 
					
					
						المعرفة التجريبية والميتافيزيقا					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						بريجيته فالكينبورج
						 المؤلف:  
						بريجيته فالكينبورج					
					
						 المصدر:  
						ميتافيزيقا الجسيمات
						 المصدر:  
						ميتافيزيقا الجسيمات					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ص43
						 الجزء والصفحة:  
						ص43					
					
					
						 2025-10-30
						2025-10-30
					
					
						 34
						34					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				حين انتهت محاولات إكمال الفيزياء الكلاسيكية إلى طريق مسدود حوالي عام 1900، بدأ السجال التقليدي حول العلم الجاليلي في التشابك مع التحديات الجديدة للواقعية العلمية. قدم ماخ تحليلاً ممتازا للميكانيكا الكلاسيكية، وقام دوهيم بتفسير هدف النظريات الفيزيائية وبنيتها؛ ودافعـا عن الموقف التجريبي والموقف الأداتي على التوالي، فلا وجود للذرات أو القوى وفقا لماخ. وهذه الكيانات الافتراضية وفقًا لوجهة نظره، يتم افتراض وجودها فقط من أجل وصف الظاهرة بشكل إيجازي ومن الأفضل استبدال توصيف أكثر طبيعانية   وبناء على الأبحاث المفصلة للطريقة التي بهم ترتبط بها الكميات الفيزيائية بالظواهر التجريبية، فقد قدم دوهيم تفسيرًا أداتيا مؤثراً للفيزياء الكلاسيكية. إلا أن كلا الموقفين كانا متعارضين مع ماكسويل والنظرية الحركية لبولتزمان للغازات وأسسها الذرية على التوالي. ومع ذلك، فحين أصاب بولتزمان اليأس بدأت إمكانية إخضاع الذرات ومكوناتها للملاحظات والقياسات التجريبية غير المباشرة في معامل طومسون ورذرفورد. وفي عام 1903، تمت ملاحظة وميض الضوء الناتج عن أشعة سيجما بشكل مباشر للمرة الأولى. كما دخل البحث في الذرة، والنظرية الحركية للغازات، والأسس الإحصائية للديناميكا الحرارية مرحلة صياغة المشكلات الفيزيائية والتي أدت في النهاية إلى قانون بلانك لإشعاع الجسم المعتم وفرضية أينشتين لكمات الضوء. كانت تجارب طومسون ورذرفورد للجسيمات عالية الشحنة لا تزال تقدم كلية بالمصطلحات الكلاسيكية، إلا أن التوصيفات النظرية لبلانك وأينشتين لتفاعل المادة والإشعاع كانت مختلفة. لقد أسدلا الستار على الفيزياء الكلاسيكية، التي لم يكن بلانك ولا أينشتين ليتقبلاها.
أضحى كارناب ورايشنباخ أبعد الفلاسفة تأثيرا في فيزياء القرن العشرين. فقد قاما تحت تأثير الإعجاب بالثورات العلمية التي أدت إلــى نظرية النسبية ونظرية ميكانيكا الكم إلى عمل قطيعة مع الكانطية الجديدة( neo-Kantianism) والالتجاء إلى رؤية ماخ التجريبية للواقع. قامت دائرة فيينا للوضعية المنطقية بتبني رؤية ماخ في ازدراء الميتافيزيقا وبدأت فــــي السعي خلف معايير للتمييز بين المعرفة التجريبية والميتافيزيقا وهو المسعى الذي سيطر على أبستمولوجيا الفيزياء الحديثة طوال العقود التالية. وجهت فلسفة العلم تركيزها إلى إعادة تأسيس المحتوى التجريبي للنظريات الفيزيائية. إلا أن هذا السعي خلف معايير للتمييز من هذا القبيل قــد بــاء بالفشل. وتعين على التجريبية أن تواجه أطروحة دوهيم-كواين التي تذهب إلى القول بعدم جواز الفصل بين المكونات التجريبية للنظريات الفيزيائية بالإضافة إلى التغير في نظرتنا للعالم كنتيجة للثورات العلمية الكبرى التي أشار إليها كون . ووفقا لهذه الرؤى، تحتم على التجريبية أن تواجه مشكلة أن العلم التجريبي غير قابل للانسلاخ التام عن الميتافيزيقا على النحو الذي تفترضه ظهر السجال الأخير حول الواقعية العلمية في وقت ظهور كتاب كون الشهير بنية الثورات العلمية وعلى نحو ما سوف نرى، فقد كان في الواقع سجالاً حول الجوانب الميتافيزيقية للعلم الحديث.
بالنسبة إلى فلسفة العلم التجريبية في القرن العشرين، فإن الميتافيزيقا نسق من القضايا القبلية (    a prior  ) عن العالم ومن وجهة النظر التجريبية، فإن الميتافيزيقا هي نقيض التجريبية. وتعد رؤية كانط للميتافيزيقا كتفسير للعالم غير رياضي وغير تجريبي دعامة هذا الفهم للميتافيزيقا  ووفقًا لخلفية كارناب ورايشنباخ الكانطية الحديثة، فإن ذلك يمتد بجذوره في الفلسفة التقليدية، خاصة في معارضة التجريبية والعقلانية. وعلى الرغم من اختلافها مع آراء كانط عن الميتافيزيقا) ، فإنها تسير على خطى ماخ في ازدرائها.
ما زالت الاعتراضات الحديثة الموجهة لوجود الكيانات النظرية وافتراض وجود قوانين صادقة للطبيعة تدين بوجودها لهذا الأصل. وهي مرتبطة بالاعتراضات المنطقية والأبستمولوجية المعرفية التقليدية ضد الكيانات غير القابلة للملاحظة. تشتمل هذه الكيانات غير القابلة للملاحظة على: ذرات جاسيندي أو جاليليو - والتي تعود بجذورها إلى الفلسفة الطبيعية القديمة - وجسيمات ديكارت الميكانيكية - الشبيهة بالذرات – وفضاء نيوتن المطلق - والذي دافع عنه كلارك في مواجهة ليبنتز – والعلاقة العلية بين الأحداث المنتظمة وفقًا لما يشبه القوانين - والتي ارتاب فيها هيـــوم - والجوهر بالمعنى الذي قدمته الميتافيزيقا التقليدية كحامل للخصائص العرضية للموضوعات المادية. ووفقًا لكانط، فإن السجال التقليدي حول هذه الكيانات كان يستهدف المفاهيم الميتافيزيقية. فبحسب كانط، فإن المفاهيم الميتافيزيقية من هذا القبيل تفتقر إلى الحقيقة الموضوعية، أو لا تنطبق على الموضوعات التجريبية في المكان والزمان .
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  تاريخ الفيزياء
					 الاكثر قراءة في  تاريخ الفيزياء					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة