الضبخان (الضباب-الدخان) Smog:

هو الضباب الملوث بالدخان، وينتج عندما تختلط أنواع متعددة من الملوثات بالدخان والسناج⁽¹⁾ والأتربة والغازات بقطرات الماء المكونة للضباب، واشتقت التسمية من كلمتي (Smoke) دخان و(Fog) ضباب.وتعد حالات سكون الرياح والرطوبة الجوية وراء تكوين هذا النوع من الظواهر، فهي تؤدي الى تراكم ملوثات الغلاف الجوي الى مستوى غير عادي من التركيز وبخاصة في المناطق الصناعية والمزدحمة بالسكان كما هو الحال في مدينة لوس انجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ساعد ضوء الشمس وصفاء وسكون الجو على إحداث تفاعلات ضوء كيميائية (Photochemical) تولد غازات كريهة منها الأوزون، ثاني اوكسيد النيتروجين. ويزداد خطر هذه الغازات السامة عندما يكون تركيزها كبير جداً⁽²⁾. ويسبب الضباب الدخاني الضوء كيميائي (Photochemical smog) رفع نسبة تواجد غاز الأوزون بسبب تولده كيميائياً في ظل ارتفاع معدلات التلوث وخاصة في المدن، حيث يعرض سكان المدن للاختناق لأنه غاز سام يسبب سعال حاد، وإذا ما زادت نسبته عن 2 جزء في المليون من الهواء سيتحول الاختناق الى فقدان كامل للوعي⁽³⁾.وهناك نوع آخر من الضبخان يحدث في مدينة لندن وهو يتكون من الضباب الممزوج بالدخان، وهذا يكون اقل سمية وخطر من ذلك النوع الذي يصيب لوس انجلوس. حيث تعرضت مدينة لندن عام 1952 لكارثة، فقد أدى الانعكاس الحراري الى احتجاز الضبخان (الضباب الممزوج بالدخان) دون تبدد وامتصت الطبقة العليا للضباب حرارة الشمس ونشأ عن ذلك هواء أكثر دفئاً فوق هواء شديد البرودة، فلجأ الناس الى تدفئة بيوتهم بالفحم وبدرجة كبيرة مما رفع محتوى الهواء من ثاني اوكسيد الكربون إلى ضعف مستواه العادي، وقد سبب الضبخان في ضعف الرؤية التي أصبحت لا تزيد درجتها عن متر واحد⁽⁴⁾.

الأمطار الحامضية :

 تتفاعل اكاسيد الكبريت والنتروجين المنبعثة من مصادر مختلفة مع بخار الماء في الجو لتتحول الى أحماض ومركبات حامضية ذائبة معلقة في الهواء حتى تتساقط مع مياه الأمطار مكونة ما يعرف بـ(الأمطار الحامضية) ⁽⁵⁾. إما في بعض المناطق الجافة التي لا تسقط فيها الأمطار تلتصق هذه المركبات الحامضية على سطح الأتربة العالقة في الهواء وتتساقط معها مكونة فيما يعرف بـ(الترسيب ألحامضي الجاف) وأحيانا يطلق على كلا النوعين مصطلح (الترسيب ألحامضي) ⁽⁶⁾.وبالرغم من إن الأمطار الحامضية ليست مشكلة في معظم الدول العربية (لندرة الأمطار) إلا إن الترسيب ألحامضي الجاف يشكل مشكلة آخذة في الازدياد بزيادة تركيزات اكاسيد الكبريت والنيتروجين في الهواء كما إن الضباب ألحامضي الذي يتكون في الصباح الباكر في بعض دول الخليج العربي أصبح يشكل ظاهرة ملموسة⁽⁷⁾ وتسبب الأمطار الحامضية أضرار كبيرة فالمياه التي تنساب الى داخل التربة تقتل الكائنات الحية فيها وكذلك تسبب تشوهات في الأوراق النباتية وتقضي على الكائنات الحيوانية والنباتية والمائية، كما وتسبب تلوث لمياه الشرب. كما وهناك اعتقاد سائد بين العلماء بان كميات كبيرة من الكبريت التي تحملها الرياح من الجزر البريطانية وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وجيكوسلوفاكيا وبولندا الى شمال أوربا وخاصة الدول الاسكندينافية يستغرق عبورها بضعة أيام تكون بدايتها ثاني اوكسيد الكبريت ونهايتها على شكل كبريتات أو حامض الكبريتيك وحامض النتريك، لذا فان الأس الهيدروجيني pH للمطر الذي يتساقط على كل من الترويج والسويد يبلغ أربعة أضعاف ما يكون عليه في بريطانيا نفسها⁽⁸⁾. فيكون ما بين (3 و 5 و4) وقد يصل أحيانا إلى 3، وهو ما يعادل نحو 100 مليجرام من حامض الكبريتيك في كل لتر من الماء⁽⁹⁾.

وان حدث هذه الظاهرة عندما تفقد الأبنية والشوارع في المدينة حرارتها بالإشعاع فيسخن الهواء الذي يعلوها، فيحدث نتيجة لذلك انقلاب حراري يؤدي الى إبطاء عملية التبريد، أي بعبارة أُخرى حدوث زيادة في الطاقة الحرارية المتجمعة فوق المدينة مما يعيق عملية التبادل الهوائي وبالتالي احتباس الملوثات وذرات الغبار والدخان والشوائب الأخرى. وعند استمرار هذه الظاهرة تبقى حركة الرياح معدومة مما يجعل السكان يتنشقون الهواء الفاسد الموجود لليوم السابق مما يجلب أضرار للسكان مثل أمراض الحساسية في الجهاز التنفسي وأمراض الربو والتهاب الرئة والشُعب الهوائية.

__________________

(1) السناج: عبارة عن جسيمات صلبة دقيقة قطر اغلبها اقل من مايكرون واحد (المايكرون=1000/1 ملم) وهي مكونة من الكربون وتنتج عن الاحتراق غير الكامل للمواد المحتوية عليه، إما الدخان فيتكون من جسيمات صلبة دقيقة قطرها أيضا اقل من مايكرون واحد، تنتج عن احتراق المعادن بعد إن تنصهر وتتبخر تحت تأثير الحرارة والجسيمات في هذه الحالة تكون اكاسيد معدنية يختلف تركيبها عن تركيب المادة الأصلية (المعدن). انظر/ رشيد الحمد، محمد سعيد صباريني، مصدر سابق، ص158.

(2) كينيث ميليني بايولوجيا التلوث ،ترجمة كامل الخفاجي ،دار الرشيد للنشر ،بغداد ،1994، ص 31.          

(3) د.فايز محمد العيسوي، أسس الجغرافيا البشرية، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2005، ص342.

(4) رشيد الحمد، محمد سعيد صباريني، مصدر سابق، ص160.

(5) يعتبر ماء المطر حامضياً عندما يكون تركيز ايون الهيدروجين فيه كبيراً أي اقل من الرقم الهيدروجين 7. انظر د.فايز محمد العيسوي، مصدر سابق، ص355.

(6) موقع على شبكة الانترنت بعنوان (file:/H:/scwor 5-htm) بتاريخ 14/1/2003.

(7) المصدر نفسه.

(8) كينيث مليليني، مصدر سابق، ص31.

(9) د.فايز محمد العيسوي، مصدر سابق، ص355.