودّة وإن بعد نسبه ، والبعيد من بعدتّه المودّة وإن قرب نسبه[27].
ومنها : أن يكون الانسان هيّنا ليّنا : فقد ورد انّ المؤمن هيّن ليّن سمح ، له خلق حسن ، والكافر فظّ غليظ له خلق سئ ، وفيه جبرية[28]، وانّ من تحرم عليه النّار غدا هو الهيّن القريب ، اللّين السهل[29]، وانّ المؤمنين هيّنون ليّنون كالجمل الألف إن قيد انقاد ، وإن أنيخ على صخرة استناخ[30].
ومنها : صدق الحديث : فقد ورد ان من صدق لسانه زكا عمله[31]، وانّ العبد ليصدق حتّى يكتب عند اللّه من الصادقين ، ويكذب حتى يكتب عند اللّه من الكاذبين ، فإذا صدق قال اللّه عزّ وجل : صدق وبرّ ، وإذا كذب قال اللّه عزّ وجل : كذب وفجر[32].
وإنّ من صدق لسانه زكا عمله ، ومن حسنت نيّته زيد في رزقه ، ومن حسن برّه بأهل بيته مدّ اللّه له في عمره[33].
ومنها : صدق الوعد : فقد ورد انّ من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليف إذا وعد[34]، وانّ عدّة المؤمن أخاه نذر لا كفارة له ، فمن أخلف فبخلف اللّه بدأ ، ولمقته تعرّض ، وذلك قوله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ[35]، وانّه إنّما سمّى اللّه إسماعيل صادق الوعد لأنّه وعد رجلا في مكان فانتظره سنة[36]. وانّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعد رجلا إلى جنب صخرة فاشتدت الشمس عليه ولم يتحول إلى الظل وفاء بالوعد[37].
ومنها : الحياء : فانّه خير كلّه[38]، وانّه من الإيمان ، والإيمان في الجنة[39]، وانّ من كساه الحياء ثوبه اختفى عن العيون عيوبه[40]، وانّه ما كان الفخر في شيء الّا شأنه ، ولا كان الحياء في شيء قطّ الّا زانه[41]، نعم لا حياء في السؤال عن الأحكام الشرعية الدينيّة ، لان من رقّ وجهه رقّ علمه[42]، والحياء حياءان : حياء عقل وحياء حمق ، فحياء العقل : العلم ، وحياء الحمق : الجهل[43].
ومنها : العفو : فقد ورد انه لا يزيد العبد الّا عزّا[44]، وانّه ما التقت فئتان الّا نصر أعظمها عفوا[45]، وان أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة[46]، وانّ الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة[47]، وان شكر القدرة على العدوّ العفو عنه[48]، وأنّه إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الاوّلين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد : أين أهل الفضل ؟ قال : فيقوم عنق من الناس فتتلّقاهم الملائكة فيقولون : وما [ كان ] فضلكم ؟ فيقولون : كنّا نصل من قطعنا ، ونعطي من حرمنا ، ونعفوا عمّن ظلمنا ، فيقال لهم : صدقتم ، ادخلوا الجنة[49]. وان خير خلائق الدنيا والآخرة من وصل من قطعه ، وأعطى من حرمه ، وعفا عمّن ظلمه ، وأحسن إلى من أساء إليه[50].
ومنها : كظم الغيظ : فقد ورد انّه ما من عبد كظم غيظه الّا زاده اللّه عزّ وجلّ عزّا في الدّنيا والآخرة[51] وانّ أحبّ السبيل إلى اللّه عزّ وجلّ جرعتان : جرعة غيظ تردّها بحلم ، وجرعة مصيبة تردّها بصبر[52] وانّ من كظم غيظا - وهو يقدر على إمضائه - حشا اللّه قلبه أمنا وإيمانا ، وأرضاه يوم القيامة ، وأعطاه أجر شهيد[53].
ويستحب كظم الغيظ عن أعداء الدّين أيضا في دولتهم ، لما ورد من انّ كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقيّة حزم لمن اخذ[54] [ به ] مضافا إلى التأسّي بالأئمة عليهم السّلام .
ومنها : الصبر على الحسّاد ونحوهم من أعداء النعم : فقد ورد الأمر بالصبر على أعداء النعم ، لأنّك لن تكافئ من عصى اللّه فيك بأفضل من أن تطيع اللّه فيه[55]، وانّ أربعا لا يخلو منهنّ المؤمن أو واحدة منهن : مؤمن يحسده وهو أشدهّن عليه ، ومنافق يقفو أثره ، وعدو يجاهده ، وشيطان يغويه[56].
ومنها : الصمت والسكوت الّا عن الخير[57]: فقد ورد انّ الصمت باب من أبواب الحكمة ، وانّه يكسب المحبة ، وانّه دليل على كلّ خير[58] وانما شيعتنا الخرس[59] ، وانّ صمت اللّسان الّا عن خير ممّا يجرّ العبد إلى الجنّة[60] ، وانّه لا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه[61]، وانّه لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا ، فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا[62]، وانّ الصمت كنز وافر ، زين الحليم وستر الجاهل[63] وانه راحة العقل كما انّ النطق راحة للروح ، والنوم راحة للجسد[64] ، وانّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلّم به ، فإذا تكلّمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك[65]، وانّ اللسان كلب عقور فإن أنت خلّيته عقر[66]، وانّه ان كان في شيء شؤم ففي اللسان[67] ، وربّ كلمة سلبت نعمة[68]، وانّه ما من شيء احقّ بطول السجن من اللسان[69]، وانّ لسان ابن آدم يشرف في كل يوم على جوارحه كل صباح فيقول : كيف أصبحتم ؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : اللّه اللّه فينا ، ويناشدونه ويقولون : إنّما نثاب ونعاقب بك[70].
وقد وردت أوامر أكيدة في حفظ اللسان إلّا من خير ، وانّه لا يكبّ الناس على مناخرهم في النّار إلا حصائد ألسنتهم[71] ، وانّ نجاة المؤمن في حفظ لسانه[72]، وانّ من حفظ اللّه لسانه ستر اللّه عورته[73]، وانّ من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه[74]. وقال مولانا الصادق عليه السّلام : معاشر الشيعة ! كونوا لنا زينا ولا تكونوا عليا شينا ، وقولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم ، وكفّوها عن الفضول وقبيح القول[75].
ويتأكّد حسن الصمت في مثل هذه الأزمنة ، لما ورد من انّه يأتي على النّاس زمان تكون العافية عشرة اجزاء ، تسعة منها في اعتزال الناس ، وواحدة في الصمت[76]، نعم النطق بالخير خير من الصّمت ، وقد ورد عن علي بن الحسين عليهما السّلام ان : القول الحسن يثري المال ، وينمي الرزق ، وينسي الأجل ، ويحبّب إلى الأهل ، ويدخل الجنة[77]، وعن النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : انّ إملاء الخير خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشر[78]، وسئل سيد الساجدين عليه السّلام عن الكلام والسكوت أيّها أفضل ؟ فقال عليه السّلام : لكل واحد منهما آفات ، فإذا سلما من الآفات فالكلام أفضل من السكوت . قيل : وكيف ذلك يا بن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ؟ فقال : لأنّ اللّه عزّ وجلّ ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت ، إنّما بعثهم بالكلام ، ولا استحقت الجنّة بالسكوت ، ولا استوجبت ولاية اللّه بالسكوت ، ولا وقيت النار بالسكوت ، ولا تجنب سخط اللّه بالسكوت ، انّما ذلك كلّه بالكلام ، ما كنت لا عدل القمر بالشمس ، انّك لتصف فضل السكوت بالكلام ، ولست تصف فضل الكلام بالسكوت[79].
لكن لا يخفى عليك انّ النطق بالخير أيضا ينبغي الاقتصاد فيه ، وعدم الاكثار منه ، وملاحظة محلّه ومورده ، ولذا ترى تقيّد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باحتمال التأثير ، وإلى هذا المعنى أشار مولانا الصادق عليه السّلام بقوله :
لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه ، وليدع كثيرا من الكلام في ما يعنيه ، حتى يجد له موضعا ، فربّ متكلّم في غير موضعه جنى[80] على نفسه بكلامه ، ولا يماريّن أحدكم حليما ولا سفيها ، فإنّه من ماري حليما أقصاه[81]، ومن ماري سفيها أرداه[82].
وورد النهى عن إكثار الكلام في غير ذكر اللّه . لأنّه يقسي القلب[83] وعن أمير المؤمنين عليه السّلام أنه قال : من كثر كلامه قلّ عقله .
ومنها : مداراة الناس والأعداء : فقد ورد انها نصف الإيمان[84] ، وانّها رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ وجلّ[85] ، وانّ اللّه تعالى أمر رسوله بها كما أمره بأداء الفرائض[86] ، وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام انّه قال : خالطوا الأبرار سرّا وخالطوا الفجّار جهرا ، ولا تميلوا عليهم فيظلموكم ، فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجوا فيه من ذوي الدين إلا من ظنّوا انّه أبله ، وصبّر نفسه على أن يقال انّه أبله لا عقل له[87]، وقال عليه السّلام أيضا : صانع المنافق بلسانك ، واخلص ودك للمؤمن ، فإن جالسك يهودي فأحسن مجالسته[88]، وقال عليه السّلام أيضا : رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ وجلّ مداراة الناس ، ولا خير في من لا يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته ، حتى يجعل اللّه من الخلاص منه سبيلا[89]، وعن الزهري انّه قال : لقيت علي بن الحسين عليهما السّلام - وما لقيت أحدا أفضل منه ، وما علمت له صديقا في السّر ولا عدوا في العلانية - ، فقيل له : وكيف ذلك ؟ قال : لأني لم أجد أحدا - وإن كان يحبه - الا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده ، ولا رأيت أحدا - وإن كان يبغضه - وهو لشدّة مداراته له يداريه[90]، وعن أبي جعفر عليه السّلام أنه قال : مكتوب في التوراة في ما ناجى اللّه به موسى بن عمران عليه السّلام يا موسى أكتم مكتوم سرّي في سريرتك ، واظهر في علانيتك المداراة لعدوي وعدوك من خلقي ، ولا تستسب لي عندهم باظهار مكتوم سرّي فتشرك عدوك وعدوي في سبّي[91].
ومنها : قبول العذر لمن اعتذر : فقد ورد في وصيّة النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لعليّ عليه السّلام : يا عليّ ! من لم يقبل من متنصّل عذرا - صادقا أو كاذبا - لم ينل شفاعتي[92]. وقال مولانا زين العابدين عليه السّلام لولده : ان شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إليك عن يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره[93].
ومنها : أداء حقّ المؤمن : فإنّه من الصفات الحميدة ، بل هو في الجملة من الواجبات ، وقد ورد انه ما عبد اللّه بشئ أفضل من أداء حقّ المؤمن[94]، وان حقوق المؤمن على المؤمن سبعون حقا[95]. وفي آخر : ثلاثون حقا[96]، لا براءة له منها الّا بالأداء أو العفو ، والمؤكّد منها سبع ، ما منهن حقّ إلّا وهو عليه واجب ، ان ضيّع منها شيئا خرج من ولاية اللّه وطاعته ، ولم يكن للّه فيه نصيب :
فأولها - وهو أيسر حقّ منها - : أن يحبّ للمؤمن ما يحبّ لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه .
الثاني : أن يجتنب من سخطه ، ويتّبع مرضاته ، ويطيع أمره .
والثالث : أن يعينه بنفسه وماله ولسانه ويده ورجله .
والرابع : أن يكون عينه ودليله ومرآته .
والخامس : ان لا يشبع ويجوع ، ولا يروي ويظمأ ، ولا يلبس ويعري هو .
والسادس : انّه إن كان له خادم ولا خادم لأخيه المؤمن فواجب أن يبعث خادمه فيغسل ثيابه ، ويصنع[97] طعامه ، ويمهّد فراشه .
والسابع : أن يبرّ قسمه ، ويجيب دعوته ، ويعود مريضه ، ويشهد جنازته ، وإذا علم انّ له حاجة يبادر إلى قضاءها ولا يلجئه إلى أن يسأله إيّاها ، بل يبادر هو مبادرة ، فإذا فعل ذلك كله وصل ولايته بولاية أخيه المؤمن ، وولاية أخيه بولاية نفسه[98].
وورد في أخبار أخر حقوق أخر مثل : ان لا يظلمه ، ولا يخذله ، ولا يخونه ، ولا يخدعه ، ولا يكذبه ، ولا يغتابه ، ولا يغشّه ، ولا يعده عدة فيخلفه ، ولا يملّه خيرا ، ولا يقول له أف ، فإنه إذا قال له أف انقطع ما بينهما من الولاية ، ولا يقول له : أنت عدوّي ، والّا كفر أحدهما ، ولا يتهّمه وإلّا انماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء ، ولا يدّخر عنه خيرا ، ولا يقول فيه بعد موته الّا خيرا ، وان يكون له ظهرا ، ويقضي دينه ، ويزوره ، ويجلّه ، ويكرمه ، ويعاضده ، ويلاطفه ، ويحفظه ، وينصح له إذا غاب ، ويعوده إذا مرض ، ويسلّم عليه إذا لقيه ، ويسمته إذا عطس ، ويجيبه إذا دعاه ، وان عاتبه فلا يفارقه حتى يأخذ سخيمته ، وإن أصابه خير حمد اللّه ، وان ابتلى عضده ، وان تمحّل أعانه ، ويسعى في حوائجه بالليل والنهار ، وإذا كان في المسلمين نافلة وكان غايبا أخذ له بنصيبه ، ويسأله إذا احتاج ، ويعطيه إذا سأل ، ويغفر زلّته ، ويرحم عبرته ، ويستر عورته ، ويقيل عثرته ، ويقبل معذرته ، ويردّ غيبته ، ويديم نصيحته ، ويحفظ خلّته ، ويرعى ذمّته ، ويقبل هديّته ، ويكافي صلته ، ويشكر نعمته ، ويحسن نصرته ، ويحفظ حليلته ، ويشفع مسألته ، ويرشد ضالّته ، ويردّ سلامه ، ويطيب كلامه ، ويبرّ انعامه ، ويصدق اقسامه ، ويوالي وليّه ، ويعادي عدوّه ، وينصره ظالما ومظلوما ، فأمّا نصرته ظالما فيردّه عن ظلمه ، وامّا نصرته مظلوما فيعينه على أخذ حقّه ، ولا يسلمه ، وإذا مات يخلفه في أهله وعياله ، ويزور قبره ، ويجتهد في حياته في التواصل والتعاطف والمواساة في المال ، ويناصحه الولاية . . . إلى أن قال في خبر : فإذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ، ففرح لفرحه ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرّج عنه فرج والّا دعا له[99].
وورد عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال : إن للّه خلقا عن يمين العرش بين يدي اللّه وجوههم أبيض من الثلج ، وأضوء من الشمس الضاحية ، يسأل السائل ما هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابّوا في جلال اللّه[100].
وقال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : إن أحدكم ليدع من حقوق أخيه شيئا فيطالبه به يوم القيامة فيقضي له وعليه[101]. وقال الصّادق عليه السّلام : من حبس حقّ أخيه المؤمن أقامه اللّه مائة عام على رجليه حتّى يسيل من عرقه أودية ، ثم ينادي مناد من عند اللّه جلّ جلاله : هذا الظالم الذي حبس عن اللّه حقه ، قال : فيوبّخ أربعين عاما ثم يؤمر به إلى نار جهنم[102] .
ثم انّ أخبار حقوق المؤمن وإن كانت مطلقة إلّا انّه يمكن تقييدها بالأخ العارف بهذه الحقوق ، المؤدّي لها بحسب اليسر ، وأما المؤمن المضيّع لها فالظاهر - كما أفاده بعض الأساطين - عدم تأكّد مراعاة هذه الحقوق بالنسبة إليه ، وعدم إيجاب مطالبته بها يوم القيامة ، لتحقق المقاصّة ، فإن التهاتر يقع في الحقوق كما يقع في الأموال .
وقد ورد في غير واحد من الأخبار ما يظهر منه الرخصة في ترك هذه الحقوق لبعض الإخوان ، بل لجميعهم الّا لقليل ، مثل ما يأتي إن شاء اللّه تعالى في أوّل الجهة الثانية من المقام الخامس من الخبرين في بيان حدود الأخوّة والصداقة وغيرهما من الأخبار الآتية هناك إن شاء اللّه تعالى .
تذييل :
للعالم حقوق خاصّة مضافة إلى حقوق الأخوّة وهي : إنّك إذا دخلت عليه وعنده قوم فسلّم عليهم جميعا ، وخصّه بالتحيّة ، واجلس بين يديه ، ولا تجلس خلفه ، ولا تكثر عليه السؤال ، ولا تسبقه في الجواب ، ولا تلح إذا أعرض ، ولا تأخذ بثوبه إذا كسل ، ولا تشر إليه بيدك ، ولا تغمز عينيك ، ولا تسارّه في مجلسه ، ولا تطلب عوراته ، ولا تقل قال فلان خلاف قولك ، ولا تفشي له سرّا ، ولا تغتب عنده أحدا ، ولا تملّ بطول صحبته ، فإنّما هو مثل النخلة فانتظر متى تسقط عليك منه منفعته ، والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل اللّه ، وإذا مات العالم انثلم في الاسلام ثلمة لا تسدّ إلى يوم القيامة ، وإن طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك من مقرّبي السماء[103].
[1] الكافي : 2 / 149 باب الاستغناء عن الناس حديث 7 .
[2] المحاسن : 358 باب 16 حديث 69 .
[3] وسائل الشيعة : 8 / 402 باب 2 حديث 2 .
[4] وسائل الشيعة : 8 / 403 باب 2 حديث 8 .
[5] نهج البلاغة القسم الثاني .
[6] أصول الكافي : 2 / 237 باب حسن المعاشرة حديث 5 .
[7] وسائل الشيعة : 8 / 402 باب 2 حديث 3 .
[8] أصول الكافي : 2 / 99 باب حسن الخلق حديث 1 .
[9] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . إلى آخره .
[10] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 8 .
[11] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 7 .
[12] أصول الكافي : 2 / 100 باب حسن الخلق حديث 6 .
[13] أصول الكافي : 2 / 102 باب حسن الخلق حديث 15 باختلاف يسير .
[14] أصول الكافي : 2 / 99 باب حسن الخلق حديث 2 ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . . . إلى آخره .
[15] أصول الكافي : 2 / 101 باب حسن الخلق حديث 12 .
[16] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 199 .
[17] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 103 .
[18] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 103 .
[19] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 104 .
[20] الخصال : 1 / 30 خصلة هي نصف الدين .
[21] ثواب الأعمال : 115 ثواب حسن الخلق حديث 2 .
[22] أصول الكافي : 2 / 102 باب حسن الخلق حديث 16 . وفي المتن : اكتافا .
[23] أصول الكافي : 2 / 102 باب حسن الخلق حديث 17 .
[24] نهج البلاغة القسم الثاني .
[25] أصول الكافي : 2 / 642 باب التحبّب إلى الناس والتودد إليهم حديث 1 .
[26] أصول الكافي : 2 / 643 باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم حديث 3 و 4 .
[27] أصول الكافي : 2 / 643 باب التحبّب إلى الناس والتودّد إليهم حديث 7 وتتمةّ الحديث : لا شيء أقرب إلى شئ من يد إلى جسد ، وانّ اليد تغل فتقطع ، وتقطع فتحسم .
[28] وسائل الشيعة : 8 / 511 باب 6 حديث 4 .
[29] ثواب الأعمال : 205 ثواب الهين القريب اللّين السهل حديث 1 .
[30] أصول الكافي: 2 / 234 باب المؤمن وعلاماته وصفاته حديث 14 .
[31] أصول الكافي : 2 / 104 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 3 .
[32] أصول الكافي : 2 / 105 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 9 .
[33] أصول الكافي : 2 / 105 باب الصدق وأداء الأمانة حديث 11 .
[34] أصول الكافي : 2 / 364 باب خلف الوعد حديث 2 .
[35] أصول الكافي : 2 / 363 باب خلف الوعد حديث 1 ، سوره الصف : 2 و 3 .
[36] عيون أخبار الرضا عليه السّلام : 233 .
[37] علل الشرائع : 1 / 78 باب 67 حديث 4 ، بسنده عن عبد اللّه بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السّلام يقول : إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعد رجلا إلى صخرة ، فقال : إنّي لك ههنا حتى تأتى ، قال : فاشتدّت الشمس عليه ، فقال أصحابه : يا رسول اللّه ! لو انّك تحولت إلى الظلّ ، قال : قد وعدته إلى ههنا وان لم يجئ كان منه المحشر .
[38] الفقيه : 4 / 272 باب 176 النوادر حديث 8 .
[39] أصول الكافي : 2 / 106 باب الحياء حديث 1 .
[40] الفقيه : 4 / 279 باب النوادر 10 ، في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لابنه ابن الحنفيّة .
[41] وسائل الشيعة : 8 / 517 باب 110 حديث 7 .
[42] أصول الكافي : 2 / 106 باب الحياء حديث 3 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : من رقّ وجهه رقّ علمه . أقول : المراد برقّة الوجه الاستحياء من السؤال وطلب العلم وهو مذموم ، لأنه لا حياء في طلب العلم ، وقد قال أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسّلام : ولا يستحين أحدكم إذا لم يعلم الشيء أن يتعلّمه . والرقّة هنا كناية عن قلة العلم .
[43] أصول الكافي : 2 / 106 باب الحياء حديث 6 .
[44] أصول الكافي : 2 / 108 باب العفو حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : عليكم بالعفو ، فإن العفو لا يزيد العبد الا عزّا ، فتعافوا يعزّكم اللّه .
[45] أصول الكافي : 2 / 108 باب العفو حديث 8 .
[46] نهج البلاغة القسم الثاني .
[47] أصول الكافي : 2 / 108 باب العفو حديث 6 .
[48] نهج البلاغة القسم الثاني .
[49] أصول الكافي : 2 / 107 باب العفو حديث 4 .
[50] أصول الكافي : 2 / 107 باب العفو حديث 1 .
[51] أصول الكافي : 2 / 110 باب كظم الغيظ حديث 5 ، بسنده قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ما من عبد كظم غيظا الّا زاده اللّه عزّ وجلّ عزا في الدنيا والآخرة ، وقد قال اللّه عزّ وجلّ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ واثابه اللّه مكان غيظه ذلك .
[52] أصول الكافي : 2 / 110 باب كظم الغيظ حديث 9 .
[53] أصول الكافي : 2 / 110 باب كظم الغيظ حديث 6 و 7 ، ووسائل الشيعة : 8 / 525 باب 14 حديث 12 .
[54] أصول الكافي : 2 / 109 باب كظم الغيظ حديث 4 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كظم الغيظ عن العدوّ في دولاتهم تقيّة حزم لمن أخذ به وتحرّز من التعرض للبلاء ، ومعاندة الأعداء في دولاتهم ومماظتهم [ مخاصمة الخصم ومنازعته ] في غير تقيه ترك أمر اللّه ، فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم ، ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلوا .
[55] الخصال : 1 / 20 الصبر على أعداء النعم حديث 71 .
[56] وسائل الشيعة : 8 / 526 باب 16 حديث 3 .
[57] لا بأس بمراجعة مرآة الرشاد في المقام . [ منه ( قدس سره ) ] .
[58] أصول الكافي : 2 / 113 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 1 .
[59] أصول الكافي : 2 / 113 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 2 .
[60] أصول الكافي : 2 / 113 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لرجل أتاه : ألا أدلّك على أمر يدخلك به الجنة ؟ قال : بلى يا رسول اللّه ، قال : أنل ممّا أنالك اللّه ، قال : فان كنت أحوج ممّن أنيله ؟ قال : فانصر المظلوم ، قال : وإن كنت أضعف ممّن أنصره ؟ قال : فاصنع الخرق ، يعني أشر عليه [ يعني أشر على الجاهل ] قال : فإن كنت أخرق ممّن أصنع له ؟ قال : فاصمت لسانك إلّا من خير ، أما يسرّك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرّك إلى الجنّة .
[61] أصول الكافي : 2 / 114 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 7 ، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم امسك لسانك فإنّها صدقة تصدق بها على نفسك ، ثم قال : ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه .
[62] أصول الكافي : 2 / 116 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 21 .
[63] مستدرك وسائل الشيعة : 2 / 88 باب 100 حديث 4 .
[64] الفقيه : 4 / 287 باب 176 النوادر حديث 861 .
[65] نهج البلاغة - القسم الثاني ، والفقيه : 4 / 277 باب 176 حديث 830 في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية.
[66] الفقيه : 4 / 277 باب 176 حديث 10 .
[67] أصول الكافي : 2 / 116 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 17 .
[68] الفقيه : 4 / 277 باب 176 حديث 10 في وصيّة أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية ، ومن جملة تلك الوصية قوله عليه السّلام : وما خلق اللّه شيئا أحسن من الكلام ولا أقبح منه ، بالكلام ابيضّت وجوه وبالكلام اسودّت وجوه ، واعلم انّ الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه ، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فإن اللسان كلب عقور فإن أنت خلّيته عقر ، وربّ كلمة سلبت نعمة ، من سيّب عذاره قاده إلى كريهة وفضيحة من دهره الّا على مقت من اللّه عزّ وجلّ ، وذمّ من الناس .
[69] الخصال : 1 / 14 ما شئ أحق بطول السجن من اللسان حديث 51 .
[70] أصول الكافي : 2 / 115 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 13 .
[71] أصول الكافي : 2 / 115 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 14 .
[72] أصول الكافي : 2 / 114 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 9 .
[73] ثواب الأعمال : 217 ثواب حفظ اللسان حديث 1 .
[74] قرب الإسناد : 32 .
[75] وسائل الشيعة : 8 / 535 باب 119 حديث 18 .
[76] الخصال : 2 / 437 العافية عشرة أجزاء حديث 24 ، وفي الحاشية نسخة بدل : السكوت بدلا من الصمت .
[77] أمال الشيخ الصدوق : المجلس الأول حديث 1 .
[78] وسائل الشيعة : 8 / 531 باب 118 حديث 1 ، بسنده عن أبي ذر ، عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في وصيّة له ، قال : يا أبا ذر ! الذاكرين في الغافلين كالمقاتل في الفّارين في سبيل اللّه ، يا أبا ذر ! الجليس الصالح خير من الوحدة ، والوحدة خير من جليس السوء ، وإملاء الخير خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشرّ ، يا أبا ذر ! اترك فضول الكلام ، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك ، يا أبا ذر ! كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ، يا أبا ذر ! ما شيء احقّ بطول السجن من اللسان ، يا أبا ذر ! انّ اللّه عند لسان كلّ قائل فليتق اللّه امرؤ وليعلم ما يقول .
[79] وسائل الشيعة : 8 / 532 باب 18 عن الاحتجاج للطبرسي حديث 2 . وجاء في حاشية الكتاب بيت شعر فارسي غير معلّم منه قدس سره وهو : تا مرد سخن نگفته باشد * عيب وهنرش نهفته باشد
[80] في المتن خسر ، بدلا من : جنى .
[81] في المتن : اقضاه .
[82] أمالي الشيخ الطوسي : 228 ، بسنده عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السّلام أنه قال لأصحابه : اسمعوا منّي كلاما هو خير لكم من الدرهم الموقفة ، لا يتكلم أحدكم بما لا يعنيه ، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعينه حتى يجد له موضعا ، فربّ متكلم في غير موضعه جنى على نفسه بكلامه . . . .
[83] أصول الكافي : 2 / 114 باب الصمت وحفظ اللسان حديث 11 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : كان المسيح عليه السّلام يقول : لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللّه ، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر اللّه قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون .
[84] أصول الكافي : 2 / 117 المداراة حديث 5 ، بسنده عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : مداراة الناس نصف الإيمان ، والرفق بهم نصف العيش ، ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : خالطوا الأبرار سرّا ، وخالطوا الفجّار جهارا ، ولا تميلوا عليهم فيظلموكم ، فإنّه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدّين الّا من ظنّوا أبله ، وصبّر نفسه على أن يقال له : إنّه أبله لا عقل له .
[85] الفقيه : 4 / 277 باب 176 النوادر حديث 830 ، في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية ، ومنها : واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان باللّه عزّ وجلّ مداراة الناس ، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لا بدّ من معاشرته حتى يجعل اللّه إلى الخلاص منه سبيلا ، فإني وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعايشون ملء مكيال ثلثاه استحسان ، وثلثه تغافل .
[86] أصول الكافي : 2 / 117 باب المداراة حديث 4 ، بسنده قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم : أمرني ربّي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض .
[87] أصول الكافي : 2 / 117 باب المداراة حديث 5 .
[88] الفقيه : 4 / 289 باب 176 النوادر حديث 868 .
[89] الفقيه : 4 / 277 باب 176 النوادر حديث 830 ، في وصية أمير المؤمنين عليه السّلام لشبله محمد بن الحنفية .
[90] علل الشرائع : 1 / 230 باب 165 حديث 4 ، بسنده عن سفيان بن عيينة قال : قلت للزهري : لقيت علي بن الحسين عليه السّلام ؟ قال : نعم ، لقيته وما لقيت أحدا أفضل منه ، واللّه ما علمت له صديقا في السر ولا عدوا في العلانية .
[91] أصول الكافي : 2 / 117 باب المداراة حديث 3 .
[92] الفقيه : 4 / 255 باب 176 النوادر ، في جملة وصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السّلام .
[93] روضة الكافي : 8 / 152 حديث من ولد في الاسلام 141 ، بسنده عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السّلام قال : أخذ أبي بيدي ثم قال : يا بنيّ ! إن أبي محمد بن علي عليه السّلام أخذ بيدي كما أخذت بيدك ، وقال : إنّ أبي علي بن الحسين عليهما السّلام أخذ بيدي وقال : يا بنيّ ! افعل الخير إلى كلّ من طلبه منك ، فإن كان أهله فقد أصبت موضعه ، وإن لم يكن من أهله كنت أنت أهله ، وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحوّل إلى يسارك فاعتذر إليك فأقبل عذره .
[94] أصول الكافي : 2 / 170 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقّه حديث 4 .
[95] أصول الكافي : 2 / 169 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقّه حديث 2 .
[96] عن كنز الفوائد للكراجكي في وسائل الشيعة : 8 / 550 باب 122 حديث 24 .
[97] قد تقرأ في المتن : يضع طعامه .
[98] وسائل الشيعة : 8 / 546 باب 122 حديث 11 .
[99] وسائل الشيعة : 8 / 542 باب 122 أحاديث الباب فراجعها تجد كل ما ذكره المؤلف قدس سره .
[100] أصول الكافي : 2 / 172 باب حق المؤمن على أخيه وأداء حقه حديث 9 ، بسنده عن عيسى بن أبي منصور ، قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام أنا وابن أبي يعفور ، وعبد اللّه بن طلحة ، فقال ابتداء منه : يا ابن أبي يعفور ! قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : ستّ خصال من كنّ فيه كان بين يدي اللّه عزّ وجلّ وعن يمين اللّه ، فقال ابن أبي يعفور : وما هنّ جعلت فداك ؟ قال : يحب المرء المسلم لأخيه ما يحبّ لأعزّ أهله ، ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعزّ أهله ، ويناصحه الولاية ، فبكى ابن أبي يعفور وقال : كيف يناصحه الولاية ؟ قال : يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثّه همّه ، ففرح لفرحه إن هو فرح ، وحزن لحزنه إن هو حزن ، وإن كان عنده ما يفرّج عنه فرّج عنه وإلّا دعى له ، قال : ثم قال أبو عبد اللّه عليه السّلام : ثلاث لكم ، وثلاث لنا ؛ ان تعرفوا فضلنا ، وان تطأوا عقبنا ، وتنتظروا عاقبتنا ، فمن كان هكذا كان بين يدي اللّه عزّ وجلّ فيستضيء بنورهم من هو أسفل منهم ، وأمّا الّذين عن يمين اللّه فلو انّهم يراهم من دونهم لم يهنئهم العيش ممّا يرون من فضلهم ، قال ابن أبي يعفور : وما لهم لا يرون وهم عن يمين اللّه ؟ فقال : يا ابن أبي يعفور ! انّهم محجوبون بنور اللّه ، أما بلغك الحديث انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كان يقول : إنّ للّه خلقا عن يمين العرش . . إلى آخر ما جاء في المتن .
[101] كنز الفوائد للكراجكي ، ووسائل الشيعة : 8 / 550 حديث 24 آخر الحديث .
[102] الخصال : 1 / 328 المحمّدية السمحة حديث 20 ، بسنده عن يونس بن ظبيان قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام : يا يونس ! اتّقوا اللّه وآمنوا برسوله ، قال : قلت : آمنّا باللّه وبرسوله ، فقال : المحمّدية السمحاء إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت الحرام ، والطاعة للإمام ، وأداء حقوق المؤمن ، فإن من حبس حقّ المؤمن أقامه اللّه يوم القيامة خمسمائة عام على رجيله حتى يسيل من عرقه أودية ، ثم ينادي مناد من عند اللّه جلّ جلاله : هذا الظالم الذي حبس عن اللّه حقّه ، قال : فيوبخ أربعين عاما ، ثم يؤمر به إلى نار جهنّم .
[103] الخصال : 2 / 504 أبواب الست عشرة خصلة حديث 1 .