أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-06-2015
![]()
التاريخ: 15/9/2022
![]()
التاريخ: 8-05-2015
![]()
التاريخ: 1-2-2016
![]() |
التهذيب 2/ 332- أ فحسبتم أنّما خلقناكم عبثا- أي لعبا. وقد عبث يعبث عبثا ، فهو عابث : لاعب بما لا يعنيه وليس من باله ، ونصب عبثا : لأنّه مفعول له في المعنى. وعن الفرّاء : عبثت الأقط أعبثه عبثا ، ومثته ودفته. قال أبو عبيد : وفيه لغة اخرى : غبثته بالغين. وقال الأموي : الغبيثة بالغين : طعام يطبخ ويجعل فيه جراد ، وهو الغثيمة أيضا. وعن ابن السكّيت : العبث مصدر عبث الأقط يعبثه عبثا : إذا خلط رطبه بيابسه ، وهي العبيثة. وقال الليث : العبيث في لغة : المصل. والعبث : الخلط.
مصبا- عبث عبثا : عمل ولعب بما لا فائدة فيه ، من باب تعب ، فهو عابث ، وعبث به الدهر : كناية عن تقلّبه.
مقا- عبث : أصل صحيح واحد ، يدلّ على الخلط ، يقال عبث الأقط وأنا أعبثه عبثا ، وهو عبيث ، وهو يخلط ويجفّف في الشمس والعبيث : كلّ خلط. ويقال في هذا الوادي عبيثة ، أي خلط من حيّيين ، وممّا قيس على هذا : العبث وهو الفعل لا يفعل على استواء وخلوص صواب ، تقول عبث يعبث عبثا ، وهو عابث بما لا يعنيه وليس من باله.
التحقيق
أن الأصل الواحد في هذه المادّة : هو العمل من دون أن يكون له غرض عقلائيّ وفائدة مقصودة. وبهذا الاعتبار تطلق على ما اختلط فيه المقصود وغيره.
فيصير حينئذ غير مفيد ، ولا ينتج ما هو المنظور. وتطلق على العبيث والعبيثة ، فكأنّهما مطبوخان لا فائدة فيهما. ويقال عبث به الدهر إذا عمل به ما لا ينتج له فائدة.
والفرق بين المادّة وبين الباطل واللغو واللهو واللعب والمزاح :
فاللعب : اشتغال بعمل يلتذّ به ، من دون أن يتوجّه الى نتيجة وفائدة.
والباطل : يقابل الحقّ ، وهو ما ليس له ثبوت وتحقّق.
واللغو : ما لا يعتدّ به ويقع من غير تفكّر ورويّة.
واللهو : ما يكون لك تمايل اليه وتلذّذ به من دون نظر الى نتيجة.
والمزاح : استيناس ومداعبة وهزل.
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ } [المؤمنون : 115]
فانّ الخلقة إذا لم يكن لها معاد وحساب وجزاء للصالح والطالح ، ولم يتميّز المحسن من المسيء : فتكون عبثا ولغوا ، ولا سيّما مع هذه الابتلاءات المادّيّة الدنيويّة والتضيق في معيشتها ، ومع هذه التكاليف الإلهيّة التّي تتعلّق بالكمال والسعادة والروحانيّة وإذا كانت الحياة منتهية الى الفوت بالموت : فما معنى المجاهدة في السير الى التزكية وتهذيب النفس وتحصيل الروحانيّة والتبتّل.
وإذا لم يكن معاد : أليس هذا يوجب التوغّل في العيش المادّي ، وحصول التنازع والاختلاف والقتل والظلم والبغي والفساد.
{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ} [الشعراء: 128، 129] فإذا كان بناؤهم في الأراضي الخارجة المرتفعة ، الزائد على حدود احتياجهم :
يعدّ عبثا ، ويذمّ عليه : فكيف يجوز أن يكون بناء السموات والأرض وما بينهما عبثا- وما خلقت الجنّ والإنس الّا ليعبدون.
____________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
علي بابا تطلق نماذج "Qwen" الجديدة في أحدث اختراق صيني لمجال الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر
|
|
|
|
|
ضمن برنامج تأهيل المنتسبين الجدد قسم الشؤون الدينية يقدم محاضرات فقهية وعقائدية لنحو 130 منتسبًا
|
|
|