أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2018
![]()
التاريخ: 20-3-2017
![]()
التاريخ: 17-4-2017
![]()
التاريخ: 24-3-2016
![]() |
تهدف الجماعات الإجرامية المنظمة من خلال مشروعاتها الإجرامية إلى تحقيق الربح دون الانتماء إلى أيديولوجية سياسية أو عقيدة معينة(1)، حيث يلجأ أعضاؤها إلى ارتكاب أنشطة إجرامية من شأنها أن تجلب عائدات إجرامية، الأمر الذي يجعل الدافع والمحرك الرئيسي إلى الإجرام ذا طبيعة مادية بحتة( 2)، فرجل المافيا والجماعات الإجرامية المنظمة بصفة عامة، هو رجل اقتصاد (HOMOECONOMICUS) وليس برجل سياسة (HOMOPOLITICUS) (3) بينما يرتكز الإرهاب على ارتكاب أنشطة إجرامية من منطلق غير مادي، يتجلى في تحقيق أفكار إيديولوجية أو سياسية أو عقائدية، غالبا ما يحمل فكرة عدائية مناهضة للدولة حيث تعمد الجماعة الإرهابية إلى ارتكاب أنشطة إجرامية ضد الدولة والمنظمة السياسية المعادية، طالما أن من شأن هذه الأنشطة الإجرامية أن تزعزع سياسيا الجهة الموجهة إليها(4) من هذا المنطلق تختلف الجريمة المنظمة العابرة للحدود عن الإرهاب، بل يعد الباعث على ارتكاب الأنشطة الإجرامية هو الاختلاف الجوهري بين هذين النوعين من الإجرام(5) فإذا كان الدافع وراء الجريمة المنظمة العابرة للحدود هو تحقيق الربح، فإنه يتجلى في الإرهاب في تحقيق مبادئ معينة قائمة على انتهاج عقيدة معينة أو إيديولوجية معينة أو سياسة معينة. في كثير من الحالات نجد أن الجماعات الإرهابية تستند في تبرير أعمالها على نبل الباعث، وهو تحقيق الحق والعدل من وجهة نظرها، التي تستند في الغالب إلى تفسيرات خاطئة للمصادر التي تتشكل منها عقيدتها، بخلاف الجماعات الإجرامية المنظمة التي دائما يكون الباعث عليها دنيئا، ولا يمكن تفسيره إلا في ظل الأنانية الشديدة التي تسيطر على أعضاء الجماعة الإجرامية وتدفعها إلى ارتكاب الجرائم(6) تأكيدا لذلك، يعمل الإرهابي بدافع معنوي يتمثل في إيمانه بالقضية التي يدافع عنها الناتجة عن قناعته التامة بفكر معين(7)، مع اعتقاده بنبل الدوافع والمقاصد، وهو ما يحمله على اللامبالاة بما قد يتخذ ضده، بخلاف العضو داخل الجماعة الإجرامية المنظمة الذي يخشى مواجهة نفس المصير(8) يترتب على اختلاف الباعث بين الجريمة المنظمة العابرة للحدود والإرهاب، اختلافهما من حيث الهدف، فالجماعة الإرهابية تبحث في الغالب عن إرباك وظيفة الدولة وهيئة الحكم وصولا إلى تغيير النظام السياسي بالطرق غير المشروعة(9)، في حين تعمل الجماعات الإجرامية المنظمة ضمن النسق الاجتماعي من أجل استمرار بقائها، عن طريق البحث عن النفوذ والسلطة، دون أن يكون من اهتمامها إسقاط الحكومة وتغيير سياستها(10) ما تجب الإشارة إليه، أن النشاط الإرهابي يتم كأصل عام بدافع عقائدي أو سياسي غير أنه قد يرتكب دون أن يتحقق أي هدف من ورائه، سوى بث الرعب في نفوس المواطنين وٕالحاق الأضرار المادية بهم( 11)، كما أن الواقع يثبت ضلوع الجماعات الإرهابية في العديد من الأنشطة الإجرامية التي تهدف في الأساس إلى تحقيق الربح، قصد جني أموال كافية لتمويل مخططاتها الإرهابية(12) أيضا قد تلجأ الجماعات الإجرامية المنظمة العابرة للحدود إلى انتهاج وسائل العنف والإرهاب إذا عجزت عن تنفيذ خططها الإجرامية بالطرق السلمية.
لكن لجوء الجماعات الإجرامية المنظمة إلى استعمال استراتيجيات الإرهاب والعنف كوسيلة للحصول على الأرباح، لا يعني وصفها بالإرهاب، نفس الشيء بالنسبة للجماعات الإرهابية التي تتخذ من استراتيجيات الجريمة المنظمة وسيلة لها، فهذه الأخيرة لا يمكن وصف نشاطها بالجريمة المنظمة، على أساس أن المحرك الأساسي لها يبقى دائما إيديولوجيا أو عقائديا.
___________
1- محمد علي سويلم، الأحكام الموضوعية والإجرائية للجريمة المنظمة العابرة للحدود في ضوء السياسة الجنائية المعاصرة، دراسة مقارنة بين التشريع والاتفاقيات الدولية والفقه والقضاء، دار المطبوعات الجامعية، الإسكندرية مصر، سنة 2008 . ص 33 .
2- أحمد إبراهيم مصطفى سليمان، الإرهاب والجريمة المنظمة (التجريم وسبل المكافحة)، مطبعة العشري، مصر، سنة 2006. ص 192
3- Jean-François GAYRAUD, Op.cit. P.9.
4- كوركيس يوسف داود، الجريمة المنظمة، ط الأولى، الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع، عمان الأردن، سنة 2001 ص 63 .
5- Maria Luisa CESONI, Op.cit. P240.
6- حسام محمد السيد أفندي، التشكيلات العصابية في القانون الجنائي، دراسة مقارنة، دار النهضة العربية، القاهرة مصر، سنة 2011 ص 254 .
7- محمد عبد الله حسين العاقل، النظام القانوني الدولي للجريمة المنظمة عبر الدول، دراسة نظرية تطبيقية، دار النهضة العربية، القاهرة مصر، سنة 2010 ص 121 .
8- حسام محمد السيد أفندي، مرجع نفسه. ص 254
9- يتمثل الهدف من وراء تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى إعادة بعث نظام الخلافة وتطبيق الشريعة الإسلامية كما يزعم بذلك أعضاؤه.
10- معن خليل العمر، الجريمة المنظمة والإرهاب، ط الأولى، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، سنة 2013 ص 185 .
11- عبد الفتاح مصطفى الصيفي، مصطفى عبد المجيد كاره وأحمد محمد النكلاوي الجريمة المنظمة (التعريف والأنماط والاتجاهات)، ط الأولى، مركز الدراسات والبحوث، أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض السعودية، سنة 1999 ص 66
12- عبد القادر دندن، مقال بعنوان: خطر التحالف بين الإرهاب والجريمة المنظمة العلاقة بين التنظيمات المسلحة وشبكة الاتجار بالمخدرات، شمال أفريقيا نموذجا، مجلة سياسات عربية، ع 8، أبريل 2014 ص 83.
|
|
قلة النوم.. ضريبة ثقيلة على صحتك قد تهدد حياتك
|
|
|
|
|
اكتشاف انبعاث غاز الميثان في القارة القطبية الجنوبية
|
|
|
|
|
إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية لمشروع إكساء الصحن الشريف بالمرمر الأبيض الثاسوس
|
|
|