علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
قولهم : أسند عنه
المؤلف:
الشيخ محمد بن اسماعيل المازندراني الحائري
المصدر:
منتهى المقال في أحوال الرجال
الجزء والصفحة:
ج 1 / المقدمة الخامسة / ص 48- 49
29-8-2016
1722
قولهم : أسند عنه ، قيل : معناه سمع عنه الحديث ، ولعل المراد على سبيل الاستناد والاعتماد (8) ، وإلاّ فكثير ممن سمع عنه ليس ممن أسند عنه (1).
ولا شك أنّ هذا المدح أحسن من لا بأس به (2) ، انتهى.
قوله ; : وهو كالتوثيق ، لا يخلو من تأمل ، نعم إن أراد التوثيق بالمعنى الأعم فلعلّه لا بأس به ، لكن لعله توثيق من غير معلوم الوثاقة ، أما أنّه روى عنه الشيوخ كذلك حتى يظهر وثاقته لبعد اتفاقهم على الاعتماد على من ليس بثقة ، أو بعد اتفاق كونهم بأجمعهم غير ثقات ، فليس بظاهر.
نعم ربما يستفاد منه قوة ومدح (3) ، لكن ليس بمثابة قولهم : لا بأس به ، بل أضعف منه ، لو لم نقل بإفادة ذلك التوثيق.
وربما يقال : بإيمائه الى عدم الوثوق ، ولعله ليس كذلك (4).
أقول : لم أعثر على هذه الكلمة إلاّ في كلام الشيخ ; ، وما ربما يوجد في الخلاصة فإنّما أخذه من رجال الشيخ ، والشيخ ; إنّما ذكرها في رجاله دون فهرسته ، وفي أصحاب الصادق 7 دون غيره ، إلاّ في أصحاب الباقر 7 ندرة غاية الندرة (5).
واختلفت الأفهام في قراءتها :
فمنهم من قرأها بالمجهول كما سبق ، ولعلّ عليه الأكثر ، وقالوا بدلالتها على المدح ، لأنّه لا يسند إلاّ عمن يستند إليه ، ويعوّل عليه.
وفي ترجمة محمّد بن عبد الملك الأنصاري : أسند عنه ، ضعيف (6).
فتأمل.
وقيل في وجه اختصاصها ببعض دون بعض : أنّها لا تقال إلاّ فيمن لا يعرف بالتناول منه والأخذ عنه (7).
وقرأ المحقق الشيخ محمّد : أسند بالمعلوم ، وردّ الضمير الى الامام 7 ، وكذا الفاضل الشيخ عبد النبي الجزائري ; في الحاوي (8) كما يأتي عنهما في يحيى بن سعيد الأنصاري (9) ، وعن الثاني في عبد النور أيضا (10).
وينافيه قول الشيخ في جابر بن يزيد : أسند عنه ، روى عنهما (11).
وقوله في محمّد بن مسلم : أسند عنه قصير وحداج ، روى عنهما (12).
وقوله في محمّد بن إسحاق بن يسار : أسند عنه ، يكنى أبا بكر ، صاحب المغازي ، من سبي عين التمر ، وهو أول سبي دخل المدينة ، وقيل : كنيته أبو عبد الله ، روى عنهما (13).
وقال المحقق الداماد في الرواشح ـ ما ملخصه ـ : إنّ الصحابي ـ على مصطلح الشيخ في رجاله ـ على معان :
منها : أصحاب الرواية عن الإمام بالسماع منه.
ومنها : بإسناد عنه ، بمعنى أنّه روى الخبر عن أصحابه 7
الموثوق بهم ، وأخذ عن أصولهم المعتمد عليها ، فمعنى أسند عنه : أنّه لم يسمع منه ، بل سمع من أصحابه الموثقين وأخذ عنهم من أصولهم المعتمد (14) عليها.
وبالجملة قد أورد الشيخ في أصحاب الصادق 7 جماعة جمّة إنّما روايتهم عنه بالسماع من أصحابه الموثوق بهم والأخذ من أصولهم المعوّل عليها ، ذكر كلا منهم وقال : أسند عنه ، انتهى (15).
وردّ : بأنّ جماعة ممن قيلت فيه ، رووا عنه مشافهة (16).
وقرأ ولد الأستاذ العلامة دام علاهما أيضا بالمعلوم ، ولكن لا أدري الى من ردّ الضمير.
وقرأ بعض السادة الأزكياء من أهل العصر (17) أيضا كذلك ، قال : والأشبه كون المراد أنّهم أسندوا عنه 7 ولم يسندوا عن غيره من الرواة كما تتبعت ، ولم أجد رواية أحد من هؤلاء عن غيره 7 إلاّ أحمد بن عائذ ، فإنه صحب أبا خديجة وأخذ عنه ، كما نص عليه النجاشي (18) ، والأمر فيه سهل ، فكأنه مستثنى لظهوره. انتهى.
وفيه أيضا تأمل ، فإن غير واحد ممن قيل فيه : أسند عنه ، سوى أحمد ابن عائذ رووا عن غيره 7 أيضا ، منهم : محمّد بن مسلم على ما ذكره ولد الأستاذ العلامة ، والحارث بن المغيرة ، وبسام بن عبد الله الصيرفي.
وربما يقال : انّ الكلمة : أسند بالمعلوم ، والضمير للراوي ، إلاّ أن فاعل أسند ابن عقدة ، لأنّ الشيخ ; ذكر في أول رجاله أنّ ابن عقدة ذكر أصحاب الصادق 7 وبلغ في ذلك الغاية. قال ; : وإني ذاكر ما ذكره ، وأورد من بعد ذلك ما لم يذكره (19) ، فيكون المراد : أخبر عنه ابن عقدة ، وليس بذلك البعيد.
وربما يظهر منه : وجه عدم وجوده إلاّ في كلام الشيخ. وسبب ذكر الشيخ ذلك في رجاله دون الفهرست ، وفي أصحاب الصادق 7 دون غيره (20). بل وثمرة قوله ; : إني ذاكر ما ذكره ابن عقدة ثم أورد ما لم يذكره. فتأمل جدا (21).
__________________
(1) ذكر هذا القول أيضا الأسترآبادي في لب اللباب : 22 على ما نقل عنه محقق مقباس الهداية : 2 / 228.
(2) روضة المتقين : 14 / 64 ، ذكر ذلك عند شرحه لحال أيوب بن الحر الجعفي.
(3) قال الكاظمي في عدته : 50 : وكثيرا ما يقولون : أسند عنه ـ وهو بالمجهول ـ والمراد أنّ الأصحاب رووا عنه ، وتلك خلة مدح ، فإنه لا يسند ولا يروى إلاّ عمّن يعوّل عليه ويعتمد.
(4) التعليقة : 7.
(5) ذكرت لفظة « أسند عنه » في عدّة من أصحاب الأئمة : في رجال الشيخ ، ففي أصحاب الإمام الصادق 7 جاوزوا الثلاثمائة شخص.
أما في أصحاب الإمام الباقر 7 فذكرت العبارة في حق شخص واحد ، وهو :
(6) رجال الشيخ : 294 / 223.
(7) قال الكاظمي في عدته : 50 ، بعد كلامه في هامش رقم 3 المتقدم : غير أنّهم إنّما يقولون ذلك فيمن لا يعرف بالتناول منه ، والأخذ عنه.
(8) الحاوي : 344 / 2135.
(9) قال المحقق الشيخ محمّد 1 : العجب من العلامة ; أنّه أتى بقوله : أسند عنه ، مع عدم تقدم مرجع الضمير ، فكأنّه نقل كلام الشيخ ; بصورته ، والضمير فيه عائد إلى الصادق 7 ، وهذا من جملة العجلة الواقعة من العلامة ; ، انتهى.
وقال الفاضل عبد النبي الجزائري : لا يخفى أن ضمير عنه في عبارة الخلاصة لا مرجع له بحسب الظاهر ، وكان عليه أن يقول من أصحاب الصادق 7 ، انتهى.
ثم عقب الحائري بقوله : ولا يخفى أنّ ما ذكراه مبني على قراءة « أسند » ، بصيغة المعلوم ، ولم يظهر ذلك من العلامة ; ، فلعلّه ; قرأها بالمجهول ، فلا اعتراض.
منتهى المقال ، ترجمة يحيى بن سعيد الأنصاري.
(10) الحاوي : 306 / 1851.
(11) رجال الشيخ : 163 / 30.
(12) رجال الشيخ : 300 / 317.
(13) رجال الشيخ : 281 / 22.
(14) في نسخة : المعمول.
(15) الرواشح السماوية : 63 ـ 65 ، الراشحة الرابعة عشر.
(16) كما في ترجمة : جابر بن يزيد الجعفي : 163 / 30 ، ومحمّد بن إسحاق بن يسار : 281 / 22 ، ومحمّد بن مسلم بن رباح : 300 / 317 ، فإن الثلاثة من أصحاب الإمام الصادق 7 وقال عنهم الشيخ : أسند عنه ، ثم عقبه بقوله : روى عنهما 8.
وكثير من الذين عدّهم الشيخ في رجاله وقال : أسند عنه ، ذكرهم النجاشي في رجاله وذكر لهم كتاب يرويه عن ذلك الامام ، مثل :
1 ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب 7.
2 ـ أبان بن عبد الملك الخثعمي.
3 ـ عبد الله بن علي.
4 ـ أحمد بن عامر بن سليمان الطائي.
5 ـ محمّد بن إبراهيم العباسي الإمام.
6 ـ محمّد بن ميمون التميمي الزعفراني.
7 ـ إبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى وغيرهم كثير.
(17) هو النحرير الرباني السيد بشير الجيلاني ; ( منه ).
(18) رجال النجاشي : 98 / 246.
(19) رجال الشيخ : 2.
(20) ذكرنا فيما سبق المواضع التي وردت الكلمة في حقهم ، من أصحاب باقي الأئمة :.
(21) وقد فصّل القول في معنى الكلمة ومدلولها ومواردها ومعناها اللغوي السيد الجلالي في مقالته التي نشرت في مجلة تراثنا ، العدد الثالث ، السنة الأولى ، تحت عنوان : المصطلح الرجالي « أسند عنه » ما هو؟ وما هي قيمته الرجالية؟.
الاكثر قراءة في الجرح والتعديل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
