الفصل الخامس 

التحليل المالي ... إطار عام

التحليل المالي ... أهميته

يعتبر التحليل المالي للمؤسسات والشركات التي تقدم طلباً للاقتراض من البنك التجاري ذا أهمية كبيرة لإدارة البنك، إذ أن قرار منح التسهيلات الائتمانية أو منعها يعتمد ويبنى أساساً على نتائج هذا التحليل المالي، قد يستخدم التحليل المالي في مجالات متعددة كمجال الائتمان ومجال الاستثمار ومجال الدمج بين الشركات ومجال تقييم كفاءة الإدارة.

وحيث أن نتائج التحليل المالي تعتبر من أهم الأسس التي يستند إليها في الحكم على طالب القرض وبالتالي اتخاذ قرار المنح أو المنع، فإن من يقوم بهذا التحليل المالي ينبغي أن يتصف بصفات محددة كالأمانة والموضوعية والصدق، بالإضافة إلى ضرورة تمتعه بقدرات تحليلية عالية. وغني عن الذكر بأن المحلل المالي يفترض أن يكون مؤهلاً ولديه الخبرة الكبيرة في مجال التحليل المالي، وكذلك لديه إلمام جيد بالمحاسبة والعلوم الاقتصادية ومبادئ الإحصاء وأساليب البحث العلمي.

قد يتوقف الحكم على مدى كفاءة الإدارة أي مدى نجاحها أو فشلها في إدارة أموال البنك على قرارات مسؤولي الائتمان فيما يتعلق بمنح التسهيلات الائتمانية فإذا تم اتخاذ قرارات خاطئة بإعطاء تسهيلات ائتمانية لمؤسـات وشركات مركزها المالي ضعيف، فإن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع رصيد القروض الهالكة مما يؤثر بالتالي على نتائج أعمال البنك، وربما يهدد بقاءه واستمراره . أما إذا تم إجراء التحليل المالي بالشكل الصحيح من قبل متخصصين أكفاء في التحليل المالي، فإن قرارات الإدارة فيما يتعلق بالائتمان سوف تكون رشيدة وبالتالي تنخفض نسبة القروض الهالكة ويحقق البنك ارباحا أكثر.

 التحليل المالي ... والأطراف المستفيدة منه

إن تحديد الجهة التي يقدم تقرير نتائج التحليل المالي مهم جـــداً، حيث أنــــه باختلاف هذه الجهة، فإن تقرير نتائج التحليل تختلف وتتعدد، فالتقدير المقدم إلى المساهمين مثلاً يختلف في درجة فنيته واتساعه عن التقرير المقدم إلى المدير المالي أو غيره.

ويمكن إنجاز أهم الأطراف المستفيدة من التحليل كما يلي :

1- المساهمون : يهتم المساهم بصفته صاحب راس مال بمعرفة مصير استثماراته وبالتالي لابد له من أن يطلع على نتائج الأعمال وعلى النسب المالية التي تطمئنه على أمواله، كما أن التحليل المالي يساعد المستثمرين المرتقبين على اتخاذ قرارات استثمارية رشيدة.

2- الدائنون : يهتم الدائنون بغض النظر هل هم حاملين سندات أو بنوك أو مؤسسات مالية بالتعرف على قدرة المنشأة على سداد ديونها وقت استحقاق تلك الديون.

3 ـ الموردون : المورد هو من يقوم بتزويد المنشأة بالمواد الخام أو بالمكونات نصف المصنعة أو بالسلع تامة الصنع أو بغير ذلك من المواد كالقرطاسية والسيارات والأثاث وغيرها، ويهتم المورد بالمركز المالي للمنشأة، وذلك لأن المنشأة تكون عادة مدينة للمورد وبالتالي فإن المورد وبناء على نتائج قد يقوم بزيادة تعامله مع المنشأة أو تخفيض هذا التعامل أو الاستمرار به كما هو.

4- العاملون : من المفيد للعاملين معرفة المركز المالي للمنشأة، والتأكد من سلامة هذا المركز المالي ومتانته،  فيهم العاملين الاطمئنان إلى استقرارهم الوظيفي واستمرارهم بالمنشأة كما يهمهم أن تكون المنشأة قادرة على الاستمرار في إعطائهم رواتب جيدة وحوافز مجدية.  

5- إدارة المنشأة : تهتم إدارة المنشأة بالتحليل المالي لأهداف التخطيط والرقابة فتضع معايير ونسب محددة تطلب من العاملين تنفيذها والتقيد بها وتعمل في نهاية كل فترة زمنية محددة على مقارنتها بالأرقام الفعلية لاكتشاف الانحرافات وتصحيح المسار.

وعلى الرغم من تعدد الأطراف التي يهمها التحليل المالي، إلا أننا هنا سوف نركز على البنوك والتي يهمها التحليل المالي عند اتخاذ القرار بمنح الائتمان.