ثالثاً: السياحة والاستقرار الاجتماعي: 
ويأخذ البعد الاجتماعي للأمن بشكل عام والبعد الاجتماعي بشكل خاص الاتجاهات التالية:
1- الاتجاه الوقائي للبعد الاجتماعي: ويتحقق ذلك من خلال الحد من مخاطر الجريمة وكافة الظواهر الشاذة التي تهدد أمن المجتمع بمنع الجريمة بشتى أنواعها قبل وقوعها وتصعيب مهمة ارتكابها، وهذا من مهمة الأمن بحماية أفراد المجتمع وكذلك الوافدين على رأسهم السياح، الأمر الذي يؤدي إلى تقليل كلفة الجريمة وتداعياتها على حجم الحركة السياحية وإضفاء الشعور بالطمأنينة والإحساس بالأمن.
2- الاتجاه الإنساني للبعد الاجتماعي: وهو الجهد الذي تبذله أجهزة الأمن في مجال الخدمات العامة والذي من شأنه أن يقلل من معاناة الجمهور وتسهيل الانتفاع من الخدمات المرفقية التي توفرها الدولة، وتشعره بالاحترام والمحافظة على صون حريته وكرامته وإنسانيته ومعالجة مشكلاته اليومية من منطلق إنساني.

3- الاتجاه القيمي للبعد الاجتماعي:
يتجه دور الأمن في هذا المجال لتحقيق التوفيق بين سلوك الأفراد وقيم المجتمع، ويسعى ليس فقط لاحترام القوانين والأنظمة المرعية، بل إلى احترام أخلاق وقيم وتقاليد المجتمع سواء تلك التي تدخل المشروع لحمايتها بشكل مباشر، أو تلك التي لم يتدخل وتركها لمشيئة أفراد المجتمع. ويقوم البعد القيمي للأمن على تهيئة المناخ الفكري والسلوكي لمعطيات التنمية ويزيل التناقض بين ما يعرف بالنسق الاجتماعي من جهة والقانون من جهة أخرى، فإن زيادة معدلات الجريمة وظهور أنماط جديدة منها لا يمكن أن تفسر إلا بوجود اختلاف بين النسق الاجتماعي والقانون.
يعد الأمن والاستقرار والحضارة الإنسانية وجهان لعملة واحدة، ومن هنـا يمثل هذا الاتجاه للبعد الاجتماعي مرآة ، وهناك إجماع على وجود علاقة طردية بين الأمن والاستقرار من جهة والحضارة الإنسانية من جانب آخر. وأخيراً يجب الاعتراف أن السمة العالمية للسياحة تجعلها خاضعة بشكل متزايد لتأثيرات عدم الاستقرار السياحي والعنف السياسي. ولذلك يحتاج مخططو السياحة إلى الالتفات بدرجة أكبر للسياق السياسي التي تحدث في إطار التنمية السياحية، ويحتاجون أيضاً إلى وضع سياسات خاصة بالمناطق المحتمل تعرضها للعنف السياسي ولا ريب في أنه من المستحيل عزل السياحة كلياً عن تأثيرات عدم الاستقرار السياسي. بيد أنه يمكن بقدر الإمكان المبادرة باتخاذ إجراءات لضمان أن تكون البيئة السياسية عموماً ملائمة للتنمية السياحية.
فالسياحة صناعة حساسة للأزمات الدولية والإقليمية من حروب وصراعات وأعمال عنف وإرهاب مثلما هي حساسة للجريمة والفساد والأمراض الفتاكة وغيرها من عناصر الأمن الداخلي التي يمكن أن تتحول إلى قوة طاردة للسياحة في حال استفحالها وجاذبة لها في حال السيطرة عليها ، فمناخ الأمن والأمان للسائح يعد عنصر الجذب الأول لهذه الصناعة، كما أنه يعتبر عماداً رئيسياً لتعزيز الإمكانات السياحية، وبالتالي زيادة الدخل الوطني.
هكذا كلما يعم البلد الأمان والنظام كلما ازدهرت السياحة وارتقت الشعوب وأتيح لها الالتقاء والتقارب والتفاهم بدل العزلة وسوء الفهم والتنافر والتناحر. لأن السياحة لا تنتعش ولا يقبل الناس على السفر إلى بلد تنعدم فيه مقومات الأمن. "أي الأمن بكل أشكاله الداخلية والخارجية بمثابة رئة السياحة" التي يستحيل عليها دونه أن تكون لدينا الصناعة المأمولة خاصة في بلداننا العربية السياحية." 
 

مواضيع ذات صلة

جـوانـب التـخطيـط السيـاحـي

أهميـة التـخطيـط السـيـاحـي

تعريـف ومـفهـوم التـخطيـط السيـاحـي

السياحـة والاسـتـقرار الاقتــصـادي

السياحـة والاستـقرار السيـاسـي

الأثر الاقتصادي للأمـن السياحـي ووسائل الأمـن السياحـي

العلاقة بين السياحة والأمن والعوائق التي تواجه الأمن السياحي

مـستـويـات المنـتـج السيـاحـي

أمـن وسـلامـة السـائـح

مـرتـكـزات (مـتـطلبـات) الأمـن السيـاحـي

مـفهـوم الأمـن السـيـاحـي و شمـوليـتـه

وسائل السياسة السياحية ومحتوى السياسة السياحية والأطراف المعنية بها