العوامل الطبيعية المؤثرة في النقل: تعد العوامل الطبيعية من ابرز التي ترتبط ارتباط مباشر بالطبيعة المؤثرة في عملية الانتقال والحركة والتصميم الاساس للبنية التحتية للنقل وهي كالاتي :-

- الموقع الجغرافي: إذا كانت البيئة الطبيعية قد أسهمت في توزيع موارد الاقاليم فإن الموقع الجغرافي يحدد إمكانية الاتصال بباقي الأقاليم من خلال النقل، وبالتالي إمكانية استغلال هذه الموارد، فهناك أقاليم تتميز بموقعها الجغرافي الملائم أو المناسب الذي يسهم في اتصالها بأقاليم العالم، وبالتالي توافر طرق ووسائط النقل مما يمكن من استغلالها بتكاليف منخفضة.

الا ان الموقع الجغرافي يؤثر على اقتصاد بعض الدول ويعمل على تأخير استغلال مواردها لبعدها عن خطوط أو شبكات الاتصال، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل فيها، وبالتالي ارتفاع تكاليف الإنتاج وبالتالي تسهم في انخفاض قيمة الأرباح وتزيد من سعر السلعة مما يقلل من إمكانية منافسته للسلع المشابهة لها.

ترتبط اهمية دول العالم بموقعها الجغرافي اذ يجعلها دولة مركزية تتصل بالعالم مما يؤدي الى تطور حضاراتها وانتعاش اقتصادها، ولعل أوضح الأمثلة على بعض الدول في أوروبا وأمريك او التي غالبا ما تكون إما دول جزرية أو دول تمتلك جبهات بحرية، مما كان له دور مباشر في سهولة اتصالها بالعالم الخارجي وبالتالي اتساع دائرة نشاطها التجاري وتحسن أوضاعها الاقتصادية والسكانية والحضارية بوجه عام، في حين ان بعض الدول يكون موقعها هامشيا لذا تتصف بانها دول منعزلة أو تلك التي تقع على بحار مقفلة أو متجمدة مما يصعب عملية اتصالها بالعالم الخارجي ويحجم تأثيرها كالدول الحبيسة في قارة أفريقيا.

وحقيقة ان الموقع الجغرافي عنصر غير ثابت حيث تتغير أهميته من فترة لأخرى، نتيجة لعدة عوامل أهمها تطور وسائط النقل المختلفة، لاسيما الملاحة البحرية التي أعطت أهمية كبرى لموقع المحيط الاطلسي وجنوب القارة الإفريقية، كذلك عند شق قناة السويس اكسب البحرين الأحمر والمتوسط أهمية كبيرة كما هو الحال بالنسبة لموانئ السويس وبور سعيد وميناء جبل علي في الامارات العربية، وميناء عدن في اليمن والموانئ السعودية، كما تغيرت أهمية السواحل الغربية للأمريكيتين بعد شق قناة بنما .

ويمكن تقسيم الدول حسب موقعها الجغرافي الى ما يلي :

1- دول جزرية: وهي الدول التي تحيط بها المياه من جميع اتجاهاتها كبريطانيا واليابان اللتان تتمتعان بقوة بحرية وتجارية فوقوع بريطانيا على حافة القارة الأوروبية كان سببا في جعلها قوة بحرية وتجارية كبرى.

2- دول تمتلك جبهات بحرية مختلفة: وهي دول ذات موقع مميز مثل الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وايطاليا وهولندا واليونان ومصر، والمغرب والتي ساهم موقعها في سهولة اتصالها بالعالم الخارجي، واتساع دائرة نشاطها التجاري.

3- دول منعزلة أو شبة منعزلة: او تقع على بحار متجمدة أو مغلقة وهذا يسهم في صعوبة اتصالها بالعالم الخارجي، ومنها الدول الحبيسة مثل النمسا وسويسرا في قارة اوروبا وتشاد في افريقيا وبارجواي في امريكا الجنوبية ومنغوليا وافغانستان في آسيا.

ان تطور وسائط النقل المختلفة يؤدي الى زيادة اهمية الموقع الجغرافي، مثل تطور وسائط النقل البحري أدت إلى زيادة اهمية موقع المحيط الاطلسي والدول الافريقية المطلة عليه، كما ساعد شق قناة السويس على زيادة أهمية موقع مصر عالميا.

اذ إن هناك تأثير متبادل بين الموقع الجغرافي للإقليم وطرق النقل المختلفة التي تربطه بالعالم الخارجي، فالموقع المتميز للإقليم يسهل من درجة اتصاله بالعالم الخارجي كما أن توافر شبكات النقل وتطورها يزيد من أهمية الموقع الجغرافي، ويعد موقع موريتانيا موقعا جغرافياً متميزاً رغم عدم استقلاله إذ تقع في أقصى النطاق الصحراوي في إفريقيا الغربية وهي بذلك تشكل همزة وصل بين إفريقيا الشمالية الغربية وإفريقيا السوداء المدارية الجنوبية كما تعد البوابة الغربية للوطن العربي وتطل على المحيط الأطلسي بساحل طويل يتميز بانخفاضه وقلة تعاريجه.