المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6623 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



سياسة القلب  
  
56   06:28 مساءً   التاريخ: 2025-05-01
المؤلف : الحارث بن أسد المحاسبي
الكتاب أو المصدر : آداب النفوس
الجزء والصفحة : ص 46 ـ 48
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الرذائل وعلاجاتها / حب الدنيا والرئاسة والمال /

تصفية الْقلب عَن الْحِرْص على الدُّنْيَا:

وتعاهد يَا أخي قَلْبك بِأَسْبَاب الْآخِرَة وَعرّضْه لذَلِك وصُنْه من أَسبَاب الدُّنْيَا وَمن ذكرٍ يجر الى الْحِرْص وَالرَّغْبَة.

وَلَا تَأذن لقلبك فِي اسْتِصْحَاب مَا يعسر طلبه وينطفئ نور الْقلب من أجله وَكن فِي تأليف مَا بَينه وَبَين مَحْمُود العواقب حَرِيصًا وَخَوّف نَفسك عُقُوبَة مَا فِي يَدَيْهِ من الدُّنْيَا وَقلّة أدائك لما يجب عَلَيْك فِيهِ من الشُّكْر.

واستكثر مَا فِي يَديك لما تعلم من ضعف شكرك فتشتغل النَّفس بِمَا فِي يَديهَا عَن الْفِكر فِي أَمر الدُّنْيَا والمحبّة للزِّيَادَة مِنْهَا.

فَإِذا أجمَمْتها من ذكر الزِّيَادَة من الدُّنْيَا وحملتها على دَرَجَة الْخَوْف مِمَّا فِي يَديهَا قنعت ورضيت وعفّت عَن طلب الدُّنْيَا بالحرص وَالرَّغْبَة وَرجعت الى الْآخِرَة بالحرص عَلَيْهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا فَإِنّ النَّفس مَبْنِيَّة على أساس الطمع.

 

أخطار الطمع على الْقلب:

ومخرج الْحِرْص وَالرَّغْبَة من الطمع وَبِنَاء الأنفس قَائِم على قَوَاعِد الطمع، أمّا الطمع فِي الدُّنْيَا فيستعمل أَدَاة الطمع فِي طلب الزِّيَادَة من الدُّنْيَا، أمّا الطمع فِي الآخرة فيستعمل أَدَاة الطمع فِي طلب الزِّيَادَة من أَعمال الآخرة بالحرص عَلَيْهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا.

قيل لحكيم: فَمَا آلة الطمع، وجماع آفاته؟ قَالَ: الشرة والحرص وهيجان الرَّغْبَة فعلى أيّها أوقعت النَّفس طمعها أحضرت أداتها، وجمعت آلتها، وجدَّت فِي طلبَهَا.

فَإِذا قهرت صَاحبهَا على مُوَافقَة هَواهَا استعبدته فأذهلته وأذلّته وأدهشته وأتعبته وطيّشت عقله ودنّست عرضه وأخلقت مروءته وفتنته عَن دينه وَإِن كَانَ عَالما لبيبا عَاقِلا كيّسا فطينا فصيحا حكيما فَقِيها لوّثته وأسقطته وفضحته فَاحْتمل لَهَا ذَلِك كُلّه وَهُوَ الأريب الْعَالم الأديب فصيّرته بعد الْعلم جَاهِلاً سَفِيهًا أَحمَق خَفِيفًا.

وَذَلِكَ أَنَّهَا سقته من مُوَافقَة هَواهَا كأسا سمّا صرفا فاستمالته فَمَال بِعِلْمِهِ وعقله وفهمه ونفاذ حكمته وبصره فأجراه مجْرى هوى نَفسه فعجّلت لَهُ الفضيحة فِي عَاجل الدُّنْيَا عِنْد حكمائها وعقلائها وأسقطته من عين الله وأعين عباده من أهل البصائر وأخّرت لَهُ آجل الندامة الطَّوِيلَة عِنْد مُفَارقَة الدُّنْيَا وَفِي عرصات الْقِيَامَة.

 

قهر النَّفس على طلب الْآخِرَة:

فَإِذا قطع عَلَيْهَا العَبْد الطمع من أَسبَاب الدُّنْيَا وَغلب بعقله هَواهَا رجعت بطمعها إِلَى أَسبَاب الْآخِرَة لَا محَالة لِأَنَّهَا بنيت على الطمع.

فَإِذا تجرّدت من أَسبَاب الدُّنْيَا وأقلبت على نَفسهَا بالإياس من المخلوقين رجعت برغبتها وطمعها إلى أسباب الْآخِرَة فجدّت فِي طلبَهَا وَاجْتَهَدت وعزفت عَن الدُّنْيَا وباينت الْهوى وخالفت الْعَدو وتبعت الْعلم وَكَانَت مَطِيَّة لِلْعَقْلِ صابرة على مُرِّ مَا يدلُّ عَلَيْهِ الْحقّ فَنَجَتْ وأنْجَتْ.

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.