‏يؤكد الإمام علي (عليه السلام) على أن التربية والتأديب تقع على القلب ، ولذلك حين خاطب ابنه الحسن (عليه السلام) في وصيته رقم 31 قال :

‏" وانما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته ، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبك " .

‏فكل العادات والآداب والأخلاق التي يكتسبها المرء تستقر في قلبه ، فتصبح ملكة ثابتة فيه .

‏وحتى علماء النفس الماديون ، فقد اعترفوا بهذه الحقيقة ، وأكدوا على أهمية القلب في تمثل الأخلاق والمبادئ الروحية .

‏يقول الأستاذ حافظ الجمالي أحد أساتذة علم النفس في كلية التربية بجامعة دمشق في كتابه (سيكولوجية الطفل) الذي عربه عن الفرنسية ، ص 100 :

‏إن الأخلاق لا تنشأ من تعليم يتجه إلى العقل وحده ء بل يجب أن تتأثر بها القلوب ، ولكن هذه القلوب لا تتأثر إلا بالعاطفة الحارة ، تشح من قلب مقتنع هو نفسه بما يعمل ، ومتأثر حقا بما يعمل. ولهذا كان أثر المربي أو أثر شخصه وهيئته وعواطفه وكل قيمه الاخلاقية ، كبيرا جدا في تربية الأطفال تربية أخلاقية  " .