تحية اهل الجنة
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 3، ص216-217.
2025-10-10
268
تحية اهل الجنة
قال تعالى : {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس : 10].
قال أبو جعفر عليه السّلام : « إن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم سئل عن قول اللّه عزّ وجلّ : {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم : 85] .
فقال : يا عليّ ، إنّ الوفد لا يكونون إلّا ركبانا ، أولئك رجال اتّقوا اللّه فأحبّهم اللّه عزّ ذكره واختصّهم ورضي أعمالهم فسمّاهم المتّقين . ثمّ قال له :
يا عليّ ، أما والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة إنهم ليخرجون من قبورهم ، وإنّ الملائكة تستقبلهم بنوق من نوق الجنّة . عليها رحال الذّهب ، مكلّلة بالدرّ والياقوت ، وجلائلها الإستبرق والسّندس ، وخطمها جدل الأرجوان ، تطير بهم إلى المحشر ، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدّامه وعن يمينه وعن شماله ، يزفّونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنّة الأعظم . وعلى باب الجنّة شجرة ، إنّ الورقة منها ليستظلّ تحتها ألف رجل من الناس ، وعن يمين الشجرة عين مطهّرة مزكّية - قال - فيسقون منها شربة شربة فيطهّر اللّه بها قلوبهم من الحسد ، ويسقط عن أبشارهم الشعر وذلك قوله عزّ وجلّ : {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان : 21] من تلك العين المطهّرة . قال : ثم يصرفون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة ، فيغتسلون فيها ، وهي عين الحياة فلا يموتون أبدا.
قال : ثمّ يوقف بهم قدّام العرش ، وقد سلموا من الآفات والأسقام والحرّ والبرد أبدا .
قال : فيقول الجبار جلّ ذكره للملائكة الذين معهم احشروا أوليائي إلى الجنّة ، ولا توقفوهم مع الخلائق ، فقد سبق رضاي عنهم ، ووجبت رحمتي لهم ، وكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسّيّئات ! قال : فتسوقهم الملائكة إلى الجنّة ».
وساق الحديث بطوله إلى أن قال في آخره ثم قال أبو جعفر عليه السّلام : « أمّا الجنان المذكورة في الكتاب ، فإنّهنّ : جنّة عدن ، وجنّة الفردوس ، وجنة النّعيم ، وجنّة المأوى » . قال : « فإن للّه عزّ وجلّ جنانا محفوفة بهذه الجنّات ، وإن المؤمن ليكون له من الجنان ما أحبّ واشتهى ، يتنعّم فيهنّ كيف يشاء ، وإذا أراد المؤمن شيئا أو اشتهى إنما دعواه فيها إذا أراد ، أن يقول : سبحانك اللهمّ ، فإذا قالها تبادرت إليه الخدم بما اشتهى من غير أن يكون طلبه منهم أو أمر به ، وذلك قوله عزّ وجلّ : { دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ } يعني الخدّام . قال : { وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ } يعني بذلك عندما يقضون من لذّاتهم من الجماع والطّعام والشّراب يحمدون اللّه عزّ وجلّ عند فراغهم » « 1 ».
___________
( 1 ) الكافي : ج 8 ، ص 95 ، ح 69 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة